نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 154
الجوازي التي لم تشرب الماء من قولهم جزأت الوحشية بالرطب عن الماء تجزأ فهي جازئة وهن جوازي يقول شرب جوانبه من الماء بقدر وما يليها من العير والمتن لم يشرب لأنه لا يسقي جميع السيف بل يسقي شفرتاه ويترك المتن ليكون اثبت عند الضرب فلا ينحطم.
حملته حمائل الدهر حتى ... وهي محتاجةٌ إلى خرازِ
يقول قد تداولته أيدي الدهر يعني أنه قديم الصنعة قد طالت عليه السنون ولما ذكر قدمه جعل الدهر حاملا له والسيف يحمل بالحمائل والحائل إذا أتت عليها الأيام اخلقت واحتاجت إلى الخراز وأضاف الحمائل إلى الدهر لأنه جعل الدهر حاملا له يقال حمالة وحمائل والمعنى اخلق الدهر حمائله بكثرة حمله إياه ولما كثر حمله أضاف الحمائل إليه كأنها له لما كان تحمله بها كثيراً.
فهو لا تلحق الدماء غراري ... هـ ولا عرض منتضيه المخازي
أي لسرعة قطعة يعبر الدم قبل أن يشعر فلا يلصق به ولا يتلطخ بالدم ولا تلحق المخازي عرض منتضيه يعني نفسه لحسن بلائه عند الحرب والمخازي جمع مخزاة وهو ما يخزى به الإنسان.
يا مزيل الظلام عني وروضي ... يوم شربي ومعقلي في البراز
يقول لسيفه أنت تزيل عني الظلام بصفائك ورونقك وأنت روضي يوم شربي يريد خضرته والسيف يوصف بالخضرة كما قال أبو جعفر الحمامي في مقصورة له، مهندٌ كأنما طباعه، أشربه بالهند ماء الهندبا، ومثله للبحتري، حملت حمائله القديمة بقلةً، من عهد عادٍ غضة لم تذبل، والبراز الصحراء.
واليماني الذي لو أسطعت كانت ... مقلتي غمده من الإعزازِ
أي من شدة صيانتي لو قدرت جعلت مقلتي غمده
إن برقي إذا برقت فعالي ... وصليل إذا صللت ارتجازي
يقول إن بإزاء برقك فعالي وبإزاء صليلك ارتجازي يقارب بين سيفه ونفسه يعني أن كان برقك ففعلي وشعري أبرق منه وإذا ارتفع صليلك أي صوتك في الضريبة فإن ارتجازي صليلي أصل به كما صللت وارتجازي انشادي الاراجيز من شعري فبها أصل لا بالطنين الذي يسمع من السيوف
ولم أحملك معلماًهكذا إلا ... لضرب الرقاب والأجواز
المعلم الذي قد شهر نفسه في الحرب بشيء يعرف به وذلك فعل الأبطال والأجواز الأوساط
ولقطعي بك الحديد عليها ... فكلانا لجنسه اليوم غازي
عليها على الرقاب والاجواز يعني الدروع والمغافر فأنا اغزو الناس وأنت تغزو الحديد.
سله الركض بعد وهنٍ بنجدٍ ... فتصدى للغيث أهل الحجاز
يقول ركضنا الخيل اخرجه من الغمد وكنا بنجد بعد أن مضى صدر من الليل فظن أهل الحجاز لمعانه ضوء برق فتعرضوا للغيث وقد نقل هذا من قول أبي الجهم، إذا أوقدت نارها بالحجاز، أضاء العراق سنا نارها،
فتمنيت مثله فكأني ... طالب لابن صالح من يوازي
أي هما فريدان لا نظير لسيفي ولا لهذا الممدوح
ليس كل السراةِ بالروذبار ... ي ولا كل ما يطير ببازي
فارسيٌ له من المجد تاجٌ ... كان من جوهرٍ على أبروازِ
يعني أنه من أولاد ملوك فارس وتاجه من المجد وتاج أبرويز كان من الجوهر وأبرويز أحد ملوك العجم وغير اسمه لأن العرب إذا تكلمت بالعجمية تصرفت فيها كما أرادت.
نفسه فوق كل أصلٍ شريفٍ ... ولو أني له إلى الشمس عازي
أي هو بنفسه أجل من كل أب وإن كان شريفا حتى لو نسبته إلى الشمس كان اشرف منها ويقال عوزته إذا نسبته إلى أبيه.
شغلت قلبه حسان المعالي ... عن حسان الوجوه والأعجاز
الإعجاز جمع العجز وعني بحسان الوجوه والأعجاز النساء يريد أن شغله بالمعالي لا بالنساء.
وكأن الفريد والدر واليا ... قوت من لفظه وسام الركاز
السام عروق الذهب والركاز ما يوجد في المعدن من الذهب يعني أن هذه الأشياء كأنها أخذت من لفظه لحسنه وانتظامه.
تقضم الجمر والحديد الأعادي ... دونه قضم سكر الأهواز
أي لحنقهم عليه وشدة غيظهم بقصورها دونه يقضمون الحديد والجمر كما يقضم السكر.
بلغته البلاغة الجهد بالعف ... وونال الإسهاب بالإيجاز
يقول بلاغته تبلغه بالسهولة واليسر ما يبلغه غيره بالجهد وينال بايجازه في القول ما نال غيره بالإكثار.
حامل الحرب والديات عن القو ... م وثقل الديون والأعوازِ
كيف لا يشتكي وكيف تشكوا ... وبه لا بمن شكاها المرازي
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 154