مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
العربیة
راهنمای کتابخانه
جستجوی پیشرفته
همه کتابخانه ها
صفحهاصلی
علوم القرآن
الفقه
علوم الحديث
الآدب
العقيدة
التاریخ و السیرة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
الجوامع والمجلات ونحوها
الأشخاص
علوم أخرى
فهارس الكتب والأدلة
مرقم آلیا
همهگروهها
نویسندگان
علوم القرآن
متون الحديث
الأجزاء الحديثية
شروح الحديث
كتب التخريج والزوائد
علوم الحديث
العلل والسؤالات
التراجم والطبقات
الأنساب
علوم أخرى
الفرق والردود
العقيدة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
كتب إسلامية عامة
الجوامع والمجلات ونحوها
التفاسير
البلدان والجغرافيا والرحلات
أصول الفقه والقواعد الفقهية
كتب الألباني
فقه عام
فقه شافعي
فقه حنفي
فقه حنبلي
بحوث ومسائل
الفتاوى
السياسة الشرعية والقضاء
التاريخ
السيرة والشمائل
كتب اللغة
الغريب والمعاجم ولغة الفقه
النحو والصرف
الأدب والبلاغة
فهارس الكتب والأدلة
همهگروهها
نویسندگان
مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
««اول
«قبلی
جلد :
1
نام کتاب :
شرح ديوان المتنبي
نویسنده :
الواحدي
جلد :
1
صفحه :
402
بسم الله الرحمن الرحيم
1
ولد أبو الطيب
2
1
2
أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني ... وفرق الهجر بين الجفن والوسن
2
روح تردد في مثل الخلال إذا ... أطارت الريح عنه الثوب لم يبن
2
كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني
3
بأبي من وددته فافترقنا ... وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
3
فافترقنا حولا فلما التقينا ... كان تسليمه علي وداعا
3
أهلا بدار سباك أغيدها ... أبعد ما بان عنك خردها
3
ظلت بها تنطوي على كبد ... نضيجة فوق خلبها يدها
3
يا حاديى عيسها وأحسبني ... أوجد ميتا قبيل أفقدها
4
قفا قليلا بها علي فلا ... أقل من نظرة أزودها
4
ففي فؤاد المحب نار هوى ... أحر نار الجحيم أبردها
4
شاب من الهجر فرق لمته ... فصار مثل الدمقس أسودها
4
بانوا بخرعوبة لها كفل ... يكاد عند القيام يقعدها
4
ربحلة اسم مقبلها ... سجلة أبيض مجردها
4
يا عاذل العاشقين دع فئة ... أضلها الله كيف ترشدها
5
ليس يحيك الملام في همم ... أقربها منك عنك أبعدها
5
بيئس الليالي سهرت من طربي ... شوقا إلى من يبيت يرقدها
5
أحييتها والدموع تنجدني ... شؤونها والظلام ينجدها
5
لا ناقتي تقبل الرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها
5
شراكها كورها ومشفرها ... زمامها والشسوع مقودها
5
أشد عصف الرياح يسبقه ... تحتي من خطوبها تأيدها
5
في مثل ظهر المجن متصل ... بمثل بطن المجن قرددها
5
مرتميات بنا إلى ابن عبيد ... الله غيطانها وفدفدها
6
إلى فتى يصدر الرماح وقد ... أنهلها في القلوب موردها
6
له أياد إلي سابقة ... أعد منها ولا أعددها
6
يعطى فلا مطله يكدرها ... به ولا منه ينكدها
6
خير قريش أبا وأمجدها ... أكثرها نائلا وأجودها
6
أطعنها بالقناة أضربها ... بالسيف جحجاحها مسودها
6
أفرسها فارسا وأطولها ... باعا ومغوارها وسيدها
6
تاج لوي بن غالب وبه ... سما لها فرعها ومحتدها
6
شمس ضحاها هلال ليلتها ... در تقاصيرها زبرجدها
6
يا ليت بي ضربة أتيح لها ... كما أتيحت له محمدها
7
أثر فيها وفي الحديد وما ... أثر في وجهه مهندها
7
فاغتبطت إذ رأت تزينها ... بمثله والجراح تحسدها
7
وأيقن الناس أن زارعها ... بالمكر في قلبه سيحصدها
7
أصبح حساده وانفسهم ... يحدرها خوفه ويصعدها
7
تبكى على الأنصل الغمود إذا ... أنذرها أنه يجردها
7
لعلمها أنها تصير دما ... وأنه في الرقاب يغمدها
7
أطلقها فالعدو من جزع ... يذمها والصديق يحمدها
7
تنقد النار من مضاربها ... وصب ماء الرقاب يخمدها
7
إذا أضل الهمام مهجته ... يوما فأطرافهن منشدها
7
قد أجمعت هذه الخليقة لي ... أنك يا ابن النبي أوحدها
8
وأنك بالأمس كنت محتلما ... شيخ معد وأنت أمردها
8
وكم وكم نعمة مجللة ... ربيتها كان منك مولدها
8
وكم وكم حاجة سمحت لها ... أقرب مني إلي موعدها
8
ومكرمات مشت على قدم ال ... بر إلي منزلي ترددها
8
أقر جلدي بها علي فلا ... أقدر حتى الممات أمجدها
8
فعد بها لا عدمتها أبدا ... خير صلات الكريم أعودها
8
لا تحسن الوفرة حتى ترى ... منشورة الضفرين يوم القتال
8
على فتى معتقل صعدة ... يعلها من كل وافي السبال
8
لقد أصبح الجرذ المستغير ... أسير المنايا صريع العطب
8
رماه الكناني والعامري ... وتلاه للوجه فعل العرب
8
كلا الرجلين أتلى قتله ... فأيكما غل حر السلب
9
وأيكما كان من خلفه ... فإن به عضة في الذنب
9
لما نسبت فكنت ابنا لغير أب ... ثم اختبرت فلم ترجع إلى أدب
9
سميت بالذهبي اليوم تسمية ... مشتقة من ذهاب العقل لا الذهب
9
ملقب بك ما لقبت ويك به ... يا أيها اللقب الملقى على اللقب
9
كفي أراني ويك لومك ألوما ... هم أقام على فواد أنجما
9
وخيال جسم لم يخل له الهوى ... لحما فيخله السقام ولا دما
9
وخفوق قلب لو رأيت لهيبه ... يا جنتي لظننت فيه جهنما
9
وإذا سحابة صد حب أبرقت ... تركت حلاوة كل حب علقما
9
يا وجه داهية الذي لولاك ما ... أكل الضنا جسدي ورض الأعظما
9
إن كان أغناها السلو فإنني ... أمسيت من كبدي ومنها معدما
9
غصن على نقوى فلاة نابت ... شمس النهار تقل ليلا مظلما
10
لم تجمع الأضداد في متشابه ... إلا لتجعلني لغرمي مغنما
10
كصفات أوحدنا أبي الفضل التي ... بهرت فانطق واصفيه فافحما
10
يعطيك مبتدئا فإن أعجلته ... أعطاك معتذرا كمن قد أجرما
10
نصر الفعال على المطال كأنما ... خال السؤال على النوال محرما
10
يا ايها الملك المصفى جوهرا ... من ذات ذي الملكوت أسمى من سما
10
نور تظاهر فيك لاهوتيه ... فتكاد تعلم علم ما لم يعلما
10
ويهم فيك إذا نطقت فصاحة ... من كل عضو منك أن يتكلما
10
أنا مبصر وأظن أني نائم ... من كان يحلم بالآله فأحلما
10
كبر العيان على حتى إنه ... صار اليقين من العيان توهما
11
يا من لجود يديه في أمواله ... نقم تعود على اليتامى أنعما
11
حتى يقول الناس ماذا عاقلا ... ويقول بيت المال ماذا مسلما
11
إذكار مثلك ترك إذكاري له ... إذ لا تريد لما أريد مترجما
11
محبي قيام ما لذالكم النصل ... بريا من الجرحى سليما من القتل
11
أرى من فرندى قطعة في فرنده ... وجودة ضرب الهام في جودة الصقل
11
وخضرة ثوب العيش في الخضرة التي ... أرتك أحمرار الموت في مدرج النمل
11
أمط عنك تشبيهي بما وكأنه ... فما أحد فوقي وما أحد مثلي
12
فذرني وإياه وطرفي وذابلي ... نكن واحدا يلقى الورى وأنظرن فعلي
12
إلى أي حين أنت في زي محرم ... وحتى مت في شقوة وإلى كم
12
وإلا تمت تحت السيوف مكرما ... تمت وتقاسي الذل غير مكرم
12
وثب واثقا بالله وثبة ماجد ... يرى الموت في الهيجا جنى النحل في الفم
12
أحيي وأيسر ما قاسيت ما قتلا ... والبين جار على ضعفي وما عدلا
12
والوجد يقوى كما تقوى النوى أبدا ... والصبر ينحل في جسمي كما نحلا
13
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
13
بما بجفنيك من سحر صلى دنفا ... يهوى الحياة وأما إن صددت فلا
13
إلا يشب فلقد شابت له كبد ... شيبا إذا خضبته سلوة نصلا
13
يجن شوقا فلولا أن رائحة ... تزوره في رياح الشرق ما عقلا
13
ها فأنظري أو فظني بي ترى حرقا ... من لم يذق طرفا منها فقد وألا
13
عل الأمير يرى ذلي فيشفع لي ... إلى التي تركتني في الهوى مثلا
13
أيقنت أن سعيدا طالب بدمي ... لما بصرت به بالرمح معتقلا
13
وأنني غير محص فضل والده ... ونائل دون نيلي وصفه زحلا
13
قيل بمنبج مثواه ونائله ... في الأفق يسأل عمن غيره سألا
13
يلوح بدر الدجى في صحن غرته ... ويحمل الموت في الهيجاء إن حملا
14
ترابه في كلاب كحل أعينها ... وسيفه في جناب يسبق العذلا
14
مهذ! ب الجد يستسقي الغمام به ... حلو كأن على أخلاقه عسلا
14
لنوره في سماء الفخر مخترق ... لو صاعد الفكر فيه الدهر ما نزلا
14
هو الأمير الذي بادت تميم به ... قدما وساق إليها حينها الأجلا
14
لما رأته وخيل النصر مقبلة ... والحرب غير عوان أسلموا الحللا
14
وضاقت الأرض حتى كان هاربهم ... إذا رأى غير شيء ظنه رجلا
14
فبعده وإلى ذا اليوم لو ركضت ... بالخيل في لهوات الطفل ما سعلا
15
فقد تركت الأولى لاقيتهم جزرا ... وقد قتلت الأولى لم تلقهم وجلا
15
كم مهمة قذف قلب الدليل به ... قلب المحب قضاني بعد ما مطلا
15
عقدت بالنجم طرفي في مفاوزه ... وحر وجهي بحر الشمس إذا أفلا
15
أنكحت صم حصاها خف يعملة ... تغشمرت بي إليك السهل والجبلا
15
لو كنت حشو قميصي فوق نمرقها ... سمعت للجن في غيطانها زجلا
15
حتى وصلت بنفس مات أكثرها ... وليتني عشت منها بالذي فضلا
15
أرجوا نداك ولا أخشى المطال به ... يا من إذا وهب الدنيا فقد بخلا
15
كم قتيل كما قتلت شهيد ... ببياض الطلا وورد الخدود
16
وعيون المها ولا كعيون ... فتكت بالمتيم المعمود
16
در در الصبي أأيام تجري ... ر ذيولي بدار الاثلة عودي
16
عمرك الله هل رأيت بدوار ... طلعت في براقع وعقود
16
راميات بأسهم ريشها الهد ... ب تشق القلوب قبل الجلود
16
يرتشفن من فمي رشفات ... هن فيه أحلى من التوحيد
16
كال خمصانة أرق من الخم ... ر بقلب أقسى من الجلمود
16
ذات فرع كأنما ضرب العن ... بر فيه ماء ورد وعود
16
حالك كالغداف جثل دجوج ... ي أثيث جعد بلا تجعيد
16
تحمل المسك من غدائرها الري ... ح وتفتر عن شتيت برود
16
جمعت بين جسم أحمد والسق ... م وبين الجفون والتسهيد
17
هذه مهجتي لديك لحيني ... فانقصى من عذابها أو فريدي
17
أهل ما بي من الضني بطل صي ... د بتصفيف طرة وبجيد
17
كل شيء من الدمآء حرام ... شربه ما خلا دم العنقود
17
فاسقنيها فدى لعينيك نفسي ... من غزال وطارفي وتليدي
17
شيب رأسي وذلتي ونحولي ... ودموعي على هواك شهودي
17
أي يوم سررتني بوصال ... لم ترعني ثلاثة بصدود
17
ما مقامي بدار نخلة إلا ... كمقام المسيح بين اليهود
17
مفرشي صهوة الحسان ولك ... ن قميصي مسرودة من حديد
17
لأمة فاضة أضاة دلاص ... أحكمت نسجها يدا داؤد
17
أين فضلي إذا قنعت من الده ... ر بعيش معجل التنكيد
17
ضاق صدري وطال في طلب الرز ... ق قيامي وقل عنه قعودي
17
ابدا أقطع البلاد ونجمي ... في نحوس وهمتي في سعود
17
ولعلي مؤمول بعض ما أب ... لغ باللطف من عزيز حميد
17
بسري لباسه خشن القط ... ن ومروي مرو لبس القرود
18
عش عزيزا أو مت وأنت كريم ... بين طعن القنا وخفق البند
18
فرؤوس الرماح أذهب للغي ... ظ وأشفى لغل صدر الحقود
18
لا كما قد حييت غير حميد ... وإذا مت مت غير فقيد
18
فأطلب العز في لظى وذر الذل ... ولو كان في جنان الخلود
18
يقتل العاجز الجبان وقد يع ... جز عن قطع بخنق المولود
18
ويوقى الفتى المخش وقد خ ... وض في ماء لبة الصنديد
18
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجدودي
18
وبهم فخر كل من نطق الضا ... د وعوذ الجاني وغوت الطريد
18
إن أكن معجبا فعجب عجيب ... لم يجد فوق نفسه من مزيد
18
أنا ترب الندى ورب القوافي ... وسمام العدى وغيظ الحسود
19
أنا في أمة تداركها الل ... هـ غريب تصالح في ثمود
19
قد شغل الناس كثرة الأمل ... وأنت بالمكرمات في شغل
19
تمثلوا حاتما ولو عقلوا ... لكنت في الجود غاية المثل
19
أهلا وسهلا بما بعثت به ... إيها أبا قاسم وبالرسل
19
هدية ما رأيت مهديها ... ألا رأيت العباد في رجل
19
أقل ما في أقلها سمك ... يسبح في بركة من العسل
19
كيف أكافي على أجل يد ... من لا يرى أنها يد قبلي
19
أقصر فلست بزائدي ودا ... بلغ المدى وتجاوز الحدا
19
أرسلتها مملوءة كرما ... فرددتها مملوءة حمدا
19
جاءتك تطفح وهي فارغة ... مثنى بن وتظنها فردا
19
تأبى خلائقك التي شرفت ... ألا تحن وتذكر العهدا
19
لو كنت عصرا منبتا زهرا ... كنت الربيع وكانت الوردا
19
بقية قوم آذنوا ببوار ... وأنضاء أسفار كشرب عقار
20
نزلنا على حكم الرياح بمسجد ... علينا لها ثوبا حصا وغبار
20
خليلي ما هذا مناخنا لمثلنا ... شدا عليها وأرحلا بنهار
20
ولا تنكرا عصف الرياح فإنها ... قرى كل ضيف بات عند سوار
20
أرق على أرق ومثلي يأرق ... وجوى يزيد وعبرة تترقرق
20
جهد الصبابة أن تكون كما أرى ... عين مسهدة وقلب يخفق
20
ما لاح برق أو ترنم طائر ... إلا انثنيت ولي فؤاد شيق
20
جربت من نار الهوى ما تنطفي ... نار الغضا وتكل عما تحرق
20
وعذلت أهل العشق حتى ذقته ... فعجبت كيف يموت من لا يعشق
20
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني ... عيرتهم فلقيت فيه ما لقوا
20
أبنى أبينا نحن أهل منازل ... أبدا غراب البين فينا ينعق
20
نبكي على الدنيا وما من معشر ... جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
21
أين الأكاسرة الجبابرة الأولى ... كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
21
من كل من ضاق الفضاء بجيشه ... حتى ثوى فحواه لحد ضيق
21
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا ... أن الكلام لهم حلال مطلق
21
فالموت آت والنفوس نفائس ... والمستغر بما لديه الأحمق
21
والمرء يأمل والحياة شهية ... والشيب أوقر والشبيبة أنزق
21
ولقد بكيت على الشباب ولمتي ... مسودة ولماء وجهي رونق
21
حذرا عليه قبل يوم فراقه ... حتى لكدت بماء جفني أشرق
21
أما بنو أوس بن معن بن الرضا ... فأعز من تحدى إليه الأينق
21
كبرت حول ديارهم لما بدت ... منها الشموس وليس فيها المشرق
21
وعجبت من أرض سحاب أكفهم ... من فوقها وصخورها لا تورق
21
وتفوح من طيب الثناء روائح ... لهم بكل مكانة تستنشق
22
مسكية النفحات إلا أنها ... وحشية بسواهم لا تعبق
22
أمريد مثل محمد في عصرنا ... لا تبلنا بطلاب ما لا يلحق
22
لم يخلق الرحمن مثل محمد ... أحدا وظني أنه لا يخلق
22
يا ذا الذي يهب الكثير وعنده ... أني عليه بأخذه أتصدق
22
أمطر على ساحب جودك ثرة ... وأنظر إلي برحمة لا أغرق
22
كذب ابن فاعلة يقول بجهله ... مات الكرام وأنت حي ترزق
22
حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا ... فلم أدر أي الظاعنين أشيع
22
أشاروا بتسليم فجدنا بأنفس ... تسيل من الآماق والسم أدمع
22
حشاي على جمر ذكي من الهوى ... وعيناي في روض من الحسن ترتع
22
ولو حملت صم الجبال الذي بنا ... غداة افترقنا أوشكت تتصدع
22
بما جنبي التي خاض طيفها ... إلى الدياجي والخليون هج
23
أتت زائرا ما خامر الطيب ثوبها ... وكالمسك من أردانها يتضوع
23
فما جلست حتى أنثنت توسع الخطا ... كفاطمة عن درها قبل ترضع
23
فشرد إعظامي لها ما أتى بها ... من النوم والتاع الفؤاد المفتج
23
فيا ليلة ما كان أطول بتها ... وسم الأفاعي عذب ما أتجرع
23
تذلل لها واخضع على القرب والنوى ... فما عاشق من لا يذل ويخضع
23
ولا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد ... على أحد إلا بلؤم مرقع
23
وإن الذي حابى جديلة طيىء ... به الله يعطى من يشاء ويمنع
23
بذي كرم ما مر يوم وشمسه ... على رأس أوفى ذمة منه تطلع
23
فأرحام شعر يتصلن لدنه ... وارحام مال لا تنى تتقطع
23
فتى ألف جزء رأيه في زمانه ... أقل جزى بعضه الرأي أجمع
24
غمام علينا ممطر ليس يقشع ... ولا البرق فيه خلبا حين يلمع
24
إذا عرضت حاج إليه فنفسه ... إلى نفسه فيها شفيع مشفع
24
خبت نار حرب لم تهجها بنانه ... وأسمر عريان من القشر أصلع
24
نحيف الشوى يعدو على أم رأسه ... ويحفى ويقوى عدوه حين يقطع
24
يمج ظلاما في نهار لسانه ... ويفهم عمن قال ما ليس يسمع
24
ذباب حسام منه أنجى ضريبة ... وأعصى لمولاه وذا منه أطوع
24
بكف جواد لو حكتها سحابة ... لما فاتها في الشرق والغرب موضع
24
فصيح متى ينطق تجد كل لفظة ... أصول البراعات التي تتفرع
24
وليس كبحر الماء يشتق قعره ... إلى حيث يفنى الماء حوت وضفدع
25
أبحر يضر المعتفين وطعمه ... زعاق كبحر لا يضر وينفع
25
يتيه الدقيق الفكر في بعد غوره ... ويغرق في تياره وهو مصقع
25
ألا أيها القيل المقيم بمنبج ... وهمته فوق السماكين توضع
25
أليس عجيبا أن وصفك معجز ... وأن طنوني في معاليك تظلع
25
وأنك في ثوب وصدرك فيكما ... على أنه من ساحة الأرض أوسع
25
وقلبك في الدنيا ولو دخلت بنا ... وبالجن فيه ما درت كيف ترجع
25
ألا كل سمح غيرك اليوم باطل ... وكل مديح في سواك مضيع
25
قضاعة تعلم أني الفتى ال ... ذي ادخرت لصروف الزمان
25
ومجدي يدل بني خندف ... على أن كل كريم يماني
25
أنا أبن اللقاء أنا ابن السخاء ... أنا ابن الضراب أنا ابن الطعان
25
أنا ابن الفيافي أنا ابن القوافي ... أنا ابن السروج أنا ابن الرعان
25
طويل النجاد طويل العماد ... طويل القناة طويل السنان
25
حديد الحفاظ حديد اللحاظ ... حديد الحسام حديد الجنان
26
يسابق سيقي منايا العباد ... إليهم كأنهما في رهان
26
يرى حده غامضات القلوب ... إذا كنت في هبوة لا أراني
26
سأجعله حكما في النفوس ... ولو ناب عنه لساني كفاني
26
قفا تريا ودقي فهاتا المخائل ... ولا تخشيا خلفا لما أنا قائل
26
رماني خساس الناس من صائب أسته ... وآخر قطن من يديه الجنادل
26
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
26
ويجهل أني مالك الأرض معسر ... وأني على ظهر السماكين راجل
26
تحقر عندي همتي كل مطلب ... ويقصر في عيني المدى المتطاول
26
وما زلت طودا لا تزول مناكبي ... إلى أن بدت للضيم في زلازل
26
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيس كلهن قلاقل
26
إذا الليل وارانا أرتنا خفافها ... بقدح الحصى ما لا ترينا المشاعل
27
كأني من الوجناء في ظهر موجة ... رمت بي بحارا ما لهن سواحل
27
يخيل لي أن البلاد مسامعي ... وأني فيها ما تقول العواذل
27
ومن يبغ ما أبغي من المجد والعلا ... تساوي المحائي عنده والمقاتل
27
ألا ليست الحاجات إلا نفوسكم ... وليس لنا إلا السيوف وسائل
27
فما وردت روح امرء روحه له ... ولا صدرت عن باخل وهو باخل
27
غثاثة عيشي أن تغث كرامتي ... وليس بغث أن تغث المآكل
27
ضيف ألم براسي غير محتشم ... والسيف أحسن فعلا منه باللمم
27
إبعد بعدت بياضا لا بياض له ... لأنت أسود في عيني من الظلم
28
بحب قاتلتي والشيب تغذيتي ... هواي طفلا وشيبي بالغ الحلم
28
فما أمر برسم لا أسائله ... ولا بذات خمار لا تريق دمي
28
تنفست عن وفاء غير منصدع ... يوم الرحيل وشعب غير ملتئم
28
قبلتها ودموعي مزج أدمعها ... وقبلتني على خوف فما لفم
28
فذقت ماء حيوة من مقبلها ... لو صاب تربا لأحيا سالف الأمم
28
ترنو إلي بعين الظبي مجشهة ... وتمسح الطل فوق الورد بالنعم
28
وريد حكمك فينا غير منصفة ... بالناس كلهم أفديك من حكم
29
أبديت مثل الذي أبديت من جزع ... ولم تجنى الذي أجننت من ألم
29
إذا لبزك ثوب الحسن أصغره ... وصرت مثلي في ثوبين من سقم
29
ليس التعلل بالآمال من أربى ... ولا القناعة بالإقلال من شيمي
29
ولا أظن بنات الدهر تتركني ... حتى تسد عليها طرقها هممي
29
لم الليالي التي أخنت على جدتي ... برقة الحال واعذرني ولا تلم
29
أرى أناسا ومحصولي على غنم ... وذكر جود ومحصولي على كلم
29
ورب مال فقيرا من مروته ... لم يثر منها كما أثرى من العدم
29
سيصحب النصل مني مثل مضربه ... وينجلي خبري عن صمة الصمم
30
لقد تصبرت حتى لات مصطبر ... فالآن أقحم حتى لات مقتحم
30
لأتركن وجوه الخيل ساهمة ... والحرب أقوم من ساق على قدم
30
والطعن يحرقها والزجر يقلقها ... حتى كأن بها ضربا من اللمم
30
قد كلمتها العوالي فهي كالحة ... كأنها الصاب معصوب على اللجم
30
بكل منصلت ما زال منتظري ... حتى أدلت له من دولة الخدم
30
شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة ... ويستحل دم الحجاج في الحرم
30
وكلما نطحت تحت العجاج به ... أسد الكتائب رامته ولم يرم
30
تنسى البلاد بروق البحو بارقتي ... وتكتفي بالدم البحاري عن الديم
30
ردي حياض الردى يا نفس واتركي ... حياض خوف الردى للشآء والنعم
30
إن لم أذرك على الأرماح سائلة ... فلا دعيت ابن أم المجد والكرم
30
أيملك الملك والأسياف ظامئة ... والطير جائعة لحم على وضم
31
من لو رآني ماء مات من ظمأ ... ولو مثلت له في النوم لم ينم
31
ميعاد كل رقيق الشفرتين غدا ... ومن عصى من ملوك العرب والغجم
31
فإن أجابوا فما قصدي بها لهم ... وإن تولوا فما أرضى لها بهم
31
أبا سعيد جنب العتابا ... فرب رآء خطأ صوابا
31
فإنهم قد أكثروا الحجابا ... واستوقفوا لردنا البوابا
31
وإن حد الصارم القرضابا ... والذابلات السمر والعرابا
31
شوقي إليك نفى لذيذ هجوعي ... فارقتني وأقام بين ضلوعي
31
أوما وجدتم في الصراة ملوحة ... مما أرقرق في الفرات دموعي
31
ما زلت أحذر من وداعك جاهدا ... حتى اغتدى أسفي على التوديع
31
رحل العزاء برحلتي فكأنما ... أتبعته الإنفاس للتشييع
31
أي محل أرتقى ... أي عظيم أتقي
31
وكل ما قد خلق الل ... هـ وما لم يخلق
31
محتقر في همتي ... كشعرة في مفرقي
31
إذا لم تجد ما يبتر الفقر قاعدا ... فقم واطلب الشيء الذي يبتر العمرا
31
أنا عاتب لتعتبك ... متعجب لتعجبك
32
إذ كنت حين لقيتني ... متوجعا لتغيبك
32
فشغلت عن رد السلا ... م وكان شغلي عنك بك
32
أنصر بجودك ألفاظا تركت بها ... في الشرق والغرب من عاداك مكبوتا
32
فقد نظرتك حتى حان مرتحلي ... وذا الوداع فكن أهلا لما شيتا
32
حاشا الرقيب فخانته ضمائره ... وغيض الدمع فأنهلت بوادره
32
وكاتم الحب يوم البين منتهك ... وصاحب الدمع لاتخفى سرائره
32
لولا ظباء عدي ما شقيت بهم ... ولا بربربهم لولا جاذره
32
من كل أحور في أنيابه شنب ... خمر يخامرها مسك تخامره
32
نعج محاجره دعج نواظره ... حمر غفائره سود غدائره
32
أعارني قسم جفنيه وحملني ... من الهوى ثقل ما تحوى مآزره
32
يا من تحكم في نفسي فعذبني ... ومن فؤادي على قتلي يضافره
33
بعودة الدولة الغراء ثانية ... سلوت عنك ونام الليل ساهره
33
من بعد ما كان ليلى لا صباح له ... كأن أول يوم الحشر آخره
33
غاب الأمير فغاب الخير عن بلد ... كادت لفقد اسمه تبكي منابره
33
قد اشتكت وحشة الأحياء أربعه ... وخبرت عن أسى الموتى مقابره
33
حتى إذا عقدت فيه القباب له ... أهل لله باديه وحاضره
33
وجددت فرحا لا الغم يطرده ... ولا الصبابة في قلب تجاوره
33
إذا خلت منك حمص لا خلت أبدا ... فلا سقاها من الوسمي باكره
33
دخلتها وشعاع الشمس متقد ... ونور وجهك بين الخيل باهره
33
في قيلق من حديد لو قذفت به ... صرف الزمان لما دارت دوائره
33
تمضي المواكب والأبصار شاخصة ... منها إلى الملك الميمون طائره
33
قد حرن في بشر في تاجه قمر ... في درعه أسد تدمى أظافره
33
حلو خلائقه شوس حقائقه ... تحصى الحصى قبل أن تحصى مآثره
33
تضيق عن جيشه الدنيا ولو رحبت ... كصدره لم تبن فيها عساكره
33
إذا تغلغل فكر المرء في طرف ... من مجده غرقت فيه خواطره
34
تحمى السيوف على أعدائه معه ... كأنهن بنوه أو عشائره
34
إذا انتضاها لحرب لم تدع جسدا ... إلا وباطنه للعين ظاهره
34
فقد تيقن أن الحق في يده ... وقد وثقن بأن الله ناصره
34
تركن هام بني عوف وثعلبة ... على رؤوس بلا ناس مغافرة
34
فخاض بالسيف بحر الموت خلفهم ... وكان منه إلى الكعبين زاخره
34
كم من دم رويت منه أسنته ... ومهجة ولغت فيها بواتره
34
وحائن لعبت سمر الرماح به ... والعيش هاجره والنسر زائرة
34
من قال لست بخير الناس كلهم ... فجهله بك عند الناس عاذره
34
أو شك أنك فرد في زمانهم ... بلا نظير ففي روحي أخاطره
34
يا من ألوذ به فيما أومله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
34
ومن توهمت أن البحر راحته ... جوداص وأن عطاياها جواهره
34
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ... ولا يهيضون عظما أنت جابره
34
لا يجبر الناس عظم ما كسروا ... ولا يهيضون عظم ما جبروا
34
إرحم شباب فتى اودت بجدته ... يد البلا وذنى في السجن ناضره
34
عزيز أسى من داؤه الحدق النجل ... عياء به مات المحبون من قبل
35
فمن شاء فلينظر إلى فمنظري ... نذير إلى من ظن أن الهوى سهل
35
وما هي إلا لحظة بعد لحظة ... إذا نزلت في قلبه رحل العقل
35
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي ... فأصبح لي عن كل شغل بها شغل
35
سبتني بدل ذات حسن يزينها ... تكحل عينيها وليس لها كحل
35
كأن لحاظ العين في فتكه بنا ... رقيب تعدى أو عدو له دخل
35
ومن جسدي لم يترك السقم شعرة ... فما فوقها إلا وفيها له فعل
35
إذا عذلوا فيها أجبت بأنة ... حبيبتا قلبا فؤادا هيا جمل
35
كأن رقيبا منك سد مسامعي ... عن العذل حتى ليس يدخلها العذل
35
كأن سهاد العين يعشق مقلتي ... فبينهما في كل هجر لنا وصل
35
أحب التي في البدر منها مشابه ... وأشكو إلى من لا يصاب له شكل
35
إلى واحد الدنيا إلى ابن محمد ... شجاع الذي لله ثم له الفضل
36
إلى الثمر الحلو الذي ضيء له ... فروع وقحان بن هود لها أصل
36
إلى سيد لو بشر الله أمة ... بغير نبي بشرتنا به الرسل
36
إلى القابض الأرواح والضيغم الذي ... تحدث عن وقفاته الخيل والرجل
36
إلى رب مال كلما شت شمله ... تجمع في تشتيته للعلي شمل
36
همام إذا ما فارق الغمد سيفه ... وعاينته لم تدر أيهما النصل
36
رأيت ابن أم الموت لو أن بأسه ... فشى بين أهل الأرض لا نقطع النسل
36
على سابح موج المنايا بنحره ... غداة كأن النبل في صدره وبل
36
وكم عين قرن حذقت لنزاله ... فلم تغض غلا والسنان لها كحل
36
إذا قيل رفقا قال للحلم موضع ... وحلم الفتى في غير موضعه جهل
36
ولولا تولي نفسه حمل حلمه ... عن الأرض لأنهدت وناء بها الحمل
37
تباعدت الآمال عن كل مقصد ... وضاق بها إلا إلى بابك السبل
37
ونادى الندى بالنائمين عن السرى ... فاسمعهم هبوا فقد هلك البخل
37
وحالت عطايا كفه دون وعده ... فليس له إنجاز وعد ولا مطل
37
وأقرب من تحديدها رد فائت ... وأيسر من إحصائها القطر والرمل
37
وما تنقم الأيام ممن وجوهها ... لأخمصه في كل نائبة نعل
37
وما عزة فيها مراد أراده ... وإن عز إلا أن يكون له مثل
37
كفى ثعلا فخرا بأنك منهم ... ودهر لأن أمسيت من أهله أهل
37
وويل لنفس حاولت منك غرة ... وطوبى لعين ساعة منك لا تخلو
37
فما بفقير شام برقك فاقة ... ولا في بلاد أنت صيبها محل
38
أليوم عهدكم فأين الموعد ... هيهات ليس ليوم عهدكم غد
38
الموت أقرب مخلبا من بينكم ... والعيش أبعد منكم لا تبعدوا
38
إن التي سفكت دمي بجفونها ... لمتدر أن دمي الذي تتقلد
38
قالت وقد رأت اصفراري من به ... وتنهدت فأجبتها المتنهد
38
فمضت وقد صبغ الحياء بياضها ... لوني كما صبغ اللجين العسجد
38
فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى ... متأودا غصن به يتأود
38
عدوية بدوية من دونها ... سلب النفوس ونار حرب توقد
38
وهواجل وصواهل ومناصل ... وذوابل وتوعد وتهدد
38
أبلت مودتها الليالي بعدنا ... ومشى عليها الدهر وهو مقيد
38
أبرحت يا مرض الجفون بممرض ... مرض الطبيب له وعيد العود
39
فله بنو عبد العزيز بن الرضى ... ولكل ركب عيسهم والفدفد
39
أعطى فقلت لجوده ما يقتني ... وسطا فقلت لسيفه ما يولد
39
وتحيرت فيه الصفات لأنها ... ألفت طرائقه عليها تبعد
39
في كل معترك كلي مفرية ... يذممن منه ما الأسنة تحمد
39
نقم على نقم الزمان يصبها ... نعم على النعم التي لا تجحد
39
في شأنه ولسانه وبنانه ... وجنانه عجب لمن يتفقد
39
أسد دم الأسد الهزبر خضابه ... موت فريص الموت منه يرعد
39
ما منبج مذ غبت إلا مقلة ... سهدت ووجهك نومها والإثمد
39
فالليل حين قدمت فيها أبيض ... والصبح منذ رحلت عنها أسود
40
مازلت تدنو وهي تعلو عزة ... حتى توارى في ثراها الفرقد
40
أرض لها شرف سواها مثلها ... لو كان مثلك في سواها يوجد
40
أبدى العداة بك السرور كأنهم ... فرحوا وعندهم المقيم المقعد
40
قطعتهم حسدا أراهم ما بهم ... فتقطعوا حسدا لمن لا يحسد
40
حتى انثنوا ولو أن حر قلوبهم ... في قلب هاجرة لذاب الجلمد
40
نظر العلوج فلم يروا من حولهم ... لما رأوك وقيل هذا السيد
40
بقيت جموعهم كأنك كلها ... وبقيت بينهم كأنك مفرد
40
لهفان يستوبي بك الغضب الورى ... لو لم ينهنهك الحجي والسودد
40
كن حيث شئت تسر إليك ركابنا ... فالأرض واحدة وأنت الأوحد
40
وصن الحسام ولا تذله فإنه ... يشكو يمينك والجماجم تشهد
40
يبس النجيع عليه وهو مجرد ... من غمده وكأنما هو مغمد
40
ريان لو قذف الذي أسقيته ... لجرى من المهجات بحر مزبد
40
ما شاركته منية في مهجة ... إلا وشفرته على يدها يد
41
إن الرزايا والعطايا والقنا ... حلفاء طي غوروا أو أنجدوا
41
صح يال جلهمة تذرك وإنما ... أشفار عينك ذابل ومهند
41
من كل أكبر من جبال تهامة ... قلبا ومن جود الغوادي أجود
41
يلقاك مرتديا بأحمر من دم ... ذهبت بخضرته الطلى والأكبد
41
حتى يشار إليك ذا مولاهم ... وهم الموالي والخليقة أعبد
41
أنى يكون أبا البرية آدم ... وأبوك والثقلان أنت محمد
41
يفنى الكلام ولا يحيط بفضلكم ... أيحيد ما يفنى بما لا ينفد
41
أهون بطول الثواء والتلف ... والسجن والقيد يا أبا دلف
41
غير اختيار قبلت برك بي ... والجوع يرضى الأسود بالجيف
41
كن أيها السجن كيف شئت فقد ... وطنت للموت نفس معترف
42
لو كان سكناي فيك منقصة ... لم يكن الدر ساكن الصدف
42
أي خدد الله ورد الخدود ... وقد قدود الحسان القدود
42
فهن أسلن دما مقلني ... وعذبن قلبي بطول الصدود
42
وكم للهوى من فتى مدنف ... وكم للنوى من قتيل شهيد
42
فوا حسرتا ما أمر الفراق ... وأعلق نيرانه بالكبود
42
وأعرى الصبابة بالعاشقين ... وأقتلها للمحب العميد
42
وألهج نفسي لغير الخنا ... بحب ذوات اللمى والنهود
42
فكانت وكن فداء الأمير ... ولا زال من نعمة في مزيد
42
لقد حال بالسيف دون الوعيد ... وحالت عطاياه دون الوعود
42
فأنجم أمواله في النحوس ... وأنجم سؤاله في السعود
42
ولو لم أخف غير أعدائه ... عليه لبشرته بالخلود
42
رمى حلبا بنواصي الخيول ... وسمر يرقن دما في الصعيد
42
وبيض مسافرة ما يقم ... ن لا في الرقاب ولا في الغمود
42
يقدن الفناء غداة اللقاء ... إلى كل جيش كثير العديد
43
فولي بأشياعه الخرشني ... كشاء أحس بزار الأسود
43
يرون من الذعر صوت الرياح ... صهيل الجياج وخفق البنود
43
فمن كالأمير ابن بنت الأمي ... ر أم من كآبائه والجدود
43
سعوا للمعالي وهم صبية ... وسادوا وجادوا وهم في المهود
43
أمالك رقى ومن شأنه ... هبات اللجين وعتق العبيد
43
دعوتك عند انقطاع الرجا ... ء والموت مني كحبل الوريد
43
دعوتك لما براني البلاء ... وأوهن رجلي ثقل الحديد
43
وقد كان مشيهما في النعال ... فقد صار مشيهما في القيود
43
وكنت من الناس في محفل ... فها أنا في محفل من قرود
43
تعجل في وجوب الحدود ... وحدي قبل وجوب الساجود
43
وقيل عدوت عل العالمي ... ن بين ولادي وبين القعود
43
فما لك تقبل زور الكلام ... وقدر الشهادة قدر الشهود
43
فلا تسمعن من الكاشحين ... ولا تعبأن بمحك اليهود
43
وكن فارقا بين دعوى أردت ... ودعوى فعلت بشأو بعيد
44
وفي جود كفيك ما جدت لي ... بنفسي ولو كنت أشقى ثمود
44
أبا عبد الإله معاذ إني ... خفي عنك في الهيجا مقامي
44
ذكرت جسيم ما طلبي وأنا ... نخاطر فيها بالمهج الجسام
44
أمثلي تأخذ النكبات منه ... ويجزع من ملاقاة الحمام
44
ولو برز الزمان إلى شخصا ... لخضب شعر مفرقه حسامي
44
وما بلغت مشيتها الليالي ... ولا سارت وفي يدها زماني
44
إذا امتلأت عيون الخيل مني ... فويل في التيقظ والمنام
44
أنا عين المسود الجحجاح ... هيجتني كلابكم بالنباح
44
أيكون الهجان غير هجان ... أما يكون الصراح غير صراح
44
جهلوني وإن عمرت قليلا ... نسبتني لهم رؤوس الرماح
44
ألذ من المدام الخندريس ... وأحلى من معاطاة الكؤوس
44
معاطاة الصفائح والعوالي ... وإقحامي خميسا في خميس
44
فموتي في الوغى عيشي لأني ... رأيت العيش في أرب النفوس
45
ولو سقيتها بيدي نديم ... أسر به لكان أبا ضبيس
45
إذا ما شربت الخمر صرفا مهنأ ... شربنا الذي ن مثله شرب الكرم
45
ألا حبذا قوم نداماهم القنا ... يسقونها ريا وساقيهم العزم
45
لأحبتي أن يملؤا ... بالصافيات الأكوبا
45
وعليهم أن يبذلوا ... وعلي أن لا أشربا
45
حتى تكون الباترات ... المسمعات فأطربا
45
أما ترى ما أراه أيها الملك ... كأننا في سماء ما لها حبك
45
ألفرقد ابنك والمصباح صاحبه ... وأنت بدر الدجى والمجلس الفلك
45
إن القوافي لم تنمك وإنما ... محقتك حتى صرت ما لايوجد
45
فكأن أذنك فوك حين سمعتها ... وكأنها مما سكرت المرقد
45
كتمت حبك حتى منك تكرمة ... ثم استوى فيك إسراري وإعلاني
45
كأنه زاد حتى فاض عن جسدي ... فصار سقمي به في جسم كتماني
45
وأخ لنا بعث الطلاق ألية ... لأعللن بهذه الخرطوم
45
فجعلت ردي عرسه كفارة ... من شربها وشربت غير أثيم
46
أظبية الوحش لولا ظبية الأنس ... لما غدوت بجد في الهوى تعس
46
ولا سقيت الثرى والمزن مخلفه ... دمعا ينشفه من لوعة نفسي
46
ولا وقفت بجسم مسى ثالثة ... ذي أرسم درس في الأرسم الدرس
46
صريع مقلتها سال دمنتها ... قتيل تكسير ذاك الجفن واللعس
46
خريدة لو رأتها الشمس ما طلعت ... ولو رآها قضيب البان لم يمس
46
ما ضاق قبلك خلخال على رشإ ... ولا سمعت بديباج على كنس
46
إن ترمني نكبات الدهر عن كثب ... ترم أمرأ غير رعديد ولا نكس
46
يفدي بنيك عبيد الله حاسدهم ... بجبهة العير يفدي حافر الفرس
46
أبا الغطارفة الحامين جارهم ... وتاركي الليث كلبا غير مفترس
47
من كل أبيض وضاح عمامته ... كأنما اشتملت نورا على قبس
47
دان بعيد محب مبغض بهج ... أغر حلو ممر لين شرس
47
ند أبي غر واف أخي ثقة ... جعد سري نه ندب رضى ندس
47
لو كان فيض يديه ماء غادية ... عز القطا في الفيافي موضع اليبس
47
أكارم حسد الأرض السماء بهم ... وقصرت كل مصر عن طرابلس
47
أي الملوك وهم قصدي أحاذره ... واي قرن وهم سيفي وهم ترسي
47
أحببت برك إذ أردت رحيلا ... فوجدت أكثر ما وجدت قليلا
47
وعلمت أنك في المكارم راغب ... صب إليها بكرة وأصيلا
47
فجعلت ما تهدي إلى هدية ... مني إليك وظرفها التأميلا
47
بر يخف على يديك قبوله ... ويكون محمله علي ثقيلا
47
هذي برزت لنا فهجت رسيسا ... ثم انصرفت وما شفيت نسيسا
48
وجعلت حظي منك حظي في الكرى ... وتركتني للفرقدين جليسا
48
قطعت ذياك الخمار بسكرة ... وأدرت من خمر الفراق كؤسا
48
إن كنت طاعنة فإن مدامعي ... تكفي مزادكم وتروي العيسا
48
حاشى لمثلك أن تكون بخيلة ... ولمثل وجهك أن يكون عبوسا
48
ولمثل وصلك أن يكو ممنعا ... ولمثل نيلك أن يكون خسيسا
48
خود جنت بيني وبين عواذلي ... حربا وغادرت الفؤاد وطيسا
48
بيضاء يمنعها تكلم دلها ... تيها ويمنعها الحياء تميسا
49
لما وجدت دواء دائي عندها ... هانت على صفات جالينوس
49
أبقى زريق للثغور محمدا ... أبقى نفيس للنفيس نفيسا
49
إن حل فارقت الخزائن ماله ... أو سار فارقت الجسوم الروسا
49
ملك إذا عاديت نفسك عاده ... ورضيت أوحش ما كرهت أنيسا
49
الخائض الغمرات غير مدافع ... والشمري المطعن الدعيسا
49
كشفت جمهرة العباد فلم أجد ... إلا مسودا جنبه مرءوسا
49
بشر تصور غياة في آية ... تنفي الظنون وتفسد التقييسا
49
وبه يضن على البرية لا بها ... وعليه منها لا عليها يوسا
49
لو كان ذو القرنين أعمل رأيه ... لما أتى الظلمات صرن شموسا
49
أو كان صادف راس عازر سيفه ... في يوم معركة لأعيى عيسى
49
او كان لج البحر مثل يمينه ... ما انشق حتى جاز فيه موسى
50
أو كان للنيران ضوء جبينه ... عبدت فصار العالمون مجوسا
50
لما سمعت به سمعت بواحد ... ورأيته فرأيت منه خميسا
50
ولحظت أنمله فسلن مواهبا ... ولمست منصله فسال نفوسا
50
يا من نلوذ من الزمان بظله ... أبدا ونطرد باسمه إبليسا
50
صدر المخبر عنك دونك وصفه ... من بالعراق يراك في طرسوسا
50
فإذا طلبت فريسة فارقته ... وإذا خدرت تخذته عريسا
50
إني نثرت عليك درا فانتقد ... كثر المدلس فاحذر التدليسا
50
حجبتها عن أهل انطاكية ... وجلوتها لك فاجتليت عروسا
50
خير الطيور على القصور وشرها ... يأوي الخراب ويسكن الناووسا
50
لو جادت الدنيا فدتك بأهلها ... أو جاهدت كتبت عليك حبيسا
50
محمد بن زريق ما نرى أحدا ... إذا فقدناك يعطي قبل أن يعدا
51
فقد قصدتك والترحال مقترب ... والدار شاسعة والزاد قد نفدا
51
فخل كفك تهمي واثن وابلها ... إذا اكتفيت وإلا أغرق البلدا
51
بكيت يا ربع حتى كدت أبكيكا ... وجدت بي وبدمعي في مغانيكا
51
فعم صباحا لقد هيجت في شجنا ... وأردد تحيتناإنا محيوكا
51
بأي حكم زمان صرت متخذا ... رئم الفلا بدلا من رئم أهليكا
51
أيام فيك شموس ما انبعثن لنا ... إلا ابتعثن دما باللحظ مسفوكا
51
والعيش أخضر والأطلال مشرقة ... كأن نور عبيد الله يعلوكا
51
نجا امرء يا ابن يحيى كنت بغيته ... وخاب ركب ركاب لم يؤموكا
51
أحييت للشعراء الشعر فامتدحوا ... جميع من مدحوه بالذي فيكا
51
وعلموا الناس منك المجد واقتدروا ... على دقيق المعاني من معانيكا
51
فكن كما شئت يا من لا شبيه له ... أوكيف شئت فما خلق يدانيكا
51
شكر العفة لما أوليت أوجدني ... إلى يديك طريق العرف مسلوكا
51
وعظم قدرك في الآفاق أوهمني ... أني بقلة ما أثنيت أهجوكا
51
كفى بأنك من قحطان في شرف ... وإن فخرت فكل من مواليك
51
ولو نقصت كما قد زدت من كرم ... على الورى لرأوني مثل شانيكا
51
لبي نداك لقد نادى فاسمعني ... يفديك من رجل صحبي وأفديكا
52
ما زلت تتبع ما تولي يدا بيد ... حتى ظننت حيوتي من أياديكا
52
فإن تقل ها فعادات عرفت بها ... أولا فإنك فظننت لا يسخو بلا فوكا
52
أريقك أم ماء الغمامة أم خمر ... بفي برود وهو في كبدي جمر
52
إذا الغصن أم ذا الدعص أم أنت فتنة ... وذيا الذي قبلته البرق أم ثغر
52
رأت وجه من أهوى بليل عواذلي ... فقلن نرى شمسا وما طلع الفجر
52
رأين التي للسحر في لحظاتها ... سيوف ظباها من جمي أبدا حمر
52
تناهى سكون الحسن في حركاتها ... فليس لراء وجهها لم يمت عذر
52
إلبيك ابن يحيى بن الوليد تجاوزت ... بي البيد عيس لحمها والدم الشعر
52
نضحت بذكراكم حرارة قلبها ... فسارت وطول الأرض في عينها شبر
52
إلى ليث حرب يلحم الليث سيفه ... وبحر ندى في موجه يغرق البحر
53
وإن كان يبقى جوده من تليده ... شبيها بما يبقى من العاشق الهجر
53
فتى كل يوم يحتوي نفس ماله ... رماح المعالي لا الردينية السمر
53
تباعد ما بين السحاب وبينه ... فنائلها قطر ونائله غمر
53
ولو تنزل الدنيا على حكم كفه ... لأصبحت الدنيا وأكثرها نزر
53
أراه صغيرا قدرها عظم قدره ... فما لعظيم قدره عنده قدر
53
متى ما يشر نحو السماء بوجهه ... تخر له الشعري وينكسف البدر
53
ترى القمر الأرضي والملك الذي ... له الملك بعد الله والمجد والذكر
53
كثير سهاد العين من غير علة ... يؤرقه فيما يشرفه الفكر
53
له منن تفنى الثناء كأنما ... به أقسمت أن لا يؤدي لها شكر
53
أبا أحمد ما الفخر إلا لأهله ... وما لأمرء لم يمس من بحتر فخر
53
هم الناس إلا أنهم من مكارم ... يغنى بهم حضر ويجدو بهم سفر
53
بمن أضرب الأمثال أم من أقيسه ... إليك وأهل الدهر دونك والدهر
53
ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد ... حتى أكون بلا قلب ولا كبد
53
ولا الديار التي كان الحبيب بها ... تشكو إلي ولا أشكو إلى أحد
54
ما زال كل هزيم الودق ينحلها ... والسقم ينحلني حتى حكت جسدي
54
وكلما فاض دمعي غاض مصطبري ... كأن ما سال من جفني من جلدي
54
وأين من زفراتي من كلفت به ... وأين منك ابن يحيى صولة الأسد
54
لما وزنت بك الدنيا فملت بها ... وبالورى قل عندي كثرة العدد
54
ما جار في خلد الأيام لي فرح ... أبا عبادة حتى درت في خلدي
54
ملك إذا امتلأت مالا خزائنه ... أذاقها طعم ثكل الأم للولد
54
ماضي الجنان يريه الحزم قبل غد ... بقلبه ما ترى عيناه بعد غد
54
ماذا البهاء ولا ذا النور من بشر ... ولا السماح الذي فيه سماح يد
55
أي الأكف تباري الغيث ما اتفقا ... حتى إذا افترقا عادت ولم يعد
55
قد كنت أحسب أن المجد من مضر ... حتى تبحتر فهو اليوم من أدد
55
قوم إذا مطرت موتا سيوفهم ... حسبتها سحبا جادت على بلد
55
لم أجر غاية فكري منك في صفة ... إلا وجدت مداها غاية الأبد
55
جللا كما بي فليك التبريح ... أغذاء ذا الرشأ الأغن الشيح
55
لعبت بمشيته الشمول وغادرت ... صنما من الأصنام لولا الروح
56
ما باله لا حظته فتضرجت ... وجناته وفؤادي المجروح
56
ورما وما رمتا يداه فصابني ... سهم يعذب والسهام تريح
56
قرب المزار ولا مزار وإنما ... يغدو الجنان فلتقي ويروح
56
وفشت سرائرنا إليك وشفنا ... تعريضنا فبدا لك التصريح
56
لما تقطعت الحمول تقطعت ... نفسي أسى وكأنهن طلوح
57
وجلا الوداع من الحبيب محسنا ... حسن العزاء وقد جلين قبيح
57
فيد مسلمة وطرف شاخص ... وحشا يذوب ومدمع مسفوح
57
يجد الحمام ولو كوجدي لانبرى ... شجر الأراك مع الحمام ينوح
57
وأمق لو خدت الشمال براكب ... في عرضه لأناخ وهي طليح
57
نازعته قلص الركاب وركبها ... خوف الهلاك حداهم التسبيح
57
لولا الأمير مساور بن محمد ... ما جشمت خطرا ورد نصيح
57
ومتى ونت وأبو المظفر أمها ... فأتاح لي ولها الحمام متيح
57
شمنا وما حجب السماء بروقه ... وحري يجود وما مرته الريح
57
مرجو منفعة مخوف أذية ... مغبوق كأس محامد مصبوح
57
حنق على بدر اللجين وما أتت ... بإساءة وعن المسيىء صفوح
57
لو فرق الكرم المفرق ماله ... في الناس لم يكن في الزمان شحيح
57
ألغت مسامعه الملام وغادرت ... سمة على أنف اللئام تلوح
58
هذا الذي خلت القرون وذكره ... وحديثه في كتبها مشروح
58
ألبابنا بجماله مبهورة ... وسحابنا بنواله مفضوح
58
يغشى الطعان فلا يرد قناته ... مكسورة ومن الكماة صحيح
58
وعلى التراب من الدماء مجاسد ... وعلى السماء من العجاج مسوح
58
يخطو القتيل إلى القتيل أمامه ... رب الجواد وخلفه المبطوح
58
فمقيل حب محبه فرح به ... ومقيل غيظ عدوه مقروح
58
يخفى العداوة وهي غير خفية ... نظر العدو بما أسر يبوح
58
يا ابن الذي ما ضم برد كابنه ... شرفا ولا كالجد ضم ضريح
58
نفديك من سيل إذا سئل الندى ... هول إذا اختلطا دم ومسيح
58
لو كانت بحرا لم يكن لك ساحل ... أو كنت غيثا ضاق عنك اللوح
58
وخشيت منك على البلاد وأهلها ... ما كان أنذر قوم نوح نوح
58
عجز بحر فاقة ووراءه ... رزق الإله وبابك المفتوح
58
إن القريض شج بعطفي عائذ ... من أن يكون سواءك الممدوح
58
وذكى رائحة الرياض كلامها ... تبغي الثناء على الحيا فتفوح
59
جهد المقل فكيف بابن كريمة ... توليه خيرا واللسان فصيح
59
أمساور أم قرن شمس هذا ... أم ليث غاب يقدم الأستاذا
59
شم ما انتضيت فقد تركت ذبابه ... قطعا وقد ترك العباد جذاذا
59
هبك ابن يزداذ حطمت وصحبه ... أترى الورى أصحوا بنى يزداذا
59
غادرت أوجههم بحيث لقيتهم ... أقفاءهم وكبودهم افلاذا
59
في موقف وقف الحمام عليهم ... في ضنطه واستحوذ استحواذا
59
جمدت نفوسهم فلما جئتها ... أجريتها وسقيتها الفولاذا
59
لما رأوك رأوا أباك محمدا ... في جوشن وأخا أبيك معاذا
59
أعجلت ألسنهم بضرب رقابهم ... عن قولهم لا فارس إلا ذا
59
غر طلعت عليه طلعة عارض ... مطر المنايا وابلا ورذاذا
59
فغدا أسيرا قد بللت ثيابه ... بدم وبل ببوله الأفخاذا
59
سدت عليه المشرفية طرقه ... فانصاع لا حلبا ولا بغداذا
59
طلب الإمارة في الثغور ونشؤه ... ما بين كرخايا إلى كلواذا
60
فكأنه حسب الأسنة حلوة ... أو ظنها البراني والآزاذا
60
لم يلق قبلك من إذا اختلف القنا ... جعل الطعان من الطعان ملاذا
60
من لا توافقه الحياة وطيبها ... حتى يوافق عزمه الإنقاذا
60
متعودا لبس الدروع يخالها ... في البرد خزا والهواجر لاذا
60
أعجب بأخذكه وأعجب منكما ... أن لا تكون لمثله أخاذا
60
إني لأعلم واللبيب خبير ... أن الحياة وإن حرصت غرور
60
ورأيت كلا ما يعلل نفسه ... بتعلة وإلى الفناء يصير
60
أمجاور الديماس رهن قرارة ... فيها الضياء بوجهه والنور
60
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى ... أن الكواكب في التراب تغور
60
ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى ... رضوى على أيدي الرجال تسير
60
خرجوا به ولكل باك خلفه ... صعقات موسى يوم دك الطور
60
والشمس في كبد السماء مريضة ... والأرض واجفة تكاد تمور
60
وحفيف أجنحة الملائك حوله ... وعيون أهل اللاذقية صور
60
حتى أتوا جدثا كأن ضريحه ... في قلب كل موحد محفور
60
بمزود كفن البلى من ملكه ... مغف واثمد عينه الكافور
61
فيه السماحة والفصاحة والتقى ... والبأس أجمع والحجي والخير
61
كفل الثناء له برد حياته ... لما انطوى فكأنه منشور
61
فكأنما عيسى بن مريم ذكره ... وكأن عازر شخصه المقبور
61
غاضت أنامله وهن بحور ... وخبت مكايده وهن سعير
61
يبكي عليه وما استقر قراره ... في اللحد حتى صافحته الحور
61
صبرا بنى إسحاق عنه تكرما ... إن العظيم على العظيم صبور
61
فلكل مفجوع سواكم مشبه ... ولكل مفقود سواه نظير
61
أيام قائم سيفه في كفه ال ... يمنى وباع الموت عنه قصير
61
ولطال ما انهملت بماء أحمر ... في شفرتيه جماجم ونحور
61
فأعيد إخوته برب محمد ... أن يجزنوا ومحمد مسرور
61
أو يرغبوا بقصورهم عن حفرة ... حياه فيها منكر ونكير
61
نفر إذا غابت غمود سيوفهم ... عنها فآجال العداة حصور
61
وإذا لقوا جيشا تيقن أنه ... من بطن طير تنوفة محشور
61
لم تثن في طلب أعنة خليهم ... ألا وعمر طريدها مبتور
61
يممت شاسع دارهم عن نية ... إن لمحب على البعاد يزور
61
وقنعت باللقيا وأول نظرة ... إن القليل من الحبيب كثير
62
ألآل إبراهيم بعد محمد ... إلا حنين دائم وزفير
62
ما شك خابر أمرهم من بعده ... أن العزاء عليهم محظور
62
تدمى خدودهم الدموع وتنقضي ... ساعات ليلهم وهن دهور
62
أبناء عم كل ذنب لامرء ... إلا السعاية بينهم مغفور
62
طار الوشاة على صفاء ودادهم ... وكذا الذباب على الطعام يطير
62
ولقد منحت أبا الحسين مودة ... جودي بها لعدوه تبذير
62
لأي صروف الدهر فيه نعاتب ... وأي رزاياه بوتر نطالب
62
مضى من فقدنا صبرنا عند فقده ... وقد كان يعطي الصبر والصبر عازب
62
يزور الأعدى في سماء عجاجة ... أسنته في جانبيها الكواكب
62
فتسفر عنه والسيوف كأنما ... مضاربها مما انفللن ضرائب
62
طلعن شموسا والغمود مشارق ... لهن وهامات الرجال مغارب
63
مصائب شتى جمعت في مصيبة ... ولم يكفها حتى قفتها مصائب
63
رثى أبن أبينا غير ذي رحم له ... فباعدنا عنه ونحن الأقارب
63
وعرض أنا شامتون بموته ... وإلا فزارت عارضيه القواضب
63
أليس عجيبا أن بين بني أب ... لنجل يهودي تدب العقارب
63
ألا إنما كانت وفاة محمد ... دليلا على أن ليس لله غالب
63
هو البين حتى ما تأنى الحزائق ... ويا قلب حتى أنت ممن أفارق
63
وقفنا ومما زاد بثا وقوفنا ... فريقي هوى منا مشوق وشائق
63
وقد صارت الأجفان قرحى من البكا ... وصار بهارا في الخدود الشقائض
63
على ذا مضى الناس اجتماع وفرقة ... وميت ومولود وقال ووامق
63
تغير حالي والليالي بحالها ... وشبت وما شاب الزمان الغرانق
64
وليل دجوجي كأنا جلت لنا ... محياك فيه فاهتدينا السمالق
64
فما زال لولا نور وجهك جنحه ... ولا جابها الركبان لولا الأيانق
64
وهز أطار النوم حتى كأنني ... من السكر في الغرزين ثوب شبارق
64
بمن تقشعر الأرض خوفا إذا مشى ... عليها وترتج الجبال الشواعق
64
فتى كالسحاب الجون يخشى ويرتجى ... يرجى الحيا منه وتخشى الصواعق
64
ولكنها تمضي وهذا مخيم ... وتكذب أحيانا وذا الدهر صادق
64
تخلى من الدنيا لينسى فما خلت ... مغاربها من ذكره والمشارق
64
غذى الهندوانيات بالهام والطلي ... فهن مداريها وهن المخانق
64
تشقق منهن الجيوب إذا غزا ... وتخضب منهن اللحى والمفارق
64
يجنبها من حتفه عنه غافل ... ويصلي بها من نفسه منه طالق
64
يحاجي به ما ناطق وهو ساكت ... يرى ساكتا والسيف عن فيه ناطق
64
نكرتك حتى طال منك تعجبي ... ولا عجب من حسن ما الله خالق
65
كأنك في الإعطاء للمال مبغض ... وفي كل حرب للمنية عاشق
65
ألا قلما تبقى على ما بدا لها ... وحل بها منك القنا والسوابق
65
خف الله واستر ذا الجمال ببرقع ... فإن لحت ذابت في الخدور العواتق
65
سيحيى بك السمار ما لاح كوكب ... ويجدو بك السفار ما ذر شارق
65
فما ترزق الأقدار من أنت حارم ... ولا تحرم الأقدار من أنت رازق
65
ولا تفتق الأيام ما أنت راتق ... ولا ترتق الأيام ما أنت فاتق
65
لك الخير غيري رام من غيرك الغني ... وغيري بغير اللاذقية لاحق
65
هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق
65
أتنكر يا ابن إسحاق إخائي ... وتحسب ماء غيري من إناءي
65
أأنطق فيك هجرا بعد علمي ... بأنك خير من تحت السماء
65
وأكره من ذباب السيف طعما ... وأمضي في الأمور من القضاء
65
وما أرمت على العشرين سني ... فكيف مللت من طول البقاء
65
وما استغرقت وصفك في مديحي ... فأنقص منه شيئا بالهجاء
65
وهبني قلت هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون عن الضياء
65
تطيع الحاسدين وأنت مرء ... جعلت فداءه وهم فداءي
66
وهاجى نفسه من لم يميز ... كلامي من كلامهم الهراء
66
وإن من العجائب أن تراني ... فتعدل بي أقل من الهباء
66
وتنكر موتهم وأنا سهيل ... طلعت بموت أولاد الزناء
66
ملام النوى في ظلمها غاية الظلم ... لعل بها مثل الذي بي من السقم
66
فلو لم تغر لم تزو عني لقاءكم ... ولو لم تردكم لم تكن فيكم خصمي
66
أمنعمة بالعودة الظبية التي ... بغير ولي كان نائلها الوسمييريد بنائلها وصالها وأراد بالوسمي أول ما بدأت به وبالوتي ما بعد ذلك من الوصل يقول أنها بدأت بوصل ثم لم تعد إليه فليتها أنعمت علي برجوعها إلى الوصل مرة أخرى والوسمي أول مطر في السنة والولي الذي يليه وهو منقول من قول ذي الرمة، لني ولية تمرع جنابي فإنني، لوسمي ما أوفيت من ذاك شاكر، والمعنى من قول بشار، قد زرتني زورة في الدهر واحدة، ثنى ولا تجعليها بيضة الديك،
66
ترشفت فاها سحرة فكأنني ... ترشفت حر الوجد من بارد الظلم
66
فتاة تساوى عقدها وكلامها ... ومبسمها الدري في الحسن والنظم
66
ونكهتها والمندلي وقرقف ... معتقة صهباء في الريح والطعم
66
جفتني كأني لست انطق قومها ... واطعنهم والشهب في ثورة الدهم
67
يحاذرني حتفي كأني حتفه ... وتنكزني الأفعى فيقتلها سمي
67
طوال الردينيات يقصفها دمي ... وبيض السريجيات يقطعها لحمي
67
برتني السرى برى المدى فددنني ... أخف على المركوب من نفسي جرمي
67
وأبصر من زرقاء جو لأنني ... إذا نظرت عيناي ساواهما علمي
67
كأني دحوت الأرض من خبرتي بها ... كأن بنى الإسكندر السد من عزمي
67
لألقي ابن إسحاق الذي دق فهمه ... فأبدع حتى جل عن دقة الفهم
67
وأسمع من الفاظه اللغة التي ... يلذ بها سمعي ولو ضمنت شتمي
67
يمين بني قحكان رأس قضاعة ... عرنينها بدر النجوم بنى فهم
67
إذا بيت الأعداء كان استماعهم ... صرير العوالي قبل قعقعة اللجم
68
مدل الأعزاء المعز وإن يئن ... به يتمهم فالموتم الجابر اليتم
68
وإن تمس داء في القلوب قناته ... فممسكها منه الشفاء من العدم
68
مقلد طاغي الشفرتين محكم ... على الهام إلا أنه جائر الحكم
68
تحرج عن حقن الدماء كأنه ... يرى قتل نفس ترك رأس على جسم
68
وجدنا ابن إسحاق الحسني كجده ... على كثرة القتلى بريئا من الإثم
68
مع الحزم حتى لو تعمد تركه ... لألحقه تضييعه الحزم بالحزم
68
وفي الحرب حتى لو أراد تأخرا ... لآخره الطبع الكريم إلى القدم
68
له رحمة تحيي العظام وغضبة ... بها فضلة للجرم عن صاحب الجرم
68
ورقة وجه لو ختمت بنظرة ... على وجنتيه ما انمحى أثر الختم
68
أذاق الغواني حسنه ما أذقنني ... وعف فجازاهن عني على الصرم
68
فدى من على الغبراء أولهم أنا ... لهذا الأبي الماجد الجائد القرم
69
لقد حال بين الجن والأمن سيفه ... فما الظن بعد الجن بالعرب والعجم
69
وأرهب حتى لو تأمل درعه ... جرت جزء من غير نار ولا فحم
69
وجاد فلولا جوده غير شارب ... لقيل كريم هيجته ابنة الكرم
69
أطعناك طوع الدهر يابن ابن يوسف ... بشهوتنا والحاسدوا لك بالرغم
69
وثقنا بأن تعطى فلو لم تجد لنا ... لخلناك قد أعطيت من قوة الوهم
69
دعيت بتقريظيك في كل مجلس ... وطن الذي يدعو ثناءي عليك اسمى
69
وأطمعتني في نيل ما لا أناله ... بما نلت حتى صرت أطمع في النجم
69
إذا ما ضربت القرن ثم أجزتني ... فكل ذهبا لي مرة منه بالكلم
69
أبت لك ذمي نخوة يمينة ... ونفس بها في مازق أبدا ترمي
69
وكم قائل لو كان ذا الشخص نفسه ... لكان قراه مكمن العسكر الدهم
70
وقائلة والأرض أعنى تعجبا ... على أمرؤ يمشي بوقري من الحلم
70
عظمت فلما لم تكلم مهابة ... تواضعت وهو العظم عظما عن العظم
70
إذا ما الكأس أرعشت اليدين ... صحوت فلم تحل بيني وبيني
70
هجرت الخمر كالذهب المصفى ... فخمري ماء مزن كاللجين
70
أغار من الزجاجة وهي تجري ... على شفة الأمير أبي الحسين
70
كأن بياضها والراح فيها ... بياض محدق بسواد عين
70
أتيناه نطالبه برفد ... فطالب نفسه منه بدين
70
مرتك ابن إبراهيم صافية الخمر ... وهنئتها من شارب مسكر السكر
70
رأيت الحميا في الزجاج بكفه ... فشبهتها بالشمس في البدر في البحر
70
إذا ما ذكرنا جوده كان حاضرا ... ناي أو دنا يسعى على قدم الخضر
70
أحاد أم سداس في أحاد ... لييلتنا المنوطة بالتنادي
70
كأن بنات نعش في دجاها ... خرائد سافراتس في حداد
71
أفكر في معاقرة المنايا ... وقود الخيل مشرفة الهوادي
71
زعيما للقنا الخطي عزمي ... بسفك دم الحواضر والبوادي
71
إلى كم ذات التخلف والتواني ... وكم هذا التمادي في التمادي
71
وشغل النفس عن طلب المعالي ... ببيع الشعر في سوق الكساد
71
وما ماضي الشباب بمسترد ... ولا يوم يمر بمستعاد
71
متى لحظت بياض الشيب عيني ... فقد وجدته منها في السواد
71
متى ما أزددت من بعد التناهي ... فقد وقع انتقاصي في ازديادي
71
أأرضى أن أعيش ولا أكافي ... على ما للأمير من الأيادي
71
جزى الله المسير إليه خيرا ... وإن ترك المطايا كالمزاد
71
فلم تلق ابن إبراهيم عنسي ... وفيها قوت يوم للقراد
72
ألم يكن بيننا بلد بعيد ... فصير طوله عرض النجاد
72
وأبعد بعدنا بعد التداني ... وقرب قربنا قرب البعاد
72
فلما جئته أعلى محلي ... وأجلسني على السبع الشداد
72
تهلل قبل تسليمي عليه ... وألقي ماله قبل الوساد
72
نلومك يا علي لغير ذنب ... لأنك قد زريت على العباد
72
وأنك لا تجود على جواد ... هباتك أن يلقب الجواد
72
كأن سخاءك الإسلام تخشى ... متى ما حلت عاقبة ارتداد
72
كأن الهام في الهيجا عيون ... وقد طبعت سيوفك من رقاد
72
وقد صغت الأسنة من هموم ... فما يخطرون إلا في فؤاد
72
ويوم جلبتها شعث النواصي ... معقدة السبائب للطراد
72
وحام بها الهلاك على أناس ... لهم باللاذقية بغي عاد
72
فكان الغرب بحرا من مياه ... وكان الشرق بحرا من جياد
72
وقد خفقت لك الرايات فيه ... فظل يموج بالبيض الحداد
73
لقوك بأكبد الإبل الأبايا ... فسقتهم وحد السيف حادي
73
وقد مزقت ثوب الغي عنهم ... وقد ألبستهم ثوب الرشاد
73
فما تركوا الإمارة لاختيار ... ولا انتحلوا ودادك من وداد
73
ولا استغلوا لزهد في التعالي ... ولا انقادوا سرورا بانقياد
73
ولكن هب خوفك في حشاهم ... هبوب الريح في رجل الجراد
73
وماتوا قبل موتهم فلما ... مننت أعدتهم قبل البعد
73
غمدت صوارما لو لم يتوبوا ... محوتهم بها محو المداد
73
وما الغضب الطريف وإن تقوى ... بمنتصف من الكرم التلاد
73
ولا تغررك السنة موال ... تقلبهن أفئدة أعادي
73
وكن كالموت لا يرثي لباك ... بكى منه ويروى وهو صادي
73
فإن الجرح ينفر بعد حين ... إذا كان البناء على فساد
73
وإن الماء يجري من جماد ... وإن النار تخرج من زناد
73
وكيف يبيت مضطجعا جبان ... فرشت لجنبه شوك القتاد
73
يرى في النوم رمحك في كلاه ... ويخشى أن يراه في السهاد
73
أثرت أبا الحسين بمدح قوم ... نزلت بهم فرست بغير زاد
73
وظنوني مدحتهم قديما ... وأنت بما مدحتهم مرادي
74
وإني عنك بعد غد لغاد ... وقلبي عن فنائك غير غادي
74
محبك حيث ما اتجهت ركابي ... وضيفك حيث كنت من البلاد
74
ملث القطر أعطشها ربوعا ... وإلا فاسقها السم النقيعا
74
أسائلها عن المتديريها ... فلا تدري ولا تذري دموعا
74
لحاها الله إلا ماضييها ... زمان اللهو والخود الشموعا
74
منعمة ممنعة رداح ... يكلف لفظها الطير الوقوع
74
ترفع ثوبها الأرداف عنها ... فيبقى من وشاحيها شسوعا
74
إذا ماست رأيت لها ارتجاجا ... له لولا سواعدها نزوعا
74
تألم درزه والدرز لين ... كما تتألم العضب الصنيعا
74
ذراعاها عدوا دملجيها ... يظن ضجيعها الزند الضجيعا
74
كأن نقابها غيم رقيق ... يضي بمنعه البدر الطلوعا
74
أقول لها أكشفي ضري وقولي ... بأكثر من تدللها خضوعا
74
أخفت الله في احياء نفس ... متى عصى الإله بأن أطيعا
74
غدا بك كل خلو مسهاما ... وأصبح كل مستور خليعا
74
غدا بك كل خلو مستهاما ... وأصبح كل مستور خليعا
74
أحبك أو يقولوا جر نمل ... ثبيرا وابن إبراهيم ريعا
74
بعيد الصيت منبث السرايا ... يشيب ذكره الطفل الرضيعا
75
يغض الطرف من مكر ودهي ... كأن به وليس به خشوعا
75
إذا استعطيته ما في يديه ... فقدك سألت عن سر مذيعا
75
قبولك منه من عليه ... وإلا يبتدي يره فظيعا
75
لهون المال أفرشه أديما ... وللتفريق يكره أني ضيعا
75
إذا ضرب الأمير رقاب قوم ... فما لكرامة مد النطوعا
75
فليس بواهب إلا كثيرا ... وليس بقاتل إلا قريعا
75
وليس مؤدبا إلا بنصل ... كفى الصمصامة التعب القطيعا
75
علي ليس يمنع من مجيء ... مبارزه ويمنعه الرجوعا
75
علي قاتل البطل المفدى ... ومدله من الزرد النجيعا
75
إذا أعوج القنا في حامليه ... وجاز إلى ضلوعهم الضلوعا
75
ونالت ثارها الأكباد منه ... فأولته اندقاقا أو صدوعا
75
فحد في ملتقى الخيلين عنه ... وإن كنت الجبعثنة الشجيعا
75
إن استجرأت ترمقه بعيدا ... فأنت اسطعت شيئا ما استطيعا
75
وإن ماريتني فاركب حصانا ... ومثله تخر له صريعا
75
غمام ربما مطر انتقاما ... فأقحط ودقه البلد المريعا
75
رآني بعد ما قطع المطايا ... تيممه وقطعت القطوعا
75
فصير سيله بلدي غديرا ... وصير خيره سنتي ربيعا
76
وجاودني بأن يعطى وأحوى ... فاغرق نيله أخذي سريعا
76
أمنسي السكون وحضرموتا ... ووالدتي وكندة والسبيعا
76
قد استقصيت في سلب الأعادي ... فرج لهم من السلب الهجوما
76
إذا ما لم تسر جيشا إليهم ... اسرت إلى قلوبهم الهلوعا
76
رضوا بك كالرضى بالشيب قسرا ... وقد وخط النواصي والفروعا
76
فلا عزل وأنت بلا سلاح ... لحاظك ما تكون به منيعا
76
لو استبدلت ذهنك من حسام ... قددت به المغافر والدروعا
76
لو استفرغت جهدك في قتال ... أتيت به على الدنيا جميعا
76
سموت بهمة تسمو فتسمو ... فما تلفي بمرتبة قنوعا
76
وهبك سمحت حتى لا جواد ... فكيف علوت حتى لا رفيعا
76
أحق عاف بدمعك الهمم ... أحدث شيء عهدا بها القدم
76
وإنما الناس بالملوك وما ... تفلح عرب ملوكها عجم
76
لا أدب عندهم ولا حسب ... ولا عهود لهم ولا ذمم
76
بكل أرض وظئتها أمم ... ترعى بعبد كأنها غنم
76
يستخشن الخز حين يلمسه ... وكان يبرى بظفره القلم
76
إني وإن لمت حاسدي فما ... أنكر أنى عقوبة لهم
76
وكيف لا يحسد أمرء علم ... له على كل هامة قدم
76
يهابه أبسأ الرجال به ... وتتقي حد سيفه البهم
77
كفاني الذم أنني رجل ... أكرم مال ملكته الكرم
77
يجني الغني للئام لو عقلوا ... ما ليس يجني عليهم العدم
77
هم لأموالهم ولسن لهم ... والعار يبقى والجرح يلتئم
77
من طلب المجد فليكن كعل ... ي يهب الألف وهو يبتسم
77
ويطعن الخيل كل نافذة ... ليس لها من وحائها ألم
77
ويعرف الأمر قبل موقعه ... فما له بعد فعله ندم
77
والأمر والنهي والسلاهب وال ... بيض له والعبيد والحشم
77
والسطوات التي سمعت بها ... تكاد منها الجبال تنقصم
77
يرعيك سمعا فيه استماع إلى ال ... داعي وفيه عن الخنا صمم
77
يريك من خلقه غرائبه ... في مجده كيف تخلق النسم
77
ملت إلى من يكاد بينكما ... إن كنتما السائلين ينقسم
77
من بعد ما صيغ من مواهبه ... لمن أحب الشنوف والخدم
77
ما بذلت ما به يجود يد ... ولا تهدي لما يقول فم
77
بنو العفرني محطة الأسد ... الأسد ولكن رماحها الأجم
78
قوم بلوغ الغلام عندهم ... طعن نحور الكماة لا الحلم
78
كأنما يولد الندى معهم ... لا صغر عاذر ولا هرم
78
إذا تولوا عداوة كشفوا ... وإن تولو صنيعة كتموا
78
إذا تولوا عداوة كشفوا ... وإن تولوا صنيعة كتموا
78
تظن من فقدك اعتدادهم ... أنهم أنعموا وما علموا
78
إن برقوا فالحتوف حاضرة ... أو نطقوا فالصواب والحكم
78
أو حلفوا في الغموس واجتهدوا ... فقولهم خاب سائلي القسم
78
أو ركبوا الخيل غير مسرجة ... فإن أفخاذهم لها حزم
78
أو شهدوا الحرب لاقحا أخذوا ... من مهج الدارعين ما احتكموا
78
تشرق أعراضهم وأوجهم ... كأنها في نفوسهم شئم
78
لولاك لم أترك البحيرة وال ... غور دفىء وماءها شبم
78
والموج مثل الفحول مزبدة ... تهدر فيها وما بها قطم
78
والطير فوق الحباب تحسبها ... فرسان بلق تخونها اللجم
78
كأنها والرياح تضربها ... جيشا وغي هازم ومنهزم
78
كأنها في نهارها قمر ... حف به من جنانها ظلم
78
ناعمة الجسم لا عظام لها ... لها بنات وما لها رحم
79
يبقر عنهن بطنها أبدا ... وما تشكى وما يسيل دم
79
تغنت الطير في جوانبها ... وجادت الروض حولها الديم
79
فهي كماوية مطوقة ... جرد عنها غشاءها الأدم
79
يشينها جريها على بلد ... تشينه الأدعياء والقزم
79
أبا الحسين استمع فمدحكم ... في الفعل قبل الكلام منتظم
79
وقد توالى العهاد منه لكم ... وجادت المطرة التي تسم
79
أعيذكم من صروف دهركم ... فإنه في الكرام متهم
79
دمع جرى فقضي في الربع ما وجبا ... لهله وشفى أنى ولا كربا
79
عجنا فأذهب ما أبقى الفراق لنا ... من العقول وما رد الذي ذهبا
79
سقيته عبرات ظنها مطرا ... سوائلا من جفون ظنها سحبا
79
دار الملم لها طيف تهددني ... ليلا فما صدقت عيني ولا كذبا
79
ناءيته فدني أدنيته فنأي ... جمشته فنبا قبلته فأبي
79
هام الفؤاد بأعرابية سكنت ... بيتا من القلب لم تمدد له طنبا
79
مظلومة القد في تشبيهه غصنا ... مظلومة الريق في تشبيهه ضربا
79
بيضاء تطمع فيما تحت حلتها ... وعز ذلك مطلوبا إذا طلبا
79
كأنها الشمس يعيى كف قابضه ... شعاعها ويراه الطرف مقتربا
79
مرت بنا بين تربيها فقلت لها ... من أين جانس هذا الشادن العربا
80
فاستضحكت ثم قالت كالمغيث يرى ... ليث الشرى وهو من عجل إذا انتسبا
80
جاءت بأشجع من يسمى وأسمح من ... أعطى وأبلغ من أملي ومن كتبا
80
لو حل خاطره في مقعد لمشى ... أو جاهل لصحى أو أخرس خطبا
80
إذا بدا حجبت عينيك هيبته ... وليس يحجبه ستر إذا احتجبا
80
بياض وجه يريك الشمس حالكة ... ودر لفظ يريك الدر مخشلبا
80
وسيف عزم ترد السيف هبته ... رطب الغرار من التامور مختضبا
80
عمر العدو إذا لاقاه في رهج ... أقل من عمر ما يحوى إذا وهبا
80
توقه فإذا ما شئت تبلوه ... فكن معاديه أو كن له نشبا
80
تحلو مذاقته حتى إذا غضبا ... حالت فلو قطرت في الماء ما شربا
80
وتغبط الأرض منها حيث حال به ... وتحسد الخيل منها أيها ركبا
80
ولا يرد بفيه كف سائله ... عن نفسه ويرد الجحفل اللجبا
80
وكلما لقي الدينار صاحبه ... في ملكه افترقا من قبل يصطحبا
81
مال كأن غراب البين يرقبه ... فكلما قيل هذا مجتد نعبا
81
بحر عجائبه لم تبق في سمر ... ولا عجائب بحر بعدها عجبا
81
لايقنع ابن علي نيل منزلة ... يشكو محاولها التقصير والتعبا
81
هز اللواء بنو عجل به فغدا ... رأسا لهم وغدا كل لهم ذنبا
81
التاركين من الأشياء أهونها ... والراكبين من الأشياء من صعبا
81
مبرقعي خيلهم بالبيض متخذي ... هام الكماة على أرماحهم عذبا
81
إن المنية لو لاقتهم وقفت ... خرقاء تتهم الإقدام والهربا
81
مراتب صعدت والفكر يتبعها ... فجاز وهو على آثارها الشهبا
82
محامد نزفت شعري ليملأها ... فآل ما امتلأت منه ولا نصبا
82
مكارم لك فت العالمين بها ... من يستطيع لأمر فائت طلبا
82
لما أقمت بأنطاكية اختلفت ... إلى بالخبر الركبان في حلبا
82
فسرت نحوك لا ألوي على أحد ... أحث راحلتي الفقر والأدبا
82
أذاقني زمني بلوى شرقت بها ... لو ذاقها لبكى ما عاش وانتحبا
82
وإن عمرت جعلت الحرب والدة ... والسمهري أخا والمشرفي أبا
82
بكل أشعث يلقى الموت مبتسما ... حتى كأن له فيقتله أربا
82
قح يكاد صهيل الخيل يقذفه ... عن سرجه مرحا بالعز أو طربا
82
فالموت أعذر لي والصبر أجمل بي ... والبر أوسع والدنيا لمن غلبا
82
فؤاد ما تسليه المدام ... وعمر مثل ما تهب اللئام
82
ودهر ناسه ناس صغار ... ون كانت لهم جثث ضخام
82
ما أنا منهم بالعيش فيهم ... ولكن معدن الذهب الرغام،
82
أرانب غير أنهم ملوك ... مفتحة عيونهم نيام
82
بأجسام يحر القتل فيها ... وما أقرانها إلا الطعام
83
وخيل لا يخر لها طعين ... كأن قنا فوارسها ثمام
83
خليلك أنت لا من قلت خلى ... وإن كثر التجمل والكلام
83
ولو حيز الحفاظ بغير عقل ... تجنب عنق صيقله الحسام
83
وشبه الشيء منجذب إليه ... وأشبهما بدنيانا الطغام
83
ولو لوم يعل إلا ذو محل ... تعالى الجيش وانحظ القتام
83
ولو لم يرع إلا مسنحق ... لرتبته أسامهم المسام
83
ومن خبر الغواني فالغواني ... ضياء في بواطنه ظلام
83
ذا كان الشباب السكر والشي ... ب هما فالحيوة هي الحمام
83
وما كل بمعذور ببخل ... ولا كل على بخل يلام
83
ولم أر مثل جيراني ومثلي ... لمثلي عند مثلهم مقام
83
بأرض ما اشتهيت رأيت فيها ... فليس يفوتها إلا الكرام
83
فهلا كان نقص الأهل فيها ... وكان لأهلها منها التمام
83
بها الجبلان من فخر وصخر ... أنافا ذا المغيث وذا اللكام
83
وليست من مواطنه ولكن ... يمر بها كما مر الغمام
83
سقا الله ابن منجبة سقاني ... بدر ما لراضعه فطام
83
ومن إحدى فوائده العطايا ... ومن إحدى عطاياه الدوام
83
وقد خفى الزمان به علينا ... كسلك الدر يخفيه النظام
83
تلذ له المروة وهو تؤذى ... ومن يعشق يلذ له الغرام
84
تعلقها هوى قيس لليلى ... وواصلها وليس به سقام
84
يروع ركانة ويذوب ظرفا ... فما يدري أشيخ أم غلام
84
وتملكه المسائل في نداه ... فأما في الجدال فما يرام
84
وقبض نواله شرف وعز ... وقبض نوال بعض القوم ذام
84
أقامت في الرقاب له أياد ... هي الأصواق والناس الحمام
84
إذا عد الكرام فتلك عجل ... كما الأنواء حين تعد عام
84
يقي جبهاتهم ما في ذراهم ... إذا بشفارها حمى اللطام
84
ولو يممتهم في الحشر تجدو ... لأعطوك الذي صلوا وصاموا
84
فإن حلموا فإن الخيل فيهم ... خفاف والرماح بها عرام
84
وعندهم الجفان مكللات ... وشزر الطعن والضرب التوأم
84
نصرعهم بأعيننا حياء ... وتنبو عن وجوههم السهام
84
قبيل يحملون من المعالي ... كما حملت من الجسد العظام
84
قبيل أنت أنت وأنت منهم ... وجدك بشر الملك الهمام
84
لمن مال تمزقه العطايا ... ويشرك في رغايبه الأنام
85
ولا ندعوك صاحبه فترضى ... لأن بصحبة يجب الذمام
85
تحايده كأنك سامري ... تصافحه يد فيها جذام
85
إذا ما العالمون عروك قالوا ... أفدانا أيها الحبر الإمام
85
إذا ما المعلمون رأوك قالوا ... بهذا يعلم الجيش اللهام
85
لقد حسنت بك الأوقات حتى ... كأنك في فم الزمن ابتسام
85
وأعطيت الذي لم يعط خلق ... عليك صلوة ربك والسلام
85
لجنية أم غادة رفع السجف ... لوحشية لا ما لوحشية شنف
85
نفور عرقتها نفرة فتجاذبت ... سوالفها والحلى والخصر الردف
85
وخل منها مرطها فكأنما ... تثنى لنا خوط ولاحظنا خشف
85
زيادة شيب وهي نقص زيادتي ... وقوة عشق وهي من قوتي ضعف
85
هراقت دمي من بي من الوجد ما بها ... من الوجد بي والشوق لي ولها حلف
86
ومن كلما جردتها من ثيابها ... كساها ثيابا غيرها الشعر الوحف
86
وقابلني رمانتا غصن بانة ... يميل به بدر ويمسكه حقف
86
أكيدا لنا يا بين واصلت وصلنا ... فلا دارنا تدنو ولا عيشنا يصفو
86
أردد ويلي لو قضي الويل حاجة ... وأكثر لهفي لو شفي غلة لهف
86
ضني في الهوى كالسم في الشهد كامنا ... لذذت به جهلا وفي اللذة الحتف
86
فأفنى وما أفنته نفسي كأنما ... أبو الفرج القاضي له دونها كهف
86
قليل الكرى لو كانت البيض والقنا ... كآرائه ما أغنت البيض والزغف
86
يقول مقام الجيش تقطيب وجهه ... ويستغرق الألفاظ من لفظه حرف
86
وإن فقد الإعطاء حنت يمينه ... إليه حنين الإلف فارقه الإلف
86
أديب رست للعلم في أرض صدره ... جبال جبال الأرض في جنبها قف
86
جواد سميت في الخير والشر كفه ... سموا أود الدهر أن اسمه كف
86
وأضحى وبين الناس في كل سيد ... من الناس إلا في سيادته خلف
86
يفدونه حتى كأن دماءهم ... لجاري هواه في عروقهم تقفوا
86
وقوفين في وقفين شكر ونائل ... فنائله وقف وشكرهم وقف
86
ولما فقدنا مثله دام كشفنا ... عليه فدام الفقد وانكشف الكشف
87
وما حارت الأوهام في عظم شانه ... بأكثر مما حار في حسنه الطرف
87
ولا نال من حساده الغيظ والأذى ... بأعظم مما نال من وفره العرف
87
تفكره علم ومنطقة حكم ... وباطنه دين وظاهره ظرف
87
أمات رياح اللؤم وهي عواصف ... ومغنى العلا يودي ورسم الندا يعفو
87
فلم نر قبل ابن الحسين أصابعا ... إذا ما هطلن استحيت الديم الوطف
87
ولا ساعيا في قلة المجد مدركا ... بأفعاله ما ليس يدركه الوصف
87
ولم نر شيئا يحمل العبء حمله ... ويتسصغر الدنيا ويحمله طرف
87
ولا جلس البحر المحيط لقاصد ... ومن تحته فرش ومن فوقه سقف
87
فوا عجبا مني أحاول نعته ... وقد فنيت فيه القراطيس والصحف
87
ومن كثرة الأخبار عن مكرماته ... يمر له صنف ويأتي له صنف
87
قصدتك والراجون قصدي إليهم ... كثير ولكن ليس كالذنب الأنف
87
ولا الفضة البيضاء والتبر واحد ... نفوعان للمكدي وبينهما صرف
87
ولست بدون يرتجي الغيث دونه ... ولا منتهى الجود الذي خلفه خلف
87
ولا واحدا في ذا الورى من جماعة ... ولا البعض من كل ولكنك الضعف
88
ولا الضعف حتى يتبع الضعف ضعفه ... ولا ضعف ضعف الضعف بل مثله ألف
88
أقاضينا هذا الذي أنت أهله ... غلطت ولا الثلثان هذا ولا النصف
88
وذنبي تقصيري وما جئت مادحا ... بذنبي ولكن جئت أسأل أن تعفو
88
بابي الشموس الجانحات غواربا ... اللابسات من الحرير جلاببا
88
المنهبات قلوبنا وعقولنا ... وجناتهن الناهبات الناهبا
88
الناعمات القاتلات المحييا ... ت المبديات من الدلال غرائبا
88
حاولن تفديتي وخفن مراقبا ... فوضعن أيديهن فوق ترائبا
88
وبسمن عن برد خشيت أذيبه ... من حر أنفاسي فكنت الذائبا
88
يا حبذا المتحملون وحبذا ... واد لثمت به الغزالة كاعبا
88
كيف الرجاء من الخطوب تخلصا ... من بعد أن أنشبن في مخالبا
88
أوحدنني ووجدن حزنا واحدا ... متناهيا فجعلنه لي صاحبا
88
ونصبنني غرض الرماة تصيبني ... محن أحد من السيوف مضاربا
88
أظمتني الدنيا فلما جئتها ... مستسقيا مطرت على مصائبا
88
وحييت من خوص الركاب بأسود ... من دراش فغدوت أمشي راكبا
89
حالا متى علم ابن منصور بها ... جاء الزمان إلي منها تائبا
89
ملك سنان قناته وبنانه ... يتباريان دما وعرفا ساكبا
89
يستصغر الخطر الكبير لوفده ... ويظن دجلة ليس تكفي شاربا
89
كرما فلو حدثته عن نفسه ... بعظيم ما صنعت لظنك كاذبا
89
سل عن شجاعته وزره مسالما ... وحذار ثم حذار منه محاربا
89
فالموت تعرف بالصفات طباعه ... لم تلق خلقا ذات موتا آئبا
89
إن تلقه لا تلق غلا جحفلا ... أو قسطلا أو طاعنا أو ضاربا
89
أو هاربا أو طالبا أو راغبا ... أو راهبا أو هالكا أو نادبا
89
وإذا نظرت إلى الجبل رأيتها ... فوق السهول عواسلا وقواضبا
89
وإذا نظرت إلى السهول رأيتها ... تحت الجبال فوارسا وجنائبا
89
وعجاجة ترك الحديد سوادها ... زنجا تبسم أو قذالا شائبا
89
فكأنما كسى النهار بها دجى ... ليل وأطلعت الرماح كواكبا
89
قد عسكرت معها الرزايا عسكرا ... وتكتبت فيها الرجال كتائبا
89
أسد فرائسها الأسود يقودها ... أسد تصير له الأسود ثعالبا
89
في رتبة حجب الورى عن نيلها ... وعلا فسموه علي الحاجبا
89
ودعوه من فرط السخاء مبذرا ... ودعوه من غصب النفوس الغاصبا
89
هذا الذي أفنى النضار مواهبا ... وعداه قتلا والزمان تجاربا
89
ومخيب العذال مما أملوا ... منه وليس يرد كفا خائبا
90
هذا الذي أبصرت منه حاضرا ... مثل الذي أبصرت منه غائبا
90
كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا
90
كالبحر يقذف للقريب جواهرا ... جودا ويبعث للبعيد سحائبا
90
كالشمس في كبد السماء وضوءها ... يغشى البلاد مشارقا ومغاربا
90
أمهجن الكرماء والمزري بهم ... وتروك كل كريم قوم عاتبا
90
شادوا مناقبهم وشدت مناقبا ... وجدت مناقبهم بهن مثاليا
90
لبيك غيظ الحاسدين الراتبا ... إنا لنخبر من يديك عجائبا
90
تدبير ذي حنك يفكر في غد ... وهجوم غر لا يخاف عواقبا
90
وعطاء مال لو عداه طالب ... أنفقته في أن تلاقي طالبا
90
خذ من ثناي عليك ما أسطيعه ... لا تلزمني في الثناء الواجبا
90
فلقد دهشت لما فعلت ودونه ... ما يدهش الملك الحفيظ الكاتبا
90
نرى عظما بالبين والصد أعظم ... ونتهم الواشين والدمع منهم
90
ومن لبه مع غيره كيف حاله ... ومن سره في جفنه كيف يكتم
90
ولما التقينا والنوى ورقيبنا ... غفولان عنا ظلت أبكى وتبسم
90
فلم أر بدرا ضاحكا قبل وجهها ... ولم تر قبلي ميتا يتكلم
90
ظلوم كمتنيها لصب كخصرها ... ضعيف القوى من فعلها يتظلم
90
بفرع يعيد الليل والصبح نير ... ووجه يعيد الصبح والليل مظلم
91
فلو كان قلبي دارها كان خاليا ... ولكن جيش الشوق فيه عرمرم
91
أثاف بها ما بالفؤاد من الصلى ... ورسم كجسمي ناحل متهدم
91
بللت بها ردني والغيم مسعدي ... وعبرته صرف وهي عبرتي دم
91
ولو لم يكن ما انهل في الخد من دمي ... لما كان محمرا يسيل فأسقم
91
بنفسي الخيال الزائري بعد هجعة ... وقولته لي بعدنا الغمض تطعم
91
سلام فلولا البخل والخوف عنده ... لقلنا أبو حفص علينا المسلم
91
محب الندى الصابي إلى بذل ماله ... صبوا كما يصبو المحب المتيم
91
وأقسم لولا أن في كل شعرة ... له ضيغما قلنا له أنت ضيغم
91
أننقصه من حظه وهو زائد ... ونبخسه والبخس شيء محرم
91
يجل عن التشبيه لا الكف لجة ... ولا هو ضرغام ولا الرأي مخذم
91
ولا جرحه يؤسى ولا غوره يرى ... ولا حده ينبو ولا يتثلم
91
ولا يبرم الأمر الذي هو حالل ... ولا يحلل الأمر الذي هو مبرم
91
ولا يرمح الأذيال من جبرية ... ولا يخدم الدنيا وإياه تخدم
91
ولا يشتهى يبقى وتفنى هباته ... ولا يسلم الأعداء منه ويسلم
91
ألذ من الصهباء بالماء ذكره ... وأحسن من يسر تلقاه معدم
91
وأغرب من عنقاء في الطير شكله ... وأعوز من مسترفد منه يحرم
92
وأكثر من بعد الأيادي أياديا ... من القطر بعد القطر والوبل مثجم
92
سنى العطايا لو رأى نوم عينه ... من اللوم آلى أنه لا يهوم
92
ولو قال هاتوا درهما لم أجد به ... على أحد أعيى على الناس درهم
92
ولو ضر مرأ قبله ما يسره ... لأثر فيه بأسه والتكرم
92
يروي يكأ لفرصاد في كل غارة ... يتامى م الأغماد بيضا ويؤتم
92
إلى اليوم ما حط الفداء سروجه ... مذ الغزو سار مسرج الخيل ملجم
92
يشق بلاد الروم والنقع أبلق ... بأسيافه والجو بالنقع أدهم
92
إلى الملك الطاغي فكم من كتيبة ... تساير منه حتفها وهي تعلم
92
ومن عاتق نصراتة برزت له ... أسيلة خد عن قليل ستلطم
92
صفوفا لليث في ليوث حصونها ... متون المذاكي والتوشيج المقوم
92
تغيب المنايا عنهم وهو غائب ... وتقدم في ساحاتهم حين يقدم
92
أجدك ما ينفك علن تفكه ... عم بن سليمان ومال تقسم
92
مكافيك من أوليت دين رسوله ... يدا لا تؤدي شكرها اليد والفم
92
محلك مقصود وشانيك مفحم ... ومثلك مفقود ونيلك خضرم
92
وزارك بي دون الملوك تحرج ... إذا عن بحر لم يجز لي التيمم
92
فعش لو فدى المملوك ربا بنفسه ... من الموت لم تفقد وفي الأرض مسلم
92
أركائب الأحباب إن الأدمعا ... تطس الخدرد كما تطسن اليرمعا
92
فاعرفن من حملت عليكن النوى ... وأمشين هونا في الأزمة خضعا
93
قد كان يمنعني الحياء من البكا ... فاليوم يمنعه البكا أن يمنعا
93
حتى كأن لكل عظم رنة ... في جلده ولكل عرق مدمعا
93
وكفى بمن فضح الجداية فاضحا ... لمحبه وبمصرعي ذا مصرعا
93
سفرت وبرقعها الفراق بصفرة ... سترت محاجرها ولم تك برقعا
93
كشفت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلة فأرت ليالي أربعا
93
واستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معا
93
ردي الوصال سقى طلولك عارض ... لو كان وصلك مثله ما أقشعا
93
زجل يريك الجو نارا والملا ... كالبحر والتلعات روضا ممرعا
93
كبنان عبد الواحد الغدق الذي ... أروى وآمن من يشاء وأجزعا
93
ألف المروة مذ نشا فكأنه ... سقى اللبان بها صبيا مرضعا
93
نظمت مواهبه عليه تمائما ... فاعتادها فإذا سقطن تفزعا
93
ترك الصنائع كالقواطع بارقا ... ت والمعالي كالعوالي شرعا
93
متبسما لعفاته عن واضح ... تغشى لوامعه البروق اللمعا
93
متكشفا لعداته عن سطوة ... لو حك منكبها السماء لزعزعا
93
الحازم اليقظ الأعز العالم ال ... فطن الألد الأريجى الأروعا
93
الكاتب اللبق الخطيب الواهب ال ... ندس اللبيب الهبرزي المصقعا
93
نفس لها خلق الزمان لأنه ... مفنى النفوس مفرق ما جمعا
94
ويد لها كرم الغمام لأنه ... يسقى النفوس العمارة والمكان البلقعا
94
أبدا يصدع شعب وفر وافر ... ويلم شعب مكارم متصدعا
94
يهتز للجدوى اهتزاز مهند ... يوم الرجاء هززته يوم الوعا
94
يا مغنيا أمل الفقير لقاؤه ... ودعاؤه بعد الصلاة إذا دعا
94
أقصر فلست بمقصر جزت المدى ... وبلغت حيث النجم تحتك فاربعا
94
وحللت من شرف الفعال مواضعا ... لم يحلل الثقلان منها موضعا
94
وحويت فضلهما وما طمع امرء ... فيه ولا طمع امرء أن يطمعا
94
نفذ القضاء بما أردت كأنه ... لك كلما أزمعت أمرا أزمعا
94
وأطاعك الدهر العصي كأنه ... عبد إذا ناديت لبى مرعا
94
أكلت مفاخرك المفاخر وانثنت ... عن شاوهن مطي وصفي ظلعا
94
وجرين جرى الشمس في أفلاكها ... فقطعن مغربها وجزن المطلعا
94
لو نيطت الدنيا بأخرى مثلها ... لعممتها وخشيت أن لا تقنعا
94
فمتى يكذب مدع لك فوق ذا ... والله يشهد أن حقا ما أدعى
94
ومتى يؤدي شرح حالك ناطق ... حفظ القليل النزر مما ضيعا
94
إن كان لا يدعى الفتى إلا كذا ... رجلا فسم الناس طرا إصبعا
94
إن كان لا يسعى لجود ماجد ... إلا كذا فالغيث أبخل من سعى
94
قد خلف العباس غرتك ابنه ... مرأي لنا وإلى القيامة مسمعا
94
أجارك يا اسد الفراديس مكرم ... فتسكن نفسي أم مهان فمسلم
94
ورائي وقدامي عداة كثيرة ... أحاذر من لص ومنك ومنهم
95
فهل لك في حلفي على ما أريده ... فإني بأسباب المعيشة أعلم
95
إذا لأتاك الرزق من كل وجهة ... وأثريت مما تغنمين وأغنم
95
صلة الهجر لي وهجر الوصال ... نكساني في السقم نكس الهلال
95
فغدا الجسم ناقصا والذي ين ... قص منه يزيد في بلبالي
95
قف على الدمنتين بالدو من ر ... يا كخال في وجنة جنب خال
95
بطلول كأنهن نجوم ... في عراص كأنهن ليالي
95
ونؤي كأنهن عليه ... ن خدام خرس بسوق خدال
95
لا تلمني فإنني أعشق العش ... اق فيها يا أعذل العذال
95
ما تريد النوى من الحية الذ ... واق حر الفلا وبرد الظلال
95
فهو امضى في الروع من ملك المو ... ت وأسرى في ظلمة من خيال
95
ولحتف في العز يدنو محب ... ولعمر يطول في الذل قالي
95
نحن ركب ملجن في زي ناس ... فوق طير لها شخوص الجمال
95
من بنات الجديل تمشي بنا في ال ... بيد مشي الأيام في الاجل
95
كل هوجاء للدياميم فيها ... أثر النار في سليط الذبال
95
عامدات للبر والبحر والضر ... غامة ابن المبارك المفضال
95
من يزره يزر سليمان في المل ... ك جلالا ويوسفا في الجمال
95
وربيعا يضاحك الغيث فيه ... زهر الشكر من رياض المعالي
95
نفحتنا منه الصبا بنسيم ... رد روحا في ميت الامال
96
هم عبد الرحمن نفع الموالي ... وبوار الأعداء والأموال
96
أكبر العيب عنده البخل والطع ... ن عليه التشبيه بالرئبال
96
والجراحات عنده نغمات ... سبقت قبل سيبه بسؤال
96
ذا السراج المنير هذا النقي ال ... جيب هذا بقية الأبدال
96
فخذا ماء رجله وانضحا في ال ... مدن تأمن بوائق الزلزال
96
وأمسحا ثوبه البقير على دا ... ئكما تشفيا من الأعلال
96
مالئا من نواله الشرق والغر ... ب ومن خوفه قلوب الرجال
96
قابضا كفه اليمين على الدن ... يا ولو شاء حازها بالشمال
96
نفسه جيشه وتدبيره النص ... ر وألحاظه الظبي والعوالي
96
وله في جماجم المال ضرب ... وقعه في جماجم الأبطال
96
فهم لاتقائه الدهر في يو ... م نزال وليس يوم نزال
96
رجل طينه من العنبر الور ... د وطين الرجال من صلصال
96
فبقيات طينه لاقت الما ... ء فصارت عذوبة في الزلال
96
وبقايا وقاره عافت النا ... س فصارت ركانة في الجبال
96
لست ممن يغره حبك السل ... م وأن لا ترى شهود القتال
96
ذاك شيء كفاكه عيش شاني ... ك ذليلا وقلة الأشكال
96
واغتفار لو غير السخط منه ... جعلت هامهم نعال النعال
96
لجياد يدخلن في الحرب أعرا ... ء ويخرجن من دم في جلال
97
واستعار الحديد لونا وألقى ... لونه في ذوائب الأطفال
97
أنت طورا أمر من ناقع الس ... م وطورا أحلى من السلسال
97
إنما الناس حيث أنت وما النا ... س بناس في موضع منك خالي
97
أمن ازديارك في الدجى الرقباء ... إذ حيث أنت من الظلام ضياء
97
قلق المليحة وهي مسك هتكها ... ومسيرها في الليل وهي ذكاء
97
أسفي على أسفي الذي دلهتني ... عن علمه فبه على خفاء
98
وشكيتي فقد السقام لأنه ... قد كان لما كان لي أعضاء
98
مثلت عينك في حشاي جراحة ... فتشابها كلتاهما نجلاء
98
نفذت علي السابري وربما ... تندق فيه الصعدة السمراء
98
أنا صخرة الوادي إذا ما زوحمت ... وإذا نطقت فإنني الجوازء
98
وإذا خفيت على الغبي فعاذر ... أن لا تراني مقلة عمياء
98
شيم الليالي أن تشكك ناقتي ... صدري بها أفضى أم البيداء
98
فتبيت تسئد مسئدا في نيها ... إسآدها في المهمة الإنضاء
99
أنساعها ممغوطة وخفافها ... منكوحة وطريقها عذراء
99
يتلون الخريت من خوف التوى ... فيهاكما يتلون الحرباء
99
بيني وبين أبي علي مثله ... شم الجبال ومثلهن رجاء
99
وعقاب لبنان وكيف بقطعها ... وهو الشتاء وصيفهن شتاء
99
لبس الثلوج بها على مسالكي ... فكأنها ببياضها سوداء
99
وكذا الكريم إذا أقام ببلدة ... سال النضار بها وقام الماء
99
من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي ... في القول حتى يفعل الشعراء
100
جمد القطار ولو رأته كما ترى ... بهتت فلم تتبجس الأنواء
100
في خطه من كل قلب شهوة ... حتى كأن مداده الأهواء
100
من يهتدي في الفعل ما لا يهتدي ... في القول حتى يفعل الشعرا
100
في كل يوم للقوافي جولة ... في قلبه ولأذنه إصغاء
100
وإغارة فيما احتواه كأنما ... في كل بيت فيلق شهباء
100
من يظلم اللوماء في تكليفهم ... أن يصبحوا وهم له أكفاء
100
ونذيمهم وبهم عرفنا فضله ... وبضدها تتبين الأشياء
100
من نفعه في أن يهاج وضره ... في تركه لو تفطن الأعداء
101
فالسلم يكسر من جناحي ماله ... بنواله ما تجبر الهيجاء
101
يعطى فتعطى من لهي يده اللهى ... وترى برؤية رأيه الآراء
101
متفرق الطعمين مجتمع القوى ... فكأنه السراء والضراء
101
وكأنه ما لا تشاء عداته ... متمثلا لوفوده ما شاءوا
101
يا أيها المجدي عليه روحه ... إذ ليس يأتيه لها استجداء
101
إحمد عفاتك لا فجعت بفقدهم ... فلترك ما لم يأخذوا إعطاء
101
لا تكثر الأموات كثرة قلة ... إلا إذا شقيت بك الأحياء
101
والقلب لا ينشق عما تحته ... حتى تحل به لك الشحناء
102
لم تسم يا هارون إلا بعد ما اق ... ترعت ونازعت اسمك الأحاء
102
فغدوت واسمك فيك غير مشارك ... والناس فيما في يديك سواء
102
لعممت حتى المدن منك ملاء ... ولفت حتى ذا الثناء لفاء
102
ولجدت حتى كدت تبخل حائلا ... للمنتهى ومن السرور بكاء
102
أبدات شيئا منك يعرف بدؤه ... وأعدت حتى أنكر الإبداء
102
فالفخر عن تقصيره بكل ناكب ... والمجد من أن تستزاد براء
102
فإذا سئلت فلا لأنك محوج ... وإذا كتمت وشت بك الآلاء
102
وإذا مدحت فل لتكسب رفعة ... للشاكرين على الإله ثناء
102
وإذا مطرت فلا لأنك مجدب ... يسقى الخصيب وتمطر الدأماء
102
لم تحك نائلك السحاب وإنما ... حمت به فصبيبها الرخضاء
102
لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا ... إلا بوجه ليس فيه حياء
102
فبأيما قدم سعيت إلى العلي ... أدم الهلال لأخمصيك حذاء
103
ولك الزمان من الزمان وقاية ... ولك الحمام من الحمام فداء
103
لو لم تكن من ذا الورى الذ منك هو ... عقمت بمولد نسلها حواء
103
ومنزل ليس لنا بمنزل ... ولا لغير الغاديات الهطل
103
ندى الخزاميى ذفر القرنفل ... محلل ملوحش لم يحلل
103
عن لنا فيه مراعي مغزل ... محين النفس بعيد الموئل
103
أغناه حسن الجيد عن لبس الحلى ... وعادة العري ن التفضل
103
كأنه مضمخ بصندل ... معترضا بمثل قرن الأيل
103
يحلو بين الكلب والتأمل ... فحل كلابي وثاق الأحبل
103
عن أشدق مسوجر مسلسل ... أقب ساط شرس شمردل
103
منها إذا يثغ له لا يغزل ... موجد الفقرة رخو المفصل
103
له إذا أدبر لحظ المقبل ... كأنما ينظر من سجنجل
103
يعدو إذا أحزن عدو المسهل ... إذا تلى جاء المدى وقد تلي
103
يقعى جلوس البدوي المصطلي ... بأربع مجدولة لم تجدل
103
فتل الأيادي ربذات الأرجل ... آثارها أمثالها في الجندل
103
يكاد في الوثب من التفتل ... يجمع بين متنة والكلكل
104
وبين أعلاه وبين الأسفل ... شبيه وسمى الحضار بالولي
104
كأنه مضبر من جرول ... موثق على رماح ذبل
104
ذي ذنب أجرد غير أعزل ... يخط في الأرض حساب الجمل
104
كأنه من جسمه بمعزل ... لو كان يبلي السوط تحريك بلى
104
نيل المنى وحكم نفس المرسل ... وعقلة الظبي وحتف التتفل
104
فانبريا فذين تحت القسطل ... قل ضمن الآخر قتل الأول
104
في هبوة كلاهما لم يذهل ... لا يتلي في ترك أن لا يأتلي
104
مقتحما على المكان الأهول ... يخال طول البحر عرض الجدول
104
حتى إذا قيل له نلت أفعل ... إفتر عن مدروبة كالأنصل
104
لا تعرف العهد بصقل الصقيل ... مركبات في العذاب المنزل
104
كأنها من سرعة في الشمأل ... كأنها من ثقل في يذبل
105
كأنها من سعة في هوجل ... كأنه من عمله بالمقتل
105
فحال ما للقفز للتجدل ... وصار ما في جلده في المرجل
105
فلم يضرنا معه فقد الأجدل ... إذا بقيت سالما أبا علي
105
أحلما نرى أم زمانا جديدا ... أما الخلق في شخص حي أعيدا
105
تجلى لنا فأضأنا به ... كأنا نجوم لقينا سعودا
105
رأينا ببدر وآبائه ... لبدر ولودا وبدرا وليدا
105
طلبنا رضاه بترك الذي ... رضينا له فتركنا السجودا
105
أمير أمير عليه الندى ... جواد بخيل بأن لا يجودا
105
يحدث عن فضله مكرها ... كأن له منه قلبا حسودا
105
ويقدم إلا على أن يفر ... ويقدر إلا على أن يزيدا
106
كأن نوالك بعض القضاء ... فما تعط منه نجده جدودا
106
وربتما حملة في الوغى ... رددت بها الذبل السمر سوادا
106
وهول كشفت ونصل قصفت ... ورمح تركت مبادا مبيدا
106
ومال وهبت بلا موعد ... وقرن سبقت إليه الوعيدا
106
بهجر سيوفك أغمادها ... تمنى الطلا أن تكون الغمودا
106
إلى الهام تصدر عن مثله ... ترى صدرا عن ورود ورودا
106
قتلت نفوس العدى بالحدي ... د حتى قتلت بهن الحديدا
106
فأنفدت من عيشهن البقا ... وأبقيت مما ملكت النفودا
106
كأنك بالفقر تبغي الغنى ... وبالموت في الحرب تبقي الخلودا
107
خلائق تهدى إلى ربها ... وآية مجد أراها العبيدا
107
مهذبة حلوة مرة ... حقرنا البحار بها والأسودا
107
بعيد على قربها وصفها ... تغول الظنون وتنضى القصيدا
107
فأنت وحيد بنى آدم ... ولست لفقد نظير وحيدا
107
أبعد نأي المليحة البخل ... في البعد ما لا تكلف الإبل
107
ملولة ما يدوم ليس لها ... من ملل دائم بها ملل
107
كانما قدها إذا انفتلت ... سكران من خمر طرفها ثمل
107
يجذبها تحت خصرها عجز ... كأنه من فراقها وجل
107
بي حر شوق إلى ترشفها ... ينفصل الصبر حين يتصل
108
الثغر والنحر والمخلخل والم ... عصم دائي والفاحم الرجل
108
ومهمة جبته على قدمي ... تعجز عنه العرامس الذلل
108
بصارمي مرتد بمخبرتي ... مجتزىء بالظلام مشتمل
108
إذا صديق نكرت جانبه ... لم تعيني في فراقه الحيل
108
في سعة الخافقين مضطرب ... وفي بلاد من أختها بدل
108
وفي اعتمار الأمير بدر بن عم ... ار عن الشغل بالورى شغل
108
أصبح مالا كماله لذوي ال ... حاجة لا يبتدي ولا يسل
108
هان على قلبه الزمان فما ... يبين فيه غم ولا جذل
108
يكاد من طاعة الحمام له ... يقتل من ما دنا له الأجل
108
يكاد من صحة العزيمة ما ... يفعل قبل الفعال ينفعل
108
تعرف في عينه حقائقه ... كأنه بالذكاء مكتحل
108
أشفق عند اتقاد فكرته ... عليه منها أخاف يشتعل
108
أغر أعداؤه إذا سلموا ... بالهرب استكبروا الذي فعلوا
109
يقبلهم وجه كل سابحة ... أربعها قبل طرفها تصل
109
جرداء ملإ الحزام مجفرة ... تكون مثلي عسيبها الخصل
109
إن أدبرت قلت لا تليل لها ... أو أقبلت قلت ما لها كفل
109
والطعن شزر والأرض واجفة ... كأنما في فؤادها وهل
109
قد صبغت خدها الدماء كما ... يصبغ خد الخريدة الخجل
109
والخيل تبكي جلودها عرقا ... بأدمع ما تسحها مقل
109
سار ولا قفر من مواكبه ... كأنما كل سبسب جبل
109
يمنها أن يصيبها مطر ... شدة ما قد تضايق الأسل
109
يا بدر يا بحر يا غمامة يا ... ليث الشرى يا حمام يا رجل
109
إن البنان الذي تقلبه ... عندك في كل موضع مثل
109
إنك من معشر إذا وهبوا ... ما دون أعمارهم فقد بخلوا
109
قلوبهم في مضاء ما امتشقوا ... قاماتهم في تمام ما اعتقلوا
109
أنت نقيض اسمه إذا اختلفت ... قواضب الهند والقنا الذبل
109
أنت لعمري البدر المنير ولك ... نك في حومة الوغى زحل
109
كتيبة لست ربها نفل ... وبلدة لست حليها عطل
109
قصدت من شرقها ومغربها ... حتى اشتكتك الركاب والسبل
109
لم تبق إلا قليل عافية ... قد وفدت تجتديكها العلل
110
عذر الملومين فيك أنهما ... آس جبان ومبضع بطل
110
مددت في راحة الطبيب يدا ... وما دري كيف يقطع الأمل
110
إن يكن النفع ضر باطنها ... فربما ضر ظهرها القبل
110
يشق في عرقها الفصاد ولا ... يشق في عرق جودها العذل
110
خامره إذ مددتها جزع ... كأنه من حذاقة عجل
110
جاز حدود اجتهاده فأتى ... غير اجتهاد لأمه الهبل
110
أبلغ ما يطلب النجاح به ال ... طبع وعند التعمق الزلل
110
إرث لها إنها لما ملكت ... وبالذي قد أسلت تنهمل
110
مثلك يا بدر لا يكون ولا ... تصلح إلا لمثلك الدول
110
بقاءي شاء ليس هم ارتحالا ... وحسن الصبر زموا لا الجمالا
110
تولوا بغتة فكأن بينا ... تهيبني ففاجأني اغتيالا
110
فكان مسير عيسهم ذميلا ... وسير الدمع إثرهم انهمالا
111
كأن العيس كانت فوق جفني ... مناخات فلما ثرن سالا
111
وحجبت النوى الظبيات عني ... وساعدت البراقع والحجالا
111
لبسن الوشى لا متجملات ... ولكن كي يصن به الجمالا
111
وضفرن الغدائر لا لحسن ... ولكن خفن في الشعر الضلالا
111
بجسمي من برته فلو أصارت ... وشاحي ثقب لؤلؤة لجالا
111
ولولا أنني في غير نوم ... لبت أظنني مني خيالا
111
بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا
111
كأن الحزن مشغوف بقلبي ... فساعة هجرها يجد الوصالا
111
كذا الدنيا على من كان قبلي ... صروف لم يدمن عليه حالا
111
أشد الغم عندي في سرور ... تيقن عنه صاحبه انتقالا
111
الفت ترحلي وجعلت أرضي ... قتودي والغريري الجلالا
111
فما حاولت في أرض مقاما ... ولا أزمعت عن أرض زوالا
111
على قلق كأن الريح تحتي ... أوجهها جنوبا أو شمالا
111
الى البدر بن عمار الذي لم ... يكن في غرة الشهر الهلالا
112
ولم يعظم لنقص كان فيه ... ولم يزل الأمير ولن يزالا
112
بلا مثل وإن أبصرت فيه ... لكل مغيب حسن مثالا
112
حسان لابن رائق المرجى ... حسام المتقي أيام صالا
112
سنان في قناة بني معد ... بني أسد إذا دعوا النزالا
112
أعز مغالب كفا وسيفا ... ومقدرة ومحمية وآلا
112
وأشرف فاخر نفسا وقوما ... وأكرم منتم عما وخالا
112
ويبقى ضعف ما قد قيل فيه ... إذا لم يترك أحد مقالا
112
فيا ابن الطاعنين بكل لدن ... مواضع يشتكي البطل السعالا
112
ويا ابن الضاربين بكل عضب ... من العرب الأسافل والقلالا
112
أرى المتشاعرين غروا بذمي ... ومن ذا يحمد الداء العضالا
113
ومن يكن ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا
113
وقالوا هل يبلغك الثريا ... فقلت نعم إذا شئت استفالا
113
هو المفني والمذاكي والأعادي ... وبيض الهند والسمر الطوالا
113
وقائدها مسومة خفافا ... على حي تصبح ثقالا
113
جوائل بالقنى مثقفات ... كأن على عواملها الذبالا
113
إذا وطئت بأيديها صخورا ... يفئن لوطيء أرجلها رمالا
113
جواب مسائلي أله نظير ... ولا لك في سؤالك لا ألا لا
113
لقد أمنت بك الإعدام نفس ... تعد رجاءها إياك مالا
113
وقد وجلت قلوب منك حتى ... غدت أوجالها فيها وجالا
113
سرورك أن تسر الناس طرا ... تعلمهم عليك به الدلالا
113
إذا سألوا شكرتهم عليه ... وإن سكتوا سألتهم السؤالا
113
وأسعد من رأينا مستميح ... ينيل المستماح بأن ينالا
113
يفارق سهمك الرجل الملاقى ... فراق القوس ما لاقى الرجالا
113
فما تقف السهام على قرار ... كأن الريش يطلب النصالا
113
سبقت السابقين فما تجارى ... وجاوزت العلو فما تعالا
113
وأقسم لو صلحت يمين شيء ... لما صلح العباد له شمالا
113
أقلب منك طرفي في سماء ... وإن طلعت كواكبها خصالا
114
وأعجب منك كيف قدرت تنشا ... وقد أعطيت في المهد الكمالا
114
إنما بدر بن عمار سحاب ... هطل فيه ثواب وعقاب
114
إنما بدر رزايا وعطايا ... ومنايا وطعان وضراب
114
ما يجيل الطرف إلا حمدته ... جهدها الأيدي وذمته الرقاب
114
ما به قتل أعادية ولكن ... يتقي أخلاف ما ترجو الذئاب
114
فله هيبة من لا يترجى ... وله جود مرجى لا يهاب
114
طاعن الفرسان في الأحداق شزرا ... وعجاج الحرب للشمس نقاب
114
باعث النفس على الهول الذي ... ما لنفس وقعت فيه إياب
114
بأبي ريحك لا نرجسنا ذا ... وأحاديثك لا هذا الشراب
114
ليس بالمنكر إن برزت سبقا ... غير مدفوع عن السبق العراب
114
في الخد أن عزم الخليط رحيلا ... مطر تزيد به الخدود محولا
114
يا نظرة نفت الرقاد وغادرت ... في حد قلبي ما حييت فلولا
114
كانت من الكحلاء سؤلي إنما ... أجلى تمثل في فؤادي سولا
114
أجد الجفاء على سواك مروة ... والصبر إلا في نواك جميلا
114
وارى تدللك الكثير محببا ... وأرى قليل تدلل مملولا
114
تشكو روادفك المطية فوقها ... شكوى التي وجدت هواك دخيلا
114
ويغيرني جذب الزمام لقلبها ... فمها إليك كطالب تقبيلا
115
حدق الحسان من الغواني هجن لي ... يوم الفراق صبابة وغليلا
115
حدق يذم من القواتل غيرها ... بدر بن عمار بن إسماعيلا
115
الفارج الكرب العظام بمثلها ... والتارك الملك العزيز ذليلا
115
محك إذا مطل الغريم بدينه ... جعل الحسام بما أراد كفيلا
115
نطق إذا حط الكلام لثامه ... أعطى بمنطقة القلوب عقولا
115
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزمان بخيلا
115
وكأن برقا في متون غمامة ... هندية في كفه مسلولا
115
ومحل قائمه يسيل مواهبا ... لو كن سيلا ما وجدن مسيلا
115
رقت مضاربه فهن كأنما ... بيدين من عشق الرقاب نحولا
115
أمعفر الليث الهزبر بسوطه ... لمن أدخرت الصارم المصقولا
115
وقعت على الأردن منه بلية ... نضدت بها هام الرفاق تلولا
115
ورد إذا ورد البحيرة شاربا ... ورد الفرات زئيره والنيلا
116
متخضب بدم الفوارس لابس ... في غيله من لبدتيه غيلا
116
ما قوبلت عيناه إلا ظنتا ... تحت الدجى نار الفريق حلول
116
في وحدة الرهبان إلا أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا
116
يطأ الثرى مترفقا من تيهه ... فكأنه آس يجس عليلا
116
ويرد غفرته إلى يافوخه ... حتى تصير لرأسه إكليلا
116
وتظنه مما تزمجر نفسه ... عنها لشدة غيظه مشغولا
116
قصرت مخافته الخطا فكأنهما ... ركب الكمى جواده مشكولا
116
ألقى فريسته وبربر دونها ... وقربت قربا خاله تطفيلا
116
فتشابه الخلقان في إقدامه ... وتخالفا في بذلك المأكولا
116
أسد يرى عضويه فيك كليهما ... متنا أزل وساعدا مفتولا
116
في سرج ظامية الفصوص طمرة ... يأبى تفردها لها التمثيلا
116
نيالة الطلبات لولا أنها ... تعطى مكان لجامها ما نيلا
116
تندى سوالفها إذا استحضرتها ... ويظن عقد عنانها محلولا
116
ما زال يجمع نفسه في زوره ... حتى حسبت العرض منه الطولا
117
ويدق بالصدر الحجار كأنه ... يبغي إلى ما في الحضيض سبيلا
117
أنف الكريم من الدنية تارك ... في عينه العدد الكثير قليلا
117
والعار مضاض وليس بخائف ... من حتفه من خاف مما قيلا
117
سبق التقاءكه بوثبة هاجم ... لو لم تصادمه لجازك ميلا
117
خذلته قوته وقد كافحته ... فاستنصر التسليم والتجديلا
117
قبضت منيته يديه وعنقه ... فكأنما صادفته مغلولا
117
سمع ابن عمته به وبحاله ... فنجا يهرول أمس منك مهولا
117
وأمر مما فر منه فراره ... وكقتله أن لايموت قتيلا
117
تلف الذي اتخذ الجراءة خلة ... وعظ الذي اتخذ الفرار خليلا
117
لو كان علمك بالإله مقسما ... في الناس ما بعث الإله رسولا
117
لو كان لفظك فيهم ما أنزل ال ... قرآن والتوراة والأنجيلا
117
لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التأميلا
117
فلقد عرفت وما عرفت حقيقة ... ولقد جهلت وما جهلت خمولا
117
نطقت بسوددك الحمام تغنيا ... وبما تجشمها الجياد صهيلا
117
ما كل من طلب المعالي نافذا ... فيها ولا كل الرجال فحولا
117
تهني بصور أم نهنئها بكا ... وقل الذي صور فأنت له لكا
117
وما صغر الأردن والساحل الذي ... حبيت به إلا إلى جنب قدركا
118
تحاسدت البلدان حتى لو أنها ... نفوس لسار الشرق والغرب نحوكا
118
وأصبح مصر لا تكون أميره ... ولو أنه ذو مقلة وفم بكى
118
أرى حللا مطواة حسانا ... عداني أن أراك بها اعتلالي
118
وهبك طويتها وخرجت منها ... أتطوي ما عليك من الجمال
118
لقد ظلت أواخرها الأعالي ... مع الأولى بجسمك في قتال
118
تلاحظك العيون وأنت فيها ... كأن عليك أفئدة الرجال
118
متى أحصيت فضلك في كلام ... فقد أحصيت حبات الرمال
118
الحب ما منع الكلام الألسنا ... وألذ شكوى عاشق ما أعلنا
118
ليست الحبيب الهاجري هجر الكرى ... من غير جرم واصلي صلة الضنا
118
بنا فلو حليتنا لم تدر ما ... ألواننا مما امتقعن تلونا
118
وتوقدت أنفاسنا حتى لقد ... أشفقت تحترق العواذل بيننا
118
أفدى المودعة التي أتبعتها ... نظرا فرادى بين زفرات ثنا
118
أنكرت طارقة الحوادث مرة ... ثم اعترفت بها فصارت ديدنا
118
وقطعت في الدنيا الفلا وركائبي ... فيها ووقتي الضحى والموهنا
119
فوقفت منها حيث أوقفني الندا ... وبلغت من بدر بن عمار المنى
119
لأبي الحسين جدى يضيق وعاءه ... عنه ولو كان الوعاء الأزمنا
119
وشجاعة أغناه عنها ذكرها ... ونهى الجبان حديثها أن يجبنا
119
نيطت حمائله بعاتق محرب ... ما كر قط وهل يكر وما أنثنى
119
فكأنه والطعن من قدامه ... متخوف من خلفه أن يطعنا
119
نفت التوهم عنه دحة ذهنه ... فقضى على غيب الأمور تيقنا
119
يتفزع الجبار من بغتاته ... فيظل في خلواته متكفنا
119
أمضى إرادته فسوف له قد ... واستقرب الأقصى فثم له هنا
119
يجد الحديد على بضاضة جلده ... ثوبا أخف من الحرير وألينا
119
وأمر من فقد الأحبة عنده ... فقد السيوف الفاقدات الأجفنا
119
لا يستكن الرعب بين ضلوعه ... يوما ولا الإحسان أن لا يحسنا
119
مستنبط من علمه ما في غد ... فكأن ما سيكون منه دونا
120
تتقاصر الأفهام عن إدراكه ... مثل الذي الأفلاك فيه والدني
120
من ليس من قتلاه من طلقائه ... من ليس ممن دان ممن حينا
120
لما قفلت من السواحل نحونا ... قفلت إليها وحشة من عندنا
120
ارج الطريق فما مررت بموضع ... إلا أقام به الشذا مستوطنا
120
لو تعقل الشجر التي قابلتها ... مدت محيية إليك الأغصنا
120
سلكت تماثيل القباب الجن من ... شوق بها فأدرن فيك الأعينا
120
طربت مراكبنا فخلنا أنها ... لولا حياء عاقها رقصت بنا
120
أقبلت تبسم والجياد عوابس ... يخببن بالحلق المضاعف والقنا
120
عقدت سنابكها عليها عثيرا ... لو تبتغي عنقا عليه أمكنا
120
والأمر أمرك والقلوب خوافق ... في موقف بين المنية والمنى
120
فعجبت حتى ما عجبت من الظبي ... ورأيت حتى ما رأيت من السنا
120
إني أراك من المكارم عسكرا ... في عسكر ومن المعالي معدنا
120
فطن الفؤاد لما أتيت على النوى ... ولما تركت مخافة أن تفطنا
121
أضحى فراقك لي عليه عقوبة ... ليس الذي قاسيت فيه هينا
121
فاغفر فدى لك واحبني من بعدها ... لتخصني بعطية منها أنا
121
وأنه المشير عليك في بضلة ... فالحر ممتحن بأولاد الزنا
121
وإذا الفتى طرح الكلام معرضا ... في مجلس أخذ الكلام اللذ عني
121
ومكائد السفهاء واقعة بهم ... وعداوة الشعراء بئس المقتنى
121
لعنت مقارنة اللئام فإنها ... ضيف يجر من الندامة ضيفنا
121
غضب الحسود إذا لقيتك راضيا ... رزء أخف على من أن يوزنا
121
أمسى الذي بربك كافرا ... من غيرنا معنا بفضلك مؤمنا
121
خلت البلاد من الغزالة ليلها ... فأعاضهاك الله كي لاتحزنا
121
أصبحت تأمر بالحجاب لخلوة ... هيهات لست على الحجاب بقادر
121
من كان ضوء جبينه ونواله ... لم يحجبا لم يحتجب عن ناظر
121
فإذا احتجبت فأنت غير محجب ... وإذا بطنت فأنت عين الظاهر
121
لم تر من نادمت الأكا ... لا لسوى ودك لي ذاكا
121
ولا لحبيها ولكنني ... أمسيت أرجوك وأخشاكا
121
عذلت منادمة الأمير عواذلي ... في شربها وكفت جواب السائل
121
مطرت سحاب يديك ري جوانحي ... وحملت شكرك واصطناعك حاملي
122
فمتى أقوم بشكر ما أوليتني ... والقول فيك علو قدر القائل
122
يا أيها الملك الذي ندماؤه ... شركاؤه في ملكه لا ملكه
122
في كل يوم بيننا دم كرمة ... لك توبة من توبة من سفكه
122
والصدق من شيم الكرام فنبئنا ... أمن المدام تتوب أم من تركه
122
بدر فتى لو كان من سؤاله ... يوما توفر حظه من ماله
122
تخير الأفعال في أفعاله ... ويقل ما يأتيه في إقباله
122
قمرا ترى وسحابتين بموضع ... من وجهه ويمينه وشماله
122
سفك الدماء بجوده لا بأسه ... كرما لأن الطير بعض عياله
122
إن يفن ما يحوي فقد أبقى به ... ذكرا يزول الدهر قبل زواله
122
قد أبت بالحاجة مقضية ... وعفت في الجلسة تطويلها
122
أنت الذي طول بقائي به ... خير لنفسي من بقائي لها
122
يا بدر إنك والحديث شجون ... من لم يكن لمثاله تكوين
122
لعظمت حتى لو تكون أمانة ... ما كان مؤتمنا بها جبرين
122
بعض البرية فوق بعض خاليا ... فإذا حضرت فكل فوق دون
122
فدتك الخيل وهي مسومات ... وبيض الهند وهي مجردات
122
وصفتك في قواف سائرات ... وقد بقيت وإن كثرت صفات
122
أفاعيل الورى من قبل دهم ... وفعلك في فعالهم شيات
122
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي ... ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
123
على أنني طوقت منك بنعمة ... شهيد بها بعضي لغيري على بعضي
123
سلام الذي فوق السموات عرشه ... تخص به يا خير ماش على الأرض
123
ألم تر أيها الملك المرجى ... عجائب ما رأيت من السحاب
123
تشكي الأرض غيبته إليه ... وترشف ماءه رشف الرضاب
123
وأوهم أن في الشطرنج همي ... وفيك تأملي ولك انتصابي
123
سأمضي والسلام عليك مني ... مغيبي ليلتي وغدا إيابي
123
نال الذي نلت منه مني ... لله ما تصنع الخمور
123
وذا انصرافي إلى محلي ... أآذن أيها الأمير
123
وجدت المدامة غلابة ... تهيج للقلب أشواقه
123
تسيء من المرء تأديبه ... ولكن تحسن أخلاقه
123
وأنفس ما للفتى لبه ... وذو اللب يكره إنفاقه
123
وقد مت أمس بها موتة ... وما يشتهي الموت من ذاقه
123
وجارية شعرها شطرها ... محكمة نافذ أمرها
123
تدور وفي يدها طاقة ... تضمنها مكرها شبرها
123
فإن أسكرتنا ففي جهلها ... بما فعلته بنا عذرها
123
جارية ما لجسمها روح ... بالقلب من حبها تباريح
123
في يدها طاقة تشير بها ... لكل طيب من طيبها ريح
123
سأشرب الكاس عن إشارتها ... ودمع عيني في الخد مسفوح
123
يا ذا المعالي ومعدن الأدب ... سيدنا وابن سيد العرب
123
أنت عليم بكل معجزة ... ولو سألنا سواك لم يجب
123
أهذه قابلتك راقصة ... أم رفعت رجلها من التعب
123
أن الأمير أدام الله دولته ... لفاخر كسيت فخرا به مضر
124
في الشرب جارية من تحتها خشب ... ما كان والدها جن ولابشر
124
قامت على فرد رجل من مهابته ... وليس تعقل ما تأتي وما تدر
124
ما نقلت في مشيئة قدما ... ولا اشتكت من دوارها ألما
124
لم أر شخصا من قبل رؤيتها ... يفعل أفعالها وما عزما
124
فلا تلمها على تواقعها ... أطربها أن رأتك مبتسما
124
زعمت أنك تنفى الظن عن أدبي ... وأنت أعظم أهل العصر مقدارا
124
أني أنا الذهب المعروف مخبره ... يزيد في السبك للدينار دينارا
124
برجاء جودك يطرد الفقر ... وبأن تعادي ينفد العمر
124
فخر الزجاج بأن شربت به ... وزرت على من عافها الخمر
124
وسلمت منها وهي تسكرنا ... حتى كأنك هابك السكر
124
ما يرتجي أحد لمكرمة ... إلا الإله وأنت يا بدر
124
لا افتخار إلا لمن لا يضام ... مدرك أو محارب لا ينام
124
ليس عزما ما مرض المرء فيه ... ليس هما ما عاق عنه الظلام
124
ذل من يغبط الذليل بعيش ... رب عيش أخف منه الحمام
124
كل حلم أتى بغير اقتدار ... حجة لاجيء إليها اللئام
124
من يهن يسهل الهوان عليه ... لم لجرح بميت إيلام
124
ضاق ذرعا بأن أضيق به ذر ... عا زماني واستكمرتني الكرام
124
واقفا تحت أخمصي قدر نفسي ... واقفا تحت أخمصي الأنام
124
أقرارا ألذ فوق شرار ... ومراما أبغي وظلمي يرام
124
دون أن يشرق الحجاز ونجد ... والعراقان بالقنا والشام
124
شرق الجو بالغبار إذا سا ... ر على بن أحمد القمقام
125
الأديب المهذب الأصيد الضر ... بالذكي الجعد السري الهمام
125
والذي ريب دهره من أسارا ... هـ ومن حاسدي يديه الغمام
125
يتداوى من كثرة المال والإق ... لال جودا كأن هالا سقام
125
حسن في عيون أعدائه أق ... بح من ضيفه رأته السوام
125
لو حمى سيدا من الموت حام ... لحماك الإجلال والإعظام
125
وعوار لوامع دينها الح ... ل ولكن زيها الإحرام
125
كتبت في صحائف المجد بسم ... ثم قيس وبعد قيس السلام
125
إنما مرة بن عوف بن سعد ... جمرات لا تشتهيها النعام
125
ليلها صبحها من النار والأص ... باح ليل من الدخان تمام
125
همم بلغتكم رتبات ... قصرت عن بلوغها الأوهام
125
ونفوس إذا ايرت لقتال ... نفدت قبل ينفذ الإقدام
125
وقلوب موطنات على الرو ... ع كأن اقتحامها استسلام
125
قائدو كل شطبة وحصان ... قد براها الإسراج والإلجام
125
يتعثران بالرؤوس كما م ... ر بتاءات نطقه التمام
125
طال غشيانك الكرائه حتى ... قال فيك الذي أقول الحسام
125
وكفتك الصفائح الناس حتى ... قد كفتك الصفائح الأقلام
126
وكفتك التجارب الفكر حتى ... قد كفاك التجارب الإلهام
126
فارس يشتري برازك للفخ ... ر بقتل معجل لا يلام
126
نائل منك نظرة ساقه الفق ... ر عليه لفقره إنعام
126
خير أعضائنا الرؤس ولكن ... فضلتها بقصدك الأقدام
126
قد لعمري أقصرت عنك وللوف ... د ازدحام وللعطايا ازدحام
126
خفت إن صرت في يمينك أن تأ ... خذني في هباتك الأقوام
126
ومن الرشد لم أزرك على القر ... ب على البعد يعرف الإلمام
126
ومن الخير بطؤ سيبك عنى ... أسرع السحب في المسير الجهام
126
قل فكم من جواهر بنظام ... ودها أنها بفيك كلام
126
حسبك الله ما تضل عن الح ... ق ولا يهتدي إليك أثام
126
لم لا تحذر العواقب في غي ... ر الدنايا أو ما عليك حرام
126
كم حبيب لا عذر في اللوم فيه ... لك فيه من التقي لوام
126
إن بعضا من القريض هذاء ... ليس شيئا وبعضه أحكام
126
منه ما يجلب البراعة والفض ... ل ومنه ما يجلب البرسام
127
لا تنكرن رحيلي عنك في عجل ... فإنني لرحيلي غير مختار
127
وربما فارق الإنسان مهجته ... يوم الوغى غير قال خشية العار
127
وقد منيت بحساد أحاربهم ... فاجعل نداك عليهم بعض انصاري
127
عذيري من عذاري من أمور ... سكن جوانحي بدل الخدور
127
ومبتسمات هيجاوات عصر ... عن الأسياف ليس عن الثغور
127
ركبت مشمرا قدمي إليها ... وكل عذافر قلق الضفور
127
أوانا في بيوت البدو رحلي ... وآونة على قتد البعير
127
أعرض للرماح الصم نحري ... وأنصب حر وجهي للهجير
127
وأسرى في ظلام الليل وحدي ... كأني منه في قمر منير
127
فقل في حاجة لم أقض منها ... على تعبي بها شروي نقير
127
ونفس لا نجيب إلى خسيس ... وعين لا تدار على نظير
127
وكف لا تنازع من أتاني ... ينازعني سوى شرفي وخيري
127
وقلة ناصر جوزيت عني ... بشر منك يا شر الدهور
127
عدوي كل شيء فيك حتى ... لنحلت الأكم موغرة الصدور
127
فلو أني حسدت على نفيس ... لجدت به لذا الجد العثور
127
ولكني حسدت على حيوتي ... وما خير الحيوى بلا سرور
128
فيا ابن كروس يا نصف أعمى ... وإن تفخر فيها نصف البصير
128
تعادينا لأنا غير لكن ... وتبغضنا لأنا غير عور
128
فلو كنت امرء يهجا هجونا ... ولكن ضاق فتر عن مسير
128
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن ... يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
128
وإنما نحن في جيل سواسية ... شر على الحر من سقم على بدن
128
حولي بكل مكان منهم خلق ... تخطى إذا جئت في استفهامها بمن
128
لا أقتري بلدا إلا على غرر ... ولا أمر بخلق غير مضطغن
128
ولا أعاشر من أملاكهم أحدا ... لا أحق بضرب الرأس من وثن
128
إني لأعذرهم مما أعنفهم ... حتى أعنف نفسي فيهم وأني
128
فقر الجهول بلا قلب إلى أدب ... فقرالحمار بلا رأس إلى رسن
128
ومدقعين مسبورت صحبتهم ... عارين من حلل كاسين من درن
128
خراب بادية غرثى بطونهم ... مكن الضباب لهم زاد بلا ثمن
128
يستخبرون فلا أعطيهم خبري ... وما يطيش لهم سهم من الظنن
129
وخلة في جليس أتقيه بها ... كيما يرى أننا مثلان في الوهن
129
وكلمة في طريق خفتأعربها ... فيهتدي لي فلم أقدر على اللحن
129
قد هون الصبر عندي كل نازلة ... ولين العزم حد المركب الخشن
129
كمن مخلص على في خوض مهلكة ... وقتلة قرنت بالذم في الجبن
129
لايعجبن مضيما حسن بزته ... وهل تروق دفينا جودة الكفن
129
لله حال أرجيها وتخلفني ... وأقتضي كونها دهري فيمطلني
129
مدحت قوما وإن عشنا نظمت لهم ... قصائدا من إناث الخيل والحصن
129
تحت العجاح قوافيها مضمرة ... إذا تنوشدن لم يدخلن في أذن
129
فلا أحارب مدفوعا على جدر ... ولا أصالح مغرورا على دخن
129
مخيم الجمع بالبيداء يصهره ... حر الهواجر في صم من الفتن
129
ألقى الكرام الأولى بادوا مكارمهم ... على الخصيبي عند الفرض والسنن
129
فهن في الحجر منه كلما عرضت ... له اليتامى بدا بالمجد والمنن
129
قاض إذا التبس الأمران عن له ... رأي يخلص بين الماء واللبن
129
غض الشباب بعيد فجر ليلته ... مجانب العين للفحشاء والوسن
130
شرابه النشح لا للري يطلبه ... وطعمه لقوام الجسم لا السمن
130
القائل الصدق فيه ما يضر به ... والواحد الحالتين السر والعلن
130
أفعاله نسب لو لم يقل معها ... جدي الخصيب عرفنا العرق بالغصن
130
العارض الهتن ابن العارض الهتن اب ... ن العارض الهتن ابن العارض الهتن
130
قد صرت أول الدنيا وآخرها ... آباؤه من مغار العلم في قرن
130
كأنهم ولدوا من قبل أن ولدوا ... وكان فهمهم أيام لم يكن
130
الخاطرين على أعدائهم أبدا ... من المحامد في أوقى من الجنن
130
للناظرين إلى إقباله فرح ... يزيل ما بجباه القوم من غضن
130
كأن مال ابن عبد الله مغتر ... من راحتيه بأرض الروم واليمن
130
لم نفتقد بك من مزن سوى لثق ... ولا من البحر غير الريح والسفن
130
ولا من الليث إلا قبح منظره ... ومن سواه سوى ما ليس بالحسن
130
منذ احتبيت بأنطاكية اعتدلت ... حتى كأن ذوي الأوتار في هدن
130
ومذ مررت على أطوادها قرعت ... من السجود فلا نبت على القنن
131
أخلت مواهبك الأسواق من صنع ... أغنى نداك عن الأعمال والمهن
131
ذا جود من ليس من دهر على ثقة ... وزهد من ليس من دنياه في وطن
131
وهذه هيبة لم يؤتها بشر ... وذا اقتدار لسان ليس في المنن
131
فمر وأوم تطع قدست من جبل ... تبارك الله مجرى الروح في حضن
131
ألا لا أري الأحداث حمدا ولا ذما ... فما بطشها جهلا وما كفها حلما
131
إلى مثل ما كان الفتى مرجع الفتى ... يعود كما أبدى ويكرى كما أرمي
131
لك الله من مفجوعة بحبيبها ... قتيلة شوق غير ملحقها وصما
131
أحن إلى الكأس التي شربت بها ... وأهوى لمثواها التراب وما ضما
131
بكيت عليها خيفة في حيوتها ... وذاق كلانا ثكل صاحبه قدما
131
ولو قتل الهجر المحبين كلهم ... مضى بلد باق أجدت له صرما
131
عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا ... فلما دهتني لم تزدني بها علما
131
منافعها ما ضر في نفع غيرها ... تغذى وتروى أن نجوع وأن تظما
131
أتاها كتابي بعد يأس وترحة ... فماتت سرورا بي فمت بها هما
132
حرام على قلبي السرور فإنني ... أعد الذي ماتت به بعدها سما
132
تعجب من خطي ولفظي كأنها ... ترى بحروف السطر أغربة عصما
132
وتلثمه حتى أصار مداده ... محاجر عينيها وأنيابها سحما
132
رقا دمعها البحارى وجفت جفونها ... وفارق حبي قلبها بعد ما أدمى
132
ولم يسلها إلا المنايا وإنما ... أشد من السقم الذي أذهب السقما
132
طلبت لها حظا ففاتت وفاتني ... وقد رضيت بي لو رضيت بها قسما
132
فأصبحت استسقي الغمام لقبرها ... وقد كنت أستسقي الوغى والقنا الصما
132
وكنت قبيل الموت استعظم النوى ... فقد صارت الصغرى التي كانت العظمى
132
هبيني أخذت الثار فيك من العدى ... فكيف بأخذ الثار فيك من الحمى
132
وما انسدت الدنيا علي لضيقها ... ولكن ظرفا لا أراك به أعمى
132
فوا أسفا ألا أكب مقبلا ... لرأسك والصدر الذي مليأ حزما
132
وألا ألاقى روحك الطيب الذي ... كأن ذكي المسك كان له جسما
133
ولو لم تكوني بنت أكرم والد ... لكان أباك الضخم كونك لي أما
133
لئن لذ يوم الشامتين بموتها ... لقد ولدت مني لأنفهم رغما
133
تغرب لا مستعظما غير نفسه ... ولا قابلا إلا لخالقه حكما
133
يقولون لي ما أنت في كل بلدة ... وما تبتغي ما أبتغي جل أن يسمى
133
كأن بنيهم عالمون بأنني ... جلوب إليهم من معادنه اليتما
133
وما الجمع بين الماء والنار في يدي ... بأصعب من أن أجمع الجد والفهما
133
ولكنني مستنصر بذبابه ... ومرتكب في كل حال به الغشا
133
وجاعله يوم اللقاء تحيتي ... وإلا فلست السيد البطل القرما
133
إذا فل عزمي عن مدى خوف بعده ... فأبعد شيء ممكن لم يجد عزما
133
وإني لمن قوم كأن نفوسنا ... بها أنف أن تسكن اللحم والعظما
133
كذا أنا يا دنيا إذا شئت فاذهبي ... ويا نفس زيدي في كرائهها قدما
133
فلا عبرت بي ساعة لا تعرني ... ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما
133
يستعظمون أبياتا نأمت بها ... لاتحسدن على أن ينئم الأسدا
133
لو أن ثم قلوبا يعقلون بها ... أنساهم الذعر مما تحتها الحسدا
133
لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت وهن منعك أواهل
133
يعلمن ذاك وما علمت وإنما ... أولا كما ببكى عليه العاقل
134
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه ... فمن المطالب والقتيل القاتل
134
تخلو الديار من الظباء وعنده ... من كل تابعة خيال خاذل
134
أللاء افتكها الجبان بمهجتي ... وأحبها قربا إلى الباخل
134
الراميات لنا وهن نوافر ... والخاتلات لنا وهن غوافل
134
كافأننا عن شبههن من المها ... فلهن في غير التراب حبائل
134
من طاعني ثغر الرجال جآذر ... ومن الرماح دمالج وخلاخل
134
ولذا أسم أغطية العيون جفونها ... من أنها عمل السيوف عوامل
134
كم وقفة سجرتك شوقا بعد ما ... غرى الرقيب بنا ولج العاذل
134
دون التعانق ناحلين كشكلتي ... نصب أدقهما وضم الشاكل
134
إنعم ولذ فللأمور أواخر ... أبدا إذا كانت لهن أوائل
134
ما دمت من أرب الحسان فإنما ... ظل الشباب عليك ظل زائل
134
للهو آونة تمر كأ، ها ... قبل يزودها حبيب راحل
134
جمع الزمان فما لذيذ خالص ... مما يشوب ولا سرور كامل
135
حتى أبو الفضل بن عبد الله رؤ ... يته المنى وهي المقام الهائل
135
ممطورة طرقي إليه دونه ... من جوده في كل قج وابل
135
محجوبة بسرادق من هيبة ... تثني الأزمة والمطي ذوامل
135
للشمس فيه وللسحاب وللجا ... ر وللرياح وللأسود شمائل
135
ولديه ملعقيان والأدب المفا ... د وما الحيوة وما الممات مناهل
135
لو لم يهب لجب الوفود حواله ... لسرى إليه قطا الفلاة الناهل
135
يدري بما بك قبل تظهره له ... من ذهنه ويجيب قبل تسائل
135
وتراه معترضا لها وموليا ... أحداقنا وتحار حين يقابل
135
كلماته قضب وهن فواصل ... كل الضرائب تحتهن مفاصل
135
هزمت مكارمه المكارم كلها ... حتى كأن المكرمات قبائل
135
وقتلن دفرا والدهيم فما ترى ... أم الدهيم وأم دفر هابل
135
علامة العلماء واللج الذي ... لا ينتهي ولكل لج ساحل
135
لو طاب مولد كل حي مثله ... ولد النساء وما لهن قوابل
135
لو بان بالكرم الجنين بيانه ... لدرت به ذكر أم أنثى الحامل
136
ليزد بنو الحسن الشراف تواضعا ... هيهات تكتم في الظلام مشاعل
136
ستروا الندى ستر الغراب سفاده ... فبدا وهل يخفى الرباب الهاطل
136
جفخت وهم لا يجفخون بها بهم ... شيم على الحسب الأعز دلائل
136
متشابهي ورع النفوس كبيرهم ... وصغيرهم عف الإزار حلال
136
يا أفخر فإن الناس فيك ثلاثة ... مستعظم أو حاسد أو جاهل
136
ولقد علوت فما تبالي بعد ما ... عرفوا أيحمد أم يذم القائل
136
أثنى عليك ولو تشاء لقلت لي ... قصرت بالإمساك عني نمائل
136
لا تجسر الفصحاء تنشد هاهنا ... بيتا ولكني الهزبر الباسل
136
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني فاضل
136
من لي بفهم أهيل عصر يدعي ... أن يحسب الهندي فيهم باقل
136
وأما وحقلك وهو غايرة مقسم ... للحق أنت وما سواك الباطل
137
الطيب أنت إذا أصابك طيبه ... والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل
137
ما دار في الحنك اللسان وقلبت ... قلما بأحسن من نثاك أنامل
137
قد علم البين منا البيت أجفانا ... تدمي وألف في ذا القلب أحزانا
137
أملت ساعة ساروا كشف معصمها ... ليلبث الحي دون السير حيرانا
137
ولو بدت لأتاهتهم فحجبها ... صون عقولهم من لحظها صانا
137
بالواخدات وحاديها وبي قمر ... يظل من وخدها في الخدر حشيانا
137
أما الثياب فتعرى من محاسنه ... إذا نضاها ويكسى الحسن عريانا
137
يضمه المسك ضم المستهام به ... حتى يصير على الأعكان أعكانا
137
قد كنت أشفق من دمعي على بصري ... فاليوم كل عزيز بعدكم هانا
137
تهدي البوارق أخلاف المياه لكم ... وللمحب من التذكار نيرانا
137
إذا قدمت على الأهوال شيعني ... قلب إذا شئت إن يسلاكم خانا
137
أبدو فيسجد من بالسوء يذكرني ... ولا أعاتبه صفحا وإهوانا
137
وهكذا كنت في أهلي وفي وطني ... إن النفيس غريب حيثما كانا
137
محسد الفضل مكذوب على أثري ... ألقى الكمي ويلقاني إذا حانا
138
لا أشرئب إلى ما لم يفت طمعا ... ولا أبيت على ما فات حسرانا
138
ولا أسر بما غيري الحميد به ... ولو حملت إلى الجهر ملآنا
138
لايجذبن ركابي نحوه أحد ... ما جمت حيا وما قلقن كيرانا
138
لو استطعت ركبت الناس كلهم ... إلى سعيد بن عبد الله بعرانا
138
فالعيس أعقل من قوم رأيتهم ... عما يراه من الإحسان عميانا
138
ذاك الجواد وإن قل الجواد له ... ذاك الشجاع وإن لم يرض أقرانا
138
ذاك المعد الذي تقنوا يداه لنا ... فلو أصيب بشيء منه عزانا
138
خف الزمان على أطراف أنمله ... حتى توهمن للأزمان أزمانا
138
يلقى الوغى والقنا والنازلات به ... والسيف والضيف رحب الباع جذلانا
138
تخاله من ذكاء القلب محتميا ... ومن تكرمه والبشر نشوانا
138
وتسحب الحبر القينات رافلة ... في جوده وتجر الخيل أرسانا
138
يعطى المبشر بالقصاد قبلهم ... كمن يبشره بالماء عطشانا
138
جزت بني الحسن الحسنى فإنهم ... في قومهم مثلهم في الغر عدنانا
138
ما شيد الله من مجد لسالفهم ... إلا ونحن نراه فيهم الآنا
139
إن كوتبوا أو لقوا أو حوربوا وجدوا ... في الخط واللفظ والهيجاء فرسانا
139
كأن ألسنهم في النطق قد جعلت ... على رماحهم في الطعن خرصانا
139
كأنهم يردون الموت من ظمإ ... أو نشقون من الخطى ريحانا
139
الكائنين لمن أبغى عداوته ... أعدى العدى ولمن آخيت إخوانا
139
خلائق لو حواها الزنج لانقلبوا ... ظمى الشفاه جعاد الشعر غرانا
139
وأنفس يلمعيات تحبهم ... لها اضطرارا ولو أقصوك شنآنا
139
الواضحين أبوات وأجبنة ... ووالدات وألبانا وأذهانا
139
يا صائد الجحفل المرهوب جانبه ... إن الليوث تصيد الناس أحدانا
139
وواهبا كل وقتس وقت نائله ... وإنما يهب الوهاب أحيانا
139
أنت الذي سبك الأموال مكرمة ... ثم اتخذت لها السؤال خزانا
139
عليك منك إذا أخليت مرتقب ... لم تأت في السر ما لم تأت إعلانا
139
لا أستزيدك فيما فيك من كرم ... أنا الذي نام إن نبهت يقظانا
139
فإن مثلك باهيت الكرام به ... ورد سخطا على الأيام رضوانا
139
وأنت أبعدهم ذكرا وأكبرهم ... قدرا وأرفعهم في المجد بنيانا
139
قد شرف الله أرضا أنت ساكنها ... وشرف الناس إذ سواك إنسانا
139
سرب محاسنه حرمت ذواتها ... داني الصفات بعيد موصوفاتها
140
أوفى فكنت إذا رميت بمقلتي ... بشرا رأيت ارق من عبراتها
140
يستاق عيسهم أنيني خلفهم ... تتوهم الزفرات زجر حداتها
140
وكأنها شجر بدا لكنها ... شجر جنيت الموت من ثمراتها
140
لا سرت من إبل لو أني فوقها ... لمحت حرارة مدمعي سماتها
140
وحملت ما حملت من هذي المها ... وحملت ما حملت من حسراتها
140
إني على شغفي بما في خمرها ... لأعف عما في سراويلاتها
140
وترى المروة والفتوة والأب ... وة في كل مليحة ضراتها
140
هن الثلاث المانعاني لذتي ... في خلوتي لا الخوف من تبعاتها
141
ومطالب فيها الهلاك اتيتها ... ثبت الجنان كأنني لم آتها
141
ومقانب بمقانب غادرتها ... أقوات وحش كن من أقواتها
141
أقبلتها غرر الجياد كأنما ... أيدي بني عمران في جبهاتها
141
الثابتين فروسة كجلودها ... في ظهرها والطعن في لباتها
141
العارفين بها كما عرفتهم ... والراكبين جدودهم أماتها
141
فكأنها نتجت قياما تحتهم ... وكأنهم ولدوا على صهواتها
141
إن الكرام بلا كرام منهم ... مثل القلوب بلا سويداواتها
141
تلك النفوس الغالبات على العلا ... والمجد يغلبها على شهواتها
141
سقيت منابتها التي سقت الورى ... بيدي أبي أيوب خير نباتها
141
ليس التعجب من مواهب ماله ... بل من سلامتها إلى أوقاتها
142
عجبا له حفظ العنان بأنمل ... ما حفظها الأشياء من عاداتها
142
لو مر يركض في سطور كتابة ... أحصى بحافر مهره ميماتها
142
يضع السنان بحيث شاء مجاولا ... حتى من الآذان في أخراتها
142
تكبو وراءك يا ابن أحمد قرح ... ليست قوائمهن من آلاتها
142
رعد القوارس منك في أبدانها ... أجرى من العسلان في قنواتها
142
لا خلق أسمح منك إلا عارف ... بك رآء نفسك لم يقل لك هاتها
142
غلت الذي حسب العشور بآية ... ترتيلك السورات من آياتها
142
كرم تبين في كلامك ماثلا ... ويبين عتق الخيل في أصواتها
142
أعيا زوالك عن محل نلته ... لا تخرج الأقمار عن هالاتها
142
لا نعذل المرض الذي بك شائق ... أنت الرجال وشائق علاتها
142
فإذا نوت سفرا إليك سبقتها ... فأضفت قبل مضافها حالاتها
142
ومنازل الحمى الجسوم فقل لنا ... ما عذرها في تركها خيراتها
143
أعجبتها شرفا فطال وقوفها ... لتأمل الأعضاء لا لآذاتها
143
وبذلت ما عشقته نفسك كله ... حتى بذلت لهذه صحاتها
143
حق الكواكب أن تزورك من علو ... وتعودك الآساد من غاباتها
143
والجن من ستراتها والوحش من ... فلواتها والطير من وكناتها
143
ذكر الأنام لنا فكان قصيدة ... كنت البديع الفرد من أبياتها
143
في الناس أمثلة تدور حيوتها ... كمماتها ومماتها كحيوتها
143
هبت النكاح حذار نسل مثلها ... حتى وفرت على النساء بناتها
143
فاليوم صرت إلى الذي لو أنه ... ملك البرية لأستقل هباتها
143
مسترخص نظر إليه بما به ... نظرت وعثرة رجله بدياتها
143
أطاعن خيلا من فوارسها الدهر ... وحيدا وما قولي كذا ومعي الصبر
143
وأشجع مني كل يوم سلامتي ... وما ثبتت إلا وفي نفسها أمر
143
تمرست بالآفات حتى تركتها ... تقول أمات الموت أم ذعر الذعر
143
وأقدمت أقدام الأتي كأن لي ... سوى مهجتي أو كان لي عندها وتر
143
ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها ... فمفترق جاران دارهما العمر
143
وتضريب أعناق الرجال وأن ترى ... لك الهبوات السود والعسكر المجر
144
وتركك في الدنيا دويا كأنما ... تداول سمع المرء أنمله العشر
144
إذا الفضل لم يرفعك عن شكر ناقص ... على هبة فالفضل فيمن له الشكر
144
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ... مخافة فقر فالذي فعل الفقر
144
علي لأهل الجور كل طمرة ... عليها غلام مل حيزومه غمر
144
يدير بأطراف الرماح عليهم ... كؤوس المنايا حيث لا تشتهي الخمر
144
وكم من جبال جبت تشهد أنني ال ... جبال وبحر شاهد أنني البحر
144
وخرق مكان العيس منه مكاننا ... من العيس فيه واسط الكور والظهر
144
يخدن بنا في جوزه وكأننا ... على كرة أو أرضه معنا سفر
144
ويوم وصلناه بليل كأنما ... على أفقه من برقه حلل حمر
145
وليل وصلناه بيوم كأنما ... على متنه من دجنه حلل خضر
145
وغيث ظننا تحته أن عامرا ... علا لم يمت أو في السحاب له قبر
145
أو ابن ابنه الباقي علي بن أحمد ... يجود به لم أجز ويدي صفر
145
وأن سحابا جوده مثل جوده ... سحاب على كل السحاب له فخر
145
فتى لا يضم القلب همات قلبه ... ولو ضمها قلب لما ضمه صدر
145
ولا ينفع الإمكان لولا سخاؤه ... وهل نافع لولا الأكف القنا السمر
145
قران تلاقي الصلت فيه وعامر ... كما يتلاقى الهنداوي والنصر
145
فجاءا به صلت الجبين معظما ... ترى الناس قلا حوله وهم كثر
145
مفدى بآبآء الرجال سميدعا ... هو الكرم المد الذي ما له جزر
145
وما زلت حتى قادني الشوق نحوه ... يسايرني في كل ركب له ذكر
145
وأستكبر الأخبار قبل لقائه ... فلما التقينا صغر الخبر الخبر
145
إليك طعنا في مدى كل صفصف ... بكل وآة كل مما لقيت نحر
145
إذا ورمت من لسعة مرحت لها ... كأن نوالا صر في جلدها النبر
146
فجئناك دون الشمس والبدر في النوى ... ودونك في أحوالك الشمس والبدر
146
كأنك برد الماء لا عيش دونه ... ولو كنت برد الماء لم يكن العشر
146
دعاني إليك العلم والحلم والحجي ... وهذا الكلام النظم والنائل النثر
146
وما قلت من شعر تكاد بيوته ... إذا كتبت يبيض من نورها الحبر
146
كأن المعاني في فصاحة لفظها ... نجوم الثريا أو خلائقك الزهر
146
وجنبني قرب السلاطين مقتها ... وما يقتضيني من جماجمها النسر
146
فإني رأيت الضر أحسن منظرا ... وأهون من مرأي صغير به كبر
146
لساني وعيني والفؤاد وهمتي ... أود اللواتي ذا اسمها منك والشطر
146
وما أنا وحدي قلت ذا الشعر كله ... ولكن لشعري فيك من نفسه شعر
146
وماذا الذي فيه من الحسن رونقا ... ولكن بدا في وجهه نحوك البشر
147
وإني ولو نلت السماء لعالم ... بأنك ما نلت الذي يوجب القدر
147
أزالت بك الأيام عتبي كأنما ... بنوها لها ذنب وأنت لها عذر
147
ضروب الناس عشاق ضروبا ... فأعذرهم أشفهم حببا
147
وما سكنى سوى قتل الأعادي ... فهل من زورة تشفى القلوبا
147
تظل الطير منها في حديث ... ترد به الصراصر والنعيبا
147
وقد لبست دماءهم عليهم ... حدادا لم تشق لها جيوبا
147
أدمنا طعنهم والقتل حتى ... خلطنا في عظامهم الكعوبا
147
كأن خيولنا كانت قديما ... تسقى في قحوفهم الحليبا
147
فمرت غير نافرة عليهم ... تدوس بنا الجماجم والتريبا
147
يقدمها وقد خضبت شواها ... فتى ترمي الحروب به الحروبا
147
شديد الخنزوانة لا يبالي ... أصاب إذا تنمر أم أصيبا
147
أعزمي طال هذا الليل فانظر ... أمنك الصبح يفرق أن يؤوبا
147
كأن الفجر حب مستزار ... يراعى من دجنته رقيبا
147
كان نجومه حلي عليه ... وقد حذيت قوائمه الجبوبا
148
كأن الجو قاسى ما أقاسي ... فصار سواده فيه شحوبا
148
كأن دجاه يجذبها سهادي ... فليس تغيب إلا أن يغيبا
148
أقلب فيه أجفاني كأني ... أعد بها على الدهر الدنوبا
148
وما ليل بأطول من نهار ... يظل بلحظ حسادي مشوبا
148
وما موت بأبغض من حيوة ... أرى لهم معي فيها نصيبا
148
عرفت نوائب الحدثان حتى ... لو انتسبت لكنت لها نقيبا
148
ولما قلت الإبل امتطينا ... إلى ابن أبي سليمان الخطوبا
148
مطايا لا تذل لمن عليها ... ولا يبغي لها أحد ركوبا
148
وترتع دون نبت الأرض فينا ... فما فارقتها إلا جديبا
148
إلى ذي شيمة شغفت فؤادي ... فلولاه لقلت بها النسيبا
148
تنازعني هواها كل نفس ... وإن لم تشبه الرشأ الربيبا
148
عجيب في الزمان وما عجيب ... أتى من آل سيار عجيبا
148
وشيخ في الشباب وليس شيخا ... سمي كل من بلغ المشيبا
148
قسا فالأسد تفزع من قواه ... ورق فنحن نفزغ أن يذوبا
148
أشد من الرياح الهوج بطشا ... وأسرع في الندى منها هبوبا
148
وقالوا ذاك أرمي من رأينا ... فقلت رأيتهم الغرض القريبا
148
وهل يخطى بأسهمه الرمايا ... وما يخطى بما ظن الغيوبا
148
إذا نكبت كنانته استبنا ... بأنصلها لأنصلها ندوبا
149
يصيب ببعضها أفواق بعض ... فلولا الكسر لاتصلت قضيبا
149
يريك النزع بين القوس منه ... وبين رميه الهدف اللهيبا
149
ألست ابن الأولى سعدوا وسادوا ... ولم يلدوا امرأ إلا نجيبا
149
ونالوا ما اشتهوا بالحزم هونا ... وصاد الوحش نملهم دبيبا
149
وما ريح الرياض لها ولكن ... كساها دفنهم في الترب طيبا
149
أيا من عاد روح المجد فيه ... وصار زمانه البالي فتشيبا
149
تيممني وكيلك مادحا لي ... وأنشدني من الشعر الغريبا
149
فآجرك الإله على عليل ... بعثت إلى المسيح به طبيبا
149
ولست بمنكر منك الهدايا ... ولكن زدتني فيها أديبا
149
فلا زالت ديارك مشرقات ... ولا دانيت يا شمس الغروبا
149
لأصبح آمنا فيك الرزايا ... كما أنا آمن فيك العيوبا
149
أقل فعالي بله أكثره مجد ... وذا الجد فيه نلت أو لم أنل جد
149
سأطلب حقي بالقنا ومشائخ ... كأنهم من طول ما التثموا مرد
150
ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا ... كثير إذا شدوا قليل إذا عدوا
150
وطعن كأن الطعن لا طعن عنده ... وضرب كأن النار من حره برد
150
إذا شئت حفت بي على كل سابح ... رجال كأن الموت في فمها شهد
150
أذم إلى هذا الزمان أهيله ... فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد
150
وأكرمهم كلب وأبصرهم عم ... وأسهدهم فهد وأشجعهم قرد
150
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد
150
فيا نكد الدنيا متى أنت مقصر ... عن الحر حتى لا يكون له ضد
150
يروح ويغدو كارها لوصاله ... وتضطره الأيام والزمن النكد
150
بقلبي وإن لم أرو منها ملالة ... وبي عن غوانيها وإن وصلت صد
150
خليلاي دون الناس حزن وعبرة ... على فقد من أحببت ما لهما فقد
151
تلج دموعي بالجفون كأنما ... جفوني لعيني كل باكية خد
151
وأني لتفهيني من الماء بقية ... وأصبر عنه ما تصبر الربد
151
وأمضى كما يمضي السنان لطيتي ... وأطوي كما تطوى المجلحة العقد
151
وأكبر نفسي عن جزاء بغيبة ... وكل اغتياب جهد من ما له جهد
151
وأرحم أقواما من العي والغبي ... وأعذر في بغضي لأنهم ضد
151
ويمنعني ممن سوى ابن محمد ... أياد له عندي يضيق بها عند
151
توالي بلا وعد لكن قبلها ... شمائله من غير وعد بها وعد
151
سرى السيف مما تطبع الهند صاحبي ... إلى السيف مما يطبع الله لا الهند
151
فلما رآني مقبلا هز نفسه ... إلى حسام كل صفح له حد
151
فلم أر قبلي من مشي البحر نحوه ... ولا رجلا قامت تعانقه الأسد
151
كان القسي العاصيات تطيعه ... هوى أو بها في غير أنمله زهد
151
يكاد يصيب الشيء من قبل رميه ... ويمكنه في سهمه المرسل الرد
151
وينفذه في العقد وهو مضيق ... من الشعرة السوداء والليل مسود
152
بنفسي الذي لا يزدهي بخديعة ... وإن كثرت فيه الذرائع والقصد
152
ومن بعده فقر ومن قربه غني ... ومن عرضه حر ومن ماله عبد
152
ويصطنع المعروف مبتدئا به ... ويمنعه من كل من ذمه حمد
152
ويمقر المساء عن ذكره لهم ... كأنهم في الخلق ما خلقوا بعد
152
وتأمنه الأعداء من غير ذلة ... ولكن على قدر الذي يذنب الحقد
152
فإن يك سيار بن مكرم أنقضى ... فإنك ماء الورد أن ذهب الورد
152
مضى وبنوه وانفردت بفضلهم ... وألف إذا ما جمعت واحدا فرد
152
لهم أوجه غر وأيد كريمة ... ومعرفة عد وألسنة لد
152
وأردية خضر وملك مطاعة ... ومركوزة سمر ومقربة جرد
152
وما عشت ما ماتوا ولا أبواهم ... تميم بن مر وابن طابخة أد
152
فبعض الذي يبدو الذي أنا ذاكر ... وبعض الذي يخفى علي الذي يبدو
153
الوم به من لامني في وداده ... وحق لخير الخلق من خيره الود
153
كذا فتنحوا عن علي وطرقه ... بنى اللؤم حتى يعبر الملك الجعد
153
فما في سجاياكم منازعة العلي ... ولا في طباع التربة المسك والند
153
أما الفراق فإنه ما أعهد ... هو توأمي لو أن بينا يولد
153
ولقد علمنا أننا سنطيعه ... لما علمنا أننا لا نخلد
153
وإذا الجياد أبا البهي نقلننا ... عنكم فأردأ ما ركبت الأجود
153
من خص بالذم الفراق فإنني ... من لا يرى في الدهر شيئا يحمد
153
كفرندي فرند سيفي الجراز ... لذة العين عدة للبراز
153
تحسب الماء خط في لهب النا ... ر أدق الخطوط في الأحراز
153
كلما رمت لونه منع النا ... ظر موج كأنه منك هازي
153
ودقيق قذى الهباء أنيق ... متوال في مستو هزهاز
153
ورد الماء فالجوانب قدرا ... شربت والتي تليها جوازي
153
حملته حمائل الدهر حتى ... وهي محتاجة إلى خراز
154
فهو لا تلحق الدماء غراري ... هـ ولا عرض منتضيه المخازي
154
يا مزيل الظلام عني وروضي ... يوم شربي ومعقلي في البراز
154
واليماني الذي لو أسطعت كانت ... مقلتي غمده من الإعزاز
154
إن برقي إذا برقت فعالي ... وصليل إذا صللت ارتجازي
154
ولم أحملك معلماهكذا إلا ... لضرب الرقاب والأجواز
154
ولقطعي بك الحديد عليها ... فكلانا لجنسه اليوم غازي
154
سله الركض بعد وهن بنجد ... فتصدى للغيث أهل الحجاز
154
فتمنيت مثله فكأني ... طالب لابن صالح من يوازي
154
ليس كل السراة بالروذبار ... ي ولا كل ما يطير ببازي
154
فارسي له من المجد تاج ... كان من جوهر على أبرواز
154
نفسه فوق كل أصل شريف ... ولو أني له إلى الشمس عازي
154
شغلت قلبه حسان المعالي ... عن حسان الوجوه والأعجاز
154
وكأن الفريد والدر واليا ... قوت من لفظه وسام الركاز
154
تقضم الجمر والحديد الأعادي ... دونه قضم سكر الأهواز
154
بلغته البلاغة الجهد بالعف ... وونال الإسهاب بالإيجاز
154
حامل الحرب والديات عن القو ... م وثقل الديون والأعواز
154
كيف لا يشتكي وكيف تشكوا ... وبه لا بمن شكاها المرازي
154
أيها الواسع الفناء وما في ... هـ مبيت لمالك المجتاز
155
بك أضحى شبا السنة عندي ... كشبا أسوق الجراد النوازي
155
وأنثنى عني الرديني حتى ... دار دور الحروف في هواز
155
وبآباءك الكرام التأسي ... والتسلي عمن مضى والتعازي
155
تركوا الأرض بعدما ذللوها ... ومشت تحتهم بلا مهماز
155
واطاعتهم الجيوش وهيبوا ... فكلام الورى لهم كالنحاز
155
وهجان على هجان تأيي ... ك عديد الحبوب في الأقواز
155
صفها السير في العراء فكانت ... فوق مثل الملاء مثل الطراز
155
وحكى في اللحوم فعلك في الوف ... ر فأودى بالعنتريس الكناز
155
كلما جادت الظنون بوعد ... عنك جادت يداك بالإنجاز
155
ملك منشد القريض لديه ... وأضع الثوب في يدي بزاز
155
ولنا القول وهو أدرى بفح ... واه وأهدى فيه إلى الإعجاز
155
ومن الناس من يجوز عليه ... شعراء كأنها الخازباز
155
ويرى أنه البصير بهذا ... وهو في العمى ضائع العكاز
156
كل شعر نظير قائله في ... ك وعقل المجيز مثل المجاز
156
أماتكم من قبل موتكم الجهل ... وجركم من خفة بكم النمل
156
وليد أبي الطيب الكلب ما لكم ... فطنتم إلى الدعوى وليس لكم عقل
156
ولو ضربتكم منجنيقي وأصلكم ... قوي لهدتكم فكيف ولا أصل
156
ولو كنتم ممن يدبر أمره ... لما كنتم نسل الذي ما له نسل
156
لقد حازني وجد بمن حازه بعد ... فيا ليتني بعد ويا ليته وجد
156
أسر بتجديد الهوى ذكر ما مضى ... وإن كان لا يبقى له الحجر الصلد
156
سهاد أتانا منك في العين عندنا ... رقاد وقلام رعى سربكم ورد
156
ممثلة حتى كأن لم تفارقي ... وحتى كأن اليأس من وصلك الوعد
156
وحتى تكادي تمسحين مدامعي ... ويعبق في ثوبي من ريحك الند
156
إذا غدرت حسناء أوفت بعهدها ... ومن عهدها أن لا يدوم لها عهد
156
وإن عشقت كانت أشد صبابة ... وإن فركت فأذهب فما فركها قصد
156
وإن حقدت لم يبق في قلبها رضى ... وإن رضيت لم يبق في قلبها حقد
156
كذلك أخلاق النساء وربما ... يضل بها الهادي ويخفى بها الرشد
156
ولكن حبا خامر القلب في الصبي ... يزيد على مر الزمان ويشتد
157
سقى ابن علي كل مزن سقتكم ... مكافأة يغدو إليها كما تغدو
157
لتروي كما تروى بلادا سكنتها ... وينبت فيها فوقك الفخر والمجد
157
بمن تشخص الأبصار يوم ركوبه ... ويخرق من زحم على الرجل البرد
157
وتلقى وما تدري البنان سلاحها ... لكثرة إيماء إليه إذا يبدو
157
ضروب لهام الضاربي الهام في الوغى ... خفيف إذا ما أثقل الفرس اللبد
157
بصير بأخذ الحمد في كل موضع ... ولو خبأته بين أنيابها الأسد
157
بتأميله يغني الفتى قبل نيله ... وبالذعر من قبل المهند ينقد
157
وسيفي لأنت السيف لا ما تسله ... لضرب ومما السيف منه لك الغمد
157
ورمحي لأنت الرمح لا ما تبله ... نجيعا ولولا القدح لم يثقب الزند
157
من القاسمين الشكر بيني وبينهم ... لأنهم يسدى إليهم بأن يسدوا
157
فشكري لهم شكران شكر على الندى ... وشكر على الشكر الذي وهبوا بعد
157
صيام بأبواب القباب جيادهم ... وأشخاصها في قلب خائفهم تعدوا
157
وأنفسهم مبذولة لوفودهم ... وأموالهم في دار من لم يفد وفد
158
كأن عطيات الحسين عساكر ... ففيها العبدي والمطهمة الجرد
158
أرى القمر ابن الشمس قد لبس العلي ... رويدك حتى يلبس الشعر الخد
158
وغال فضول الدرع من جنباتها ... على بدن قد القناة له قد
158
وباشر ابكار المكارم أمردا ... وكان ندا آباؤه وهم مرد
158
مدحت أباه قبله فشفى يدي ... من العدم من تشفى به الأعين الرمد
158
حباني بأثمان السوابق دونها ... مخافة سيري أنها للنوى جند
158
وشهوة عود إن جود يمينه ... ثناء ثناء والجواد بها فرد
158
فلا زلت ألقي الحاسدين بمثلها ... وفي يدهم غيظ وفي يدي الرفد
158
وعندي قباطي الهمام وماله ... وعندهم مما ظفرت به الجحد
158
يرومون شأوى في الكلام وإنما ... يحاكي الفتى في ما خلا المنطق القرد
158
فهم في جموع لا يراها ابن دأية ... وهم في ضجيج لا يحس به الخلد
158
ومني استفاد الناس كل غريبة ... فجازوا بترك الذم إن لم يكن حمد
158
وجدت عليا وابنه خير قومه ... وهم خير قوم واستوى الحر والعبد
159
وأصبح شعري منهما في مكانه ... وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
159
أنا لائمي إن كنت وقت اللوائم ... علمت بما بي بين تلك المعالم
159
ولكنني مما شدهت متيم ... كسال وقلبي بائح مثل كاتم
159
وقفنا كأنا كل وجد قلوبنا ... تمكن من أذوادنا في القوائم
159
ودسنا بأخفاف المطي ترابها ... فلا زلت استشفي بلثم المناسم
159
ديار اللواتي دارهن عزيزة ... بطول القنا يحفظن لا بالتمائم
159
حسان التثني ينقش الوشى مثله ... إذا مسن في اجسامهن النواعم
159
ويبسمن عن جر تقلدن مثله ... كأن التراقي وشحت بالمباسم
159
فما لي وللدنيا طلابي نجومها ... ومسعاي منها في شدوق الأراقم
159
من الحلم أن تستعمل الجهل دونه ... إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم
160
وأن ترد الماء الذي شطره دم ... فتسقي إذا لم يسق من لم يزاحم
160
ومن عرف الأيام معرفتي بها ... وبالناس روى رمحه غير راحم
160
فليس بمرحوم إذا ظفروا به ... ولا في الردى الجاري عليهم بآثم
160
إذا صلت لم أترك مصالا لفاتك ... وإن قلت لم أترك مقالا لعالم
160
وإلا فخانتني القوافي وعاقني ... عن ابن عبيد الله ضعف العزائم
160
عن المقتني بذل التلاد تلاده ... ومجتنب البخل اجتناب المحارم
160
تمنى أعاديه محل عفاته ... وتحسد كفيه ثقال الغمائم
160
ولا يتلقى الحرب إلا بمهجة ... معظمة مذخورة للعظائم
160
وذي لجب لا ذو الجناح أمامه ... بناج ولا الوحش المثار بسالم
160
تمر عليه الشمس وهي ضعيفة ... تطالعه من بين ريش القشاعم
160
إذا ضوءها لاقى من الطير فرجة ... تدور فوق البيض مثل الدراهم
160
ويخفى عليك الرعد والبرق فوقه ... من اللمع في حافاته والهماهم
160
أرى دون ما بين الفرات وبرقة ... ضربا يمشي الخيل فوق الجماجم
160
وطعن غطاريف كأن أكفهم ... عرفن الردينيات قبل المعاصم
160
حمته على الأعداء من كل جانب ... سيوف بني طغج بن جف القماقم
160
هم المحسنون الكر في حومة الوغى ... وأحسن منه كرهم في المكارم
161
وهم يحسنون العفو عن كل مذنب ... ويحتملون الغرم عن كل غارم
161
حييون إلا أنهم في نزالهم ... أقل حياء من شفار الصوارم
161
ولولا احتقار الأسد شبهتها بهم ... ولكنها معدودة في البهائم
161
سرى النوم عني في سراي إلى الذي ... صنائعه تسري إلى كل نائم
161
إلى مطلق الأسرى ومختوم العدي ... ومشكى ذوي الشكوى ورغم المراغم
161
كريم نفضت الناس لما بلغته ... كأنهم ما جف من زاد قادم
161
وكاد سروري لا يفي بندامتي ... على تركه في عمري المتقادم
161
وفارقت شر الأرض أهلا وتربة ... بها علوي جده غير هاشم
161
بلى الله حساد الأمير بحلمه ... وأجلسه منهم مكان العمائم
161
فإن لهم في سرعة الموت راحة ... وإن لهم في العيش حز الغلاصم
161
كأنك ما جاودت من بان جوده ... عليك ولا قاتلت من لم تقاوم
161
سقاني الخمر قولك لي بحقي ... وود لم تشبه لي بمذق
161
يمينا لو حلفت وأنت تأتي ... على قتلي بها لضربت عنقي
161
حييت من قسم وأفدى المقسما ... أمسى الأنام له مجلا معظما
161
وإذا طلبت رضا الأمير بشربها ... وأخذتها فلقد تركت الأحرما
161
ماذا يقول الذي يغني ... يا خير من تحت ذي السماء
161
شغلت قلبي بلحظ عيني ... إليك عن حسن ذا الغناء
161
أرى مرهفا مدهش الصيقلين ... وبابة كل غلام عتا
161
أتأذن لي ولك السابقات ... أجربه لك في ذا الفتى
161
يقاتلني عليك الليل جدا ... ومنصرفي له أمضى السلاح
161
لأني كلما فارقت طرفي ... بعيد بين جفني والصباح
161
وزيارة عن غير موعد ... كالغمض في الجفن المسهد
162
معجت بنا فيها الجيا ... د مع الأمير أبي محمد
162
حتى دخلنا جنة ... لو أن ساكنها مخلد
162
خضراء حمراء الترا ... ب كأنها في خد أغيد
162
أحببت تشبيها لها ... فوجدته ما ليس يوجد
162
وإذا رجعت إلى الحقا ... ئق فهي واحدة لأوحد
162
ووقت وفى بالدهر لي عند واحد ... وفي لي بأهليه وزاد كثيرا
162
شربت على استحسان ضوء جبينه ... وزهر ترى للماء فيه خريرا
162
غدا الناس مثليهم به لا عدمته ... وأصبح دهري في ذراه دهورا
162
المجلسان على التمييز بينهما ... مقابلان ولكن أحسنا الأدبا
162
إذا صعدت إلى ذا مال ذا رهبا ... وإن صعدت إلى ذا مال ذا رهبا
162
فلم يهابك ما لا حس يردعه ... أني لأبصر من فعليهما عجبا
162
زال النهار ونور منك يوهمنا ... أن لم يزل ولجنح الليل إجنان
162
وإن يكن طلب البستان يمسكنا ... فرح فكل مكان مكن بستان
162
أنشر الكباء ووجه الأمير ... وحسن الغناء وصافي الخمور
162
فداو خماري بشربي لها ... فإني سكرت بشرب السرور
162
تعرض لي السحاب وقد قفلنا ... فقلت إليك إن معي السحابا
162
فشم في القبة الملك المرجى ... فأمسك بعد ما عزم انسكابا
162
الطيب مما غنيت عنه ... كفى بقرب الأمير طيبا
162
يبني به ربنا المعالي ... كما بكم يغفر الذنوبا
162
يا أكرم الناس في الفعال ... وأفصح الناس في المقال
163
إن قلت في ذا البخور سوقا ... فهكذا قلت في النوال
163
غير مستنكر لك الإقدام ... فلمن ذا الحديث والإعلام
163
قد علمنا من قبل أنك من لا ... يمنع الليل همه والغمام
163
قد بلغت الذي أردت من الب ... ر ومن حق ذا الشريف عليكا
163
وإذا لم تسر إلى الدار في وقت ... ك ذا خفت أن تسير إليكا
163
يا من رأيت الحليم وغدا ... به وحر الملوك عبدا
163
مال على الشراب جدا ... وأنت للمكرمات أهدا
163
فإن تفضلت بانصرافي ... عددته من لديك رفدا
163
لا تلومن اليهودي على ... أن يرى الشمس فلا ينكرها
163
إنما اللوم على حاسبها ... ظلمة من بعد ما يبصرها
163
إنما أحفظ المديح بعيني ... لا بلقبي لما أرى في الأمير
163
من خصال إذا نظرت إليها ... نظمت لي غرائب المنثور
163
أباعث كل مكرمة طموح ... وفارس كل سلهبة سبوح
163
وطاعن كل نجلاء غموس ... وعاصى كل عذال نصيح
163
سقاني الله قبل الموت يوما ... دم الأعداء من جوف الجروح
163
أمن كل شيء بلغت المرادا ... وفي كل شأو شأوت العبادا
163
فماذا تركت لمن لم يسد ... وماذا تركت لمن كان سادا
163
كأن السماني إذا ما رأتك ... تصيدها تشتهي أن تصادا
163
وشامخ من الجبال أقود ... فرد كيافوخ البعير الأصيد
163
يسار من مضيقه والجلمد ... في مثله متن المسد المعقد
163
زرناه للأمر الذي لم يعهد ... للصيد والنزهة والتمرد
163
بكل مسقى الدماء أسود ... معاود مقود مقلد
163
بكل ناب ذرب محدد ... على حفافي حنكك كالمبرد
163
كطالب الثار وإن لم يحقد ... يقتل ما يقتله ولا يدى
163
ينشد من ذا الخشف ما لم يفقد ... فثار من أخضر ممطور ندى
164
فلم يكد إلا لحتف يهتدي ... ولم يقع إلا على بطن يد
164
ولم يدع للشاعر المجود ... وصفا له عند الأمير الأمجد
164
الملك القرم أبي محمد ... القانص الأبطال بالمهند
164
ذي النعم الغر البوادي العود ... إذا أردت عدها لم أعدد
164
أيا ما أحيسنها مقلة ... ولولا الملاحة لم أعجب
164
خلوقية في خلوقيها ... سويداء من عنب الثعلب
164
إذا نظر الباز في عطفه ... كسته شعاعا على المنكب
164
ترك مديحك كالهجاء لنفسي ... وقليل لكل المديح الكثير
164
غير أني تركت مقتضب الشع ... ر لأمر مثلي به معذور
164
وسجاياك مادحاتك لا لف ... ظي وجود على كلامي يغير
164
فسقى الله من أحب بكفي ... ك وأسقاك أيهذا الأمير
164
ماذا الوداع وداع المواق الكمد ... هذا الوداع وداع الروح للجسد
164
إذا السحاب زفته الريح مرتفعا ... فلا عدا الرملة البيضاء من بلد
164
ويا فراق الأمير الرحب منزله ... إن أنت فارقتنا يوما فلا تعد
164
أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب ... وردوا رقادي فهو لحظ الحبائب
164
فإن نهاري ليلة مدلهمة ... على مقلة من فقدكم في غياهب
164
بعيدة ما بين الجفون كأنما ... عقدتم أعالي كل هدب بحاجب
164
وأحسب أني لو هويت فراقكم ... لفارقته والدهر أخبث صاحب
165
فيا ليت ما بيني وبين أحبتي ... من البعد ما بيني وبين المصائب
165
أراك ظننت السلك جسمي فعقته ... عليك بدر عن لقاء الترائب
165
ولو قلم القيت في شق رأسه ... من السقم ما غيرت في خط كاتب
165
تخوفني دون الذي أمرت به ... ولم تدر أن العار شر العواقب
165
ولابد من يوم أغر محجل ... يطول استماعي بعده للنوادب
165
يهون على مثلي إذا رام حاجة ... وقوع العوالي دونها والقواضب
165
كثير حياة المرء مثل قليلها ... يزول وباقي عيشه مثال ذاهب
165
إليك فإني لست ممن إذا أتقى ... عضاض الأفاعي نام فوق العقارب
165
أتاني وعيد الأدعياء وأنهم ... أعدوا لي السودان في كفر عاقب
165
ولو صدقوا في جدهم لحذرتهم ... فهل في وحدي قولهم غير كاذب
165
إلي لعمري قصد كل عجيبة ... كأني عجيب في عيون العجائب
166
بأي بلاد لم أجر ذوائبي ... وأي مكان لم تطأه ركائبي
166
كأن رحيلي كان من كف طاهر ... فأثبت كورى في ظهور المواهب
166
فلم يبق خلق لم يردن فناءه ... وهن له شرب ورود المشارب
166
فتى علمته نفسه وجدوده ... قراع الأعادي وابتذال الرغائب
166
فقد غيب الشهاد عن كل موطن ... ورد إلى أوطانه كل غائب
166
كذا الفاطميون الندى في بنانهم ... أعز امحاء من خطوط الرواجب
166
أناس إذا لاقوا عدى فكأنما ... سلاح الذي لاقوا غبار السلاهب
166
رموا بنواصيها القسي فجئنها ... دوامي الهوادي سالمات الجوانب
166
أولائك أحلى من حيوة معادة ... وأكثر ذكرا من دهور الشبائب
166
نصرت غليا يا ابنة ببواتر ... من الفعل لا فل لها في المضارب
166
وأبهر آيات التهامي أنه ... أبوك وأجدى ما لكم من مناقب
166
إذا لم تكن نفس النسيب كأصله ... فماذا الذي كرام المناصب
167
وما قربت أشباه قوم أباعد ... وما بعدت أشباه قوم أقارب
167
إذا علوي لم يكن مثل طاهر ... فما هو إلا حجة للنواصب
167
يقولون تأثير الكواكب في الورى ... فما باله تأثيره في الكواكب
167
علا كتد الدنيا إلى كل غاية ... تسير به سير الذلول براكب
168
وحق له أن يسبق الناس جالسا ... ويدرك ما لم يدركوا غير طالب
168
ويجذى عرانين الملوك وإنها ... لمن قدميه في أجل المراتب
168
يد للزمان الجمع بيني وبينه ... لتفريقه بيني وبين النوائب
168
هو ابن رسول الله وابن وصيه ... وشبههما شبهت بعد التجارب
168
يرى أن ما ما بان منك لضارب ... بأقتل مما بان منك لعائب
168
ألا أيها المال الذي قد أباده ... تعز فهذا فعله في الكتائب
168
لعلك في وقت شغلت فؤاده ... عن الجود أو كثرت جيش محارب
168
حملت إليه من لساني حديقة ... سقاها الحجي سقى الرياض السحائب
168
فحييت خير ابن لخير أب بها ... لأشرف بيت في لؤي بن غالب
168
ما للمروج الخضر والحدائق ... يشكو خلاها كثرة العوائق
168
أقام فيها الثلج كالمرافق ... يعقد فوق السن ريق الباصق
168
ثم مضى لا عاد من مفارق ... بقائدس من ذوبه وسائق
168
كأنما الطخرور باغي ابق ... يأكل من نبت قصير لاصق
168
كقشرك الحبر من المهارق ... أروده منه بكالشوذانق
168
بمطلق اليمنى طويل الفائق ... عبل الشوى مقارب المرافق
169
رحب اللبان نائه الطرائق ... ذي منخر رحب واطل لاحق
169
محجل نهد كميت زاهق ... شادخة غرته كالشارق
169
كأنها من لونه في بارق ... باق على البوغاء والشقائق
169
للفارس الراكض منه الواثق ... خوف الجبان في فؤاد العاشق
169
لو سابق الشمس من المشارق ... جاء إلى الغرب مجيء السابق
169
يترك في حجارة الأبارق ... آثار قلع الحلي في المناطق
169
لو أوردت غب سحاب صادق ... لأحسبت خوامس الأيانق
169
إذا اللجام جاءه لطارق ... شحا له شحو الغراب الناعق
169
كأنما الجلد لعرى الناهق ... منحدر عن سيتي جلاهق
169
بذ المذاكي وهو في العقائق ... وزاد في الساق على النقانق
169
وزاد في الوقع على الصواعق ... وزاد في الأذن على الخرانق
169
وزاد في الحذر على العقاعق ... يميز الهزل من الحقائق
170
وينذر الركب بكل سارق ... يريك خرقا وهو عين الحاذق
170
يحك أني شاء حك الباشق ... قوبل من آفقة وآفق
170
بين عتاق الخيل والعتائق ... فعنقه يربي على البواسق
170
وحلقه يمكن فتر الخانق ... أعده للطعن في الفيالق
170
والضرب في الأوجه والمفارق ... والسير في ظل اللواء الخافق
170
يحملني والنصل ذا السفاسق ... يقطر في كمي إلى البنائق
170
لا ألحظ الدنيا بعيني وامق ... ولا أبالي قلة الموافق
170
أي كبت كل حاسد منافق ... أنت لنا وكلنا للخالق
170
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم
170
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم
170
ستبكي شجوها فرسي ومهري ... صفائح دمعها ماء الجسوم
170
قربن النار ثم نشأن فيها ... كما نشأ العذارى في النعيم
170
وفارقن الصياقل مخلصات ... وأيديها كثيرات الكلوم
171
يرى الجبناء أن العجز عقل ... وتلك خديعة الطبع اللئيم
171
وكل شجاعة في المرء تغنى ... ولا مثل الشجاعة في الحكيم
171
وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم
171
ولكن تأخذ الآذان منه ... على قدر القرائح والعلوم
171
لهوى القلوب سريرة لا تعلم ... عرضا نظرت وخلت أني أسلم
171
يا أخت معتنق الفوارس في الوغى ... لأخوك ثم أرق منك وأرحم
171
يرنو إليك مع العفاف وعنده ... أن المحبوس تصيب فيما تحكم
171
أرعتك رائعة البياض بعارضي ... ولو أنها الولى لراع الأسحم
172
لو كان يمكنني سفرت عن الصبا ... فالشيب من للأوان تلثم
172
ولقد رأيت الحادثات فلا أرى ... يققا يميت ولا سوادا يعصم
172
والهم يخترم الجسيم نحافة ... ويشيب ناصية الصبي ويهرم
172
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
172
والناس قد نبذوا الحفاظ فمطلق ... ينسى الذي يولى وعاف يندم
172
لا يخدعنك من عدو دمعه ... وأرحم شبابك من عدو ترحم
172
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم
173
يؤذى القليل من اللئام بطبعه ... من لا يقل كما يقل ويلؤم
173
والظلم في خلق النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم
173
يحمى ابن كيغلغ الطريق وعرسه ... ما بين رجليها الطريق الأعظم
173
أقم المسالح فوق شفر سكينة ... إن المنى بحلقتيها خضرم
173
وأرفق بنفسك إن خلقك ناقص ... واستر أباك فإن أصلك مظلم
173
وغناك مسألة وطيشك نفخة ... ورضاك فيشلة وربك درهم
173
واحذر مناوأة الرجال فإنما ... تقوى على كمر العبيد وتقدم
173
ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن غيه وخطاب من لا يفهم
173
يمشى بأربعة على أعقابه ... تحت العلوج ومن وراء يلجم
173
وجفونه ما تستقر كأنها ... مطروفة أو فت فيها حصرم
173
وإذا أشار محدثا فكأنه ... قرد يقهقه أو عجوز تلطم
173
يقلي مفارقة الأكف قذاله ... حتى يكاد على يد يتعمم
173
وتراه أصغر ما تراه ناطقا ... ويكون أكذب ما يكون ويقسم
173
والذل يظهر في الذليل مودة ... وأود منه لمن يود الأرقم
173
ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
173
أرسلت تسألني المديح سفاهة ... صفراء أضيق منك ماذا أزعم
173
أترى القيادة في سواك تكسبا ... يا ابن الأعير وهي فيك تكرم
174
فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشد ما قربت عليك الأنجم
174
وأرغت ما لأبي العشائر خالصا ... إن الثناء لمن يزار فينعم
174
ولمن أقمت على الهوان ببابه ... تدنو فيوجأ أخدعاك وتنهم
174
ولمن يهين المال وهو مكرم ... ولمن يجر الجيش وهو عرمرم
174
ولمن إذا التقت الكماة بمازق ... فنصيبه منها الكمى المعلم
174
ولربما أطر القناة بفارس ... وثنى فقومها بآخر منهم
174
والوجه أزهر والفؤاد مشيع ... والرمح أسمر والحسام مصمم
174
أفعال من تلد الكرام كريمة ... وفعال من تلد الأعاجم أعجم
174
أتاني كلام الجاهل ابن كيغلغ ... يجوب حزونا بيننا وسهولا
174
ولو لم يكن بين ابن صفراء حائل ... وبيني سوى رمحي لكان طويلا
174
وإسحاق مأمون على من أهانه ... ولكن تسلى بالبكاء قليلا
174
وليس جميلا عرضه فيصونه ... وليس جميلا أن يكون جميلا
174
ويكذب ما أذللته بهجائه ... لقد كان من قبل الهجاء ذليلا
174
قالوا لنا مات إسحاق فقلت لهم ... هذا الدواء الذي يشفى من الحمق
174
إن مات مات بلا فقد ولا أسف ... أو عاش عاش بلا خلق ولا خلق
174
منه تعلم عبد شق هامته ... خون الصديق ودس الغدر في الملق
174
حلق ألف يمين غير صادقة ... مطرودة ككعوب الرمح في نسق
174
ما زلت أعرفه قردا بلا ذنب ... صفرا من البأس مملوا من النزق
174
كريشة بمهب الريح ساقطة ... لا تستقر على حال من القلق
174
تستغرق الكف فوديه ومنكبه ... وتكتسي منه ريح الجورب العرق
174
فسائلوا قاتليه كيف مات لهم ... موتا من الضرب أو موتا من الفرق
174
وأين موقع حد السيف من شبح ... بغير جسم ولا رأس ولا عنق
174
لولا اللئام وشيء من مشابهه ... لكان ألأم طفل لف في خرق
174
كلام أكثر من تلقى ومنظره ... مما يشق على الآذان والحدق
175
روينا يا ابن عسكر الهماما ... ولم يترك نداك بنا هياما
175
وصار أحب ما تهدي إلينا ... لغير قلي وداعك والسلاما
175
ولم نملل تفقدك الموالي ... ولم نذمم أياديك الجساما
175
ولكن الغيوث إذا توالت ... بأرض مسافر كره الغماما
175
ما أهتز منه على عضو ليبتره ... إلا اتقاه بترس من تجلده
175
ذم الزمان إليه من أحبته ... ما ذم من بدره في حمد أحمده
175
شمس إذا الشمس لاقته على فرس ... تردد النور فيها من تردده
175
إن يقبح الحسن إلا عند طلعته ... فالعبد يقبح إلا عند سيده
175
قالت عن الرفد طب نفسا فقلت لها ... لا يصدر الحر إلا بعد مورده
175
لم أعرف الخير إلا مذ عرفت فتى ... لم يولد الجود إلا عند مولده
175
نفس تصغر نفس الدهر من كبر ... لها نهى كهله في سن أمرده
175
أتراها لكثرة العشاق ... تحسب الدمع خلقة في المآقي
175
كيف ترثي التي ترى كل جفن ... راءها غير جفنها غير راقى
175
أنت منا فتنت نفسك لكن ... ك عوفيت من ضني واشتياق
176
حلت دون المزار فاليوم لو زر ... ت لحال النحول دون العناق
176
إن لحظا أدمته وأدمنا ... كان عمدا لنا وحتف اتفاق
176
لو عدا عنك غير هجرك بعد ... لأرار الرسيم مخ المناقي
176
ولسرنا ولو وصلنا عليها ... مثل أنفاسنا على الأمارق
176
ما بنا من هوى العيون اللواتي ... لون أشفارهن لون الحداق
176
قصرت مدة الليالي المواضي ... فأطالت بها الليالي البواقي
176
كاثرث نائل الأمير من الما ... ل بما نولت من الإبراق
176
ليس إلا أبا العشائر خلق ... ساد هذا الأنام باستحقاق
176
طاعن الطعنة التي تطعن الفي ... لق بالذعر والدم المهراق
176
ذات فرع كأنها في حشى المخ ... بر عنها من شدة الإطراق
176
ضارب الهام في الغبا روما ير ... هب أن يشرب الذي هو ساقي
177
فوق شقاء للأشق مجال ... بين أرساغها وبين الصفاق
177
ما رآها مكذب الرسل إلا ... صدق القول في صفات البراق
177
همه في ذوي الأسنة لا في ... ها وأطرافها لها كالنطاق
177
ثاقب العقل ثابت الحلم لا يق ... در مرء له على إقلاق
177
يا بني الحارث بن لقمان لا تع ... دمكم في الوغى متون العتاق
177
بعثوا الرعب في قلوب الأعادي ... فكأن القتال قبل التلاقي
177
وتكاد الظبي لما عودوها ... تنتضي نفسها إلى الأعناق
177
وإذا أشفق الفوارس من وق ... ع القنا أشفقوا من الإشفاق
177
كل ذمر يزيد في الموت حسنا ... كبدور تمامها في المحاق
177
جاعل درعه منيته إن ... لم يكن دونها من العار واقي
177
كرم خشن الجوانب منهم ... فهو كالماء في الشفار الرقاق
177
ومعال إذا ادعاها سواهم ... لزمته جناية السراق
178
يا ابن من كلما بدوت بدا لي ... غائب الشخص حاضر الأخلاق
178
لو تنكرت في المكر لقوم ... حلفوا أنك انبه بالطلاق
178
كيف يقوى بكفك الزند والآف ... اق فيها كالكف في الآفاق
178
قل نفع الحديد فيك فما يل ... قاك إلا من سيفه من نفاق
178
إلف هذا الهواء أوقع في الأن ... فس أن الحمام مر المذاق
178
والأسى قبل فرقة الروح عجز ... والأسى لا يكون بعد الفراق
178
كم ثراء فرجت بالرمح عنه ... كان من بخل أهله في وثاق
178
والغنى في يد اللئيم قبيح ... قدر قبح الكريم في الإملاق
178
ليس قولي في شمس فعلك كالشم ... س ولكن في الشمس كالإشراق
178
شاعر المجد خدنه شاعر اللف ... ظ كلانا رب المعاني الدقاق
178
لم تزل تسمع المديح ولك ... ن صهيل الجياد غير النهاق
178
ليت لي مثل جد ذا الدهر ... في الأدهر أو رزقه من الأرزاق
178
أنت فيه وكان كل زمان ... يشتهي بعض ذا على الخلاق
179
وبنية من خيزران ضمنت ... بطيخة نبتت بنار في يد
179
نظم الأمير لها قلادة لؤلؤ ... كفعاله وكلامه في المشهد
179
كالكاس باشرها بالمزاج فأبرزت ... زبدا يدور على شراب أسود
179
وسوداء منظوم عليها لآلىء ... لها صورة البطيخ وهي من الند
179
كأن بقايا عنبر فوق رأسها ... طلوع رواعى الشيب في الشعر الجعد
179
ما أنا والخمر وبطيخة ... سوداء في قشر من الخيزران
179
يشغلني عنها وعن غيرها ... توطئتي النفس ليوم الطعان
179
وكل نجلاء لها صائك ... يخضب ما بين يدي والسنان
179
مبيتي من دمشق على فراش ... حشاه لي بحر حشاي حاشى
179
لقي ليل كعين الظبي لونا ... وهم كالحميا في المشاش
179
وشوق كالتوقد في فؤاد ... كجمر في جوانح كالمحاش
179
سقى الدم كل نصل غير ناب ... وروى كل رمح غير راش
179
فإن الفارس المنعوت خفت ... لمنصله الفوارس كالرياش
179
فقد أضحى أبا الغمرات يكنى ... كأن أبا العشائر غير فاش
179
وقد نسي الحسين بما يسمى ... ردي الأبطال أو غيث العطاش
179
لقوه حاسرا في درع ضرب ... دقيق النسج ملتهب الحواشي
180
كأن على الجماجم منه نار ... وأيدي القوم أجنحة الفراش
180
كأن جواري المهجات ماء ... يعاودها المهند من عطاش
180
فولوا بين ذي روح مفات ... وذي رمق وذي عقل مطاش
180
ومنعفر لنصل السيف فيه ... توارى الضب خاف من احتراش
180
يدمى بعض أيدي الخيل بعضا ... وما بعجاية أثر ارتهاش
180
ورائعها وحيد لم يرعه ... تباعد جيشه والمستجاش
180
كأن تلوى النشاب فيه ... تلوى الخوص في سعف العشاش
180
ونهب نفوس أهل النهب أولى ... بأهل المجد من نهب القماش
180
تشارك في الندام إذا نزلنا ... بطان لا تشارك في الجحاش
180
ومن قبل النطاح وقبل يأنى ... يبين لك النعاج من الكباش
180
فيا بحر البحور ولا أورى ... ويا بدر البدور ولا أحاشي
180
كانك ناظر في كل قلب ... ولا يخفى عليك محل غاش
180
أأصبر عنك لم تبخل بشيء ... ولم تقبل علي كلام واش
181
وكيف وأنت في الرؤساء عندي ... عتيق الطير ما بين الخشاش
181
فما خاشيك للتكذيب راج ... ولا راجيك للتخييب خاشى
181
تطاعن كل خيل سرت فيها ... ولو كانوا النبيط على الجحاش
181
أرى الناس الظلام وأنت نور ... وإني فيهم لإليك عاش
181
بليت بهم بلاء الورد يلقى ... أنوفا هن أولى بالخشاش
181
عليك إذا هزلت مع الليالي ... وحولك حين تسمن في هراش
181
أتى خبر الأمير فقيل كروا ... فقلت نعم ولو لحقوا بشاش
181
يقودهم إلى الهيجا لجوج ... يسن قتاله والكر ناش
181
وأسرجت الكميت فناقلت بي ... على إعقاقها وعلى غشاشي
181
من المتمردات تذب عنها ... برمحي كل طائرة الرشاش
181
ولو عقرت لبلغني إليه ... حديث عنه يحمل كل ماشي
182
إذا ذكرت مواقفه لحاف ... وشيك فما ينكس لانتقاش
182
يزيل مخافة المصبور عنه ... ويلهي ذا الفياش عن الفياش
182
وما وجد اشتياق كاشتياقي ... ولا عرف انكماش كانكماشي
182
فسرت إليك في طلب المعالي ... وسار سواي في طلب المعاش
182
وطائرة تتبعها المنايا ... على آثارها زجل الجناح
182
كأن الريش منه في سهام ... على جسد تجسم من رياح
182
كأن رؤس أقلام غلاظ ... مسحن بريش جؤجؤه الصحاح
182
فأقعصها بحجن تحت صفر ... لها فعل الأسنة والرماح
182
فقلت لكل حي يوم موت ... وإن حرص النفوس على الفلاح
182
أتنكر ما نطقت به يديها ... وليس بمنكر سبق الجواد
182
أراكض معوصات القول قسرا ... فأقتلها وغيري في الطراد
182
لئن كان أحسن في وصفها ... لقد ترك الحسن في الوصف لك
183
لأنك بحر وإن البحار ... لتأنف من حال هذي البرك
183
كأنك سيفك لا ما ملك ... ت يبقى لديك ولا ما ملكت
183
فأكثر من جريها ما وهبت ... وأكثر من مائها ما سفك
183
أسأت وأحسنت عن قدرة ... ودرت على الناس دور الفلك
183
لا تحسبوا ربعكم ولا طلله ... أول حي فراقكم قتله
183
قد تلفت قبله النفوس بكم ... وأكثرت في هواكم العذله
183
خلا وفيه أهل وأوحشنا ... وفيه صرم مروح إبله
183
لو سار ذاك الحبيب عن فلك ... ما رضى الشمس برجه بدله
183
أحبه والهوى وأدؤره ... وكل حب صبابة ووله
183
ينصرها الغيث وهي ظامئة ... إلى سواه وسحبها هطله
183
وا حربا منك يا جدايتها ... مقيمة فاعلمي ومرتحله
183
لو خلط المسك والعبير بها ... ولست فيها لخلتها تفله
183
أنا ابن من بعضه يفوق ابا ال ... باحث والنجل بعض من نجله
183
وإنما يذكر الجدود لهم ... من نفروه وأنفدوا حيله
183
فخرا لعضب أروح مشتمله ... وسمهري أروح معتقله
183
وليفخر الفخر إذ غدوت به ... مرتديا خيره ومنتعله
184
أنا الذي بين الإله به الأقد ... ار والمرء حيثما جعله
184
جوهرة تفرح الشراف بها ... وغضة لا تسيغها السفله
184
إن الكذاب الذي أكاد به ... أهون عندي من الذي نقله
184
فلا مبال ولا مداج ولا ... وإن ولا عاجز ولا تكله
184
ودارع سفته فخر لقا ... في الملتقى والعجاج والعجله
184
وسامع رعته بقافية ... يحار فيها المنقح القوله
184
وربما أشهد الطعام معي ... من لا يساوي الخبز الذي أكله
184
ويظهر الجهل بي وأعرفه ... والدر در برغم من جهله
184
مستحييا من أبي العشائر أن ... أسحب في غير أرضه حلله
184
أسحبها عنده لدى ملك ... ثيابه من جليسه وجله
184
وبيض غلمانه كنائله ... أول محمول سيبه الحمله
184
ما لي لا أمدح الحسين ولا ... أبذل مثل الود الذي بذله
184
أأخفت العين عنده خبرا ... أم بلغ الكيذبان ما أمله
184
أم ليس ضراب كل جمجمة ... منخوة ساعة الوغى زعله
184
وصاحب الجود ما يفارقه ... لو كان للجود منطق عذله
185
وراكب الهول لا يفتره ... لو كان للهول محزم هزله
185
وفارس الأحمر المكلل في ... طيىء المشرع القنا قبله
185
لما رأت وجهه خيولهم ... أقسم بالله لا رأت كفله
185
فأكبروا فعله وأصغره ... أكبر من فعله الذي فعله
185
القاتل الواصل الكميل فلا ... بعض جميل عن بعضه شغله
185
فواهب والرماح تشجره ... وطاعن والهبات متصله
185
وكلما آمن البلاد سرى ... وكلما خيف منزل نزله
185
وكلما جاهر العدو ضحى ... أمكن حتى كأنه ختله
185
يحتقر البيض واللدان إذا ... سن عليه الدلاص أو نثله
185
قد هذبت فهمه الفقهة لي ... وهذبت شعري الفصاحة له
185
فصرت كالسيف حامدا يده ... لا يحمد السيف كل من حمله
185
أعن إذني تهب الريح رهوا ... ويسري كلما شئت الغمام
185
ولكن الغمام له طباع ... والدهر لفظ وأنت معناه
185
والجود عين وفيك ناظرها ... والناس باع وفيك يمناه
185
أفدي الذي كل مازق حرج ... أغبر فرسانه تحاماه
185
أعلى قناة الحسين أوسطها ... فيه وأعلى الكمي رجلاه
186
تنشد اثوابنا مدائحه ... بالسن ما لهن أفواه
186
إذا مررنا على الأصم بها ... أغنته عن مسمعيه عيناه
186
سبحان من خار للكواكب بال ... بعد ولو نلن كن جدواه
186
لو كان ضوء الشموس في يده ... لضاعه جوده وأفناه
186
يا راحلا كل من يودعه ... مودع دينه ودنياه
186
إن كان فيما نراه من كرم ... فيك مزيد فزادك الله
186
قالوا ألم تكنه فقلت لهم ... ذلك عي إذا وصفناه
186
لا يتوفى أبو العشائر من ... ليس معاني الورى كمعناه
186
أفرس من تسبح الجياد به ... وليس إلا الحديد أمواه
186
به وبمثله شق الصفوف ... وزلت عن مباشرها الحتوف
186
فدعه لقى فإنك من كرام ... جواشنها الأسنة والسيوف
187
لام أناس أبا العشائر في ... جود يديه بالعين والورق
187
وإنما قيل لم خلقت كذا ... وخالق الخلق خالق الخلق
187
قالوا ألم تكفه سماحته ... حتى بنى بيته على الطرق
187
فقلت إن الفتى شجاعته ... تريه في الشح صورة الفرق
187
الشمس قد حلت السماء وما ... يحجبها بعدها عن الحدق
187
بضرب هام الكماة تم له ... كسب الذي يكسبون بالملق
187
كن لجة أيها السماح فقد ... آمنه سيفه من الغرق
187
ومنتسب عندي إلى من أحبه ... وللنبل حولي من يديه حفيف
187
فهيج من شوقي وما من مذله ... حننت ولكن الكريم ألوف
187
فكل وداج لا يدوم على الأذى ... دوام ودادي للحسين ضعيف
187
فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا ... فأفعاله اللائي سررن ألوف
187
ونفسي له نفسي الفداء لنفسه ... ولكن بعض المالكين عنيف
187
وفاءكما كالربع أشجاه طاسمه ... بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه
187
وما أنا إلا عاشق كل عاشق ... أعق خليليه الصفيين لائمه
188
وقد يتزيا بالهوى غير أهله ... ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
188
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها ... وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
188
كئيبا توقاني العواذل في الهوى ... كما يتوقى ريض الخيل حازمه
189
قفى تغرم الأولى من اللحظ مهجتي ... بثانية والمتلف الشيء غارمه
189
سقاك وحيانا بك الله إنما ... على العيس نور والخدور كمائمه
189
وما حاجة الأظعان حولك في الدجى ... إلى قمر ما واجد لك عادمه
189
إذا ظفرت منك العيون بنظرة ... أثاب بها معيى المطي ورازمه
190
حبيب كأن الحسن كان يحبه ... فآثره أو جار في الحسن قاسمه
190
تحول رماح الخط دون سبائه ... وتسبي له من كل حي كرائمه
190
ويضحى غبار الخيل أدنى ستوره ... وآخرها نشر الكباء الملازمه
190
وما استغربت عيني فراقا رأيته ... ولا علمتني غير ما القلب عالمه
190
فلا يتهمني الكاشحون فإنني ... رعيت الردى حتى حلت لي علاقمه
190
مشب الذي يبكي الشباب مشيبه ... فكيف توقيه وبانيه هادمه
190
وتكلمة العيش الصبي وعقيبه ... وغائب لون العارضين وقادمه
191
وما خضب الناس البياض لأنه ... قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه
191
وأحسن من ماء الشبيبة كله ... حيا بارق في فازة أنا شائمه
191
عليها رياض لم تحكها سحابة ... وأغصان دوح لم تغن حمائمة
191
وفوق حواشي كل ثوب موجه ... من الدر سمط لم يثقبه ناظمه
191
ترى حيوان البر مصطلحا بها ... يحارب ضد ضده ويسالمه
191
إذا ضربته الريح ماج كأنه ... تجول مذاكيه وتدأى ضراغمه
191
تقبل أفواه الملوك بساطه ... ويكبر عنها كمه وبراجمه
191
قياما لمن يشفى من الداء كيه ... ومن بين أذني كل قرم مواسمه
191
قبائعها تحت المرافق هيبة ... وأنفذ مما في الجفون عزائمه
191
له عسكرا خيل وطير إذا رمى ... بها عسكرا لم يبق إلا جماجمه
191
أجلتها من كل طاغ ثيابه ... وموطئها من كل باغ ملاغمه
192
فقد مل ضوء الصبح مما تغيره ... ومل سواد الليل مما تزاحمه
192
ومل القنا مما تدق صدوره ... ومل حديد الهند ما تلاطمه
192
سحاب من العقبان يزحف تحتها ... سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه
192
سلكت صروف الدهر حتى لقيته ... على ظهر عزم مؤيدات قوائمه
192
مهالك لم تصحب بها الذئب نفسه ... ولا حملت فيها الغراب قوادمه
192
فأبصرت بدرا لا يرى البدر مثله ... وخاطبت بحرا لا يرى العبر عائمه
192
غضبت له لما رأيت صفاته ... بلا واصف والشعر تهذي طماطمه
192
وكنت إذا يممت أرضا بعيدة ... سريت فكنت السر والليل كاتمه
192
لقد سل سيف الدولة المجد معلما ... فلا المجد مخفيه ولا الضرب ثالمه
192
على عاتق الملك الأعز نجاده ... وفي يد جبار السموات قائمه
193
تحاربه الأعداء وهي عبيده ... وتدخر الأموال وهي غنائمه
193
ويستكبرون الدهر والدهر دونه ... ويستعظمون الموت والموت خادمه
193
وإن الذي سمى عليا لمنصف ... وإن الذي سماه سيفا لظالمه
193
وما كل سيف يقطع الهام حده ... وتقطع لزبات الزمان مكارمه
193
أين أزمعت أيهذا الهمام ... نحن نبت الربى وأنت الغمام
193
نحن من ضايق الزمان له في ... ك وخانته قربك الأيام
193
في سبي العلى قتالك والسل ... م وهذا المقام والإجذام
193
ليت أنا إذا ارتحلت لك الخي ... ل وأنا إذا نزلت الخيام
193
كل يوم لك ارتحال جديد ... ومسير للمجد فيه مقام
193
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام
193
2
194
وكذا تطلع البدور علينا ... وكذا تقلق البحور العظام
194
ولنا عادة الجميل من الصب ... ر لو أنا سوى نواك نسام
194
كل عيش ما لم تطبه حمام ... كل شمس ما لم تكنها ظلام
194
أزل الوحشة التي عندنا يا ... من به يأنس الخميس اللهام
194
والذي يشهد الوغى ساكن القل ... ب كأن القتال فيها ذمام
194
والذي يضرب الكتائب حتى ... تتلاقى الفهاق والأقدام
194
وإذا حل ساعة بمكان ... فأذاه على الزمان حرام
194
والذي تنبت البلاد سرور ... والذي يمطر السحاب مدام
194
كلما قيل قد تناهى أرانا ... كرما ما اهتدت إليه الكرام
194
وكفاحا تكع عنه الأعادي ... وارتياحا تحار فيه الأنام
194
إنما هيبته المؤل سيف ال ... دولة الملك في القلوب حسام
194
فكثير من الشجاع التوقي ... وكثير من البليغ السلام
194
رويدك ايها الملك الجليل ... تأن وعده مما تنيل
194
وجودك بالمقام ولو قليلا ... فما فيما تجود به قليل
194
لأكبت حاسدا وأرى عدوا ... كأنهما وداعك والرحيل
194
ويهدأ ذا السحاب فقد شككنا ... أتغلب أم حياه لكم قبيل
195
وكنت أعيب عذلا في سماح ... فها أنا في السماح له عذول
195
وما أخشى نبوك عن طريق ... وسيف الدولة الماضي الصقيل
195
وكل شواه غطريف تمنى ... لسيرك أن مفرقها السبيل
195
ومثل العمق مملوؤا دماء ... مشت بك في مجاريه الخيول
195
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما يمر به الوحول
195
ومن أمر الحصون فما عصته ... أطاعته الحزونة والسهول
195
أتخفر كل من رمت الليالي ... وتنشر كل من دفن الخمول
195
وندعوك الحسام وهل حسام ... يعيش به من الموت القتيل
195
وما للسيف إلا القطع فعل ... وأنت القاطع البر الوصول
195
وأنت الفارس القوال صبرا ... وقد فنى التكلم والصهيل
195
يحيد الرمح عنك وفيه قصد ... ويقصر أن ينال وفيه طول
195
ولو قدر السنان على لسان ... لقال لك السنان كما أقول
195
ولو جاز الخلود خلدت فردا ... ولكن ليس للدنيا خليل
195
نعد المشرفية والعوالي ... وتقتلنا المنون بلا قتال
195
ونرتبط البسوابق مقربات ... وما ينجين من خبب الليالي
195
ومن لم يعشق الدنيا قديما ... ولا كن لا سبيل إلى الوصال
195
نصيبك في حياتك من حبيب ... نصيبك في منامك من خيال
196
رماني الدهر بالأرزاء حتى ... فؤادي في غشاء من نبال
196
فصرت إذا أصابتني سهام ... تكسرت النصال على النصال
196
وهان فماابالي بالرزايا ... لأني ما انتفعت بأن أبالي
196
وهذا أول الناعين طرا ... لأول ميتة في ذا الجلال
196
كأن الموت لم يفجع بنفس ... ولم يخطر لمخلوق ببال
196
صلوة الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفن بالجمال
196
على المدفون قبل الترب صونا ... وقبل اللحد في كرم الخلال
196
فإن له ببطن الأرض شخصا ... جديدا ذكرناه وهو بالي
196
وما أحد يخلد في البرايا ... بل الدنيا تؤول إلى زوال
196
أطاب النفس أنك مت ... موتا تمنته البواقي والخوالي
196
وزلت ولم ترى يوما كريها ... تسر الروح فيه بالزوال
196
رواق العز فوقك مسبطر ... وملك علي ابنك في كمال
196
سقى مثواك غاد في الغوادي ... نظير نوال كفك في النوال
197
لساحيه على الأجداث حفش ... كأيدي الخيل أبصرت المخالي
197
أسائل عنك بعدك كل مجد ... وما عهدي بمجد عنك خالي
197
يمر بقبرك العافي فيبكي ... ويشغله البكاء عن السؤال
197
وما أهداك للجدوى عليه ... لو أنك تقدرين على فعال
197
بعيشك هل سلوت فإن قلبي ... وإن جانبت أرضك غير سالي
197
نزلت على الكراهة في مكان ... بعدت على النعامي والشمال
197
تحجب عنك رائحة الخزامى ... وتمنع منك أنداء الطلال
197
بدار كل ساكنها غريب ... طويل الهجر منبت الحبال
197
حصان مثل ماء المزن فيه ... كتوم السر صادقة المقال
197
يعللها نطاسي الشكايا ... وواحدها نطاسي المعالي
197
إذا وصفوا له داء بثغر ... سقاه أسنة الأسل الطوال
197
وليست كالإناث ولا اللواتي ... تعد لها القبور من الحجال
197
ولا من في جنازتها تجار ... يكون وداعها نفض النعال
197
مشى الأمراء حوليها حفاة ... كأن المرو من زف الرئال
197
وأبرزت الخدور مخبآت ... يضعن النقس أمكنة الغوالي
198
أتتهن المصيبة غافلات ... فدمع الحزن في دمع الدلال
198
ولو كان النساء كمن فقدنا ... لفضلت النساء على الرجال
198
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ... ولا التذكير فجر للهلال
198
وأفجع من فقدنا من وجدنا ... قبيل الفقد مفقود المثال
198
يدفن بعضنا بعضا ويمشي ... أواخرنا على هام الأوالي
198
وكم عين مقبلة النواحي ... كحيل بالجنادل والرمال
198
ومغض كان لا يغضى لخطب ... وبال كان يفكر في الهزال
198
أسيف الدولة استنجد بصبر ... وكيف بمثل صبرك للجبال
198
وأنت تعلم الناس التعزي ... وخوض الموت في الحرب السجال
198
وحالات الزمان عليك شتى ... وحالك واحد في كل حال
198
فلا غيضت بحارك يا جموما ... على علل الغرائب والدخال
198
رأيتك في الذين أرى ملوكا ... كأنك مستقيم في محال
198
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال
198
إلى م طماعية العاذل ... ولا رأى في الحب للعاقل
199
يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
199
وإني لأعشق من عشقكم ... نحولي وكل فتى ناحل
199
ولو زلتم ثم لم أبككم ... بكيت على حبي الزائل
199
أينك خدي دموعي وقد ... جرت منه في مسلك سابل
199
وهبت السلو لمن لامني ... وبت من الشوق في شاغل
199
كأن الجفون على مقلتي ... ثياب شققن على ثاكل
199
ولو كنت في أسر غير الهوى ... ضمنت ضمان أبي وائل
199
فدى نفسه بضمان النضار ... وأعطى صدور القنا الذابل
199
ومناهم الخيل مجنوبة ... فجئن بكل فتى باسل
199
كأن خلاص أبي وائل ... معاودة القمر الآفل
199
دعا فسمعت وكم ساكت ... على البعد عندك كالقائل
199
فلبيته بك في جحفل ... له ضامن وبه كافل
199
خرجن من النقع في عارض ... ومن عرق الركض في وابل
200
ولما نشفن لقين السياط ... بمثل صفا البلد الماحل
200
شفن بخمس إلى من طلب ... ن قبل الشفون إلى نازل
200
فدانت مرافقهن البرى ... على ثقة بالدم الغاسل
200
وما بين كاذتي المستغير ... كما بين كاذتي البائل
200
فلقين كل ردينية ... ومصبوحة لبن الشائل
200
وجيش إمام على ناقة ... صحيح الإمامة في الباطل
200
فأقبلن ينحزن قدامه ... نوافر كالنحل والعاسل
200
فلما بدوت لأصحابه ... رأت أسدها آكل الآكل
200
بضرب يعمهم جائر ... له فيهم قسمة العادل
200
وطعن يجمع شذانهم ... كما اجتمعت درة الحافل
200
إذا ما نظرت إلى فارس ... تحير عن مذهب الراجل
200
فظل يخضب منها اللحى ... فتى لا يعيد على الناصل
200
ولا يستغيث إلى ناصر ... ولا يتضعضع من خاذل
200
ولا يزع الطرف عن مقدم ... ولا يرجع الطرف عن هائل
200
إذا طلب التبل لم يشأه ... وإن كان دينا على ماطل
200
خذوا ما أتاكم به واعذرواد ... فإن الغنيمة في العاجل
201
وإن كان أعجبكم عامكم ... فعودوا إلى حمص في قابل
201
فإن الحسام الخضيب الذي ... قتلتم به في يد القاتل
201
يجود بمثل الذي رمتم ... ولم تدركوه على السائل
201
أمام الكتيبة تزهى به ... مكان السنان من العامل
201
وإني لأعجب من آمل ... قتالا بكم على بازل
201
أقال له الله لا تلقهم ... بماض على فرس حائل
201
إذا ما ضربت به هامة ... براها وغناك في الكاهل
201
وليس بأول ذي همة ... دعته لما ليس بالنائل
201
يشمر للج عن ساقه ... ويغمره الموج في الساحل
201
أما للخلافة من مشفق ... على سيف دولتها الفاصل
201
يقد عداها بلا ضارب ... ويسري إليهم بلا حامل
201
تركت جماجمهم في النقا ... وما يتحصلن للناخل
201
وأنبت منهم ربيع السباع ... فأثنت بأحسانك الشامل
201
وعدت إلى حلب ظافرا ... كعود الحلي إلى العاطل
201
ومثل الذي دسته حافيا ... يؤثر في قدم الناعل
202
وكم لك من خبر شائع ... له شية الأبلق الجائل
202
ويوم شهاب بنية الردى ... بغيض الحضور إلى الواغل
202
تفك العناة وتغنى العفاة ... وتغفر للمذنب الجاهل
202
فهنأك النصر معطيكه ... وأرضاه سعيك في الاجل
202
فذي الدار أخون من مومس ... وأخدع من كفة الحابل
202
تفاني الرجال على حبها ... ولا يحصلون على طائل
202
أعلى الممالك ما يبني على الأسل ... والطعن عند محبيهن كالقبل
202
وما تقر سيوف في ممالكها ... حتى تقلقل دهرا قبل في القلل
202
مثل الأمير بغي أمرا فقربه ... طول الرماح وأيدي الخيل والإبل
202
وعزمة بعثتها همة زحل ... من تحتها بمكان الترب من زحل
202
على الفرات أعاصير وفي حلب ... توحش لملقى النصر مقتبل
202
تتلو أسنته الكتب التي نفذت ... ويجعل الخيل أبدالا من الرسل
202
يلقى الملوك فلا يلقى سوى جزر ... وما أعدوا فلا يلقى سوى نفل
202
صان الخليفة بالأبطال مهجته ... صيانة الذكر الهندي بالخلل
202
الفاعل الفعل لم يفعل لشدته ... والقائل القول لم يترك ولم يقل
202
والباعث الجيش قد غالت عجاجته ... ضوء النهار فصار الظهر كالطفل
203
الجو أضيق ما لاقاه ساطعها ... ومقلة الشمس فيه أحير المقل
203
ينال أبعد منها وهي ناظرة ... فما تقابله إلا على وجل
203
قد عرض السيف دون النازلات به ... وظاهر الحزم بين النفس والغيل
203
ووكل الظن بالأسرار فانكشفت ... له ضمائر أهل السهل والجبل
203
هو الشجاع يعد البخل من جبن ... وهو الجواد يعد الجبن من بخل
203
يعود من كل فتح غير مفتخر ... وقد أغذ إليه غير محتفل
203
ولا يجير عليه الدهر بغيته ... ولا تحصن درع مهجة البطل
203
إذا خلعت على عرض له حللا ... وجدتها منه في أبهى من الحلل
203
بذي الغباوة من إنشادها ضرر ... كما تضر رياح الورد بالجعل
203
لقد رأت كل عين منك مالئها ... وجربت خير سيف خيرة الدول
203
فما تكشفك الأعداء عن ملل ... من الحروب ولا الآراء عن زلل
204
وكم رجال بلا أرض لكثرتهم ... تركت جمعهم أرضا بلا رجل
204
ما زال طرفك يجري في دمائهم ... حتى مشى بك مشى الشارب الثمل
204
يا من يسير وحكم الناظرين له ... فيما يراه وحكم القلب في الجذل
204
إن السعادة فيما أنت فاعله ... وفقت مرتحلا أو غير مرتحل
204
أجر الجياد على ما كنت مجريها ... وخذ بنفسك في أخلاقك الأول
204
فلا هجمت بها إلا على ظفر ... ولا وصلت بها إلا إلى أمل
204
سر حل حيث تحله النوار ... وأراد فيك مرادك المقدار
204
وإذا ارتحلت فشيعتك سلامة ... حيث اتجهت وديمة مدرار
204
وأراك دهرك ما تحاول في العدى ... حتى كأن صروفه أنصار
204
وصدرت أغنم صادر عن مورد ... مرفوعة لقدومك الأبصار
204
أنت الذي بجح الزمان بذكره ... وتزينت بحديثه الأسمار
204
وإذا تنكر فالفناء عقابه ... وإذا عفا فعطاؤه الأعمار
204
وله وإن هب الملوك مواهب ... در الملوك لدرها أغبار
204
لله قلبك ما يخاف من الردى ... ويخاف أن يدنو إليك العار
204
وتحيد عن طبع الخلائق كله ... ويحيد عنك الجحفل الجرار
204
يا من يعز على الأعزة جاره ... ويذل في سطواته الجبار
205
كن حيث شئت فما تحول تنوفة ... دون اللقاء ولا يشط مزار
205
وبدون ما أنا من ودادك مضمر ... ينضى المطي ويقرب المستار
205
أن الذي خلفت خلفي ضائع ... ما لي على قلقي غليه خيار
205
وإذا صحبت فكل ماء مشرب ... لولا العيال وكل أرض دار
205
إذن الأمير بأن أعود إليهم ... صلة تسير بذكرها الأشعار
205
بنا منك فوق الرمل ما بك في الرمل ... وهذا الذي يضني كذاك الذي يبلي
205
كأنك أبصرت الذي بي وخفته ... إذا عشت فاخترت الحمام على الثكل
205
تركت خدود الغانيات وفوقها ... دموع تذيب الحسن في الأعين النجل
205
تبل الثرى سودا من المسك وحده ... وقد قطرت حمرا على الشعر الجثل
205
فإن تكن في قبر فإنك في الحشا ... وإن تك طفلا فالأسى ليس بالطفل
205
ألست من القوم الذي من رماحهم ... نداهم ومن قتلاهم مهجة البخل
205
بمولودهم صمت اللسان كغيره ... ولكن في أعطافه منطق الفضل
206
تسليهم علياؤهم عن مصابهم ... ويشغلهم كسب الثناء عن الشغل
206
أقل بلاء بالرزايا من القنا ... وأقدم بين الجحفلين من النبل
206
عزاءك سيف الدولة المقتدى به ... فإنك نصل والشدائد للنصل
206
مقيم من الهيجاء في كل منزل ... كأنك من كل الصوارم في أهل
206
ولم أرى أعصى منك للحزن عبرة ... وأثبت عقلا والقلوب بلا عقل
206
تخون المنايا عهده في سليله ... وتنصره بين الفوارس والرجل
206
ويبقى على مر الحوادث صبره ... ويبدو كما يبدو الفرند على الصقل
206
ومن كان ذا نفس كنفسك حرة ... ففيه لها مغن له مسلى
206
وما الموت إلا سارق دق شخصه ... يصول بلا كف ويسعى بلا رجل
206
يرد أبو الشبل الخميس عن ابنه ... ويسلمه عند الولادة للنمل
206
بنفسي وليد عاد من بعد حمله ... إلى بطن أم لا تطرق بالحمل
206
بدا وله وعد السحابة بالروى ... وصد وفينا غلة البلد المحل
207
وقد مدت الخيل العتاق عيونها ... إلى وقت تبديل الركاب من النعل
207
وريع له جيش العدو وما مشى ... وجاشت له الحرب الضروس وما تغلى
207
أيفطمه التوراب قبل فطامه ... ويأكله قبل البلوغ إلى الأكل
207
وقبل يرى من جوده ما رأيته ... ويسمع فيه ما سمعت من العذل
207
ويلقى كما تلقى من السلم والوغى ... ويسمى كما تسمى مليكا بلا مثل
207
توليه أوساط البلاد رماحه ... وتمنعه أطرافهن من العزل
207
نبكي لموتانا على غير رغبة ... تفوت من الدنيا ولا موهب جزل
207
إذا ما تأملت الزمان وصرفه ... تيقنت أن الموت ضرب من القتل
207
هل الولد المحبوب إلا تعلة ... وهل خلوة الحسناء إلا أذى البعل
207
وقد ذقت حلواء النين على الصبا ... فلا تحسبني قلت ما قلت عن جهل
208
وما تسع الأزمان علمي بأمرها ... وما تحسن الأيام تكتب ما أملي
208
وما الدهر أهل أن تؤمل عنده ... حيوة وأن يشتاق فيه إلى النسل
208
موقع الخيل من نداك طفيف ... ولو أن الجياد فيها ألوف
208
ومن اللفظ لفظة تجمع الوص ... ف وذاك المطهم المعروف
208
ما لنا في الندى عليك اختيار ... كل ما يمنح الشريف شريف
208
اخترت دهماء تين يا مطر ... ومن له في الفضائل الخير
208
وربما قالت العيون وقد ... يصدق فيها ويكذب النظر
208
أنت الذي لو يعاب في ملإ ... ما عيب إلا بأنه بشر
208
وأن إعطاءه الصوارم والخي ... ل وسمر الرماح والعكر
208
فاضح أعدائه كأنهم ... له يقلون كلما كثروا
209
أعاذك الله من سهامهم ... ومخطىء من رميه القمر
209
فعلت بنا فعل السماء بأرضه ... خلع الأمير وحقه لم نقضه
209
فكأن صحة نسجها من لفظه ... وكأن حسن نقائها من عرضه
209
وإذا وكلت إلى كريم رأيه ... في الجود بأن مذيقه من محضه
209
لا الحلم جاد به ولا بمثاله ... لولا ادكار وداعه وزياله
209
إن المعيد لنا المنام خياله ... كانت إعادته خيال خياله
209
بتنا يناولنا المدام بكفه ... من ليس يخطر أن نراه بباله
210
نجني الكواكب من قلائد جيدة ... وننال عين الشمس من خلخاله
210
بنتم عن العين القريحة فيكم ... وسكنتم ظن الفؤاد الواله
210
فدنوتم ودنوكم من عنده ... وسمحتم وسماحكم من ماله
210
إني لأبغض طيف من أحببته ... إذ كان يهجرنا زمان وصاله
210
مثل الصبابة والكآبة والأسى ... فارقته فحدثن من ترحاله
210
وقد استقدت من الهوى وأذقته ... من عفتي ما ذقت من بلباله
210
ولقد ذخرت لكل أرض ساعة ... تستجفل الضرغام عن أشباله
210
تلقى الوجوه بها الوجوه وبينها ... ضرب يجول الموت في أجواله
211
ولقد خبأت من الكلام سلافه ... وسقيت من نادمت من جرياله
211
وإذا تعثرت الجياد بسهله ... برزت غير معثر بجباله
211
وحكمت في البلد العراء بناعج ... معتاده مجتابه مغتاله
211
يمشي كما عدت المطي وراءه ... ويزيد وقت جمامها وكلاله
211
وتراع غير معقلات حوله ... فيفوتها متجفلا بعقاله
211
فغدا النجاع وراح في أخفافه ... وغدا المراح وراح في إرقاله
211
وشركت دولة هاشم في سيفها ... وشققت خيس الملك عن ريباله
211
عن ذا الذي حرم الليوث كماله ... ينسى الفريسة خوفه بجماله
211
وتواضع الأمراء حول سريره ... ويرى المحبة وهي من آكاله
211
ويميت قبل قتاله ويبش قب ... ل نواله وينيل قبل سؤاله
211
أن الرياح إاذ عمدن لناخر ... أغناه مقبلها عن استعجاله
211
أعطى ومن على الملوك بعفوه ... حتى تساوى الناس في إفضاله
211
وإذا غنوا بعطائه عن هزه ... وإلى فأغنى أن يقولوا واله
211
وكأنما جدواه من إكثاره ... حسد لسائله على إقلاله
211
غرب النجوم فغرن دون همومه ... وطلعن حين طلعن دون مناله
211
والله يسعد كل يوم جده ... ويزيد من أعدائه في إله
212
لو لم تكن تجري على أسيافه ... مهجاتهم لجرت على إقباله
212
لم يتركوا أثرا عليه من الوغا ... إلا دماءهم على سرباله
212
فلمثله جمع العرمرم نفسه ... وبمثله انفصمت عرى اقتاله
212
يا أيها القمر المباهي وجهه ... لا تكذبن فلست من أشكاله
212
وإذا طما البحر المحيط فقل له ... دع ذا فإنك عاجز عن حاله
212
وهب الذي ورث الجدود وما رأى ... أفعالهم لأبن بلا أفعاله
212
حتى إذا فنى التراث سوى العلى ... قصد العداة من القنا بطواله
212
وبأرعن لبس العجاج إليهم ... فوق الحديد وجر من أذياله
212
فكأنما قذى النهار بنقعه ... أو غض عنه الطرف من إجلاله
212
الجيش جيشك غير أنك جيشه ... في قلبه ويمينه وشماله
212
ترد الطعان المر عن فرسانه ... وتنازل الأبطال عن أبطاله
212
كل يريد رجال لحياته ... يا من يريد حياته لرجاله
212
دون الحلاوة في الزمان مرارة ... لا تختطي إلا على أهواله
213
فلذاك جاوزها على وحده ... وسعى بمنصله إلى آماله
213
أنا منك بين فضائل ومكارم ... ومن ارتياحك في غمام دائم
213
ومن احتقارك كل من تحبوبه ... فيما ألاحظه بعيني حالم.
213
إن الخليفة لم يسمك سيفها ... حتى بلاك فكنت عين الصارم
213
فإذا تتوج كنت درة تاجه ... وإذا تختم كنت فص الخاتم
213
وإذا انتضاك على العدى في معرك ... هلكوا وضاقت كفه بالقائم
213
أبدى سخاؤك عجز كل مشمر ... في وصفه وأضاق ذرع الكاتم
213
أيدري الربع أي دم أراقا ... واي قلوب هذا الركب شاقا
213
لنا ولأهله أبدا قلوب ... تلاقى في جسوم ما تلاقي
213
وما عفت الرياح له محلا ... عفاه من حدا بهم وساقا
213
فليت هوى الأحبة كان عدلا ... فحمل كل قلب ما أطاقا
213
نظرت إليهم والعين شكري ... فصارت كلها للدمع مأقا
213
وقد أخذ التمام البدر فيهم ... وأعطاني من السقم المحاقا
213
وبين الفرع والقدمين نور ... يقود بلا أزمتها النياقا
213
وطرف إن سقى العشاق كأسا ... بها نقص سقانيها دهاقا
214
وخصر تثبت الأبصار فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا
214
سلى عن سيرتي فرسي وسيفي ... ورمحي والهملعة الدفاقا
214
تركنا من وراء العيس نجدا ... ونكبنا السماوة والعراقا
214
فما زالت ترى والليل داج ... لسيف الدولة الملك ائتلاقا
214
أدلتها رياح المسك منه ... إذا فتحت مناخرها انتشاقا
214
أباح الوحش يا وحش الأعادي ... فلم تتعرضين له الرفاقا
214
ولو تبعت ما طرحت قناه ... لكفك عن رذايانا وعاقا
214
ولو سرنا إليه في طريق ... من النيران لم نخف احتراقا
214
إمام للأئمة من قريش ... إلى من يتقون له شقاقا
214
يكون لهم إذا غضبوا حساما ... وللهيجاء حين تقوم ساقا
214
فلا تستنكرون له ابتساما ... إذا فهق المكر دما وضاقا
214
وقد ضمنت له المهج العوالي ... وحمل همه الخيل العتاقا
214
إذا أنعلن في آثار قوم ... وإن بعدوا جعلنهم طراقا
214
وإن نقع الصريخ إلى مكان ... نصبن له مؤللة دقاقا
215
فكان الطعن بينهما جوابا ... وكان اللبث بينهما فواقا
215
ملاقية نواصيها المنايا ... معاودة فوراسها العناقا
215
تبيت رماحه فوق الهوادي ... وقد ضرب العجاج لها رواقا
215
تميل كأن في الأبطال خمرا ... عللن به اصطباحا واغتباقا
215
تعجبت المدام وقد حساها ... فلم يسكر وجاد فما أفاقا
215
وزنا قيمة الدهماء منه ... ووفينا القيان به الصداقا
215
وحاشا لأرتياحك أن يباري ... وللكرم الذي لك أن يباقي
215
ولكنا نداعب منك قرما ... تراجعت القروم له حقاقا
215
فتى لا تسلب القتلى يداه ... ويسلب عفوه الأسرى الوثاقا
215
ولم تأت الجميل إلى سهوا ... ولم أظفر به منك استراقا
215
فأبلغ حاسدي عليك أني ... كبا برق يحاول بي لحاقا
215
وهل تغنى الرسائل في عدو ... إذا ما لم ين ظبي رقاقا
216
إذا ما الناس جربهم لبيب ... فإني قد أكلتهم وذاقا
216
فلم أر ودهم إلا خداعا ... ولم أر دينهم إلا نفاقا
216
يقصر عن يمينك كل بحر ... وعما لم تلقه ما ألاقا
216
ولولا قدرة الخلاق قلنا ... أعمدا كان خلقك أم وفاقا
216
فلا حطت لك الهيجاء سرجا ... ولا ذاقت لك الدنيا فراقا
216
ما سدكت علة بمولود ... أكرم من تغلب بن داود
216
يأنف من ميتة الفراش وقد ... حل به أصدق المواعيد
216
ومثله أنكر الممات على ... غير سروج السوابح القود
216
بعد عثار القنا بلبته ... وضربه أرؤس الصناديد
216
وخوضه غمر كل مهلكة ... للذمر فيها فؤاد رعديد
216
فإن صبرنا فإننا صبر ... وإن بكينا فغير مردود
216
وإن جزعنا له فلا عجب ... ذا الجزر في البحر غير معهود
216
أين الهبات التي يفرقها ... على الزرافات والمواحيد
216
سالم أهل الوداد بعدهم ... يسلم للحزن لا لتخليد
216
فما ترجى النفوس من زمن ... أحمد حاليه غير محمود
216
إن نيوب الزمان تعرفني ... أنا الذي طال عجمها عودي
217
وفي ما قارع الخطوب وما ... آنسني بالمصائب السود
217
ما كنت عنه إذ استغاثك يا ... سيف بني هاشم بمغمود
217
يا أكرم الأكرمين يا ملك الأم ... لاك طرا يا أصيد الصيد
217
قد مات من قبلها فأنشره ... وقع قنا الخط في اللغاديد
217
ورميك الليل بالجنود وقد ... رميت أجفانهم بتسهيد
217
فصبحتهم رعالها شربا ... بين ثبات إلى عباديد
217
تحمل أغمادها الفداء لهم ... فانتقدوا الضرب كالأخاديد
217
موقعه في فراش هامهم ... وريحه في مناخر السيد
217
أفنى الحياة التي وهبت له ... في شرف شاكرا وتسويد
217
سقيم جسم صحيح مكرمة ... منجود كرب غياث منجود
217
ثم غدى قده الحمام وما ... تخلص منه يمين مصفود
217
لا ينقص الهالكون من عدد ... منه على مضيق البيد
217
تهب في ظهرها كتائبه ... هبوب أرواحها المراويد
217
أول حرف من اسمه كتبت ... سنابك الخيل في الجلاميد
217
مهما يعزي الفتى الأمير به ... فلا بإقدامه ولا الجود
218
ومن منانا بقاؤه أبدا ... حتى يعزي بكل مولود
218
لا عدم المشيع المشيع ... ليت الرياح صنع ما تصنع
218
بكرن ضرأ وبكرت تنفع ... وسجسج أنت وهن زعزع
218
وواحد أنت وهن أربع ... وأنت نبع والملوك خروع
218
لعيني كل يوم منك حظ ... تحير منه في أمر عجاب
218
حمالة ذا الحسام على حسام ... وموقع ذا السحاب على سحاب
218
تجف الأرض من هذا الرباب ... ويخلق ما كساها من ثياب
218
وما ينفك منك الدهر رطبا ... وما ينفك غيثك في انسكاب
218
تسايرك السواري والغوادي ... مسايرة الأحباء الطراب
218
تفيد الجود منك فتحتذيه ... وتعجز عن خلائقك العذاب
218
أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبه ... تأتي الندى فيشاع عنك فتكره
218
فإذا رأيتك دون عرض عارضا ... أيقنت أن الله يبغي نصره
218
رب نجيع بسيف الدولة انسفكا ... ورب قافية غاظت به ملكا
219
من يعرف الشمس لا ينكر مطالعها ... أو يبصر الخيل لا يستكرم الرمكا
219
تسر بالمال بعض المال تملكه ... إن البلاد وإن العالمين لكا
219
يؤمم ذا السيف آماله ... ولا يفعل السيف أفعاله
219
إذا سار في مهمة عمه ... وإن سار في جبل طاله
219
وأنت بما نلتنا مالك ... يثمر من ماله ماله
219
كأنك ما بيننا ضيغم ... يرشح للفرس اشباله
219
لقد نسبوا الخيام إلى علاء ... أبيت قبوله كل الإباء
219
وما سلمت فوقك للثريا ... ولا سلمت فوقك للسماء
219
وقد أوحشت أرض الشام حتى ... سلبت ربوعها ثوب البهاء
219
تنفس والعواصم منك عشر ... فيعرف طيب ذلك في الهواء
219
أغلب الحيزين ما كنت فيه ... وولى النماء من تنميه
219
ذا الذي أنت جده وأبوه ... دنية دون جده وأبيه
220
ألا أذن فما أذكرت ناسي ... ولا لينت قلبا وهو قاسي
220
ولا شغل الأمير عن المعالي ... ولا عن ذكر خالقه بكاس
220
فدنياك أهدى الناس سهما إلى قلبي ... واقتلهم للدارعين بلا حرب
220
تفرد بالأحكام في أهله الهوى ... فأنت جميل الخلف مستحسن الكذب
220
وإني لممنوع المقاتل في الوغى ... وإن كنت مبذول المقاتل في الحب
220
ومن خلقت عيناك بين جفونه ... أصاب الحدور السهل في المرتقى الصعب
220
إذا كان مدح فالنسيب المقدم ... أكل فصيح قال شعرا متيم
220
لحب ابن عبد الله أولى فإنه ... به يبدأ الذكر الجميل ويختم
220
أطعت الغواني قبل مطمح ناظري ... إلى منظر يصغرن عنه ويعظم
220
تعرضسيف الدولة الدهر كله ... يطبق في أوصاله ويصمم
220
فجاز له حتى على الشمس حكمه ... وبان له حتى على البدر ميسم
221
كأن العدى في أرضهم خلفاؤه ... فإن شاء حازوها وإن شاء سلموا
221
ولا كتب إلا المشرفية عنده ... ولا رسل إلا الخميس العرمرم
221
ولم يخل من نصر له من له يد ... ولم يخل من شكر له من له فم
221
ولم يخل من أسمائه عود منبر ... ولم يخل دينار ولم يخل درهم
221
ضروب وما بين الحسامين ضيق ... بصير وما بين الشجاعين مظلم
221
تبارى نجوم القذف في كل ليلة ... نجوم له منهن ورد وأدهم
221
يطأن من الأبطال من لا حملنه ... ومن قصد المران ما لا يقوم
221
فهن مع السيدان في البر عسل ... وهن مع النينان في البحر عوم
221
وهن مع الغزلان في الواد كمن ... وهن مع العقبان في النيق حوم
221
إذا جلب الناس الوشيج فإنه ... بهن وفي لباتهن يحطم
221
بغرته في الحرب والسلم والحجى ... وبذل اللهى والحمد والمجد معلم
221
يقر له بالفضل من لا يؤده ... ويقضي له بالسعد من لا ينجم
222
أجار على الأيام حتى ظننته ... تطالبه بالرد عاد وجرهم
222
ضلالا لهذي الريح ماذا تريده ... وهديا لهذا السيل ماذا يؤمم
222
الم يسال الوبل الذي رام ثنينا ... فيخبره عنك الحديد المثلم
222
ولما تلقاك السحاب بصوبه ... تلقاه أعلى منه كعبا وأكرم
222
فباشر وجها طالما باشر القنا ... وبل ثيابا طالما بلها الدم
222
تلاك وبعض الغيث تبع بعضه ... من الشام يتلو الحاذق المتعلم
222
فزار التي زارت بك الخيل قبرها ... وجشمه الشوق الذي تتجشم
222
ولما عرضت الجيش كان بهاؤه ... على الفارس المرخى الذؤابة منهم
222
حواليه بجر للتجافيف مائج ... يسير به طود من الخيل ايهم
222
تساوت به الأقطار حتى كأنه ... يجمع أشتات الجبال وينظم
222
وكل فتى للحرب فوق جبينه ... من الضرب سطر بالأسنة معجم.
222
يمد يديه في المفاضة ضيغم ... وعينيه من تحت التريكة أرقم
222
كأجناسها راياتها وشعارها ... وما لبسته والسلاح المسمم
222
وأدبها طول القتال فطرفه ... يشير إليها من بعيد فتهم
222
تجاوبه فعلا وما تسمع الوحا ... ويسمعها لحظا وما يتكلم
223
تجانف عن ذات اليمين كأنها ... ترق لميافارقين وترحم
223
ولو زحمتها بالمناكب زحمة ... درت أي سوريها الضعيف المهدم
223
على كل طاو تحت طاو كأنه ... من الدم يسقى أو من اللحم يطعم
223
لها في الوغى زي الفوارس فوقها ... فكل حصان دارع متلثم
223
وما ذاك بخلا بالنفوس على القنا ... ولكن صدم الشرق بالشر احزم
223
أتحسب بيض الهند أصلك أصلها ... وأنك منها سآء ما تتوهم
223
إذا نحن سميناك خلنا سيوفنا ... من التيه في أغمادها تتبسم
223
ولم نر ملكا قط يدعى بدونه ... فيرضى ولكن يجهلون وتحلم
223
أخذت على الأرواح كل ثنية ... من العيش تعطى من تشاء وتحرم
223
فلا موت إلا من سنانك يتقي ... ولا رزق إلا من يمينك يقسم
223
أينفع في الخيمة العذل ... وتشمل من دهرها يشمل
224
وتعلو الذي زحل تحته ... محال لعمرك ما تسأل
224
فلم لا تلوم الذي لامها ... وما فص خاتمه يذبل
224
تضيق بشخصك أرجاؤها ... ويركض في الواحد الجحفل
224
وتقصر ما كنت في جوفها ... وتركز فيها القنا الذبل
224
وكيف تقوم على راحة ... كأن البحار لها أنمل
224
فليت وقارك فرقته ... وحملت أرضك ما تحمل
224
فصار الأنام به سادة ... وسدتهم بالذي يفضل
224
رأت لو نورك في لونها ... كلون الغزالة لا يغسل
224
وأن لها شرفا باذخا ... وأن الخيام بها تخجل
224
فلا تنكرن لها صرعة ... فمن فرح النفس ما يقتل
224
ولو بلغ الناس ما بلغت ... لخانتهم حولك الأرجل
224
ولما أمرت بتطنيبها ... أشيع بأنك لا ترحل
224
فما اعتمد الله تقويضها ... ولكن أشار بما تفعل
224
وعرف أنك من همه ... وأنك في نصره ترفل
224
فما العاندون وما أثلوا ... وما الحاسدون وما قالوا
224
هم يطلبون فمن أدركوا ... وهم يكذبون فمن يقبل
225
وهم يتمنون ما يشتهون ... ومن دونه جدك المقبل
225
وملمومة زرد ثوبها ... ولكنه بالقنا مخمل
225
يفاجىء جيشا بها حينه ... وينذر جيشا بها القسطل
225
جعلتك بالقلب لي عدة ... لأنك باليد ولا تجعل
225
لقد رفع الله من دولة ... لها منك يا سيفها منصل
225
فإن طبعت قبلك المرهفات ... فإنك من قبلها المقصل
225
وإن جاد قبلك قوم مضوا ... فإنك في الكرم الأول
225
وكيف تقصر في غاية ... وأمك من ليثها مشبل
225
وقد ولدتك فقال الورى ... ألم تكن الشمس ولا تنجل
225
فتبا لدين عبيد النجوم ... ومن يدعى أنها تعقل
225
وقد عرفتك فما بالها ... تراك تراها ولا تنزل
225
ولو بتما عند قدريكما ... لبت وأعلاكما الأسفل
225
أنلت عبادك ما أملوا ... أنالك ربك ما تأمل
225
لهذا اليوم بعد غد أريج ... ونار في العدو لها أجيج
226
تبيت بها الحواصن آمنات ... ويسلم في مسالكها الحجيج
226
فلا زالت عداتك حيث كانت ... فرائس أيها الأسد المهيج
226
عرفتك والصفوف معبيات ... وأنت بغير سيفك لا تعيج
226
ووجه البحر يعرف من بعيد ... إذا يسجو فكيف إذا يموج
226
بأرض تهلك الأشواط فيها ... إذا ملئت من الركض الفروج
226
تحاول نفس ملك الروم فيها ... فتقديه رعيته العلوج
226
أبالغمرات توعدنا النصارى ... ونحن نجومها وهي البروج
226
وفينا السيف حملته صدوق ... إذا لاقى وغارته لجوج
226
نعوذه من العيان بأسا ... ويكثر بالدعاء له الضجيج
226
رضينا والدمستق غير راض ... بما حكم القواضب والوشيج
226
وإن يقدم فقد زرنا سمندو ... وإن يحجم فموعدنا الخليج
226
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع ... إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا
226
أهل الحفيظة إلا أن تجربهم ... وفي التجارب بعد الغي ما يزع
226
وما الحيوة ونفسي بعد ما علمت ... أن الحيوة كما لا تشتهي طبع
227
ليس الجمال لوجه صح مارنه ... أنف العزيز بقطع العز يجتدع
227
أأطرح المجد عن كتفي وأطلبه ... وأترك الغيث في غمدي وأنتجع
227
والمشرفية لا زالت مشرفة ... دواء كل كريم أو هي الوجع
227
وفارس الخيل من خفت فوقرها ... في الدرب والدم في أعطافها دفع
227
وأوحدته وما في قلبه قلق ... وأغضبته وما في لفظه قذع
227
بالجيش يمتنع السادات كلهم ... والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع
227
قاد المقانب أقصى شربها نهل ... على الشكيم وأدنى سيرها سرع
227
لايعتقي بلد مسراه عن بلد ... كالموت ليس له ري ولا شبع
227
حتى أقام على أرباض خرشنة ... تشقى به الروم والصلبان والبيع
227
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
227
مخلى له المرج منصوبا بصارخة ... له المنابر مشهودا بها الجمع
227
يطمع الطير فيهم طول أكلهم ... حتى تكاد على أحيائهم تقع
227
ولو رآه حواريوهم لبنوا ... على محبته الشرع الذي شرعوا
227
ذم الدمستق عينيه وقد طلعت ... سود الغمام فظنوا أنها قزع
227
فيها الكماة التي مفطومها رجل ... على الجياد التي حوليها جذع
228
يذرى اللقان غبارا في مناخرها ... وفي حناجرها من ألس جرع
228
كأنما تتلقاهم لتسلكهم ... فالطعن يفتح في الأجواف ما تسع
228
تهدي نواظرها والحرب مظلمة ... من الأسنة نار والقنا شمع
228
دون السهام ودون القر طافحة ... على نفوسهم المقورة المزع
228
إذا دعا العلج علجا حال بينهما ... أظمى تفارق منه أختها الضلع
228
أجل من ولد الفقاس منكتف ... إذ فاتهن وأمضى منه منصرع
228
وما نجا من شفار البيض منفلت ... نجا ومنهن في أحشائه فزع
228
يباشر الأمن دهرا وهو مختبل ... ويشرب الخمر دهرا وهو ممتقع
228
كم من حشاشة بطريق تضمنها ... للباترات أمين ما له ورع
228
يقاتل الخطو عنه حين يطلبه ... ويطرد النوم عنه حين يضطجع
228
تغدو المنايا فلا تنفك واقفة ... حتى يقول لها عودي فتندفع
228
قل للدمستق أن المسلمين لكم ... خانوا الأمير فجازاهم بما صنعوا
228
وجدتموهم نياما في دمائكم ... كأن قتلاكم إياهم فجعوا
229
ضعفي تعف الأعادي عن مثالهم ... من الأعادي وإن هموا بهم نزعوا
229
لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمق ... فليس يأكل إلا الميتة الضبع
229
هلا على عقب الوادي وقد صعدت ... أسد تمر فرادى ليس تجتمع
229
تشقكم بقناها كل سلهبة ... والضرب يأخذ منكم فوق ما يدع
229
وإنما عرض الله الجنود بكم ... لكي يكونوا بلا فسل إذا رجعوا
229
فكل غزو إليكم بعد ذا فله ... وكل غاز لسيف الدولة التبع
229
تمشي الكرام على آثار غيرهم ... وأنت تخلق ما تأتي وتبتدع
229
وهي يشينك وقت كنت فارسه ... وكان غيرك فيه العاجز الضرع
229
من كان فوق محل الشمس موضعه ... فليس يرفعه شيء ولا يضع
229
لم يسلم الكر في الأعقاب مهجته ... إن كان أسلمها الأصحاب والشيع
229
ليت الملوك على الأقدار معطية ... فلم يكن لدني عندها طمع
229
رضيت منهم بأن زرت الوغى فرأوا ... وأن قرعت حبيك البيض فاستمعوا
229
لقد أباحك غشا في معاملة ... من كنت منه بغير الصدق تنتفع
229
الدهر معتذر والسيف منتظر ... وأرضهم لك مصطاف مرتبع
230
وما الجبال لنصران بحامية ... ولو تنر فيها الأعصم الصدع
230
وما حمدتك في هول ثبت له ... حتى بلوتك والأبطال تمتصع
230
فقد يظن شجاعا من به خرق ... وقد يظن جبانا من به زمع
230
إن السلاح جميع الناس يحمله ... وليس كل ذوات المخلب السبع
230
نزور ديارا ما نحب لها مغنى ... ونسأل فيها غير سكانها الإذنا
230
نقود إليها الآخذات لنا المدى ... عليها الكماة المحسنون بها الظنا
230
ونصفي الذي يكنى أبا الحسن الهوى ... ونرضى الذي يسمى الإله ولا يكنا
230
وقد علم الروم الشقيون أننا ... إذا ما تركنا أرضهم خلفنا عدنا
230
وأنا إذا ما الموت صرح في الوغى ... لبسنا إلى حاجاتنا الضرب والطعنا
230
قصدنا له قصد الحبيب لقاؤه ... إلينا وقلنا للسيوف هلمنا
230
وخيل حشوناها الأسنة بعدما ... تكدسن من هنا علينا ومن هنا
230
ضربن إلينا بالسياط جهالة ... فلما تعارفنا ضربن بها عنا
230
تعد القرى والمس بنا الجيش لمسة ... تبار إلى ما تشتهي يدك اليمنى
230
فقد بردت فوق اللقان دماؤهم ... ونحن أناس نتبع البارد السخنا
230
وإن كنت سيف الدولة العضب فيهم ... فدعنا نكن قبل الضراب القنا اللدنا
231
فنحن الأولى لا نأتلي لك نصرة ... وأنت الذي لو أنه وحده أغنى
231
يقيك الردى من يبتغي عندك العلي ... ومن قال لا أرضي من العيش بالأدنى
231
فلولاك لم تجر الدماء ولا اللهى ... ولم يك للدنيا ولا أهلها معنى
231
وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى ... ولا الأمن إلا ما رآ الفتى أمنا
231
عواذل ذات الخال في حواسد ... وإن ضجيع الخود مني لماجد
231
يرد يدا عن ثوبها وهو قادر ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد
231
متى يشتفي من لاعج الشوق في الحشا ... محب لها في قربه متباعد
231
إذا كنت تخشى العار في كل خلوة ... فلم تتصباك الحسان الخرائد
231
ألح على السقم حتى ألفته ... ومل طبيبي جانبي والعوائد
231
مررت على دار الحبيب فحمحمت ... جوادي وهل تشجو الجياد المعاهد
231
وما تنكر الدهماء من رسم منزل ... سقتها ضريب الشول فيها الولائد
232
أهم بشيء والليالي كأنها ... تطاردني عن كونه وأطارد
232
وحيدا من الخلان في كل بلدة ... إذا عظم المطلوب قل المساعد
232
وتسعدني في غمرة بعد غمرة ... سبوح لها منها عليها شواهد
232
تثنى على قدر الطعان كأنما ... مفاصلها تحت الرماح مراود
232
وأورد نفسي والمهند في يدي ... موارد لا يصدرن من لا يجالد
232
ولكن إذا لم يحمل القلب كفه ... على حالة لم يحمل الكف ساعد
232
خليلي إني لا أرى غير شاعر ... فلم منهم الدعوى ومني القصائد
232
فلا تعجبا إن السيوف كثيرة ... ولكن سيف الدولة اليوم واحد
232
له من كريم الطبع في الحرب منتض ... ومن عادة الإحسان والصفح غامد
232
ولما رأيت الناس دون محله ... تيقنت أن الدهر للناس ناقد
232
أحقهم بالسيف من ضرب الطلى ... وبالأمر من هانت عليه الشدائد
232
وأشقى بلاد الله ما الروم أهلها ... بهذا وما فيها لمجدك جاحد
232
شننت بها الغارات حتى تركتها ... وجفن الذي خلف الفرنجة ساهد
233
مخضبة والقوم صرعى كأنها ... وإن لم يكونوا ساجدين مساجد
233
تنكسهم والسابقات جبالهم ... وتطعن فيهم والرماح المكايد
233
وتضربهم هبرا وقد سكنوا الكدى ... كما سكنت بطن التراب الأساود
233
وتضحى الحصون المشمخرات في الذرى ... وخيلك في أعناقهن قلائد
233
عصفن بهم يوم اللقان وسقنهم ... بهنزيط حتى أبيض بالسبي آمد
233
وألحقن بالصفصاف سابور فانهوى ... وذات الردى أهلاهما والجلامد
233
وغلس في الوادي بن مشيع ... مبارك ما تحت اللثامين عابد
233
فتى يشتهي طول البلاد ووقته ... تضيق به أوقاته والمقاصد
233
أخو غزوات ما تغب سيوفه ... رقابهم إلا وسيحان جامد
233
فلم يبق إلا من حماها من الظبا ... لما شفيتها والثدي النواهد
233
تبكي عليهن البطاريق في الدجى ... وهن لدينا ملقيات كواسد
233
بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد
233
ومن شرف الإقدام أنك فيهم ... على القتل موموق كأنك شاكد
233
وإن دما أجريته بك فاخر ... وأن فؤادا رعته لك حامد
233
وكل يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكن طبع النفس للنفس قائد
234
نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد
234
فأنت حسام الملك والله ضارب ... وأنت لواء الدين والله عاقد
234
وأنت أبو الهيجا ابن حمدان يا ابنه ... تشابه مولود كريم ووالد
234
وحمدان حمدون وحمدون حارث ... وحارث لقمان ولقمان راشد
234
أولائك أنياب الخلافة كلها ... وسائر أملاك البلاد الزوائد
234
أبك يا شمس الزمان وبدره ... وإن لامني فيك السهى والفراقد
234
وذاك لأن الفضل عندك باهر ... وليس لأن العيش عندك بارد
234
فإن قليل الحب بالعقل صالح ... وأن كثير الحب بالجهل فاسد
234
لا يحزن الله الأمير فإنني ... لآخذ من حالاته بنصيب
234
ومن سر أهل الأرض ثم بكى أسى ... بكى بعيون سرها وقلوب
234
وأني وإن كان الدفين حبيبه ... حبيب إلى قلبي حبيب حبيبي
235
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا ... وأعيا دواء الموت كل طبيب
235
سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها ... منعنا بها من جيئة وذهوب
235
تملكها الآتي تملك سالب ... وفارقها الماضي فراق سليب
235
ولا فضل فيها للشجاعة والندى ... وصبر الفتى لولا لقاء شعوب
235
وأوفى حيوة الغابرين لصاحب ... حيوة أمرى خانته بعد مشيب
235
لأبقى يماك في حشاي صبابة ... إلى كر تركي النجار جليب
235
وما كل وجه أبيض بمبارك ... ولا كل جفن ضيق بنجيب
235
لئن ظهرت فينا عليه كآبة ... لقد ظهرت في حد كل قضيب
235
وفي كل قوس كل يوم تناضل ... وفي كل طرف كل يوم ركوب
235
يعز عليه أن يخل بعادة ... وتدعو لأمر وهو غير مجيب
235
وكنت إذا أبصرته لك قائما ... نظرت إلى ذي لبدتين أديب
235
فإن يكن العلق النفيس فقدته ... فمن كف متلاف أغر وهوب
235
كأن الردى عادس على كل ماجد ... إذا لم يعوذ مجده بعيوب
235
ولولا أيادي الدهر في الجمع بيننا ... غفلنا فلم نشعر له بذنوب
236
وللترك للإحسان خير لمحسن ... إذا جعل الإحسان غير ربيب
236
وإن الذي أمست نزار عبيده ... غني عن استعباده لغريب
236
كفى بصفاء الود رقا لمثله ... وبالقرب منه مفخرا لنسيب
236
فعوض سيف الدولة الأجر إنه ... أجل مثاب من أجل مثيب
236
فتى الخيل قد بل النجيع نحورها ... يطاعن في ضنك المقام عصيب
236
يعاف خيام الريط في غزواته ... فما خيمه إلا غبار حروب
236
علينا لك الإسعاد إن كان نافعا ... فما خيمه إلا غبار حروب
236
فرب كئيب ليس تندى جفونه ... ورب كثير الدمع غير كئيب
236
تسل بفكر في أبيك فإنما ... بكيت فكان الضحك بعد قريب
236
إذا استقبلت نفس الكريم مصابها ... بخبث ثنت فاستدبرته بطيب
236
وللواجد المكروب من زفراته ... سكون عزاء أو سكون لغوب
236
وكم لك جدا لم تر العين وجهه ... فلم تجر في آثاره بغروب
237
فدتك نفوس الحاسدين فإنها ... معذبة في حضرة ومغيب
237
وفي تعب من يحسد الشمس نورها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب
237
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا ... فإنك كنت الشرق للشمس والغربا
237
وكيف عرفنا رسم من لم تدع لنا ... فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا
237
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركبا
237
نذم السحاب الغر في فعلها به ... ونعرض عنها كلما طلعت عتبا
237
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت ... على عينه حتى يرى صدقها كذبا
237
وكيف التذاذي بالأصائل والضحى ... إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبا
237
ذكرت به وصلا كأن لم أفز به ... وعيشا كأني كنت أقطعه وثبا
237
وفتانة العينين قتالة الهوى ... إذا نفحت شيخا روائحها شبا
237
لها بشر الدر الذي قلدت به ... ولم أر بدرا قبلها قلد الشهبا
238
فيا شوق ما أبقى ويا لي من النوى ... ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبا
238
لقد لعب البين المشت بها وبي ... وزودني في السير ما زود الضبا
238
ومن تكن الأسد الضواري جدوده ... يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا
238
ولست أبالي بعد إدراكي العلى ... أكان تراثا ما تناولت أما كسبا
238
فرب غلام علم المجد نفسه ... كتعليم سيف الدولة الدولة الضربا
238
إذا الدولة أستكفت به في ملمة ... كفاها فكان السيف والكف والقلبا
238
تهاب سيوف الهند وهي حدائد ... فكيف إذا كانت نزارية عربا
238
ويرهب ناب الليث والليث وحده ... فكيف إذا كان الليوث له صحبا
238
ويخشى عباب البحر والحبر ساكن ... فكيف بمن يغشى البلاد إذا عبا
238
عليم بأسرار الديانات واللغى ... له خطرات تفضح الناس والكتابا
238
فبوركت من غيث كأن جلودنا ... به تنبت الديباج والوشى والعصبا
238
ومن واهب جزلا ومن زاجر هلا ... ومن هاتك درعا ومن ناثر قصبا
239
هنيأ لأهل الثغر رأيك فيهم ... وأنك حزب الله صرت لهم حزبا
239
وأنك رعت الدهر فيها وريبه ... فإن شك فليحدث بساحتها خطبا
239
فيوما بخيل تطرد الروم عنهم ... ويوما بجود تطرد الفقر والجدبا
239
سراياك تترى والدمستق هارب ... وأصحابه قتلى وأمواله نهبا
239
أتى مرعشا يستقرب البعد مقبلا ... وأدبر إذ اقبلت يستبعد القربا
239
كذا يترك الأعداء من يكره القنا ... ويقفل من كانت غنيمته رعبا
239
وهل رد عنه باللقان وقوفه ... صدور العوالي والمطهمة القبا
239
مضى بعد ما التف الرماحان ساعة ... كما يتلقى الهدب في الرقدة الهدبا
239
ولكنه ولى وللطعن سورة ... إذا ذكرتها نفسه لمس الجنبا
239
وخلى العذارى والبطاريق والقرى ... وشعث النصارى والقرابين والصلبا
239
أرى كلنا يبغي الحيوة لنفسه ... حريصا عليها مستهاما بها صبا
239
فحب الجبان النفس أورده البقا ... وحب الشجاع النفس أورده الحربا
239
ويختلف الرزقان والفعل واحد ... إلى أن ترى إحسان هذا لذا ذنبا
240
فأضحت كأن السور من فوق بدئه ... إلى الأرض قد شق الكواكب والتربا
240
تصد الرياح الهوج عنها مخافة ... وتفزع فيها الطير أن تلقط الحبا
240
وتردى الجياد الجرد فوق جبالها ... وقد ندف الصنبر في طرقها العطبا
240
كفى عجبا أن يعجب الناس أنه ... بنى مرعشا تبا لآرائهم تبا
240
وما الفرق ما بين الأنام وبينه ... إذا حذر المحذور واستصعب الصعبا
240
لأمر أعدته الخلاقة للعدى ... وسمته دون العالم الصارم العضبا
240
ولم تفترق عنه الأسنة رحمة ... ولم تترك الشأم الأعادي له حبا
240
ولكن نفاها عنه غير كريمة ... كريم النثا ما سب قط ولا سبا
240
وجيش يثنى كل طود كأنه ... خريق رياح واجهت غصنا رطبا
241
كأن نجوم الليل خافت مغاره ... فمدت عليها من عجاجته حجبا
241
فمن كان يرضى اللؤم والكفر ملكه ... فهذا الذي يرضى المكارم والربا
241
ثياب كريم ما يصون حسانها ... إذا نشرت كان الهبات صوانها
241
ترينا صناع الروم فيها ملوكها ... وتجلو علينا نفسها وقيانها
241
ولم يكفها تصويرها الخيل وحدها ... فصورت الأشياء إلا زمانها
241
وما أدخرتها قدرة في مصور ... سوى أنها من أنطقت حيوانها
241
وسمراء يستغوي الفوارس قدها ... ويذكرها كراتها وطعانها
241
ردينية تمت فكاد نباتها ... يركب فيها زجها وسنانها
241
وأم عتيق خاله دون عمه ... رأى حسنها من أعجبته فعانها
241
إذا سايرته باينته وبانها ... وشانته في عين البصير وزانها
241
فأين التي لم يأمن الخيل شرها ... وشرى ولا تعطى سواي أمانها
241
وأين التي لا ترجع الرمح خائبا ... إذا خفضت يسرى يدي عنانها
241
وما لي ثناء لا أراك مكانه ... فهل لك نعمى لا تراني مكانها
241
وا حر قلباه ممن قلبه شبم ... ومن بجسمي وحالي عنده سقم
241
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم
242
إن كان يجمعنا حب لغرته ... فليت أنا بقدر الحب نقتسم
242
قد زرته وسيوف الهند مغمدة ... وقد نظرت إليه والسيوف دم
242
فكان أحسن خلق الله كلهم ... وكان أحسن ما في الأحسن الشيم
242
فوت العدو الذي يممته ظفر ... في طيه أسف في طيه نعم
242
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت ... لك المهابة ما لا تصنع البهم
242
ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها ... أن لا تواريهم أرض ولا علم
242
أكلما رمت جيشا فانثني هربا ... تصرفت بك في آثاره الهمم
242
عليك هزمهم في كل معترك ... وما عليك بهم عار إذا انهزموا
242
أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر ... تصافحت فيه بيض الهند واللمم
242
يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخاصم وأنت الخصم والحكم
242
أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
242
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم
242
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم
242
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم
242
وجاهل مده في جهله ضحكي ... حتى أتته يد فراسة وفم
243
إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تظنن أن الليث يبتسم
243
ومهجة مهجتي من هم صاحبها ... أدركتها بجواد ظهره حرم
243
رجلاه في الركض رجل واليدان يد ... وفعله ما تريد الكف والقدمث
243
ومرهف صرت بين الجحفلين به ... حتى ضربت وموج الموت يلتطم
243
فالخيل والليل والبيداء تعرفني ... والحرب والضرب والقرطاس والقلم
243
صحبت في الفلوات والوحش منفردا ... حتى تعجب من القور والأكم
243
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
243
ما كان اخلقنا منكم بتكرمة ... لو أن أمركم من أمرنا أمم
243
إن كان سركم ما قال حاسدنا ... فما لجر إذا أرضاكم ألم
243
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة ... إن المعارف في أهل النهى ذمم
243
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ... ويكره الله ما تأتون والكرم
243
ما أبعد العيب والنقصان من شرفي ... أنا الثريا وذان الشيب والهرم
243
ليت الغمام الذي عندي صواعقه ... يزيلهن إلى من عنده الديم
243
أرى النوى تقتضيني كل مرحلة ... لا تستقل بها الوخادة الرسم
244
لئن تركن ضميرا عن ميامننا ... ليحدثن لمن ودعتهم ندم
244
إذا ترحلت عن قومس وقد قدروا ... أن لا تفارقهم فالراحلون هم
244
شر البلاد مكان لا صديق به ... وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
244
وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم
244
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة ... تجوز عندك لا عرب ولا عجم
244
هذا عتابك إلا أنه مقة ... قد ضمن الدر إلا أنه كلم
244
أسامري ضحكة كر راء ... فطنت وأنت أغبى الأغبياء
244
صغرت عن المديح فقلت أهجي ... كأنك ما صغرت عن الهجاء
244
وما فكرت قبلك في محال ... ولا جربت سيفي في هباء
244
ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا ... فداه الورى أمضى السيوف مضاربا
244
وما لي إذا ما اشتقت أبصرت دونه ... تنايف لا أشتاقها وسبابها
244
وقد كان يدني مجلسي من سمائه ... أحادث فيها بدرها والكواكبأ
244
أهذا جزاء الصدق إن كنت صادقا ... أهذا جزاء الكذب إن كنت كاذبا
244
وإن كان ذنبي كل ذنب فإنه ... محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
245
أجاب دمعي ما الداعي سوى طلل ... دعا فلباه قبل الركب والإبل
245
طللت بين أصيحابي اكفكفه ... وظل يسفح بين العذبر والعذل
245
أشكو النوى ولهم من عبرتي عجب ... كذاك كنت وما أشكو سوى الكلل
245
وما صبابة مشتاق على أمل ... من اللقاء كمشتاق بلا أمل
245
متى تزر قوم من تهوى زيارتها ... لا يتحفوك بغير البيض والأسل
245
والهجر أقتل لي ما أراقبه ... أنا الغريق فما خوفي من البلل
245
ما بال كل فؤاد في عشيرتها ... به الذي بي وما بي غير منتقل
245
مطاعة اللحظ في الألحاظ مالكة ... لمقلتيها عظيم الملك في المقل
245
تشبه الخفرات الآنسات بها ... في مشيها فينلن الحسن بالحيل
245
قد ذقت شدة أيامي ولذتها ... فما حصلت على صاب ولا عسل
245
وقد أراني الشباب الروح في بدني ... وقد أراني المشيب الروح في بدلي
245
وقد طرقت فتاة الحي مرتديا ... بصاحب غير عزهاة ولا غزل
245
فبات بين تراقينا ندافعه ... وليس يعلم بالشكوى، ولا القبل
246
ثم اغتدى وبه من ردعها أثر ... على ذؤابته والجفن والخلل
246
لا أكسب الذكر إلا من مضاربه ... أو من سنان أصم الكعب معتدل
246
جاج الأمير به لي في مواهبه ... فزانها وكساني الدرع في الحلل
246
ومن علي بن عبد الله معرفتي ... بحمله من كعبد الله أو كعلي
246
معطى الكواعب والجرد السلاهب وال ... تبيض القواضب والعسالة الذبل
246
ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملك ... ملء الزمان وملء السهل والجبل
246
فنحن في جذل والروم في وجل ... والبر في شغل والبحر في خجل
246
من تغلب الغالبين الناس منصبه ... ومن عدي أعادي الجبن والبخل
246
والمدح لأبن أبي الهيجاء تنجده ... بالجاهلية عين العي والخطل
246
ليت المدائح تستوفي مناقبه ... فما كليب وأهل الأعصر الأول
246
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
246
وقد وجدت مجال القول ذا سعة ... فإن وجدت لسانا قائلا فقل
246
إن الهمام الذي فخر الأنام به ... خير السيوف بكفي خيرة الدول
246
تمسى الأماني صرعى دون مبلغه ... فما يقول لشيء ليت ذلك لي
246
أنظر إذا اجتمع السيفان في رهج ... إلى اختلافهما في الخلق والعمل
246
هذا المعد لريب الدهر منصلتا ... أعد هذا لرأس الفارس البطل
246
فالعرب منه من الكدري طائرة ... والروم طائرة منه مع الحجل
247
وما الفرار إلى الأجبال من أسد ... تمشى النعام به في معقل الوعل
247
جاز الدروب إلى ما خلف خرشنة ... وزال عنها وذاك الروع لم يزل
247
وكلما حلمت عذراء عندهم ... فإنما حلمت بالسبي والجمل
247
إن كنت ترضى بأن يعطوا الجزي بذلوا ... منها رضاك ومن للعور بالحول
247
ناديت مجدك في شعري وقد صدرا ... يا غير منتحل في غير منتحل
247
بالشرق والغرب أقوام نحبهم ... فطالعاهم وكونا أبلغ الرسل
247
وعرفاهم بأني في مكارمه ... أقلب الطرف بين الخيل والخول
247
يا أيها المحسن المشكور من جهتي ... والشكر من قبل الإحسان لا قبلي
247
ما كان نومي إلا فوق معرفتي ... بأن رأيك لا يؤتى من الزلل
247
أل أنل أقطع احمل عل سل أعد ... زد هش بش تفضل أدن سر صل
247
لعل عتبك محمود عواقبه ... فربما صحت الأجسام بالعلل
248
وما سمعت ولا غيري بمقتدر ... أذب منك لزور القول عن رجل
248
لأن حلمك حلم لا تكلفه ... ليس التكحل في العينين كالكحل
248
أنت الجواد بلا من ولا كدر ... ولا مطال ولا وعد ولا مذل
248
وما ثناك كلام الناس عن كرم ... ومن يسد طريق العارض الهطل
248
أنت الشجاع إذا ما لم تطأ فرس ... غير السنور والأشلاء والقلل
248
ورد بعض القنا بعضا مقارعة ... كأنه من نفوس القوم في جدل
248
لا زلت تضرب من عاداك عن عرض ... بعاجل النصر في مستأجر الأجل
248
إن هذا الشعر في الشعر ملك ... سار فهو الشمس والدنيا فلك
248
عدل الرحمن فيه بيننا ... فقضى باللفظ لي والحمد لك
248
فإذا مر بأذني حاسد ... صار ممن كان حيا فهلك
248
أقل أنل أن صن أحمل عل سل أعد ... زد هش بش هب اغفر ادن سر صل
248
وهذا دعاء لو سكت كفيته ... لأني سألت الله فيك وقد فعل
249
شديد البعد من شرب الشمول ... ترنج الهند أو طلع النخيل
249
ولكن كل شيء فيه طيب ... لديك من الدقيق إلى الجليل
249
وميدان الفصاحة والقوافي ... وممتحن الفوارس والخيول
249
أتيت بمنطق العرب الأصيل ... وكان بقدر ما عاينت قيلي
249
فعارضه كلام كان منه ... بمنزل النساء من البعول
249
وهذا الدر مأمون التشظي ... وأنت السيف مأمون الفلول
249
وليس يصح في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
249
لقيت العفاة بآمالها ... وزرت العداة بآجالها
249
وأقبلت الروم تمشي إلي ... ك بين الليوث وأشبالها
249
إذا رأت الأسد مسبية ... فأين تفر بأطفالها
250
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ... وللشوق ما لم يبق مني وما بقي
250
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ... ولكن من ينظر جفونك يعشق
250
وبين الرضا والسخط والقرب والنوى ... مجال لدمع المقلة المترقرق
250
وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه ... وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي
250
وغضبي من الإدلال سكرى من الصبا ... شفعت إليها من شبابي بريق
250
وأشنب معسول الثنيات واضح ... سترت فمي عنه فقبل مفرقي
250
وأجياد غزلان كجيدك زرنني ... فلم أتبين عاطلا من مطوق
250
وما كل من يهوى يعف إذا خلى ... عفافي ويرضى الحب والخيل تلتقي
250
سقى الله أيام الصبي ما يسرها ... ويفعل فعل البابلي المعتق
250
إذا ما لبست الدهر مستمعا به ... تخرقت والملبوس لم يتخرق
250
ولم أر كالألحاظ يم رحليهم ... بعثن بكل القتل من كل مشفق
250
أدرن عيونا حائرات كأنها ... مركبة أحداقها فوق زيبق
251
عشية يعدونا عن النظر البكا ... وعن لذة التوديع خوف التفريق
251
نودعهم والبين فينا كأنه ... قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق
251
قواض مواض نسج داؤد عندها ... إذا وقعت فيه كنسج الحذرنق
251
هواد لأملاك الجيوش كأنها ... تخير أرواح الكماة وتنتقى
251
تقد عليهم كل درع وجوشن ... وتفري إليهم كل سور وخندق
251
يغير بها بين اللقان وواسط ... ويركزها بين الفرات وجلق
251
ويرجعها حمرا كأن صحيحها ... يبكي دما من رحمة المتدقق
251
فلا تبلغاه ما أقول فإنه ... شجاع متى يذكر له الطعن يشتق
251
ضروب بأطراف السيوف بنانه ... لعوب بأطراف الكلام المشقق
251
كسائله من يسأل الغيث قطرة ... كعاذله من قال للفلك أرفق
252
لقد جدت حتى جدت في كل ملة ... وحتى أتاك الحمد من كل منطق
252
رأى ملك الروم ارتياحك للندى ... فقام مقام المجتدى المتملق
252
وخلى الرماح السمهرية صاغرا ... لأذرب منه بالطعان وأحذق
252
وكاتب من أرض بعيد مرامها ... قريب على خيل حواليك سبق
252
وقد سار في مسراك منها رسوله ... فما سار إلا وق هام مفلق
252
فلما جنا اخفى عليه مكانه ... شعاع الحديد البارق المتألق
252
وأقبل يمشي في البساط فما درى ... إلى الحبر يسعى أم إلى البدر يرتقي
252
ولم يثنك الأعداء عن مهجاتهم ... بمثل خضوع في كلام منمق
252
وكنت إذا كاتبته قبل هذه ... كتبت إليه في قذال الدمستق
252
فإن تعطه بعض الأمان فسائل ... وإن تعطه حد الحسام فأخلق
252
وهل ترك البيض الصوارم منهم ... حبيسا لفاد أو رقيقا لمعتق
252
لقد وردوا ورد القطا شفراتها ... ومروا عليها رزدقا بعد رزدق
252
بلغت بسيف الدولة النور رتبة ... أنرت بها ما بين غرب ومشرق
252
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق ... أراه غباري ثم قال له الحق
252
وما كمد الحساد شيئا قصدته ... ولكنه من يزحم البحر يغرق
253
ويمتحن الناس الأمير برأيه ... ويغضى على علم بكل ممخرق
253
وإطراق طرف العين ليس بنافع ... إذا كان طرف القلب ليس بمطرق
253
فيا أيها المطلوب جاوره تمتنع ... ويا أيها المحروم يممه ترزق
253
ويا أجبن الفرسان صاحبه تجتري ... ويا أشجع الشجعان فارقه تفرق
253
إذا سعت الأعداء في كيد مجده ... سعى مجده في جده سعى محنق
253
وما ينصر الفضل المبين على العدى ... إذا لم يكن فضل السعيد الموفق
253
وصفت لنا ولم نره سلاحا ... كأنك واصف وقت النزال
253
وأن البيض صف على دروع ... فشوق من رآه إلى القتال
253
فلو أطفأت نارك تا لديه ... قرأت الخط في سود الليالي
253
ولو لحظ الدمشتق حافتيه ... لقلب رأيه حالا لحال
253
إن استحسنت وهو على بساط ... فأحسن ما يكون على الرجال
253
وإن بها وإن به لنقصا ... وأنت لها النهاية في الكمال
253
أحسن ما يخضب الحديد به ... وخاضبيه النجيع والغضب
253
فلا تشينه بالنضار فما ... يجتمع الماء فيه الذهب
253
قد سمعنا ما قلت في الأحلام ... وأنلناك بدرة في المنام
254
وانتبهنا كما انتبهت بالا ش ... يء وكان النوال قدر الكلام
254
أيها المشتكى إذا رقد الإع ... دام لا رقدة مع الإعدام
254
افتح الجفن واترك القول في الن ... وم وميز خطاب سيف الأنام
254
الذي ليس عنه مغن ولا من ... هـ بديل ولا لما رام حامي
254
كل آبائه كرام بن الدن ... يا ولكنه كريم الكرام
254
عذل العواذل حول قلبي التائه ... وهوى الأحبة منه في سودائه
254
يشكو الملام إلى اللوائم حره ... ويصد حين يلمن عن برحائه
254
وبمهجتي يا عاذلي الملك الذي ... أسخطت كل الناس في إرضائه
254
إن كان قد ملك القلوب فإنه ... ملك الزمان بأرضه وسمائه
254
الشمس من حساده والنصر من ... قرنائه والسيف من أسمائه
254
أين الثلاثة من ثلاث خلاله ... من حسنه وإبائه ومضائه
254
مضت الدهور وما أتين بمثله ... ولقد أتى وعجزن عن نظرائه
254
القلب أعلم يا عذول بدائه ... وأحق منك بجفنه وبمائه
255
فومن أحب لأعصينك في الهوى ... قسما به وبحسنه وبهائه
255
أأحبه وأحب فيه ملامة ... إن الملامة فيه من أعدائه
255
عجب الوشاة من اللحاة وقولهم ... دع ما نراك ضعفت عن إخفائه
255
ما الخل إلا من أود بقلبه ... وأرى بطرف لا يرى بسوائه
255
إن المعين على الصبابة بالأسى ... أولى برحمة ربها وأخائه
255
مهلا فإن العذل من أسقامه ... وترفقا فالسمع من أعضائه
255
وهب الملامة في اللذاذة كالكرى ... مطرودة بسهاده وبكائه
255
لا تعذر المشتاق في أشواقه ... حتى تكون حشاك في أحشائه
255
أن القتيل مضرجا بدموعه ... مثل القتيل مضرجا بدمائه
255
والعشق كالمعشوق يعذب قربه ... للمبتلي وينال من حوبائه
255
لو قلت للدنف الحزين فديته ... مما به لأغرته بفدائه
255
وقى الأمير هوى العيون فإنه ... ما لا يزول ببأسه وسخائه
256
يستأسر البطل الكمي بنظرة ... ويحول بين فؤاده وعزائه
256
فأتيت من فوق الزمان وتحته ... متصلصلا وأمامه وورائه
256
من للسيوف بأن تكون سميه ... في أصله وفرنده ووفائه
256
طبع الحديد فكان من أجناسه ... وعلي المطبوع من آبائه
256
رضاك رضائي الذي أوثر ... وسرك سري فما أظهر
256
كفتك المروة ما تتقي ... وأمنك الود ما تحذر
256
وسركم في الحشا ميت ... إذا أنشر السر لا ينشر
256
وإفشاء ما أنا مستودع ... من الغدر والحر لا يغدر
256
إذا ما قدرت على نطقة ... فإني على تركها أقدر
256
أصرف نفسي كما أشهي ... وأملكها والقنا أحمر
256
دواليك يا سيفها دولة ... وأمرك يا خير من يأمر
256
أتاني رسولك مستعجلا ... فلباه شعري الذي أذخر
256
ولو كان يوم وغى قاتما ... للباه سيفي والأشقر
256
فلا غفل الدهر عن أهله ... فإنك عين بها ينظر
256
أرى ذلك القرب صار أزورارا ... وصار طويل السلام اختصارا
256
تركتني اليوم في خجلة ... أموت مرارا وأحيا مرارا
256
أسارقك اللحظ مستحييا ... وأزجر في الخيل مهري سرارا
257
وأعلم أني إذا ما اعتذرت ... إليك أراد اعتذاري اعتذارا
257
كفرت مكارمك الباهرات ... إن كان ذلك مني اختيارا
257
ولكن حمى الشعر إلا القلي ... ل هم حمى النوم إلا غرار
257
وما أنا أسقمت جمسي به ... ولا أنا أضرمت في القلب نارا
257
فلا تلزمني صروف الزمان ... إلى أساء وإياي ضارا
257
وعندي لك الشرد السائرا ... ت لا يختصصن من الأرض دارا
257
قواف إذا سرن من مقولي ... وثبن الجبال وخضن البحارا
257
فلو خلق الناس من دهرهم ... لكانوا الظلام وكنت النهارا
257
ولي فيك ما لم يقل قائل ... وما لم يسر قمر حيث سارا
257
أشدهم في الندى هزة ... وأبعدهم في عدو مغارا
257
سما بك همي فوق الهموم ... فلست أعد يسارا يسارا
257
ومن كنت بحرا له يا عل ... ي لم يقبل الدر إلا كبارا
257
ليالي بعد الظاعنين شكول ... طوال وليل العاشقين طويل
257
بين لي البدر الذي لا أريده ... ويخفين بدرا ما إليه سبيل
257
وما عشت من بعد الأحبة سلوة ... ولكنني للنائبات حمول
257
وإن رحيلا واحدا حال بيننا ... وفي الموت من بعد الرحيل رحيل
257
إذا كان شم الروح أدنى إليكم ... فلا برحتني روضة وقبول
257
وما شرقي بالماء إلا تذكرا ... لماء به أهل الحبيب نزول
258
يحرمه لمع الأسنة فوقه ... فليس لظمآن إليه وصول
258
أما في النجوم السائرات وغيرها ... لعيني على ضوء الصباح دليل
258
ألم ير هذا الليل عينيك رؤيتي ... فتظهر فيه رقة ونحول
258
لقيت بدرب القلة الفجر لقية ... شفت كمدي والليل فيه قتيل
258
ويوما كأن الحسن فيه علامة ... بعثت بها والشمس منك رسول
258
وما قبل سيف الدولة اتار عاشق ... ولا طلبت عند الظلام ذحول
258
ولكنه يأتي بكل غريبة ... تروق على استغرابها وتهول
258
رمى الدرب بالجرد الجياد إلى العدى ... وما علموا أن السهام خيول
259
شوائل تشوال العقارب بالقنا ... لها مرح من تحته وصهيل
259
وما هي إلا خطرة عرضت له ... بحران لبتها قنا ونصول
259
همام إذا ما هم أمضى همومه ... بأرعن وطأ الموت فيه ثقيل
259
وخيل براها الركض في كل بلدة ... إذا عرست فيها فليس تقيل
259
فلما تجلى من دلوك وصنجة ... علت كل طودس رأيه ورعيل
259
على طرق فيها على الطرق رفعة ... وفي ذكرها عند الأنيس خمول
259
فما شعروا حتى رأوها مغيرة ... قباحا وأما خلقها فجميل
259
سحائب يمطرن الحديد عليهم ... فكل مكان بالسيوف غسيل
259
وأمسى السبايا بنتحبن بعرقة ... كأن جيوب الثاكلات ذيول
259
وعادت فظنوها بموزار قفلا ... وليس لها إلا الدخول قفول
259
فخاضت نجيع الجمع خوضا كأنه ... بكل نجيع لم تخضه كفيل
259
تسايرها النيران في كل مسلك ... به القوم صرعى والديار طلول
259
وكرت فمرت في دماء ملطية ... ملطية أم للبنين ثكول
259
وأضعفن ما كلفنه من قباقب ... فأضحى كأن الماء فيه عليل
259
ورعن بنا قلب الفرات كأنما ... تخر عليه بالرجال سيول
259
يطارد فيه موجه كل سابح ... سواء عليه غمرة ومسيل
259
تراه كأن الماء مر بجسمه ... وأقبل راس وحده وتليل
259
وفي بطن هنزيط وسمنين للظبا ... وصعم القنا ممن أبدن بديل
259
طلعن عليهم طلعة يعرفونها ... لها غرر ما تنقضي وحجول
260
تمل الحصون الشم طول نزالنا ... فتلقى إلينا أهلها وتزول
260
وبتن بحصن الران رزحى من الوجى ... وكل عزيز للأمير ذليل
260
وفي كل نفس ما خلاه ملالة ... وفي كل سيف ما خلاه فلول
260
ودون سميساط المطامير والملا ... وأودية مجهولة وهجول
260
لبسن الدجى فيها إلى أرض مرعش ... وللرةم خطب في البلاد جليل
260
فلما رأوه وحده قبل جيشه ... دروا أنكل العالمين فضول
260
وأن رماح الخط عنه قصيرة ... وأن حديد الهند عنه كليل
260
فأوردهم صدر الحصان وسيفه ... فتى بأسه مثل العطاء جزيل
260
جواد على العلات بالمال كله ... ولكنه بالدارعين بخيل
260
فودع قتلاهم وشيع فلهم ... بضرب حزون البيض فيه سهول
260
على قلب قسطنطين منه تعجب ... وإن كان في ساقيه منه كبول
260
لعلك يوما يا دمستق عائد ... فكم هارب مما إليه يؤول
260
نجوت بإحدى مهجتيك جريحة ... وخلفت إحدى مهجتيك تسيل
260
أتسلم للخطية أبنك هاربا ... ويسكن في الدنيا إليك خليل
260
بوجهك ما أنساكه من مرشة ... نصيرك منها رنة وعويل
260
أعركم طول الجيوش وعرضها ... علي شروب للجيوش أكول
261
إذا لم يكن لليث إلا فريسة ... غداه ولم ينفعك أنك فيل
261
إذا الطعن لم تدخلك فيه شجاعة ... هي الطعن لم يدخلك فيه عذول
261
فإن تكن الأيام أبصرن صوله ... فقد علم الأيام كيف تصول
261
فدتك ملوك لم تسم مواضيا ... فإنك ماضي الشفرتين صقيل
261
إذا كان بعض الناس سيفا لدولة ... ففي الناس بوقات لها طبول
261
أنا السابق الهادي إلى ما أقوله ... إذ القول قبل القائلين مقول
261
وما لكلام الناس فيما يريبني ... أصول ولا للقائليه أصول
261
أعادي على ما يوجب الحب للفتى ... وأهدأ والأفكار في تجول
261
سوى وجع الحساد داو فإنه ... إذا حل في قلب فليس يحول
261
ولا تطمعن من حاسد في مودة ... وإن كنت تبديها له وتنيل
261
وإنا لنلقي الحادثات بأنفس ... كثير الرزايا عندهن قليل
261
يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم أعراض لنا وعقول
261
فتيها وفخرا تغلب ابنة وائل ... فأنت لخير الفاخرين قبيل
261
يغم عليا أن يموت عدوه ... إذا لم تغله بالأسنة غول
261
شريك المنايا والنفوس غنيمة ... فكل ممات لم يمته غلول
261
فإن تكن الدولات قسما فإنها ... لمن ورد الموت الزؤام تدول
261
لمن هو الدنيا على النفس ساعة ... وللبيض في هام الكماة صليل
261
بأدني ابتسام منك تحي القرائح ... وتقوى من الجسم الضعيف الجوارح
261
ومن ذا الذي يقضي حقوقك كلها ... ومن ذا الذي سوى من تسامح
262
وقد تقبل العذر الخفي تكرما ... فما بال عذري واقفا وهو واضح
262
وإن محالا إذ بك العيش أن أرى ... وجسمك معتل وجسمي صالح
262
وما كان ترك الشعر إلا لأنه ... تقصر عن مدح الأمير المدائح
262
أيدري ما أرابك من يريب ... وهل ترقى إلى الفلك الخطوب
262
وجسمك فوق همة كل داء ... فقرب أقلها منه عجيب
262
يجمشك الزمان هوى وحبا ... وقد يؤذي من المقة الحبيب
262
وكيف تعلك الدنيا بشيء ... وأنت بعلة الدنيا طبيب
262
وكيف تنوبك الشكوى بداء ... وأنت المستغاث لما ينوب
262
مللت مقام يوم ليس فيه ... طعان صادق ودمق صبيب
262
وأنت الملك تمرضه الحشايا ... لهمته وتشفيه الحروب
262
وما بك غير حبك أن تراها ... وعثيرها لأرجلها جنيب
262
محجلة لها أرض الأعادي ... وللسمر المناخر والجنوب
262
فقرطها الأعنة راجعات ... فإن بعيد ما طلمت قريب
262
إذا داء هفا بقراط عنه ... فلم يعرف لصاحبه ضريب
262
بسيف الدولة الوضاء تمسي ... جفوني تحت شمس ما تغيب
263
فأغزو من غزا وبه اقتداري ... وأرمي من رمى وبه أصيب
263
وللحساد عذر أن يشحوا ... على نظري إليه وأن يذوبوا
263
فإني قد وصلت إلى مكان ... عليه تحسد الحدق القلوب
263
فديت بماذا يسر الرسول ... وأنت الصحيح بذا لا العليل
263
عواقب هذا تسوء العدو ... وتثبت فيهم وهذا يزول
263
إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض ... ومن فوقها والناس والكرم المحض
263
وكيف انتفاعي بالرقاد وإنما ... بعلته يعتل في الأعين الغمض
263
شفاك الذي يشفي بجودك خلقه ... فإنك بحر كل بحر له بعض
263
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألم
263
صحت بصحتك الغارات وابتهجت ... بها المكارم وانهلت بها الديم
263
وراجع الشمس نور كان فارقها ... كأنما فقده في جسمها سقم
263
ولاح برقك لي من عارضي ملك ... ما يسقط الغيث إلا حيث يبتسم
263
يسمى الحسام وليست من مشابهة ... وكيف يشتبه المخدوم والخدم
263
تفرد العرب في الدنيا بمحتده ... وشارك الغرب في إحسانه العجم
263
وأخلص الله للإسلام نصرته ... وإن تقلب في آلائه الأمم
263
وما أخصك في برء بتهنئة ... إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
263
الصوم والفطر والأعياد والعصر ... منيرة بك حتى الشمس والقمر
263
ترى الأهلة وجها عم نائله ... وما يخص به من جونها البشر
264
ما الدهر عندك إلا روضة أنف ... يا من شمائله في دهره زهر
264
ما ينتهي لك في أيامه كرم ... فلا انتهى لك في أعوامه عمر
264
فإن حظك من تكرارها شرف ... وحظ غيرك منها الشيب والكبر
264
حجب ذا البحر بحار دونه ... يذمها الناس ويحمدونه
264
يا ماء هل حسدتنا معينه ... أم اشتهيت أن ترى قرينه
264
أم انجعت للغنى يمينه ... أم زرته مكثرا قطينه
264
أم جئته مخندقا حصونه ... أن الجياد والقنا يكفينه
264
يا رب لج جعلت سفينه ... وعازب الروض توفت عونه
264
وذي جنون أذهبت جنونه ... وشرب كأس أكثرت رنينه
264
وأبدلت غناءه أنينه ... وضيغم أولجها عرينه
264
وملك أوطأها جبينه ... يقودها مسهدا جفونه
264
مباشرا بنفسه شؤونه ... مشرفا بطعنه طعينه
264
عفيف ما في ثوبه مأمونه ... أبيض ما في تاجه ميمونه
264
بحر يكون كل بحر نونه ... شمس تمنى الشمس أن تكونه
264
إن تدع يا سيف لتستعينه ... يجبك قبل أ، تتم سينه
264
أدام من أعدائه تمكينه ... من صان منهم نفسه ودينه
264
لكل امرء من دهره ما تعودا ... وعادات سيف الدولة الطعن في العدا
264
وأن يكذب الإرجاف عنه بضده ... ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
264
ورب مريد ضره ضر نفسه ... وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى
264
ومستكبر لم يعرف الله ساعة ... رأي سيفه في كفه فتشهدا
265
هو البحر غص فيه إذا كان ساكنا ... على الدر واحذره إذا كان مزيدا
265
فإني رأيت البحر يعثر بالفتى ... وهذا الذي يأتي الفتى متعمدا
265
تظل ملوك الأرض خاشعة له ... تفارقه هلكي وتلقاه سجدا
265
وتحيى له المال الصوارم والقنا ... ويقتل ما تحيي التبسم والحدا
265
ذكي تظنيه طليعة عينه ... يرى قلبه في يومه ما ترى غدا
265
وصول إلى المستصعبات بخيله ... فلو كان قرن الشمس ماء لأوردا
265
لذلك سمى ابن الدمستق يومه ... مماتا وسماه الدمستق مولدا
265
سريت إلى جيحان من أرض آمد ... ثلاثا لقد أدناك ركض وأبعدا
265
فولى وأعطاك ابنه وجيوشه ... جميعا ولم يعط الجميع ليحمدا
265
عرضت له دون الحيوة وطرفه ... وأبصر سيف الله منك مجردا
265
وما طلبت رزق الأسنة غيره ... ولكن قسطنطين كان له الفدا
265
فاصبح يجتاب المسوح مخافة ... وقد كان يجتاب الدلاص المسردا
265
ويمشي به العكاز في الدير تائبا ... وما كان يرضى مشي أشقر أجردا
265
وما تاب حتى غادر الكر وجهه ... جريحا وخلى جفنه النقع أرمدا
266
فلو كان ينجي من علي ترهب ... ترهبت الأملاك مثنى وموحدا
266
وكل امرىء في الشرق والغرب بعدها ... يعد له ثوبا من الشعر اسودا
266
هنيئا لك العيد الذي أنت عيده ... وعيد لمن سمى وضحى وعيدا
266
ولا زالت الأعياد لبسك بعده ... تسلم مخروقا وتعطي مجددا
266
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى ... كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا
266
هو الجد حتى تفضل العين أختها ... وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
266
فوا عجبا من دائل أنت سيفه ... تصيده الضرغام فيما تصيدا
266
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه ... تصيده الضرغام فيما تصيدا
266
رأيتك محض الحلم في محض قدرة ... ولو شئت كان الحلم منك المهندا
266
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ... ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
266
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
266
ووضع الندى في موضع السيف بالعلي ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
266
ولكن تفوق الناس رأيا وحكمة ... كما فقتهم حالا ونفسا ومحتدا
266
يدق على الأفكار ما أنت فاعل ... فيترك ما يخفى ويوخذ ما بدا
266
أزل حسد الحساد عني بكبتهم ... فأنت الذي صيرتهم لي حسدا
267
إذا شد زندي حسن رأيك في يدي ... ضربت بنصل يقطع الهام مغمدا
267
وما أنا إلا سمهري حملته ... فزين معروضا وراع مسددا
267
وما الدهر إلا من رواة قلائدي ... إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
267
فسار به من لا يسير مشمرا ... وغنى به من لا يغني مغردا
267
أجزني إذا أنشدت شعرا فإنما ... بشعري أتاك المادحون مرددا
267
ودع كل صوت بعد صوتي فإنني ... أنا الصائح المحكي والآخر الصدى
267
تركت السرى خلفي لمن قل ماله ... وأنعلت أفراسي بنعماك عسجدا
267
وقيدت نفسي في ذراك محبة ... ومن وجد الإنسان قيدا تقيدا
267
إذا سأل الإنسان أيامه الغنى ... وكنت على بعد جعلتك موعدا
268
إن كنت عن خير الأنام سائلا ... فخيرهم أكثرهم فضائلا
268
من أنت منهم يا همام وائلا ... الطاعنين في الوغا أوائلا
268
والعاذلين في الندى العواذلا ... قد فضلوا بفضلك القبائلا
268
ظلم لذا اليوم وصف قبل رؤيته ... لا يصدق الوصف حتى يصدق النظر
268
تزاحم الجيش حتى لم يجد سببا ... إلى بساطك لي سمع ولا بصر
268
فكنت أشهد مختص وأغيبه ... معاينا وعياني كله خبر
268
اليوم يرفع ملك الروم ناظره ... لأن عفوك عنه عنده ظفر
268
فإن أجبت بشيء عن رسائله ... فلا يزال على الأملاك يفتخر
268
قد استراحت إلى وقت رقابهم ... من السيوف وباقي القوم ينتظر
268
وقد تبدلها بالقوم غيرهم ... لكي تجم رؤس القوم والقصر
268
تشبيه جودك بالأمطار غادية ... جود لكفك ثان ناله المطر
268
تكسب الشمس منك النور طالعة ... كما تكسب منها نورها القمر
269
دروع لملك الروم هذي الرسائل ... يرد بها عن نفسه ويشاغل
269
هي الزرد الضافي عليه ولفظها ... عليك ثناء سابغ وفضائل
269
وأنى اهتدى هذا الرسول بأرضه ... وما سكنت مذ سرت فيها القساطل
269
ومن أي ماء كان يسقي جياده ... ولم تصف من مزج الدماء المناهل
269
أتاك يكاد الرأس يجحد عنقه ... وتنقد تحت الذعر منه المفاصل
269
يقوم تقويم السماطين مشيه ... إليك إذا ما عوجته الأفاكل
269
فقاسمك العينين منه ولحظه ... سميك والخل الذي لا يزايل
269
وأبصر منك الرزق والرزق مطمع ... وابصر منه الموت والموت هائل
269
وقبل ما قبل الترب قبله ... وكل كمي واقف متضائل
269
وأسعد مشتاق وأظفر طالب ... همام إلى تقبيل كمك واصل
269
مكان تمناه الشفاه ودونه ... صدور المذاكي والرماح الذوابل
269
فما بلغته ما أراد كرامة ... عليك ولكن لم يخب لك سائل
269
وأكبر منه همة بعثت به ... إليك العدى واستنظرته الجحافل
269
فاقبل من أصحابه وهو مرسل ... وعاد إلى أصحابه وهو عاذل
269
تحير في سيف ربيعة أصله ... وطابعه الرحمن والمجد صاقل
269
وما لونه مما تحصل مقلة ... ولا حدة مما تجس الأنامل
269
إذا عاينتك الرسل هانت نفوسها ... عليها وما جاءت به والمراسل
269
رجا الروم من ترجى النوافل كلها ... لديه ولا ترجى لديه الطوائل
269
فإن كان خوف القتل والأسر ساقهم ... فقد فعلوا ما القتل والأسر فاعل
269
فخافوك حتى ما لقتل زيادة ... وجاؤوك حتى ما تراد السلاسل
270
أرى كل ي ملك إليك مصيره ... كأنك بحر والملوك جداول
270
إذا مطرت ومنك سحائب ... فوابلهم طل وطلك وابل
270
كريم متى استوهبت ما أنت راكب ... وقد لقحت حرب فإنك نازل
270
إذا الجود أعط الناس ما أنت مالك ... ولا تعطين الناس ما أنا قائل
270
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر ... ضعيف يقاويني قصير يطاول
270
لساني بنطقي صامت عنه عادل ... وقلبي بصمتي ضاحك منه هازل
270
وأتعب من ناداك من لا تجيبه ... وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
270
وما التيه طبي فيهم غير أنني ... بغيض إلي الجاهل المتعاقل
270
وأكثر تيهي أنني بك واثق ... وأكثر مالي أنني لك أمل
270
لعل لسيف الدولة القرم هبة ... يعيش بها حق ويهلك باطل
270
رميت عداه بالقوافي وفضله ... وهن الغوازي السالمات القواتل
270
وقد زعموا أن النجوم خوالد ... ولو حاربته ناح فيها الثواكل
270
وما كان أدناها له لو أرادها ... وألطفها لو أنه المتناول
270
قريب عليه كل ناء على الورى ... إذا لثمته بالغبار القنابل
270
تدبر شرق الأرض والغرب كفه ... وليس لها وقتا عن الجود شاغل
270
يتبع هراب الرجال مراده ... فمن فر حربا عارضته الغوائل
271
ومن فر من إحسانه حسدا له ... تلقاه منه حيث ما سار نائل
271
فتى لا يرى إحسانه وهو كامل ... له كاملا حتى يرى وهو شامل
271
إذا العرب العرباء رازت نفوسها ... فأنت فتاها والمليك الحلاحل
271
أطاعتك في أرواحها وتصرفت ... بأمرك التفت عليك القبائل
271
وكل أنابيب القنا مدد له ... وما تنكت الفرسان إلا العوامل
271
رأيتك لو لم يقتض الطعن في الوغى ... إليك انقيادا لاقتضته الشمائل
271
ومن لم تعلمه لك الذل نفسه ... من الناس طرا علمته المناصل
271
لنا ملك لا يطعنم النوم همه ... ممات لحي أو حيوة لميت
271
ويكبر أ، تقذى بشيء جفونه ... إذا ما رأته خلة بك قرت
271
جزى الله عني سيف الدولة هاشم ... فإن نداه الغمر سيفي ودولتي
271
بغيرك راعيا عبث الذئاب ... وغيرك صارما ثلم الضراب
271
وتملك أنفس الثقلين طرا ... فكيف تحوز أنفسها كلاب
271
وما تركوك معصية ولكن ... يعاف الورد والموت الشراب
271
طلبتهم على الأمواه حتى ... تخوف أن تفتشه السحاب
271
فبت لياليا لا نوم فيها ... تخب بك المسومة العراب
271
يهز الجيش حولك جانبيه ... كما نفضت جناحيها العقاب
271
وتسأل عنهم الفوات حتى ... أجابك بعضها وهم الجواب
271
فقاتل عن حريمهم وفروا ... ندى كفيك والنسب القراب
272
وحفظك فيهم سلفي معد ... وأنهم العشائر والصحاب
272
تكفكف عنهم صم العوالي ... وقد شرقت بظعنهم الشعاب
272
وأسقطت الأجنة في الولايا ... وأجهضت الحوائل والسقاب
272
وعمرو في ميامنهم عور ... وكعب في مياسرهم كعاب
272
وقد خذلت أبو بكر بنيها ... وخاذلها قريط والضباب
272
إذا ما سرت في آثار قوم ... تخاذلت الجماجم والرقاب
272
فعدن كما أخذن مكرمات ... عليهن القلائد والملاب
272
يثبنك بالذي أوليت شكرا ... وأين من الذي تولى الثواب
272
وليس مصيرهن إليك شينا ... ولا في صونهن لديك عاب
272
ولا في فقدهن بني كلاب ... إذا أبصرن غرتك إغتراب
272
وكيف يتم بأسك في أناس ... تصيبهم فيولمك المصاب
272
ترفق أيها المولى عليهم ... فإن الرفق بالجاني عتاب
272
وإنهم عبيدك حيث كانوا ... إذا تدعو لحادثة أجابوا
272
وعين المخطئين هم وليسوا ... بأول معشر خطئوا فتابوا
272
وأنت حيوتهم غضبت عليهم ... وهجر حيوتهم لهم عقاب
272
وما جهلت أياديك البوادي ... ولكن ربما خفي الصواب
273
وكم ذنب مولده دلال ... وكم ذنب مولده اقتراب
273
وجرم جره سفهاء قوم ... فحل بغير جارمه العذاب
273
فإن هابوا بجرمهم عليا ... فقد يرجو عليا من يهاب
273
وإن يك سيف دولة غير قيس ... فمنه جلود قيس والثياب
273
وتحت ربابه نبتوا وأثوا ... وفي أيامه كثروا وطابوا
273
وتحت لوائه ضربوا الأعادي ... وذل لهم من العرب الصعاب
273
ولو غير الأمير غزا كلابا ... ثناه عن شموسهم ضباب
273
ولاقى دون ثأيهم طعانا ... يلاقي عنده الذئب الغراب
273
وخيلا تغتذى ريح الموامي ... ويكفيها من الماء السراب
273
ولكن ربهم أسرى إليهم ... فما نفع الوقوف ولا الذهاب
273
ولا ليل أجن ولا نهار ... ولا خيل حملن ولا ركاب
273
رميتهم ببحر من حديد ... له في البر خلفهم عباب
273
فمساهم وبسطهم حرير ... وصبحهم وبسطهم تراب
273
ومن في كفه منهم قناة ... كمن في كفه منهم خضاب
273
بنو قتلى أبيك بأرض نجد ... ومن أبقى وأبقته الحراب
273
عفا عنهم وأعتقهم صغارا ... وفي أعناق أكثرهم سخاب
273
فكلكم أتى مأتى أبيه ... وكل فعال كلكم عجاب
273
كذا فيسر من طلب الأعادي ... ومثل سراك فليكن الطلاب
274
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
274
وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم
274
يكلف سيف الدولة الجيش همه ... وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
274
ويطلب عند الناس ما عند نفسه ... وذلك ما لا تدعيه الضراغم
274
يفدي أتم عمرا سلاحه ... نسور الملا أحداثها والقشاعم
274
وما ضرها خلق بغير مخالب ... وقد خلقت أسيافه والقوائم
274
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ... وتعلم أي الساقيين الغمائم
274
سقتها الغمام الغر قبل نزوله ... فلما دنا منها سقتها الجماجم
274
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا ... وموج المنايا حولها متلاطم
274
وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جثث القتلى عليها تمتئم
274
طريدة دهر ساقها فرددتها ... على الدين بالخطى والدهر راغم
274
تفيت الليالي كل شيء أخذته ... وهن لما يأخذن منك غوارم
274
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا ... مضى قبل أن تلقي عليه الجوازم
275
وكيف ترجى الروم والروس هدمها ... وذا الطعن آساس لها ودعائم
275
وقد حاكموها والمنايا حواكم ... فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
275
أتوك يجرون الحديد كأنهم ... سروا بجياد ما لهن قوائم
275
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم ... ثيابهم من مثلها والعمائم
275
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم
275
تجمع فيه كل لسن وأمة ... فما تفهم الحداث إلا التراجم
275
فلله وقت ذوب الغش ناره ... فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
275
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا ... وفر من الفرسان من لا يصادم
275
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
275
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم
276
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى ... إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
276
ضممت جناحيهم على القلب ضمة ... تموت الخوافي تحتها والقوادم
276
بضرب أتى الهامات والنصر غائب ... وصار إلى اللبات والنصر قادم
276
حقرت الردينيات حتى طرحتها ... وحتى كأن السيف للرمح شاتم
276
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ... مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
276
نثرتهم فوق الأحيدب كله ... كما نثرت فوق العروس الدراهم
276
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى ... وقد كثرت حول الوكور المطاعم
277
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها ... بأماتها وهي العتاق الصلادم
277
إذا زلقت مشيتها ببطونها ... كما تتمشى في الصعيد الأراقم
277
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم ... قفاه على الإقدام للوجه لائم
277
أينكر ريح الليث حتى يذوقه ... وقد عرفت ريح الليوث البهائم
277
وقد فجعته بابنه وابن صهره ... وبالصهر حملاتث الأمير الغواشم
277
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبا ... لما شغلتها هامهم والمعاصم
277
ويفهم صوت المشرفية فيهم ... على أن اصوات السيوف أعاجم
277
يسر بما أعطاك لا من جهالة ... ولكن مغنوما نجا منك غانم
277
ولست مليكا هازما لنظيره ... ولكنك التوحيد للشرك هازم
277
تشرف عدنان به لا ربيعة ... وتفتخر الدنيا به لا العواصم
277
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه ... فإنك معطيه وإني ناظم
277
وأني لتعدوبي عطاياك في الوغا ... فلا أنا مذموم ولا أنت نادم
277
على كل طيار إليها برجله ... إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
277
ألا أيها السيف الذي لست مغمدا ... ولا فيك مرتاب ولا منك عاصم
277
هنيأ لضرب الهام والمجد والعلى ... وراجيك والإسلام أنك سالم
278
ولام لا يقي الرحمن حديك ما وقى ... وتغليقه هام العدى بك دائم
278
أراع كذا كل الأنام همام ... وسح له رسل الملوك غمام
278
ودانت له الدنيا فأصبح جالسا ... وأيامها فيما يريد قيام
278
إذا زار سيف الدولة الروم غازيا ... كفاها لمام لو كفاه لمام
278
فتى تتبع الأزمان في الناس خطوه ... لكل زمان في يديه زمام
278
تنام لديك الرسل أمنا وغبطة ... وأجفان رب الرسل ليس تنام
278
حذارا لمعروري الجياد فجاءة ... إلى الطعن قبلا ما لهن لجام
278
تعطف فيه والأعنة شعرها ... وتضرب فيه والسياط كلام
278
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا ... إذا لم يكن فوق الكرام كرام
278
إلى كم ترد الرسل عما أتوا له ... كأنهم فيما وهبت ملام
278
فإن كنت لا تعطي الذمام طواعة ... فعوذ الأعادي بالكريم ذمام
278
وإن نفوسا أممتك منيعة ... وإن دماء أملتك حرام
278
إذا خاف ملك من مليك اجرته ... وسيفك خافوا والجوار تسام
278
لهم عنك بالبيض الخفاف تفرق ... وحولك بالكتب اللطاف زحام
278
تغر حلاوات النفوس قلوبها ... فتختار بعض العيش وهو حمام
278
وشر الحمامين الزؤامين عيشة ... يذلك الذي يختاره ويضام
278
فلو كان صلحا لم يكن بشفاعة ... ولكنه ذل لهم وغرام
278
ومن لفرسان الثغور عليهم ... بتبليغهم ما لا يكاد يرام
279
كتائب جاؤوا خاضعين فأقدموا ... ولو لم يكونو خائفين لخاموا
279
وعزت قديما في ذراك خيولهم ... وعزوا وعامت في نداك وعاموا
279
على وجهك الميمون في كل غارة ... صلوة توالي منهم وسلام
279
وكل أناس يتبعون إمامهم ... وأنت لأهل المكرمات إمام
279
ورب جواب عن كتاب بعثنه ... وعنوانه للناظرين قتام
279
تضيق به البيداء من قبل نشره ... وما فض بالبيدءا عنه ختام
279
حروف هجاء الناس فيه ثلاثة ... جوادق ورمح ذابل وحسام
279
أذا الحرب قد اتبعتها فاله ساعة ... ليغمد نصل أو يحل حزام
279
وإن طال أعمار الرماح بهدنة ... فإن الذي يعمرن عندك عام
279
وما زلت تفنى السمر وهي كثيرة ... وتفنى بهن الجيش وهو لهام
279
متى عاود الجالون عاودت أرضهم ... وفيها رقاب للسيوف وهام
279
وربوا لك الأولاد حتى تصيبها ... وقد كعبت بنت وشب غلام
279
جرى معك الجارون حتى إذا انتهوا ... إلى الغاية القصوى جريت وقاموا
279
فليس لشمس مذ أنرت إنارة ... وليس لبدر مذ تممت تمام
279
تذكرت ما بين العذيب وبارق ... مجر عوالينا ومجرى السوابق
279
وصحبة قوم يذبحون قنيصهم ... بفضلات ما قد كسروا في المفارق
280
وليلا توسدنا الثوية تحته ... كأن ثراها عنبر في المرافق
280
بلاد إذا زار الحسان بغيرها ... حصى تربها ثقينه للمخانق
280
سقتني بها القطربلي مليحة ... على كاذب من وعدها ضوء صادق
280
سهاد لأجفان وشمس لناظر ... وسقم لأبدان ومسك لناشق
280
وأغيد يهوى نفسه كل عاقل ... عفيف ويهوى جسمه كل فاسق
280
أديب إذا ما جس أوتار مزهر ... بلا كل سمع عن سواها بعائق
280
يحدث عما بين عاد وبينه ... وصدغاه في خدي غلام مراهق
280
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق
280
وما بلد الإنسان غير الموافق ... ولا أهله الأدنون غير الأصدق
281
وجائزة دعوى المحبة والهوى ... وإنك ان لا يخفى كلام المنافق
281
برأي من انقادت عقيل إلى الردى ... وإشمات مخلوق وإسخاط خالق
281
أرادوا عليا بالذي يعجز الورى ... ويوسع قتل الجحفل المتضايق
281
فما بسطوا كفا إلى غير قاطع ... ولا حملوا رأسا إلى غير فلقها
281
لقد أقدموا لو صادفوا غير آخذ ... وقد هربوا لو صادفوا غير لاحق
281
ولما كسا كعبا ثيابا طغوا بها ... رمى كل ثوب من سنان بخارق
281
ولما سقى الغيث الذي كفروا به ... سقى غيره في غير تلك البوارق
281
أتاهم بها حشو العجاجة والقنا ... سنابكها تحشو بطون الحمالق
281
عوابس حلي يابس الماء حزمها ... فن على أوساطها كالمناطق
281
فليت أبا الهيجا يرى خلف تدمر ... طوال العوالي في طوال السمالق
281
وسوق علي من معد وغيرها ... قبائل لا تعطى القفى لسائق
281
قشير وبلعجلان فيها خفية ... كرائين في ألفاظ ألثغ ناطق
281
تخليهم النسوان غير فوارك ... وهم خلوا النسوان غير طوالق
281
يفرق ما بين الكماة وبينها ... بطعن يسلي حره كل عاشق
281
أتى الظعن حتى ما تطير رشاشة ... من الخيل إلا في نحور العواتق
282
بكل فلاة تنكر الإنس أرضها ... ظعائن حمر الحلي حمر الأيانق
282
وملمومة سيفية ربيعة ... تصيح الحصى فيها صياح اللقالق
282
بعيدة أطراف القنا من أصوله ... قريبة بين البيض غبر اليلامق
282
نهاها وأغناها عن النهب جوده ... فما تبتغي إلا حماة الحقائق
282
توهمها الأعراب سورة مترف ... تذكره البيداء ظل السرادق
282
فذكرتهم بالماء ساعة غبرت ... سماوة كلب في أنوف الحزائق
282
وكانوا يرعون الملوك بأن بدوا ... وأن نبتت في الماء نبت الغلافق
282
فهاجوك أهدى في الفلا من نجومه ... وأبدى بيوتا من أداحي النقانق
282
وأصبر عن أمواهه من ضبابه ... وآلف منها مقلة للودائق
282
وكان هديرا من فحول تركتها ... مهلبة الأذناب خرس الشقاشق
282
فما حرموا بالركض خيلك راحة ... ولكن كفاها البر قطع الشواهق
283
ولا شغلوا صم القنا بقلوبهم ... عن الركز لكن عن قلوب الدماسق
283
ألم يحذروا مسخ الذي يمسخ العدى ... ويجعل أيدي الأسد أيدي الخرانق
283
وقد عاينوه في سواهم وربما ... أرى مارقا في الحرب مصرع مارق
283
تعود أن لا تقضم الحب خيله ... إذا الهام لم ترفع جنوب العلائق
283
ولا ترد الغدران إلا وماؤها ... من الدم كالريحان تحت الشقائق
283
لوفد نمير كان أرشد منهم ... وقد طردوا الأظعان طرد الوسائق
283
أعدوا رماحا من خضوع وطاعنوا ... بها الجيش حتى رد غرب الفيالق
283
فلم أر أرمى منه غير مخاتل ... وأسرى إلى الأعداء غير مسارق
283
تصيب المجانيق العظام بكفه ... دقائق قد أعيت قسى البنادق
283
طوال قنا تطاعنها قصار ... وقطرك في ندى ووغى بحار
284
وفيك إذا جنى الجاني أناة ... تظن كرامة وهي احتقار
284
وأخذ للحواضر والبوادي ... بضبط لم تعوده نزار
284
تشممه شميم الوحش إنسا ... وتنكره فيعروها نفار
284
وما انقادت لغيرك في زمان ... فتدري ما المقادة والصغار
284
وأفرحت المقاود ذفرييها ... وصعر خدها هذا العذار
284
وأطمع عامر البقيا عليها ... ونزقها احتمالك والوقار
284
وغيرها التراسل والتشاكي ... وأعجبها التلبب والمغار
284
جياد تعجز الأرسان عنها ... وفرسان تضيق بها الديار
284
وكانت بالتوقف عن رداها ... نفوسا في رداها تستشار
284
وكنت السيف قائمه إليهم ... وفي الأعداء حدك والغرار
284
فأمست بالبدية شفرتاه ... وأمسى خلف قائمه الحيار
284
وكان بنو كلاب حيث كعب ... فخافوا أن يصيروا حيث صاروا
284
تلقوا عز مولاهم بذل ... وسار إلى بني كعب وساروا
284
فأقبلها المروج مسومات ... ضوامر لا هزال ولا شيار
284
تثير على سليمى مسبطرا ... تناكر تحته لولا الشعار
285
عجاجا تعثر العقبان فيه ... كأن الجو وعث أو خبار
285
وظل الطعن في الخيلين خلسا ... كأن الموت بينهما اختصار
285
فلزهم الطراد إلى قتال ... أحذ سلاحهم فيه الفرار
285
مضوا متسابقي الأعضاء فيه ... لأرؤسهم بأرجلهم عثار
285
يشلهم بكل أقب نهد ... لفارسه على الخيل الخيار
285
وكل أصم يعسل جانباه ... على الكعبين منه دم ممار
285
يغادر كل ملتفت إليه ... ولبته لثعلبه وجار
285
إذا صرف النهار الضوء عنهم ... دجى ليلان ليل والغبار
285
وإن جنح الظلام إنجاب عنهم ... أضاء المشرفية والنهار
285
يبكي خلفهم دثر بكاه ... رغاء أو ثواج أو يعار
285
غطى بالعثير البيداء حتى ... تحيرت المتالي والعشار
285
ومروا بالجباة يضم فيها ... كلا الجيشين من نقع إزار
286
وجاؤوا الصحصحان بلا سروج ... وقد سقط العمامة والخمار
286
وأرهقت العذارى مردفات ... وأوطئت الأصيبية الصغار
286
وقد نزح العوير فلا عوير ... ونهيا والبييضة والجفار
286
وليس بغير تدمر مستغاث ... وتدمر كاسمها لهم دمار
286
أرادوا أن يديروا الرأي فيها ... فصبحهم برأي لا يدار
286
وجيش كلما حاروا بأرض ... وأقبل أقبلت فيه تحار
286
يحف أغر لا قود عليه ... ولادية تساق ولا اعتذار
286
تريق سيوفه مهج الأعادي ... وكل دم أراقته جبار
286
وكانوا الأسد ليس لها مصال ... على طير وليس لها مطار
286
إذا فاتوا الرماح تناولتهم ... بأرماح من العطش القفار
286
يرون الموت قداما وخلفا ... فيختارون والموت اضطرار
286
إذا سلك السماوة غير هاد ... فقتلاهم لعينيه منار
286
ولو لم يبق لم تعش البقايا ... وفي الماضي لمن بقي اعتبار
286
إذا لم يرع سيدهم عليهم ... فمن يرعى عليهم أو يغار
286
تفرقهم وإياه السجايا ... ويجمعهم وإياه النجار
286
ومال بها على أرك وعرض ... وأهل الرقتين لها مزار
286
وأجفل بالفرات بنو نمير ... وزارهم الذي زأروا خوار
286
فهم حزق على الخابور صرعى ... بهم من شرب غيرهم خمار
287
فلم يسرح لهم في الصبح مال ... ولم توقد لهم بالليل نار
287
حذرا فتى إذا لم يرض عنهم ... فليس بنافع لهم الحذار
287
تبيت وفودهم تسري إليه ... وجدواه التي سألوا اغتفار
287
فخلفهم برد البيض عنهم ... وهامهم له معهم معار
287
هم ممن أذم لهم عليه ... كريم العرق والحسب النضار
287
فأصبح بالعواصم مستقرا ... وليس لبحر نائله قرار
287
وأضحى ذكره في كل أرض ... تدار على الغناء به العقار
287
تخر له القبائل ساجدات ... وتحمده الأسنة والشفار
287
كأن شعاع عين الشمس فيه ... ففي أبصارنا عنه انكسار
287
فمن طلب الطعان فذا علي ... وخيل الله والأسل الحرار
287
يراه الناس حيث رأته كعب ... بأرض ما لنازلها استتار
287
يوسطه المفاوز كل يوم ... طلاب الطاعنين لا الإنتظار
287
تصاهل خيله متجاوبات ... وما من عادة الخيل السرار
287
بنو كعب وما أثرت فيهم ... يد لم يدمها إلا السوار
287
بها من قطعه ألم ونقص ... وفيها من جلالته افتخار
287
لهم حق بشركك في نزار ... وأدنى الشرك في أصل جوار
287
لعل بنيهم لبنيك جند ... فأولى قرح الخيل المهار
287
وأنت أبر من لو عق أفنى ... وأعفى من عقوبته البوار
287
وأقدر من يهيجه انتصار ... وأحلم من يحلمه اقتدار
288
وما في سطوة الأرباب عيب ... ولا في ذلة العبدان عار
288
أيا راميا يصمى فؤاد مرامه ... تربى عداه ريشها لسهامه
288
أسير إلى أقطاعه في ثيابه ... على طرفه من داره بحسامه
288
وما مطرتنيه من البيض والقنا ... وروم العبدى هاطلات غمامه
288
فتى يهب الإقليم بالمال والقرى ... ومن فيه من فرسانه وكرامه
288
ويجعل ما خولته من نواله ... جزاء لما خولته من كلامه
288
فلازالت الشمس التي في سمائه ... مطالعة الشمس التي في لثامه
288
فلازال يجتاز البدور بوجهه ... تعجب من نقصانها وتمامه
288
إن يكن صبر ذي الرزية فضلا ... تكن الأفضل الأعز الأجلا
288
أنت يا فوق أن تعزى عن الأح ... باب فوق الذي يعزيك عقلا
288
وبألفاظك اهتدى فإذا ع ... زاك قال الذي له قلت قبلا
288
قد بلوت الخطوب مرا وحلوا ... وسلكت الزمان حزنا وسهلا
288
وقتلت الزمان علما فما يغ ... رب قولا ولا يجدد فعلا
288
أجد الحزن فيك حفظا وعقلا ... وأراه في الخلق ذعرا وجهلا
288
لك إلف يجره وإذا ما ... كرم الأصل كان للإلف أصلا
289
ووفاء نبت فيه ولكن ... لم يزل للوفاء أهلك أهلا
289
إن خير الدموع عونا لدمع ... بعثته رعية فاستهلا
289
أين ذي الرقة التي في الحر ... ب إذا استنكره الحديد وصلا
289
أين خلفتها غداة لقيت ال ... روم والهام بالصوارم تفلى
289
قاسمتك المنون شخصين جورا ... جعل القسم نفسه فيك عدلا
289
فإذا قست ما أخذن بما أغ ... درن سرى على الفؤاد وسلى
289
وتيقنت أن حظك أوفى ... وتبينت أن جدك أعلى
289
ولعمري لقد شغلت المنايا ... بالأعادي فكيف يطلبن شغلا
289
وكم انتشت بالسيوف من الده ... ر أسيرا وبالنوال مقلا
289
عدها نصرة عليه فلما ... صال ختلا رآه أدرك تبلا
289
كذبته ظنونه أنت تبلي ... هـ وتبقى في نعمة ليس تبلى
289
ولقد رامك العداة كما را ... م فلم يجرحوا لشخصك ظلا
289
ولقد رمت بالسعادة بعضا ... من نفوس العدى فأدركت كلا
290
قارعت رمحك الرماح ولكن ... ترك الرامحين رمحك عزلا
290
لو يكون الذي وردت من الف ... جعة طعنا أوردته الخيل قبلا
290
ولكشفت ذا الحنين بضرب ... طالما كشف الكروب وجلى
290
خطبة للحمام ليس لها ر ... د وإن كانت المسماة ثكلا
290
وإذا لم تجد من الناس كفوا ... ذات خدر أرادت الموت بعلا
290
ولذيذ الحيوة أنفس في النف ... س وأشهى من أن يمل وأحلى
290
وإ االشيخ قال أف فما م ... ل حيوة وإنما الضعف ملا
290
آلة العيش صحة وشباب ... فإذا وليا عن المرء ولى
290
أبدا تسترد ما تهب الدن ... يا فيا ليت جودها كان بخلا
290
فكفت كون فرحة تورث الغ ... م وخل يغادر الوجد خلا
290
وهي معشوقة على الغدر لا تح ... فظ عهدا ولا تتمم وصلا
290
كل دمع يسيل منها عليها ... وبفك اليدين عنها تخلى
290
شيم الغانيات فيها فلا أد ... رى لذا أنث اسمها الناس أم لا
290
يا مليك الورى المفرق محيا ... ومماتا فيهم وعزا وذلا
290
قلد الله دولة سيفها أن ... ت حساما بالمكرمات محلى
290
فبه أغنت الموالي بذلا ... وبه أفنت الأعادي قتلا
290
وإذا اهتز للندى كان بحرا ... وإذا اهتز للوغا كان نصلا
290
وإذا الأرض أظلمت كان شمسا ... وإذا الإرض أمحلت كان وبلا
290
وهو الضارب الكتيبة والطع ... نة تغلو والضرب أغلى وأغلى
290
أيها الباهر العقول فما تد ... رك وصفا أتعبت فكري فملا
291
من تعاطى تشبها بكل أعيا ... هـ ومن سار في طريقك ضلا
291
فإذا ما اشتهى خلودك داع ... قال لا زلت أو ترى لك مثلا
291
ذي المعالي فليعلون من تعالى ... هكذا هكذا وإلا فلا لا
291
شرف ينطح النجوم بروقي ... هـ وعز يقلقل الأجبالا
291
حال أعدائنا عظيم وسيف ال ... دولة ابن السيوف أعظم حالا
291
كلما أعجلوا النذير مسيرا ... أعجلتهم جياده الإعجالا
291
فأتتهم خوارق الأرض ما تح ... مل إلا الحديد والأبطالا
291
خافيات الألوان قد نسج النق ... ع عليها براقعا جلالا
291
حالفته صدورها والعوالي ... لخوضن دونه الأهوالا
291
ولتمضن حيث لا يجد الرم ... ح مدارا ولا الحصان مجالا
291
لا ألوم ابن لاون ملك الرو ... م وإن كان ما تمنى محالا
291
أقلقته بنية بين أذني ... هـ وبان بغي السماء فنالا
291
كلما رام حطها اتسع البن ... ى فغطى جبينه والقذالا
291
يجمع الروم والصقالب والبل ... غر فيها وتجمع الآجالا
291
وتوافيهم بها في القنا السم ... ر كما وافت العطاش الصلالا
292
قصدوا هدم سورها فبنوه ... وأتوا كي يقصروه فطالا
292
وساتجروا مكايد الحرب حتى ... تركوها لها عليهم وبالا
292
رب أمر أتاك لا تحمد الف ... عال فيه وتحمد الأفعالا
292
وقسي رميت عنها فردت ... في قلوب الرماة عنك النصالا
292
أخذوا الطرق يقطعون بها الرس ... ل فكان انقطاعها إرسالا
292
وهم البحر ذو الغوارب إلا ... أنه صار عند بحرك آلا
292
ما مضوا لم يقاتلوك ولك ... ن القتال الذي كفاك القتالا
292
والذي قطع الرقاب من الضر ... ب بكفيك قطع الآمالا
292
والثبات الذي أجادوا قديما ... علم الثابتين ذا الإجفالا
292
نزلوا في مصارع عرفوها ... يندبون الأعمام والأخوالا
292
تحمل الريح بينهم شعر الها ... م تدذرى عليهم الأوصالا
292
تنذر الجسم أن يقيم لديها ... وتريه لكل عضو مثالا
292
أبصروا الطعن في القلوب دراكا ... قبل أن يبصروا الرماح خيالا
292
فإذا حاولت طعانك خيل ... أبصرت أذرع القنا أميالا
292
3
293
بسط الرعب في اليمين يمينا ... فتولوا وفي الشمال شمالا
293
ينفض الروع أيديا ليس تدرى ... أسيوفا حملن أم أغلالا
293
ووجوها أخافها منك وجه ... تركت حسنها له والجمالا
293
والعيان الجلي يحدث للظ ... ن زوالا وللمراد انتقالا
293
وإذا ما خلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده والنزالا
293
أقسموا لا رأوك إلا بلقب ... طالما غرت العيون الرجالا
293
أي عين تأملتك فلاقت ... ك وطرف رنا إليك فآلا
293
ما يشك اللعين في أخذك الجي ... ش فهل يبعث الجيوش نوالا
293
ما لمن ينصب الحبائل في الأر ... ض ومرجاه أن يصيد الهلالا
293
إن دون التي على الدرب والأح ... دب والنهر مخلطا مزيالا
293
غصب الدهر والملوك عليها ... فبناها في وجنة الدهر خالا
294
فهي تمشي مشي العروس اختيالا ... وتثنى على الزمان دلالا
294
وحماها بكل مطرد الأك ... عب جور الزمان والأوجالا
294
وظبي تعرف الحرام من الح ... ل فقد أفنت الدماء حلالا
294
في خميس من الأسود بئيس ... يفترسن النفوس والأموالا
294
إنما أنفس الأنيس سباع ... يتفارسن جهرة واغتيالا
294
من أطاق التماس شيء غلابا ... واغتصابا لم يلتمسه سؤالا
294
كل غاد لحاجة يتمنى ... أن يكون الغضنفر الرئبالا
294
رأيتك توسع الشعراء نيلا ... حديثهم المولد والقديما
294
فتعطى من بقي مالا جسيما ... وتعطي من مضى شرفا عظيما
294
سمعتك منشدا بيتي زياد ... نشيدا مثل منشده كريما
294
فما أنكرت موضعه ولكن ... غبطت بذاك أعظمه الرميما
294
ذكر الصبا ومرابع الآرام ... جلبت حمامي قبل وقت حمامي
294
دمن تكاثرت الهموم علي في ... عرصاتها كتكاثر اللوام
294
وكأن كل سحابة وقفت بها ... تبكي بعيني عروة بن حزام
294
ولطالما أفنيت ريق كعابها ... فيها وافنت بالعتاب كلامي
294
قد كنت تهزأ بالفراق مجانة ... وتجر ذيلي شرة وعرام
294
ليس القباب على الركاب وإنما ... هن الحياة ترحلت بسلام
295
ليت الذي خلق النوى جعل الحصى ... لخفافهن مفاصلي وعظامي
295
متلاحظين نسح ماء شؤوننا ... حذرا من الرقباء في الأكمام
295
أرواحنا انهملت وعشنا بعدها ... من بعد ما قطرت على الأقدام
295
لو كن يوم جرين كن كصبرنا ... عند الرحيل لكن غير سجام
295
لم يتركوا لي صاحبا غير الأسى ... وذميل ذعلبة كفحل نعام
295
وتعذر الأحرار صير ظهرها ... إلا إليك على فرج حرام
295
أنت الغريبة في زمان أهله ... ولدت مكارمهم لغير تمام
295
أكثرت من بذل النوال ولم تزل ... علما على الإفضال والإنعام
295
صغرت كل كبيرة وكبرت عن ... لكأنه وعددت سن غلام
295
ورفلت في حلل الثناء وإنما ... عدم الثناء نهاية الإعدام
295
عيب عليك ترى بسيف في الوغا ... ما يصنع الصمصام بالصمصام
295
إن كان مثلك كان أو هو كائن ... فبرئت حينئذ من الإسلام
295
ملك زهت بمكانه أيامه ... حتى افتخرن به على الأيام
295
وتخاله سلب الورى من حلمه ... أحلامهم فهم بلا أحلام
295
وإذا امتحنت تكشفت عزماته ... عن أوحدي النقص والإبرام
295
وإذا سألت بنانه عن نيله ... لم يرض بالدنيا قضاء ذمام
295
مهلا ألا لله ما صنع القنا ... في عمرو حاب وضبة الأغتام
296
لما تحكمت الأسنة فيهم ... جارت وهن يجرن في الأحكام
296
فتركتهم خلل البيوت كأنما ... غضبت رؤسهم على الأجسام
296
أحجار ناسس فوق أرض من دم ... ونجوم بيض في سماء قتام
296
وذراع كل أبي فلان كنية ... حالت فصاحبها أبو الأيتام
296
عهدي بمعركة الأمير وخيله ... في النقع محجمة عن الإحجام
296
صلى الإله عليك غير مودع ... وسقى ثري أبويك صوب غمام
296
وكساك ثوب مهابة من عنده ... وأراك وجه شقيقك القمقام
296
فلقد رمى بلد العدو بنفسه ... في روق أرعن كالغطم لهام
296
قوم تفرست المنايا فيكم ... فرأت لكم في الحرب صبر كرام
296
تالله ما علم امرؤ لولاكم ... كيف السخاء وكيف ضرب الهام
296
الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني
296
فغذا هما اجتمعا لنفس مرة ... بلغت من العلياء كل مكان
296
ولربما طعن الفتى أقرانه ... بالرأي قبل تطاعن الأقران
296
لولا العقول لكان أدنى ضيغم ... أدنى إلى شرف من الإنسان
296
ولما تفاضلت النفوس ودبرت ... أيدي الكماة عوالي المران
296
لولا سمي سيوفه ومضاؤه ... لما سللن لكن كالأجفان
296
خاض الحمام بهن حتى ما درى ... أمن إحتقار ذاك أم نسيان
297
وسعى فقصر عن مداه في العلى ... أهل الزمان وأهل كل زمان
297
تخذوا المجالس في البيوت وعنده ... أن السروج مجالس الفتيان
297
وتوهموا اللعب الوغا والطعن في ال ... هيجاء غير الطعن في الميدان
297
قاد الجياد إلى الطعان ولم يقد ... إلا إلى العادات والأوطان
297
كل ابن سابقة يغير بحسنه ... في قلب صاحبه على الأحزان
297
إن خليت ربطت بآداب الوغا ... فدعاؤها يغني عن الأرسان
297
في جحفل ستر العيون غباره ... فكأنما يبصرن بالآذان
297
يرمي بها البلد البعيد مظفر ... كل البعيد له قريب دان
297
فكأن أرجلها بتربة منبج ... يطرحن أيديها بحصن الران
297
حتى عبرن بأرسناس سوابحا ... ينشرن فيه عمائم الفرسان
297
يقمصن في مثل المدى من بارد ... يذر الفحول وهن كالخصيان
297
والماء بين عجاجتين مخلص ... تتفرقان به وتلتقيان
297
ركض الأمير وكاللجين حبابه ... وثنى الأعنة وهو كالعقيان
297
فتل الحبال من الغدائر فوقه ... وبنى السفين له من الصلبان
297
وحشاه عادية بغير قوائم ... عقم البطون حوالك الألوان
297
تأتي بما سبت الخيول كأنها ... تحت الحسان مرابض الغزلان
297
بحر تعود أن يذم لأهله ... من دهره وطوارق الحدثان
297
فتركته وإذا أذم من الورى ... راعاك واستثنى بني حمدان
297
ألمخفرين بكل أبيض صارم ... ذمم الدروع على ذوي التيجان
298
متصعلكين على كثافة ملكهم ... متواضعين على عظيم الشان
298
يتقيلون ظلال كل مطهم ... أجل الظليم وربقة السرحان
298
خضعت لمنصلك المناصل عنوة ... وأذل دينك سائر الأديان
298
وعلى الدروب وفي الرجوع غضاضة ... والسير ممتنع من الإمكان
298
والطرق ضيقة المسالك بالقنا ... والكفر مجتمع على الإيمان
298
نظروا إلى زبر الحديد كأنما ... يصعدن بين مناكب العقبان
298
وفوارس يحيى الحمام نفوسها ... فكأنها ليست من الحيوان
298
ما زلت تضربهم دراكا في الذرى ... ضربا كأن السيف فيه اثنان
298
خص الجماجم والوجوه كأنما ... جاءت إليك جسومهم بأمان
298
فرموا بما يرمون عنه وأدبروا ... يطؤون كل حنية مرنان
298
يغشاهم مطر السحاب مفصلا ... بمهند ومثقف وسنان
298
حرموا الذي أملوا وأدرك منهم ... آماله من عاد بالحرمان
298
وإذا الرماح شغلن مجهة ثائر ... شغلته مهجته عن الإخوان
298
هيهات عاق عن العواد قواضب ... كثر القتيل بها وقل العاني
299
ومهذب أمر المنايا فيهم ... فأطعنه في طاعة الرحمان
299
قد سودت شجر الجبال شعورهم ... فكأن فيه مسفة الغربان
299
وجرى على الورق النجيع القاني ... فكأنه النارنج في الأغصان
299
إن السيوف مع الذين قلوبهم ... كقلوبهن إذا التقى الجمعان
299
تلقى الحسام على جراءة حده ... مثل الجبان بكف كل جبان
299
رعفت بك العرب العماد وصيرت ... قمم الملوك مواقد النيران
299
أنساب فخرهم إليك وإنما ... أنساب أصلهم إلى عدنان
299
يا من يقتل من أراد بسيفه ... أصبحت من قتلاك بالإحسان
299
فإذا رأيتك حار دونك ناظري ... وإذا مدحتك حار فيك لساني
299
عقبى اليمين على عقبى الوغى ندم ... ماذا يزيدك في إقدامك القسم
299
وفي اليمين على ما أنت واعده ... ما دل أنك في الميعاد متهم
299
آلي الفتى ابن شمشقيق فأحنثه ... فتى من الضرب ينسى عنده الكلم
299
وفاعل ما اشتهى يغنيه عن حلف ... على الفعال حضور الفعل والكرم
299
كل السيوف إذا طال الضراب بها ... يمسها غير سيف الدولة السأم
299
لو كلت الخيل حتى لاتحمله ... تحملته إلى أعدائه الهمم
299
أين البطاريق والحلف الذي حلفوا ... بمفرق الملك والزعم الذي زعموا
299
ولي صوارمه إكذاب قولهم ... فهن ألسنة أفواهها القمم
299
نواطق مخبرات في جماجمهم ... عنه بما جعلوا منه وما علموا
299
الراجع الخيل محفاة مقودة ... من كل مثل وبار أهلها إرام
300
كتل بطريق المغرور ساكنها ... بأن دارك قنسرون والأجم
300
وظنهم أنك المصباح في حلب ... إذا قصدت سواها عادها الظلم
300
والشمس يعنون إلا أنهم جهلوا ... والموت يدعون إلا أنهم وهموا
300
فلم تتم سروج فتح ناظرها ... إلا وجيشك في جفنيه مزدحم
300
والنقع يأخذ حرانا وبقعتها ... والشمس تسفر أحيانا وتلتثم
300
سحب تمر بحصن الران ممسكة ... وما بها البخل لولا أنها نقم
300
جيش كأنك في ارض تطاوله ... فالأرض لا أمم والجيش لا أمم
300
إذا مضى علم منها بدا علم ... وإن مضى علم منه بدا علم
300
وشرب أحمت الشعري شكائمها ... ووسمتها على آنافها الحكم
300
حتى وردن بمسنين بحيرتها ... تنش بالماء في أشداقها اللجم
300
وأصبحت بقورى هنزيط جائلة ... ترعى الظبا في خصيب نبته اللمم
300
فما تركن بها خلدا له بصر ... تحت التراب ولا بازا له قدم
300
فلا هزبرا له من درعه لبد ... ولا مهاة لها من شبهها حشم
300
ترمي على شفرات الباترات بهم ... مكامن الأرض والغيطان والأكم
301
وجاوزوا أرسناسا معصمين به ... وكيف يعصمهم ما ليس ينعصم
301
وما يصدك عن بحر لهم سعة ... وما يردك عن طود لهم شمم
301
ضربته بصدور الخيل حاملة ... قوما إذا تلفوا قدما فقد سلموا
301
تجفل الموج عن لبات خيلهم ... كما تجفل تحت الغارة النعم
301
عبرت تقدمهم فيه وفي بلد ... سكانه رمم مسكونها حمم
301
وفي أكفهم النار التي عبدت ... قبل المجوس إلى ذا اليوم تضطرم
301
هندية إن تصغر معشرا صغروا ... بحدها أو تعظم معشرا عظموا
301
قاسمتها تل بطريق فكان لها ... أبطالها ولك الأطفال والحرم
301
تلقى بهم زبد التيار مقربة ... على جحافلها من نضحه رثم
301
دهم فوارسها ركاب أبطنها ... مكدودة وبقوم لا بها الألم
301
من الجياد التي كدت العدو بها ... وما لها خلق منها ولا شيم
301
نتاج رأيك في وقت على عجل ... كلفظ حرف وعاه سامع فهم
301
وقد تمنوا غداة الدرب في لجب ... أن يبصروك فلما أبصروك عموا
301
صدمتهم بخميس أنت غرته ... وسمهريته في وجهه غمم
301
فكان أثبت ما فيهم جسومهم ... يسقطن حولك والأرواح تنهزم
301
والأعوجية ملء الطرق خلفهم ... والمشرفية ملء اليوم فوقهم
301
إذا توافقت الضربات صاعدة ... توافقت قلل في الجو تصطدم
301
وأسلم ابن شمشقيق أليته ... ألا أنثنى فهو ينأى وهي تبتسم
302
لا يأمل النفس الأقصى لمهجته ... فيسرق النفس الأدنى ويغتنم
302
ترد عنه قنا الفرسان سابغة ... صوب الأسنة في أثنائها ديم
302
تخط فيها العوالي ليس تنفذها ... كأن كل سنان فوقها قلم
302
فلا سقى الغيث ما واراه من شجر ... لو زل عنه لوارت شخصه الرخم
302
ألهى الممالك عن فخر قفلت به ... شرب المدامة والأوتار والنغم
302
مقلدا فوق شكر الله ذا شطب ... لا تستدام بأمضى منهما النعم
302
ألقت إليك دماء الروم طاعتها ... فلو دعوت بلا ضرب أجاب دم
302
يسابق القتل فيهم كل حادثة ... فما يصيبهم موت ولا هرم
302
نفت رقاد علي عن محاجره ... نفس يفرج نفسا غيرها الحلم
302
القائم الملك الهادي الذي شهدت ... قيامه وهداه العرب والعجم
302
إبن المعفر في نجد فوارسها ... بسيفه وله كوفان والحرم
302
لا تطلبن كريما بعد رؤيته ... إن الكرام بأسخاهم يدا ختموا
302
ولا تبال بشعر بعد شاعره ... قد أفسد القول حتى أحمد الصمم
302
فارقتكم فإذا ما كان عندكم ... قبل الفراق أذى بعد الفراق يد
302
إذا تذكرت ما بيني وبينكم ... أعان قلبي على الشوق الذي أجد
302
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب ... كناية بهما عن أشرف النسب
302
أجل قدرك أن تسمى مؤبنة ... ومن يصفك فقد سماك للعرب
302
لا يملك الطرب المحزون منطقه ... ودمعه وهما في قبضة الطرب
303
غدرت يا موت كم أفنيت من عدد ... بمن أصبت وكم أسكت من لجب
303
وكم صحبت أخاها في منازلة ... وكم سألت فلم يبخل ولم تخب
303
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر ... فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
303
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا ... شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
303
تعثرت به في الإفواه ألسنها ... والرد في الطرق والأقلام في الكتب
303
كأن فعلة لم تملأ مواكبها ... ديار بكر ولم تخلع ولم تهب
303
ولم ترد حيوة بعد تولية ... ولم تغث داعيا بالويل والحرب
303
أرى العراق طويل الليل مذ نعيت ... فكيف ليل فتى الفتيان في حلب
303
يظن أن فؤادي غير ملتهب ... وأن دمع جفوني غير منسكب
303
بلى وحرمة من كانت مراعية ... لحرمة المجد والقصاد والأدب
303
ومن مضت غير موروث خلائقها ... وإن مضت يدها موروثة النشب
303
وهمها في العلى والمجد ناشئة ... وهم أترابها في اللهو واللعب
303
يعلمن حين تحيى حسن مبسمها ... وليس يعلم إلا الله بالشنب
304
مسرة في قلوب الطيب مفرقها ... وحسرة في قلوب البيض واليلب
304
إذا رأى ورآها رأس لابسه ... رأى المقانع أعلى منه في الرتب
304
وإن تكن خلقت أنثى لقد خلقت ... كريمة غير أنثى العقل والحسب
304
وإن تكن تغلب الغلباء عنصرها ... فإن في الخمر معنى ليس في العنب
304
فليت طالعة الشمسين غائبة ... وليت غائبة الشمسين لم تغب
304
وليت عين التي آب النهار بها ... فداء عين التي زالت ولم تؤب
304
فما تقلد بالياقوت مشبهها ... ولا تقلد بالهندية القضب
304
ولا ذكرت جميلا من صنائعها ... إلا بكيت ولا ود بلا سبب
304
قد كان كل حجاب دون رؤيتها ... فما قنعت لها يا أرض بالحجب
304
ولا رأيت عيون الإنس تدركها ... فهل حسدت عليها أعين الشهب
304
وهل سمعت سلاما لي ألم بها ... فقد أطلت وما سلمت من كثب
304
وكيف يبلغ موتانا التي دفنت ... وقد يقصر عن أحيائنا الغيب
304
يا أحسن الصبر زر أولى القلوب بها ... وقل لصاحبه يا أنفع السحب
304
وأكرم الناس لا مستثنيا أحدا ... من الكرام سوى آبائك النجب
304
قد كان قاسمك الشخصين دهرهما ... فعاش درهما المفدي بالذهب
305
ما كان أقصر وقتا كان بينهما ... كأنه الوقت بين الورد والقرب
305
جزاك ربك بالأحزان مغفرة ... فحزن كل أخي حزن أخو الغضب
305
وأنتم نفر تسخو نفوسكم ... بما يهبن ولا يسخون بالسب
305
حللتم من ملوك الناس كلهم ... محل سمر القنا من سائر القصب
305
فلا تنلك اليالي إن أيديها ... إذا ضربن كسرن النبع بالغرب
305
ولا يعن عدوا أنت قاهره ... فإنهن يصدن الصقر بالخرب
305
وإن سررن بمحبوب فجعن به ... وقد أتينك في الحالين بالعجب
305
وربما أحتسب الإنسان غايتها ... وفاجأته بأمر غير محتسب
305
وما قضى أحد منها لبانته ... ولا انتهى أرب إلا إلى أرب
305
تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم ... إلا على شجب والخلف في الشجب
305
فقيل تخلص نفس المرء سالمة ... وقيل تشرك جسم المرء في العطب
305
ومن تفكر في الدنيا ومهجته ... أقامه الفكر بين العجز والتعب
305
ما لنا كلنا جو يا رسول ... أنا أهوى وقلبك المتبول
305
كلما عاد من بعثت إليه ... غار مني وخان فيما يقول
305
أفسدت بيننا الأمانات عينا ... ها وخانت قلوبهن العقول
306
تشتكي ما اشتكيت من ألم الشو ... ق إليها والشوق حيث النحول
306
وإذا خامر الهوى قلب صب ... فعليه لكل عين دليل
306
زودينا من حسن وجهك ما دا ... م فحسن الوجوه حال تحول
306
وصلينا نصلك في هذه الدن ... يا فإن المقام فيها قليل
306
من رآها بعينها شاقه القط ... ان فيها كما تشوق الحمول
306
إن تريني أدمت بعد بياض ... فحميد من القناة الذبول
306
صحبتني على الفلاة فتاة ... عادة اللون عندها التبديل
306
سترتك الحجال غنها ولكن ... بك منها من اللمى تقبيل
306
مثلها أنت لوحتني وأسقم ... ت وزادت أبهاكما العطبول
306
نحن أدرى وقد سألنا بنجد ... أطويل طريقنا أم يطول
306
وكثير من السؤال اشتياق ... وكثير من رده تعليل
306
لا أقمنا على مكان وإن طا ... ب ولا يمكن المكان الرحيل
306
كلما رحبت بنا الروض قلنا ... حلب قصدنا وأنت السبيل
306
فيك مرعى جيادنا والمطايا ... وإليها وجيفنا والذميل
306
والمسمون بالأمير كثير ... والأمير الذي بها المأمول
306
الذي زلت عنه شرقا وغربا ... ونداه مقابلي ما يزول
306
فإذا العذل في الندى زار سمعا ... ففداه العذول والمعذول
307
وموال تحييهم من يديه ... نعم غيرهم بها مقتول
307
فرس سابق ورمح طويل ... ودلاص زغف وسيف صغيل
307
كلما صبحت ديار عدو ... قال تلك الغيوث هذي السيول
307
دهمته تطاير الزرد المح ... كم عنه كما يطير النسيل
307
تنقص الخيل خيله قنص الوح ... ش ويستأسر الخميس الرعيل
307
وإذا الحرب أعرضت زعم الهو ... ل لعينيه أنه تهويل
307
وإذا صح فالزمان صحيح ... وإذا اعتل فالزمان عليل
307
وإذا غاب وجهه عن مكان ... فبه من نثاه وجه جميل
307
ليس إلاك يا علي همام ... سيفه دون عرضه مسلول
307
كيف لا يأمن العراق ومصر ... وسراياك دونها والخيول
307
لو تحرفت عن طريق الأعادي ... ربط السدر خيلهم والنخيل
307
ودرى من أعزه الدفع عنه ... فيهما أنه الحقير الذليل
307
أنت طول الحياة للروم غاز ... فمتى الوعد أن يكون القفول
307
وسوى الروم خلف ظهرك روم ... فعلى أي جانبيك تميل
307
قعد الناس كلهم عن مساعي ... ك وقامت بها القنا والنصول
307
ما الذي عنده تدار المنايا ... كالذي عنده تدار الشمول
308
لست أرضى بأن تكون جوادا ... وزماني بأن أراك بخيل
308
نغص البعد عند قرب العطايا ... مرتعي مخصب وجسمي هزيل
308
إن تبوأت غير دنياي دارا ... وأتاني نيل فأنت المنيل
308
من عبيدي إن عشت لي ألف كافو ... ر ولي من نداك ريف ونيل
308
ما أبالي إذا اتقتك الرزايا ... من دهته خبولها والحبول
308
فهمت الكتاب أبر الكتب ... فسمعا لأمر أمير العرب
308
وطوعا له وابتهاجا به ... وإن قصر الفعل عما وجب
308
وما عاقني غير خوف الوشاة ... وإن الوشايات طرق الكدب
308
وتكثير قومس وتقليلهم ... وتقريبهم بيننا والخبب
308
وقد كان ينصرهم سمعه ... وينصرني قلبه والحسب
308
وما قلت للبدر أنت اللجين ... ولا قلت للشمس أنت الذهب
308
فيقلق منه البعيد الأناة ... ويغضب منه البطيء الغضب
308
وما لاقني بلد بعدكم ... ولا اعتضت من رب نعماي رب
308
ومن ركب الثور بعد الجوا ... د أنكر أظلافه والغبب
308
وما قست كل ملوك البلاد ... فدع ذكر بعض بمن في حلب
308
ولو كنت سميتهم باسمه ... لكان الحديد وكانوا الخشب
308
أفي الرأي يشبه أم في السخا ... ء أم في الشجاعة أم في الأدب
308
مبارك الإسم أغر اللقب ... كريم الجرشي شريف النسب
308
أخو الحرب يخدم مما سبى ... قناه ويخلع ما سلب
308
إذا حاز مالا فقد حازه ... فتى لا يسر بما لا يهب
308
وإني لأتبع تذكاره ... صلوة الإله وسقى السحب
308
وأثنى عليه بآلآئه ... وأقرب منه نأي أو قرب
308
وإن فارقتني أمطاره ... فأكثر غدرانها ما نضب
309
أي سيف ربك لا خلقه ... ويا ذا المكارم لا ذا الشطب
309
وأبعد ذي همة همة ... وأعرف ذي رتبة بالرتب
309
وأطعن من مس خطية ... وأضرب من بحسام ضرب
309
بذا اللفظ ناداك أهل الثغور ... فلبيت والهام تحت القضب
309
وقد يئسوا من لذيذ الحيوة ... فعين تغور وقلب يجب
309
وغر الدمستق قول العدا ... ة إن عليا ثقيل وصب
309
وقد علمت خيله أنه ... إذا هم وهو عليل ركب
309
أتاهم بأوسع من أرضهم ... طوال السبيب قصار العسب
309
تغيب الشواهق في جيشه ... وتبدو صغارا إذا لم تغب
309
ولا تعبر الريح في جوجه ... إذا لم تخط القنا أو تثب
309
فغرق مدنهم بالجيوش ... وأخفت أصواتهم باللجب
309
فأخبث به طالبا قتلهم ... وأخبث به تاركا ما طلب
309
نأيت فقاتلهم باللقاء ... وجئت فقاتلهم بالهرب
309
وكانوا له الفخر لما أتى ... وكنت له العذر لما ذهب
309
سبقت إليهم مناياهم ... ومنفعة الغوث قبل العطب
309
فخروا لخالقهم سجدا ... ولو لم تغث سجدوا للصلب
309
وكم ذدت عنهم ردى بالردى ... وكشفت من كرب بالكرب
309
وقد زعموا أنه إن يعد ... يعد معه الملك المعتصب
309
ويستنصران الذي يعبدان ... وعندهما أنه قد صلب
309
ويدفع ما ناله عنهما ... فيا للرجال لهذا العجب
309
أرى المسلمين مع المشركي ... ن إما لعجز وإما رهب
310
وأنت مع الله في جانب ... قليل الرقاد كثير التعب
310
كأنك وحدك وحدته ... ودان البرية بابن وأب
310
فليت سيوفك في حاسد ... إذا ما ظهرت عليهم كئب
310
وليت شكاتك في جسمه ... وليتك تجزى ببغض وحب
310
فلو كنت تجزي به نلت من ... ك أضعف حظ بأقوى سبب
310
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ... وحسب المنايا أن يكن أمانيا
310
تمنيتها لما تمنيت أن ترى ... صديقا فأعيا أو عدوا مداجيا
310
إذا كنت ترضى أن تعيش بذلة ... فلا تستعدن الحسام اليمانيا
310
ولا تستطيلن الرماح لغارة ... ولا تستجيدن العتاق المذاكيا
310
فما ينفع الأسد الحياء من الطوى ... ولا تتقي حتى تكون ضواريا
310
حببتك قلبي قبل حبك من ناي ... وقد كان غدارا فكن أنت وافيا
310
وأعلم أن البين يشكيك بعده ... فلست فؤادي إن أيتك شاكيا
310
فإن دموع العين غدر بربها ... إذا كن إثر الغادرين جواريا
310
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى ... فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
311
وللنفس أخلاق تدل على الفتى ... أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
311
أقل اشتياقا أيها القلب ربما ... رايتك تصفي الود من ليس جازيا
311
خلقت ألوفا لو رحلت إلى الصبي ... لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
311
ولكن بالفسطاط بحرا أزرته ... حيوتي ونصحي والهوى والقوافيا
311
وجردا مددنا بين آذانها القنا ... فبتن حفافا يتبعن العواليا
311
تماشى بأيد كلما وافت الصفا ... نقشن به صدر البزاة حوافيا
311
وينظرن من سود صوادق في الدجى ... يرين بعيدات الشخوص كما هيا
311
وتنصب للجرس الخفي سوامعا ... يخلن مناجاة الضمير تناديا
311
تجاذب فرسان الصباح أعنة ... كأن على الأعناق منها أفاعيا
311
بعزم يسير الجسم في السرج راكبا ... به ويسير القلب في الجسم ماشيا
311
قواصد كافور توارك غيره ... ومن قصد البحر استقل السواقيا
311
فجاءت بنا إنسان عين زمانه ... وخلت بياضا خلفها ومآقيا
311
نجوز عليها المحسنين إلى الذي ... نرى عندهم إحسانه والأياديا
311
فتى ما سرينا في ظهور جدودنا ... إلى عصره إلا نرجى التلاقيا
311
ترفع عن عون المكارم قدره ... فما يفعل الفعلات إلا عذاريا
311
يبيد عداوات البغاة بلطفه ... فإن لم تبد منهم أباد الأعاديا
312
أبا المسك ذا الوجه الذي كنت تائقا ... إليه وذا الوقت الذي كنت راجيا
312
لقيت المروري والشناخيب دونه ... وجبت هجيرا يترك الماء صاديا
312
أبا كل طيب لا أبا المسك وحده ... وكل سحاب لا أخص الغواديا
312
يدل بمعنى واحد كل فاخر ... وقد جمع الرحمان فيك المعانيا
312
إذا كسب الناس المعالي بالندى ... فإنك تعطي في نداك المعاليا
312
وغير كثير أن يزورك راجل ... فيرجع ملكا للعراقين واليا
312
فقد تهب الجيش الذي جاء غازيا ... لسائلك الفرد الذي جاء عافيا
312
وتحتقر الدنيا احتقار مجرب ... يرى كل ما فيها وحاشاك فانيا
312
وما كنت ممن أدرك الملك بالمنى ... ولكن بأيام أشبن النواصيا
312
عداك تراها في البلاد مساعيا ... وأنت تراها في السماء مراقيا
312
لبست لها كدر العجاج كأنما ... ترى غير صاف أن ترى الجو صافيا
312
وقدت إليها كل أجرد سابح ... يؤديك غضبانا ويثنيك راضيا
312
ومخترط ماض يطيعك آمرا ... ويعصي إذا استثنيت أو صرت ناهيا
312
وأسمر ذي عشرين ترضاه واردا ... ويرضاك في إيراده الخيل ساقيا
313
كتائب ما انفكت تجوس عمائرا ... من الأرض قد جاست إليها فيافيا
313
غزوت بها دور الملوك فباشرت ... سنابكها هاماتهم والمغانيا
313
وأنت الذي تغشى الأسنة أولا ... وتأنف أن تغشى الأسنة ثانيا
313
إذا الهند سوت بين سيفي كريهة ... فسيفك في كف تزيل التساويا
313
ومن قول سام لو رآك لنسله ... فدى ابن أخي نسلي ونفسي وماليا
313
مدى بلغ الأستاذ أقصاه ربه ... ونفس له لم ترض إلا التناهيا
313
دعته فلباها إلى المجد والعلى ... وقد خالف الناس النفوس الدواعيا
313
فأصبح فوق العالمين يرونه ... وإن كان يدنيه التكرم نائيا
313
أريك الرضا لو أخفت النفس خافيا ... وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا
313
أمينا وإخلافا وغدرا وخسة ... وجبنا أشخصا لحت لي أم مخازيا
313
تظن ابتساماتي رجاء وغبطة ... وما أنا إلا ضاحك من رجائيا
313
وتعجبني رجلاك في النعل أنني ... رأيتك ذا نعل إذا كنت حافيا
313
وإنك لا تدري ألونك أسود ... من الجهل أم قد صار أبيض صافيا
313
ويذكرني تخييط كعبك شقه ... ومشيك في ثوب من الزيت عاريا
313
ولولا فضول الناس جئتك مادحا ... بما كنت في سري به لك هاجيا
314
فأصبحت مسرورا بما أنا منشد ... وإن كان بالإنشاد هجوك غاليا
314
فإن كنت لا خيرا أفدت فإنني ... أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا
314
ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة ... ليضحك ربات الحداد البواكيا
314
إما التهنئات للأكفاء ... ولمن يدني من البعداء
314
وأنا منك لا يهنىء عضو ... بالمسرات سائر الأعضاء
314
مستقل لك الديار ولو كا ... ن نجوما آجر لهذا البناء
314
ولو أن الذي يخر من الأم ... واه فيها من فضة بيضاء
314
أنت أعلى محلة أن تهني ... بمكان في الأرض أو في السماء
314
ولكن الناس والبلاد وما يس ... رح بين الخضراء والغبراء
314
وبساتينك الجياد وما تح ... مل من سمهرية سمراء
314
إنما يفخر الكريم أبو المس ... ك بما يبتني من العلياء
314
وبأيامه التي انسلخت عن ... هـ وما داره سوى الهيجاء
314
وبما أثرت صوارمه البي ... ض له في جماجم الأعداء
314
وبمسك يكنى به ليس بالمس ... ك ولكنه أريج الثناء
314
لابما تبتني الحواضر في الري ... ف وما يطبي قلوب النساء
314
نزلت إذ نزلتها الدار في أح ... سن منها من السنا والسناء
314
حل في منبت الرياحين منها ... منبت المكرمات والآلاء
315
تفضح الشمس كلما ذرت الشم ... س بشمس منيرة سوداء
315
إن في ثوبك الذي المجد فيه ... لضياء يزرى بكل ضياء
315
إنما الجلد ملبس وابيضاض ال ... نفس خير من أبيضاض القباء
315
كرم في شجاعة وذكاء ... في بهاء وقدرة في وفاء
315
من لبيض الملوك أن تبدل اللو ... ن بلون الأستاذ والسحناء
315
فتراها بنو الحروب بأعيا ... ن تراه بها غداة اللقاء
315
يا رجاء العيون في كل أرض ... لم يكن غير أن أراك رجائي
315
ولقد أفنت المفاوز خيلي ... قبل أن نلتقي وزادي ومائي
315
فارم بي ما أردت مني فإني ... أسد القلب آدمي الرواء
315
وفؤادي من الملوك وإن كا ... ن لساني يرى من الشعراء
315
من الجآذر في زي الأعاريب ... حمر الحلي والمطايا والجلابيب
315
إن كنت تسأل شكا في معارفها ... فمن بلاك بتسهيد وتعذيب
315
لا تجزني بضني بي بعدها بقر ... تجزي دموعي مسكوبا بمسكوب
315
سوائر ربما سارت هوادجها ... منيعة بين مطعون ومضروب
315
وربما وخدت أيدي المطي بها ... على نجيع من الفرسان مصبوب
315
كم زورة لك في الأعراب خافية ... أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب
315
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثنى وبياض الصبح يغري بي
316
قد وافقوا الوحش في سكني مراتعها ... وخالفوها بتقويض وتطنيب
316
جيرانها وهم شر الجوار لها ... وصحبها وهم شر الأصاحيب
316
فؤاد كل محب في بيوتهم ... ومال كل أخيذ المال محروب
316
ما أوجه الحضر المستحسنات به ... كأوجه البدويات الرعابيب
316
حسن الحضارة مجلوب بتظرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب
316
أين المعيز من الآرام ناظرة ... وغير ناظرة في الحسن والطيب
316
أفدى ظياء فلاة ما عرفن بها ... مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
316
ولا برزن من الحمام مائلة ... أوراكهن صقيلات العراقيب
316
ومن هوى كل من ليست مموهة ... تركت لون مشيبي غير مخضوب
316
ومن هوى الصدق في قولي وعادته ... رغبت عن شعر في الوجه مكذوب
316
ليت الحوادث باعتني الذي أخذت ... مني بحلمي الذي أعطت وتجريبي
316
فما الحداثة من حلم بمانعة ... قد يوجد الحلم في الشبان والشيب
316
ترعرع الملك الأستاذ مكتهلا ... قبل اكتهال أديبا قل تأديب
316
مجربا فهما من غير تجربة ... مهذبا كرما من قبل تهذيب
316
حتى أصاب من الدنيا نهايتها ... وهمه في ابتدآت وتشبيب
317
يدبر الملك من مصر إلى عدن ... إلى العراق فأرض الروم فالنوب
317
إذا أتتها الرياح النكب من بلد ... فما تهب بها إلا بترتيب
317
ولا تجاوزها شمس إذا شرقت ... إلا ومنه إذن بتغريب
317
يصرف الأمر فيها طين خاتمه ... ولو تطلس منه كل مكتوب
317
يحط كل طويل الرمح حامله ... من سرج كل طويل الباع يعبوب
317
كأن كل سؤال في مسامعه ... قميص يوسف في أجفان يعقوب
317
إذا غزته أعاديه بمسألة ... فقد غزته بجيش غير مغلوب
317
أو حاربته فما تنجو بتقدمة ... مما أراد ولا تنجو بتجبيب
317
أضرت شجاعته أقصى كتائبه ... على الحمام فما موت بمرهوب
317
قالوا هجرت إليه الغيث قلت لهم ... إلى غيوث يديه والشآبيب
317
إلى الذي تهب الدولات راحته ... ولا تمن على آثار موهوب
317
ولا يروع بمغدور به أحدا ... ولا يفزع موفورا بمنكوب
317
بلى يروع بذي جيش يجدله ... ذا مثله في أحم النقع غربيب
317
وجدت أنفع مال كنت أذخره ... ما في السوابق من جري وتقريب
317
لما رأين صروف الدهر تغدرني ... وفين لي ووفت صم الأنابيب
317
فتن المهالك حتى قال قائلها ... ماذا لقينا من الجرد السراحيب
318
تهوى بمنجرد ليست مذاهبه ... للبس ثوب ومأكول ومشروب
318
يرمي النجوم بعيني من يحاولها ... كأنها سلب في عين مسلوب
318
حتى وصلت إلى نفس محجبة ... تلقى النفوس بفضل غير محجوب
318
في جسم أروع صافي العقل تضحكه ... خلائق الناس إضحاك الأعاجيب
318
فالحمد قبل له والحمد بعد لها ... وللقنا ولإدلاجي وتأويبي
318
وكيف أكفر يا كافور نعمتها ... وقد بلغنك بي يا كل مطلوبي
318
يا أيها الملك الغاني بتسمية ... في الشرق والغرب عن وصف وتلقيب
318
أنت الحبيب ولكني أعوذ به ... من أن أكون محبا غير محبوب
318
أود من الأيام مالا توده ... وأشكو إليها بيننا وهي جنده
318
يباعدن حبا يجتمعن ووصله ... فكيف بحب يجتمعن وصده
318
أبى خلق الدنيا حبيبا تديمه ... فما طلبي منها حبيبا ترده
319
واسرع مفعول فعلت تغيرا ... تكلف شيء في طباعك ضده
319
رعى الله عيسا فارقتنا وفوقها ... مها كلها يولى بجفنيه خده
319
بواد به ما بالقلوب كأنه ... وقد رحلوا جيد تناثر عقده
319
إذا سارت الأحداج فوق نباته ... تفاوح مسك الغانيات ورنده
319
وحال كإحداهن رمت بلوغها ... ومن دونها غول الطريق وبعده
319
وأتعب خلق الله من زاد همه ... وقصر عما تشتهي النفس وجده
319
فلا ينحلل في المجد مالك كله ... فينحل مجد كان بالمال عقده
319
ودبره تدبير الذي المجد كفه ... إذا حارب الأعداء والمال زنده
319
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
320
وفي الناس من يرضى بميسور عيشه ... ومركوبه رجلاه والثوب جلده
320
ولكن قلبا بين جنبي ما له ... مدى ينتهي بي في مراد أحده
320
يرى جسمه يكسى شفوفا تربه ... فيختار أن يكسى دروعا تهده
320
يكلفني التهجير في كل مهمة ... عليقي مراعيه وزادي ربده
320
وأمضى سلاح قلد المرء نفسه ... رجاء أبى المسك الكريم وقصده
320
هما ناصرا من خانه كل ناصر ... وأسرة من لم يكثر النسل جده
320
أنا اليوم من غلمانه في عشيرة ... لنا والد منه يفديه ولده
320
فمن ماله مال الكبير ونفسه ... ومن ماله در الصغير ومهده
320
تجر القنا الخطى حول قبابه ... وتردى بنا قب الرباط وجرده
320
ونمتحن النشاب في كل وابل ... دوي القسي الفارسية رعده
320
فإن لا يكن مصر الشرى أو عرينه ... فإن الذي فيها من الناس أسده
320
سبائك كافور وعقيانه الذي ... بصم القنا لا بالأصابع نقده
320
بلاها حواليه العدو وغيره ... وجربها هزل الطراد وجده
320
أبو المسك لا يفنى بذنبك عفوه ... ولكنه يفنى بعذرك حقده
320
فيا أيها المنصور بالجد سعيه ... ويا ايها المنصور بالسعي جده
321
تولى الصبي عني فأخلفت طيبه ... وما ضرني لما رأيتك فقده
321
لقد شب في هذا الزمان كهوله ... لديك وشابت عند غيرك مرده
321
ألا ليت يوم السير يخبر حره ... فتسأله والليل يخبر برده
321
وليتك ترعاني وحيران معرض ... فتعلم أني من حسامك حده
321
وأني إذا حاولت أمرا أريده ... تدانت أقاصيه وهان أشده
321
ومازال أهل الدهر يشتبهون لي ... إليك فلما لحت لي لاح فرده
321
يقال إذا أبصرت جيشا وربه ... أمامك ملك رب ذا الجيش عبده
321
وألقى الفم الضحاك أعلم أنه ... قريب بذي الكف المفداة عهده
321
فزارك مني من إليك اشتياقه ... وفي الناس إلا فيك وحدك زهده
321
يخلف من لم يأت دراك غاية ... ويأتي ويدري أن ذلك جهده
321
فإن نلت ما أملت منك فربما ... شربت بماء يعجز الطير ورده
321
ووعدك فعل قبل وعد لأنه ... نظير فعال الصادق القول وعده
321
فكن في اصطناعي محسنا كمجرب ... يبن لك تقريب الجواد وشده
321
إذا كنت في شك من السيف فابله ... فإما تنفيه وإما تعده
321
وما الصارم الهندي إلا كغيره ... إذا لم يفارقه النجاد وغمده
321
وإنك للمشكور في كل حالة ... ول لم يكن إلا البشاشة رفده
322
فكل نوال كان أو هو كائن ... فلحظه طرف منك عندي نده
322
وإني لفي بحر من الخير أصله ... عطاياك أرجو مدها وهي مده
322
وما رغبتي في عسجد أستفيده ... ولكنها في مفخر أستجده
322
يجود به من يفضح الجود جوده ... ويجمده من يفضح الحمد حمده
322
فإنك ما مر النحوس بكوكب ... وقابلته إلا ووجهك سعده
322
يقل له القيام على الرؤوس ... وبذل المكرمات من النفوس
322
إذا خانته في يوم ضحوك ... فكيف تكون في يوم عبوس
322
أحق دار بأن تدعى مباركة ... دار مباركة الملك الذي فيها
322
وأجدر الدور أن تسقى بساكنها ... دار غدا الناس ستسقون أهليها
322
هذي منازلك الأخرى نهنئها ... فمن يمر على الأولى يسليها
322
إذا حللت مكانا بعد صاحبه ... جعلت فيه على ما قبله تيها
322
لا ينكر العقل من دار تكون بها ... فإن ريحك روح في مغانيها
322
أتم سعدك من لقاك أوله ... ولا أسترد حياة منك معطيها
322
فراق ومن فارقت غير مذمم ... وأم ومن يممت صير ميمم
322
وما منزل اللذات عندي بمنزل ... إذا لم أبجل عنده وأكرم
323
سجية نفس لا تزال مليحة ... من الضيم مرميا بها كل مخرم
323
رحلت فكم باك بأجفان شادن ... علي وكم باك بأجفان ضيغم
323
وما رب القرط المليح مكانه ... عذرت ولكن من حبيب معمم
323
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى ... هوى كاسر كفى وقوسي وأسمهي
323
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
323
وعادى محبيه بقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم
323
أصادق نفس المرء من قبل جسمه ... وأعرفها في فعله والتكلم
323
وأحلم عن حلي وأعلم أنه ... متى أجزه حلما على الجهل يندم
323
وإن بذل الإنسان لي جود عابس ... جزيت بجود التارك المتبسم
323
وأهوى من الفتيان كل سميدع ... نجيب كصدر السمهري المقوم
323
خطت تحته العيش الفلاة وخالطت ... به الخيل كبات الخميس العرمرم
323
ولا عفة في سيفه وسنانه ... ولكنها في الكف والفرج والفم
323
وما كل هاو للجميل بفاعل ... ولا كل فاعل له بتممم
323
أغر بمجد قد شخصن وراءه ... إلى خلق رحب وخلق مطهم
324
إذا منعت منك السياسة نفسها ... فقف وقفة قدامه تتعلم
324
يضيق على من راءه العذر أن يرى ... ضعيف المساعي أو قليل التكرم
324
ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت ... وكان قليلا من يقول لها أقدمي
324
شديد ثبات الطرف والنقع واصل ... إلى لهوات الفارس المتلثم
324
أبا المسك أرجو منك نصرا على العدا ... وآمل عزا يخضب البيض بالدم
324
ويوما يغيظ الحاسدين وحالة ... أقيم الشقا فيها مقام التنعم
324
ولم أرج إلا أهل ذاك ومن يرد ... مواطر من غير السحائب يظلم
324
فلو لم تكن في مصر ما سرت نحوها ... بقلب المشوق المستهام المتيم
324
ولا نبحت خيلي كلاب قبائل ... كأن بها في الليل حملات ديلم
324
ولا أتبعت آثارنا عين قائف ... فلم تر إلا حافرا فوق منسم
324
وسمنا بها البيداء حتى تغمرت ... من النيل واستذرت بظل المقطم
324
وأبلخ يعصي باختصاصي مشيره ... عصيت بقصديه مشيري ولومي
324
فساق إلي العرف غير مكدر ... وسقت إليه الشكر غير مجمجم
325
قد اخترتك الأملاك فاختر لهم بنا ... حديث وقد حكمت رأيك فأحكم
325
فأحسن وجه في الورى وجه محسن ... وأيمن كف فيهم كف منعم
325
وأشرفهم من كان أشرف همة ... وأكثر إقداما على كل معظم
325
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها ... سرور محب أو مسآءة مجرم
325
وقد وصل المهر الذي فوق فخذه ... من اسمك ما في كل عنق ومعصم
325
لك الحيوان الراكب الخيل كله ... وإن كان بالنيران غير موسم
325
ولو كنت أدرى كم حياتي قسمتها ... وصيت ثلثيها انتظارك فاعلم
325
ولكن ما يمضي من الدهر فائت ... فجد لي بحظ البارد المتغنم
325
رضيت بما ترضى به لي محبة ... وقدت إليك النفس قود المسلم
325
ومثلك من كان الوسيط فؤاده ... فكلمه عني ولم أتكلم
325
أنوك من عبد ومن عرسه ... من حكم العبد على نفسه
325
ما من يرى أنك في وعده ... كمن يرى أنك ي حبسه
325
وإنما يظهر تحكيمه ... ليحكم الإفساد في حسه
325
العبد لا تفضل أخلاقه ... عن فرجه المنتن أو ضرسه
326
لا ينجز الميعاد في يومه ... ولا يعي ما قال في أمسه
326
وإنما تحتال في جذبه ... كأنك الملاح في قلسه
326
فلا ترج الخير عند امرىء ... مرت يد النخاس في رأسه
326
وإن عراك الشك في نفسه ... بحاله فانظر إلى جنسه
326
فقلما يلؤم في ثوبه ... إلا الذي يلؤم في غرسه
326
من وجد المذهب عن قدره ... ولم يجد المذهب عن قنسه
326
حسم الصلح ما اشتهته الأعادي ... وأذاعته ألسن الحساد
326
وأرادته أنفس حال تدبي ... رك ما بينها وبين المراد
326
صار ما أوضع المخبون فيه ... من عتاب زيادة في الوداد
326
وكلام الوشاة ليس على الأح ... باب سلطانه على الأضداد
326
إنما تنجح المقالة في المر ... ء إذا وافقت هوى في الفؤاد
326
ولعمري لقد هززت بما قي ... ل فألفيت أوثق الأطواد
326
وأشارت بما أبيت رجال ... كنت أهدي منها إلى الإرشاد
326
قد يصيب الفتى المشير ولم يج ... هد ويشوى الصواب بعد اجتهاد
326
نلت ما لا ينال بالبيض والسم ... ر وصنت الأرواح في الأجساد
326
ما دروا إذ رأوا فؤادك فيهم ... ساكنا أن رأيه في الطراد
326
ففدى رأيك الذي لم تفده ... كل رأي معلم مستفاد
326
وإذا الحلم لم يكن في طباع ... لم يحلم تقدم الميلاد
326
فبهذا ومثله سدت يا كا ... فور واقتدت كل صعب القياد
326
وأطاع الذي أطاعك والطا ... عة ليست خلائق الآساد
327
إنما أنت والدق والأب القا ... طع أحنى من واصل الأولاد
327
لا عدا الشر من بغي لكما الش ... ر وخص الفساد أهل الفساد
327
أنتما ما اتفقتما الجسم والرو ... ح فلا احتجتما إلى العواد
327
وإذا كان في الأنابيب خلف ... وقع الطيش في صدور الصعاد
327
أشمت الخلف بالشراة عداها ... وشفى رب فارس من إياد
327
وملوكا كأمس في القرب منا ... وكطسم وأختها في البعاد
327
فيكما بت عائذا فيكما من ... هـ ومن كيد كل باغ وعاد
327
وبلبيكما الاصيلين أن تف ... رق صم الرماح بين الجياد
327
هل يسرن باقيا بعد ماض ... ما يقول العداة في كل ناد
327
منع الود والرعاية والسو ... ددأن تبلغا إلى الأحقاد
327
وحقوق ترقق القلب للقل ... ب ولو ضمنت قلوب الجماد
327
فغدا الملك باهرا من رآه ... شاكرا ما أتيتما من سداد
327
فيه أيديكما على الظفر الح ... لو وأيدي قوم على الأكباد
327
هذه دولة المكارم والرأ ... فة والمجد والندى والأيادي
327
كسفت ساعة ما تكسف الشم ... س وعادت ونورها في إزدياد
328
يزحم الدهر ركنها عن أذاها ... بفتى مارد على المراد
328
متلف مخلف وفي أبي ... عالم حازم شجاع جواد
328
أجفل الناس عن طريق أبي المس ... ك وذلت له رقاب العباد
328
كيف لا يترك الطريق لسيل ... ضيق عن أتيه كل واد
328
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
328
أما تغلط الأيام في بأن أرى ... بغيضا تنأى أو حبيبا تقرب
328
ولله سيري ما اقل تئية ... عشية شرقيي الدالي وغرب
328
عشية أحفى الناس بي من جفوته ... وأهدي الطريقين الذي أتجنب
328
وكم لظلام الليل عندك من يد ... تخبر أن المانوية تكذب
328
ويوم كليل العاشقين كمنته ... أراقب فيه الشمس أيان تغرب
328
وعيني إلى أذني أغر كأنه ... من الليل باق بين عينيه كوكب
328
له فضلة عن جسمه في إهابه ... تجيء على صدر رحيب وتذهب
329
شققت به الظلماء أدنى عنانه ... فيطغى وأرخيه مرارا فيلعب
329
وأصرع أي الوحش قفيته به ... وأنزل عه مثله حين أركب
329
وما الخيل إلا كالصديق قليلة ... وإن كثرت في عين من لا يجرب
329
إذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيب
329
لحا الله ذي الدنيا مناخا لراكب ... فكل بعيد الهم فيها معذب
329
ألا ليست شعري هل أقول قصدة ... فلا أشتكي فيها ولا أتعتب
329
وبي ما يذود الشعر عني أقله ... ولكن قلبي يابنة القوم قلب
329
وأخلاق كافور إذا شئت مدحه ... وإن لم أشأ تملي علي وأكتب
329
إذا ترك الإنسان أهلا وراءه ... ويمم كافورا فما يتغرب
329
فتى يملأ الأفعال رأيا وحكمة ... ونادرة أحيان يرضى ويغضب
329
إذا ضربت في الحرب بالسيف كفه ... تبينت أن السيف بالكف يضرب
329
تريد عطاياه على التبث كثرة ... وتلبث أمواه السحاب فتنضب
330
أبا المسك هل في الكاس فضل أناله ... فإني أغنى منذ حين ونشرب
330
وهبت على مقدار كفى زماننا ... ونفسي على مقدار كفيك تطلب
330
إذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية ... فجودك يكسوني وشغلك يسلب
330
يضاحك في ذا العيد كل حبيبه ... حذائي وأبكي من أحب وأندب
330
أحن إلى أهلي وأهوى لقاءهم ... وأين من المشتاق عنقاء مغرب
330
فإن لم يكن إلا أبو المسكن أو هم ... فإنك أحلى في فؤادي وأعذب
330
وكل أمرىء يولي الجميل محبب ... وكان مكان ينبت العز طيب
330
يريد بك الحساد ما الله دافع ... وسمر العوالي والحديد المذرب
330
ودون الذي يبغون ما لو تخلصوا ... إلى الشيب منه عشت والطفل أشيب
330
إذا طلبوا جدواك أعطوا وحكموا ... وإن طلبوا الفضل الذي فيك خيبوا
330
ولو جاز أن يجوو علاك وهبتها ... ولكن من الأشياء ما ليس يوهب
330
وأظلم أهل الظلم من بات حاسدا ... لمن بات في نعمائه يتقلب
330
وأنت الذي ربيت ذا الملك مرضعا ... وليس له أم سواك ولا أب
330
وكنت له ليث العرين لشبله ... وما لك إلا الهندواتي مخلب
330
لقيت القنا عنه بنفس كريمة ... إلى الموت في الهيجا من العار تهرب
331
وقد يترك النفس التي لا تهابه ... ويخترم النفس التي تتهيب
331
وما عدم اللاقوك بأسا وشدة ... ولكن من لاقوا أشد وأنجب
331
ثناهم وبرق البيض في البيض صادق ... عليهم وبرق البيض في البيض خلب
331
سللت سيوفا علمت كل خاطب ... على كل عود كيف يدعو ويخطب
331
ويغنيك عما ينسب الناس أنه ... إليك تناهي المكرمات وتنسب
331
وأي قبيل يستحقك قدره ... معد بن عدنان فداك ويعرب
331
وما طربي لما رأيتك بدعة ... لقد كنت أرجو أن أراك فأطرب
331
وتعذلني فيك القوافي وهمتي ... كأني بمدح قبل مدحك مذنب
331
ولكن طال الطريق ولم أزل ... أفتش عن هذا الكلام وينهب
331
فشرق حتى ليس للشرق مشرق ... وغرب حتى ليس للغرب مغرب
331
إذا قلته لم يمتنع من وصوله ... جدار معلى أو خباء مطنب
331
بم التعلل لا أهل ولا وطن ... ولا نديم ولا كأس ولا سكن
331
أريد من زمني ذا أن يبلغني ... ما ليس يبلغه من نفسه الزمن
331
لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام يصحب فيه روحك البدن
331
فما يدوم سرور ما سررت به ... ولا يريد عليك الفائت الحزن
332
مما أضر بأهل العشق أنهم ... هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
332
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم ... في إثر كل قبيح وجهه حسن
332
تحملوا حملتكم كل ناجية ... فكل بين علي اليوم مؤتمن
332
ما في هوادجكم من مهجتي عوض ... ن مت شوقا ولا فيها لها ثمن
332
يا من نعيت على بعد بمجلسه ... كل بما زعم الناعون مرتهن
332
كم قد قتلت وكم قد مت عندكم ... ثم انتفضت فزال القبر والكفن
332
قد كان شاهد دفني قولهم ... جماعة ثم ماتوا قبل من دفنوا
332
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
332
رأيتكم لا يصون العرض جاركم ... ولا يدر على مرعاكم اللبن
332
وتغضبون على من نال رفدكم ... حتى يعاقبه التنغيص والمنن
332
فغادر الهجر ما بيني وبينكم ... يهماء تكذب فيها العين والأذن
332
تحبو الرواسم من بعد الرسيم بها ... وتسأل الأرض عن أخفافها الثفن
332
أني أصاحب حلمي وهو بي كرم ... ولا أصاحب حلمي وهو بي جبن
332
ولا أقيم على مال أذل به ... ولا ألذ بما عرضي به درن
332
سهرت بعد رحيلي وحشة لكم ... ثم استمر مريري وارعوي الوسن
332
وإن بليت بود مثل ودكم ... فإنني بفراق مثله قمن
333
أبلى الأجلة مهري عند غيركم ... وبدل العذر بالفسطاط والرسن
333
عند الهمام أبي المسك الذي غرقت ... في جوده مضر الحمراء واليمن
333
وإن تأخر عني بعض موعده ... فما تأخر آمالي ولا تهن
333
هو الوفي ولكني ذكرت له ... مودة فهو يبلوها ويمتحن
333
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا ... وعناهم من شأنه ما عنانا
333
وتولوا بغصة كلهم من ... هـ وإن سر بعضهم أحيانا
333
ربما تحسن الصنيع ليالي ... هـ ولكن تكدر الإحسانا
333
وكأنا لم يرض فينا بريب ال ... دهر حتى أعانه من أعانا
333
كلما أنبت الزمان قناة ... ركب المرء في القناة سنانا
333
ومراد النفوس أضغر من أن ... نتعادى فيه وأنا نتفانا
333
غير أن الفتى يلاقي المنايا ... كالحات ولا يلاقي الهوانا
333
ولو أن الحيوة تبقى لحي ... لعددنا أضلنا الشجعانا
333
وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تكون جبانا
333
كل ما لم يكن من الصعب في الأن ... فس سهل فيها إذا هو كانا
333
عدوك مذموم بكل لسان ... ولو كان من أعدائك القمران
333
ولله سر في علاك وإنما ... كلام العدي ضرب من الهذيان
333
أتلتمس الأعداء بعد الذي رأت ... قيام دليلس أو وضوح بيان
334
رأت كل من ينوي لك الغدر يبتلي ... بغدر حيوة أو بغدر زمان
334
برغم شبيب فارق السيف كفه ... وكانا على العلات يصطحبان
334
كأن رقاب الناس قالت لسيفه ... رفيقك قيسي وأنت يماني
334
فإن يك إنسانا مضى لسبيله ... فإن المنايا غاية الحيوان
334
وما كان إلا النار في كل موضع ... تثير غبارا في مكان دخان
334
فنال حيوة يشتهيها عدوه ... وموتا يشهي الموت كل جبان
334
نفى وقع أطرافه الرماح برمحه ... ولم يخش وقع النجم والدبران
334
ولم يدر أن الموت فوق شواته ... معار جناح محسن الطيران
334
وقد قتل الأقران حتى قتلته ... بأضعف قرن في أذل مكان
334
أتته المنايا في طريق خفية ... على كل سمع حوله وعيان
334
ولو سلكت طرق السلاح لردها ... بطول يمين واتساع جنان
334
تقصده المقدار بين صحابه ... على ثقة من دهره وأمان
334
وهل ينفع الجيش الكثير التفافه ... على غير منصور وغير معان
334
ودي ما جنى قبل المبيت بنفسه ... ولم يده بالجمال العكنان
335
أتمسك ما أوليته يد عاقل ... وتمسك في كفرانه بعنان
335
ويركب ما أركبته من كرامة ... ويركب للعصيان ظهر حصان
335
ثنى يده الإحسان حتى كأنها ... وقد قبضت كانت بغير بنان
335
وعند من اليوم الوفاء لصاحب ... شبيب وأوفى من ترى أخوان
335
قضى الله يا كافور أنك أول ... وليس بقاض أن يرى لك ثاني
335
فما لك تختار القسي وإنما ... عن السعد يرمي دونك الثقلان
335
وما لك تعني بالأسنة والقنا ... وجدك طعان بغير سنان
335
ولم تحمل السيف الطويل نجاده ... وأنت غني عنه بالحدثان
335
أرد لي جميلا جدت أو لم تجد به ... فإنك ما أحببت في أتاني
335
لو الفلك الدوار أبغضت سعيه ... لعوقه شيء عن الدوران
335
ملومكما يجل عن الملام ... ووقع فعاله فوق الكلام
335
ذراني والفلاة بل دليل ... ووجهي والهجير بلا لثام
335
فإني أستريح بذي وهذا ... وأتعب بالإناخة والمقام
335
عيون رواحلي إن حرت عيني ... وكل بغام رازحة بغامي
335
فقد أرد المياه بغير هاد ... سوى عدي لها برق الغمام
336
يذم لمهجتي ربي وسيفي ... إذا احتاج إلى الذمام
336
ولا أمسي لأهل البخل ضيفا ... وليس قرى سورى مخ النعام
336
ولما صار ود الناس خبا ... جزيت على ابتسام بابتسام
336
يحب العاقلون على التصافي ... وحب الجاهلين على الوسام
336
وأنف من أخي لبي وأمي ... إذا ما لم أجده من الكرام
336
أرى الأجداد تغلبها كثيرا ... على الأولاد أخلاق اللئام
336
ولست بقانع من كل فضل ... بأن أعزي إلى جد همام
336
عجبت لمن له قد وحد ... وينبو القضم الكهام
336
ومن يجد الطريق إلى المعالي ... فلا يذر المطي بلا سنام
336
ولم أر في عيوب الناس شيئا ... كنقص القادرين على التمام
336
أقمت بأرض مصر فلا ورائي ... تخب بي الركاب ولا أمامي
336
وملني الفراش وكان جنبي ... يمل لقاءة في كل عام
336
قليل عائدي سقم فؤادي ... كثير حاسدي صعب مرامي
336
عليل الجسم ممتنع القيام ... شديد السكر من غير المدام
336
وزائرتي كأن بها حياء ... فليس تزور إلا في الظلام
336
بذلت لها المطارف والحشايا ... فعافتها وباتت في عظامي
336
يضيق الجلد عن نفسي وعنها ... فتوسعه بأنواع السقام
336
إذا ما فارقتني غسلتني ... كانا عاكفان على حرام
336
كأن الصبح يطردها فتجري ... مدامعها بأربعة سجام
336
أراقب وقتها من غير شوق ... مراقبة المشوق المستهام
337
ويصدق وعدها والصدق شر ... إذا ألقاك في الكرب العظام
337
أبنت الدهر عندي كل بنت ... فكيف وصلت أنت من الزحام
337
جرحت مجرحا لم يبق فيه ... مكان للسيوف وللسهام
337
ألا يا ليت شعر يدي أتمسى ... تصرف في عنان أو زمام
337
وهي أرمي هواي براقصات ... محلاة المقاود باللغام
337
فربتما شفيت غليل صدري ... بسير أو قناة أو حسام
337
وضاقت خطة فخلصت منها ... خلاص الخمر من نسج الفدام
337
وفارقت الحبيب بلا وداع ... وودعت بالبلاد بلا سلام
337
يقول لي الطبيب أكلت شيئا ... ودائك في شرابك والطعام
337
وما في طبه أني جواد ... أضر بجسمه طول الجمام
337
تعود أن يغبر في السرايا ... ويدخل من قتام في قتام
337
فأمسك لا يطال له فيرعى ... ولا هو في العليق ولا اللجام
337
فإن أمرض فما مرض اصطباري ... وإن أحمم فما حم اعتزامي
337
وإن اسلم فما أبقى ولكن ... سلمت من الحمام إلى الحمام
337
تمتع من سهاد أو رقاد ... ولا تأمل كرى تحت الرجام
337
فإن لثالث الحالين معنى ... سوى معنى انتباهك والمنام
337
منى كن لي أن البياض خضاب ... فيخفى بتبييض القرون شباب
338
ليالي عند البيض فوادي فتنة ... وفخر وذاك الفخر عندي عاب
338
فكيف أذم اليوم ما كنت أشتهي ... وأدعو بما أشكوه حين أجاب
338
جلا اللون عن لون هدى كل مسلك ... كما انجاب عن ضوء النهار ضباب
338
وفي الجسم نفس لا تشيب بشيبه ... ولو أو أن ما الوجه منه حراب
338
لها ظفر إن كل ظفر أعده ... وناب إذا لم يبق في الفم ناب
338
يغير مني الدهر ما شاء غيرها ... وأبلغ أقصى العمر وهي كعاب
338
وإني لنجم يهتدي صحبتي به ... إذا حال من دون النجوم سحاب
338
غني عن الأوطان لا يستفزني ... إلى بلد سافرت عنه إياب
338
وعن ذملان العيس إن سامحت به ... وإلا ففي أكوارهن عقاب
338
وأصدى فلا أبدى إلى الماء حاجة ... وللشمس فوق اليعملات لعاب
338
وللسر مني موضع لا يناله ... نديم لا يفضي إليه شراب
338
وللخود مني ساعة ثم بيننا ... فلاة إلى غير اللقاء تجاب
339
وما العشق إلا غرة وطماعة ... يعرض قلب نفسه فتصاب
339
وغير فؤادي للغواني رمية ... وغير بناني للزجاج ركاب
339
تركنا لأطراف القنا كل شهوة ... فليس لنا إلا بهن لعاب
339
نصرفه للطعن فوق حوادر ... قد انقصفت فيهن منه كعاب
339
أعز مكان في الدنى سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب
339
وبحر أبو المسك الخضم الذي له ... على كل بحر زخرة وعباب
339
تجاوز قدر المدح حتى كأنه ... بأحسن ما يثني عليه يعاب
339
وغالبه الأعداء ثم عنوا له ... كما غالبت بيض السيوف رقاب
339
وأكثر ما تلقى أبا المسك بذلة ... إذا لم يصن إلا الحديد ثياب
339
وأوسع ما تلقاه صدرا وخلفه ... رماء وطعن والأمام ضراب
340
وأنفذ ما تلقاه حكما إذا قضى ... قضاء ملوك الأرض منه غضاب
340
يقول إليه طاعة الناس فضله ... ولو لم يقدها نائل وعقاب
340
أيا أسدا في جسمه روح ضيغم ... وكم أسد أرواحهن كلاب
340
ويا آخذا من دهره حق نفسه ... ومثلك يعطى حقه ويهاب
340
لنا عند هذا الدهر حق يلطه ... وقد قل إعتاب وطال عتاب
340
وقد تحدث الأيام عندك شيمة ... وتنغمر الأوقات وهي يباب
340
ولا ملك إلا أنت والملك فضلة ... كأنك سيف فيه وهو قراب
340
أرى لي بقربي منك عينا قريرة ... وإن كان قربا بالبعاد يشاب
341
وهل نافعي أن ترفع الحجب بيننا ... ودون الذي أملت منك حجاب
341
أقل سلامي حب ما خف عنكم ... وأسكت كيما لا يكون جواب
341
وفي النفس حاجات وفيك فطانة ... سكوتي بيان عندها وخطاب
341
وما أنا بالباغي على الحب رشوة ... ضعيف هوى يبغي عليه ثواب
341
وما شئت إلا أن أدل عواذلي ... على أن رأيي في هواك صواب
341
وأعلم قوما خالفوني فشرقوا ... وغربت أني قد ظفرت وخابوا
341
جرى الخلف إلا فيك أنك واحد ... وأنك ليث والملوك ذئاب
341
وأنك إن قويست صحف قارىء ... ذئابا ولم يخطىء فقال ذباب
341
وأن مديح الناس حق وباطل ... ومدحك حق ليس فيه كذاب
341
إذا نلت منك الود فالمال هين ... وكل الذي فوق التراب تراب
341
وما كنت لولا أنت إلا مهاجرا ... له كل يوم بلدة وصحاب
341
ولكنك الدنيا إلي حبيبة ... فما عنك لي إلا إليك ذهاب
341
من أية الطرق يأتي نحوك الكرم ... أين المحاجم يا كافور والجلم
341
جاز الألي ملكت كفاك قدرهم ... فعرفوا بك أن الكلب فوقهم
341
لا شيء أقبح من فحل له ذكر ... تقوده أمة ليست لها رحم
341
سادات كل أناس من نفوسهم ... وسادة المسلمين الأعبد القزم
342
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
342
ألا فتى يورد الهندي هامته ... كيما تزول شكوك الناس والتهم
342
فإنه حجة يوذي القلوب بها ... من دينه الدهر والتعطيل والقدم
342
ما أقدر الله أن يخزي خليفته ... ولا يصدق قوما في الذي زعموا
342
أما في هذه الدنيا كريم ... تزول به عن القلب الهموم
342
أما في هذه الدنيا مكان ... يسر بأهله الجار المقيم
342
تشابهت البهائم والعبدي ... علينا والموالي والصميم
342
وما أدري إذا داء حديث ... أصاب الناس أم داء قديم
342
حصلت بأرض مصر على عبيد ... كأن الحر بينهم يتيم
342
كأن الأسود اللابي فيهم ... غراب حوله رخم وبوم
342
أخذت بمدحه فرأيت لهوا ... مقالي للأحيمق يا حليم
342
ولما أن هجوت رأيت عيا ... مقالي لابن آوى يا لئيم
342
فهل من عاذر في ذا وفي ذا ... فمدفوع إلى السقم السقيم
342
إذا أنت الإساءة من وضيع ... ولم ألم المسيء فيمن ألوم
342
لو كان ذا الآكل أزوادنا ... ضيفا لأوسعناه إحسانا
343
لكننا في العين أضيافه ... يوسعنا زورا وبهتانا
343
فليته خلى لنا طرقنا ... أعانه الله وإيانا
343
أتحلف لا تكلفني مسيرا ... إلى بلد أحاول منه مالا
343
وأنت مكلفي أنبي مكانا ... وأبعد شقة وأشد حالا
343
إذا سرنا عن الفسطاط يوما ... فلقني الفوارس والرجالا
343
لتعلم قدر ما فارقت مني ... وأنك رمت من ضيمي محالا
343
عيد بأية حال عدت يا عيد ... بما مضى أم بأمر فيك تجديد
343
أما الأحبة فالبيداء دونهم ... فليت دونك بيدا دونها بيد
343
لولا العلي لم تجب بي ما أجوب بها ... وجناء حرف ولا جرداء قيدود
343
وكان أطيب من سيفي مضاجعة ... أشباه رونقه الغيد الأماليد
343
لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي ... شيئا تتيمه عين ولا جيد
343
يا ساقيي أخمر في كؤوسكما ... أم في كؤسكما هم وتسهيد
343
أصخرة أنا ما لي لا تحركني ... هذي المدام ولا هذي الأغاريد
343
إذا أردت كميت اللون صافية ... وجدتها وحبيب النفس مفقود
344
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبها ... أنى بما أنا باك منه محسود
344
أمسيت أروح مثر خازنا ويدا ... أنا الغني وأموالي المواعيد
344
ني نزلت بكذابين ضيفهم ... عن القرى وعن الترحال محدود
344
جود الرجال من الأيدي وجودهم ... من اللسان فلا كانوا ولا الجود
344
ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم ... إلا وفي يده من نتنها عود
344
من كل رخو وكاء البطن منفتق ... لا في الرجال ولا النسوان معدود
344
أكلما اغتال بعد السوء سيده ... أو خانه فله في مصر تمهيد
344
صار الخصي إمام الآبقين بها ... فالحر مستبعد والعبد معبود
344
نامت نواطير مصر عن ثعالبها ... فقد بشمن وما تفنى العناقيد
344
العبد ليس لحر صالح بأخ ... لو أنه في ثياب الحر مولود
344
لا تشتر العبد إلا والعصا معه ... إن العبيد لأنجاس مناكيد
344
ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن ... يسيء بي فهو كلب وهو محمود
344
ولا توهمت أن الناس قد فقدوا ... وأن مثل أبي البيضاء موجود
344
وأن ذا الأسود المثقوب مشفره ... تطيعه ذي العضاريط الرعاديد
345
جوعان يأكل من زادي ويمسكني ... لكي يقال عظيم القدر مقصود
345
إن امرأ أمة حبلى تدبره ... لمستضام سخين العين مفؤود
345
ويلمها خطة ويلم قابلها ... لمثلها خلق المهرية القود
345
وعندها لذ طعم الموت شاربه ... إن المنية عند الذل قنديد
345
من علم الأسود والمخصي مكرمة ... أقومه البيض أم آباؤك الصيد
345
أم أذنه في يد النخاس دامية ... أم قدره وهو بالفلسين مردود
345
أولى اللئام كويفير بمعذرة ... في كل لؤم وبعض العذر تنفيد
345
وذاك أن الفحول البيض عاجوة ... عن الجميل فكيف الخصية السود
345
جزى عربا أمست ببلبيس ربها ... بمسعاتها تقرر بذاك عيونها
345
كراكر من قيس بن عيلان ساهرا ... جفون ظبائها للعلي وجفونها
345
وخص به عبد العزيز بن يوسف ... فما هو إلا غيثها ومعينها
345
فتى زان في عيني أقصى قبيلة ... وكم سيد في حلة لا يزينها
345
وإن تك طيىء كانت لئاما ... فألأمها ربيعة أو بنوه
345
وإن تكن طيىء كانت كراما ... فوردان لغيرهم أبوه
345
مررنا منه في حسمي بعبد ... يمج اللؤم منخره وفوه
345
أشد بعرسه عني عبيدي ... فأتلفهم ومالي أتلفوه
345
فإن شقيت بأيديهم جيادي ... لقد شقيت بمنصلي الوجوه
346
لحى الله وردانا وأما أتت به ... له كسب خنزير وخرطوم ثعلب
346
فما كان منه الغدر إلا دلالة ... على أنه فيه من الأم والأب
346
إذا كسب الإنسان من هن عرسه ... فيا لؤم إنسان ويا لؤم مكسب
346
أهذا اللذيا بنت وردان بنته ... هما الطالبان الرزق من شر مطلب
346
لقد كنت أنفي الغدر عن توس طيء ... فلا تعذلاني رب صدق مكذب
346
أعددت للغادرين أسيافا ... أجدع منهم بهن آنافا
346
لا يرحم الله أرؤسا لهم ... أطرن عن هامهن أقحافا
346
ما ينقم السيف غير قلتهم ... وأن تكون المئون آلافا
346
يا شر لحم فجعته بدم ... وزار للخامعات أجوافا
346
قد كنت أغنيت عن سؤالك بي ... من زجر الطير لي ومن عافا
346
وعدت ذا النصل من تعرضه ... وخفت لما اعترضت إخلافا
346
لايذكر الخير أن ذكرت ولا ... تتبعك المقلتان توكافا
346
إذا امرؤ راعني بغدرته ... أوردته الغاية التي خافا
346
بسيطة مهلا سقيت القطارا ... تركت عيون عبيدي حيارى
346
فظنوا النعام عليك النخيل ... فظنوا الصوار عليك المنارا
346
فأمسك صحبي بأكوراهم ... وقد قصد الضحك فيهم وجارا
346
ألا كل ماشية الخيزلي ... فدى كل ماشية الهيدبا
347
وكل نجاة بجاوية ... خنوف وما بي حسن المشا
347
ولكنهن حبال الحيوة ... وكيد العداة وميط الأذا
347
ضربت بها التيه ضرب القما ... ر إما لهذا وإما لذا
347
إذا فزعت قدمتها الجياد ... وبيض السيوف وسمر القنا
347
فمرت بنخل وفي ركبها ... عن العالمين وعنه غنى
347
وأمست تخيرنا بالنقا ... ب وأدى المياه ووادي القرى
347
وقلنا لها أين أرض العراق ... فقالت ونحن بتربان ها
347
وهبت بخسمي هبوب الدبو ... ر مستقبلات مهب الصبا
347
روامي الكفاف وكبد الوهاد ... وجار البويرة وادي الغضا
347
وجابت بسيطة جوب الردا ... ء بين النعام وبين المها
347
إلى عقدة الجوف حتى شفت ... بماء الجراوي بعض الصدى
347
ولاح لها صور والصباح ... ولا الشغور لها والضحى
348
ومسى الجميعي دئداؤها ... وعادى الأضارع ثم الدنا
348
فيا لك ليلا على أعكش ... أحم البلاد خفي الصوى
348
وردنا الرهيمة في جوزه ... وباقيه أكثر مما مضى
348
فلما أنخنا ركزنا الرما ... ح فوق مكارمنا والعلي
348
وبتنا نقبل أسيافنا ... ونمسحها من دماء العدى
348
لتعلم مصر ومن العراق ... ومن بالعواصم أني الفتى
348
وأني وفيت وأني أبيت ... وأني عتوت على من عتا
348
وما كل من قال قولا وفى ... وما كل من سيم خسفا أبي
348
ومن يكن قلب كقلبي له ... يشق إلى العز قلب التوى
348
ولا بد للقلب من آلة ... ورأي يصدع صم الصفا
348
وكل طريق أتاه الفتى ... على قدر الرجل فيه الخطا
348
ونام الخويدم عن ليلنا ... وقد نام قبل عمى لا كرى
348
وكان على قربنا بيننا ... مهامه من جهله والغبي
348
لقد كنت أحسب قبل الخص ... ي أن الرؤوس مقر النهي
348
ولما نظرت إلى عقله ... رأيت النهي كلها في الخصي
348
وماذا بمصر من المضحكات ... ولكنه ضحك كالبكا
348
بها نبطي من أهل السواد ... يدرس أنساب أهل الفلا
348
وأسود مشفره نصفه ... يقال أنه أنت بدر الدجى
349
وشعر مدحت به الكركد ... ن بين القريض وبين الرقى
349
فما كان ذلك مدحا له ... ولكنه كان هجو الورى
349
وقد ضل قوم بأصنامهم ... وأما بزق رياح فلا
349
وتلك صموت وذا ناطق ... إذا حركوه فسا أو هذى
349
ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى
349
وأسود أما القلب منه فضيق ... نخيب وأما بطنه فرحيب
349
يموت به غيظا على الدهر أهله ... كما مات غيظا فاتك وشبيب
349
أعدت على مخصاه ثم تركته ... يتبع مني الشمس وهي تغيب
349
إذا ما عدمت الأصل والعقل والندى ... فما لحيوة في جنابك طيب
349
لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
349
وأجز الأمير الذي نعماه فاجئة ... بغير قول ونعمى الناس أقوال
349
وربما جزت الإحسان موليه ... خريدة من عذارى الحي مكسال
349
وإن تكن محكمات الشكل تمنعني ... ظهور جري فلي فيهن تصهال
349
وما شكرت لأن المال فرحني ... سيان عندي إكثار وإقلال
350
لكن رأيت قبيحا أني جاد لنا ... وأننا بقضاء الحق بخال
350
فكنت منبت روض الحزن باكره ... غيث بغير سباخ الأرض هطال
350
غيث يبين للنظار موقعه ... أن الغيوث بما تأتيه جهال
350
لا يدرك المجد إلا سيد فطن ... لما يشق على السادات فعال
350
لا وارث جهلت يمناه ما وهبت ... ولا كسوب بغير السيف سأال
350
قال الزمان له قولا فأفهمه ... إن الزمان على الإمساك عذال
350
تدري القناة إذا اهتزت براحته ... أن الشقي بها خيل وأبطال
350
كفاتك ودخول الكاف منقصة ... كالشمس قلت وما للشمس أمثال
350
القائد الأسد غذتها براثنه ... بمثلها من عداه وهي أشبال
350
القاتل السيف في جسم القتيل به ... وللسيوف كما للناس آجال
350
تغير عنه على الغارات هيبته ... وماله بأقاصي الأرض أهمال
350
له من الوحش ما اختارت أسنته ... عير وهيق وخنساء وذيال
350
تمسى الضيوف مشهاة بعقوته ... كأن أوقاتها في الطيب آصال
350
لو أشتهت لحم قاريها لبادرها ... خراذل منه في الشيزي وأوصال
351
لا يعرف الرزء في مال ولا ولد ... إلا إذا حفز الأضياف ترحال
351
يروي صدى الأرض من فضلات ما شربوا ... محض اللقاح وصافي اللون سلسال
351
تقرى صوارمه الساعات عبط دم ... كأنما الساع قفال ونزال
351
تجري النفوس حواليه مخلطة ... منها عداة وأغنام وآبال
351
لا يحرم البعد أهل البعد نائله ... وغير عاجزة عنه الأطيفال
351
أمضى الفريقين في اقرانه ظبة ... والبيض هادية والسمر ضلال
351
يريك مخبره أضعاف منظره ... بين الرجال وفيها الماء والآل
351
وقد يلقبه المجنون حاسده ... إذا اختلطن وبعض العقل عقال
351
يرمي بها الجيش لا بد له ولها ... من شقه ولو أن الجيش أجبال
351
إذا العدى نشبت فيهم مخالبه ... لم يجتمع لهم حلم ورئبال
351
يروعهم منه دهر صرفه أبدا ... مجاهر وصروف الدهر تغتال
351
أناله الشرف الأعلى تقدمه ... فما الذي بتوقي ما أتى نالوا
352
إذا الملوك تحلت كان حليته ... مهند وأصم الكعب عسال
352
أبو شجاع أبو الشجعان قاطبة ... هول نمته من الهيجاء أهوال
352
تملك الحمد حتى ما لمفتخر ... في الحمد حاء ولا ميم ولا دال
352
عليه منه سرابيل مضاعفة ... وقد كفاه من الماذي سربال
352
وكيف أستر ما أوليت من حسن ... وقد غمرت نوالا أيها النال
352
لطفت رأيك في بري وتكرمتي ... أن الكريم على العلياء يحتال
352
حتى غدوت وللأخبار تجوال ... وللكواكب في كفيك آمال
352
وقد أطال ثنائي طول لابسه ... إن الثناء على التنبال تنبال
352
إن كنت تكبر أن تختال في بشر ... فإن قدرك في الأقدار يختال
352
كأن نفسك لا ترضاك صاحبها ... إلا وأنت على المفضال مفضال
352
ولا تعدك صوانا لمهجتها ... إلا وأنت لها في الروع بذال
352
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... ألجود يفقر والإقدام قتال
352
وإنما يبلغ الإنسان طاقته ... ما كل ماشية بالرحل شملال
352
إنا لفي زمن ترك القبيح به ... من أكثر الناس إحسان وأجمال
352
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ... ما قاته وفضول العيش أشغال
352
الحزن يقلق والتجمل يردع ... والدمع بينهما عصي طيع
352
يتنازعان دموع عين مسهد ... لهذا يجيء بها ولهذا يرجع
353
النوم بعد أبي شجاع نافر ... والليل معي والكواكب طلع
353
إني لأجبن عن فارق أحبتي ... وتحس نفسي بالحمام فأشجع
353
ويزيدني غضب الأعادي قسوة ... ويلم بي عتب الصديق فأجزع
353
تصفو الحيوة لجاهل أو غافل ... عما مضى فيها وما يتوقع
353
ولمن يغالط في الحقائق نفسه ... ويسومها طلب المحال فتطمع
353
أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومه ما يومه ما المصرع
353
تتخلف الآثار عن أصحابها ... حينا ويدركها الفناء فتتبع
353
لم يرض قلب أبي شجاع مبلغ ... قبل الممات ولم يسعه موضع
353
كنا نظن دياره مملوؤة ... ذهبا فمات وكل دار بلقع
353
وإذا المكارم والصوارم والقنا ... وبنات أعوج كل شيء يجمع
353
المجد أخسر والمكارم صفقة ... من أن يعيش لها الكريم الأروع
353
والناس أنزل في زمانك منزلا ... من أن تعايشهم وقدرك أرفع
353
برد حشاي إن استطعت بلفظة ... فلقد تضر إذا تشاء وتنفع
354
ما كان منك إلى خليل قبلها ... ما يستراب به ولا ما يوجع
354
ولقد أراك وما تلم ملمة ... إلا نفاها عنك قلب أصمع
354
ويد كأن نوالها وقتالها ... فرض يحق عليك وهو تبرع
354
يا من يبدل كل وقت حلة ... أني رضيت بحلة لا تنزع
354
ما زلت تخلعها على من شاءها ... حتى لبست اليوم ما لا تخلع
354
ما زلت تدفع كل أمر فادح ... حتى أتى الأمر الذي لا يدفع
354
فظللت تنظر لا رماحك شرع ... فيما عراك ولا سيوفك قطع
354
بأبي الوحيد وجيشه متكاثر ... يبكي ومن شر السلاح الأدمع
354
ومنيت إليك يد سواء عندها ... الباز الأشهب والغراب الأبقع
354
من للمحافل والجحافل والسري ... فقدت بفقدك نيرا لا يطلع
354
ومن اتخذت على الضيوف خليفة ... ضاعوا ومثلك لا يكاد يضيع
354
قبحا لوجهك يا زمان فإنه ... وجه له من كل قبح برقع
354
أيموت مثل أبي شجاع فاتك ... ويعيش حاسده الخصي الأوكع
354
أيد مقطعة حوالي رأسه ... وقفا يصيح بها ألا من يصفع
354
أبقيت أكذب كاذب أبقيته ... وأخذت أصدق من يقول ويسمع
354
وتركت أنتن ريحة مذمومة ... وسلبت أطيب ريحة تتضوع
354
فليوم قر لكل وحش نافر ... دمه وكان كأنه يتطلع
354
وتصاحت ثمر السياط وخيله ... وأوت إليها سوقها والأذرع
355
وعفا الطراد فلا سنان راعف ... فوق القناة ولا حسام يلمع
355
ولى وكل مخالم ومنادم ... بعد اللزوم مشيع ومودع
355
من كان فيه لكل قوم ملجأ ... ولسيفه في كل قوم مرتع
355
إن حل في فرس ففيها ربها ... كسرى تذل له الرقاب وتخضع
355
أو حل في روم ففيها قيصر ... أو حل في عرب ففيها تبع
355
لا قلبت أيدي الفوارس بعده ... رمحا ولا حملت جوادا أربع
355
يذكرني فاتكا حمله ... وشيء من الند فيه اسمه
355
ولست بناس ولكنني ... يجدد لي ريحه شمه
355
وأي فتى سلبتني المنو ... ن لم تدر ما حملت أمه
355
ولا ما تضم إلى صدرها ... ولو علمت هالها ضمه
355
بمصر ملوك لهم ما له ... ولكنهم ما لهم همه
355
فأجود من جودهم بخله ... وأحمد من حمدهم ذمه
355
وأشرف من عيشهم موته ... وأنفع من وجدهم عدمه
355
وإن منيته عنده ... لكالخمر سقيه كرمه
355
فذاك الذي عبه ماؤه ... وذاك الذي ذاقه طعمه
355
ومن ضاقت الأرض عن نفسه ... حري أن يضيق بها جسمه
355
حتام نحن نساري النجم في الظلم ... وما سراه على خف ولا قدم
355
ولا يحس بأجفان يحس بها ... فقد الرقاد غريب بات لم ينم
356
تسود الشمس منا بيض أوجهنا ... ولا تسود بيض العذر واللمم
356
وكان حالهما في الحكم واحدة ... لو احتكمنا من الدنيا إلى حكم
356
وتنرك الماء لا ينفك من سفر ... ما سار في الغيم منه سار في الأدم
356
لا أبغض العيس لكني وقيت بها ... قلبي من الحزن أو جسمي من السقم
356
طردت من مصر أيديها بأرجلها ... حتى مرقن بنا من جوش والعلم
356
تبرى لهن نعام الدو مسرجة ... تعارض الجدل المرخاة باللجم
356
في غلمة أخطروا ارواحهم ورضوا ... بما لقين رضى الأيسار بالزلم
356
تبدو لنا كلما ألقوا عمائمهم ... عمائم خلقت سودا بلا لثم
356
بيض العوارض طعانون من لحقوا ... من الفوارس شلالون للنعم
356
قد بلغوا بقناهم فوق طاقته ... وليس يبلغ ما فيهم من الهمم
356
في الجاهلية ألا أن أنفسهم ... من طيبهن به في الأشهر الحرم
356
ناشوا الرماح وكانت غير ناطقة ... فعلموها صياح الطير في البهم
356
تخدي الركاب بنا بيضا مشافرها ... خضرا فراسنها في الرغل والينم
356
مكعومة بسياط القوم نضربها ... عن منبت العشب نبغي منبت الكرم
357
وأين منبته من بعد منبته ... أبي شجاع قريع العرب والعجم
357
لا فاتك آخر في مصر نقصده ... ولا له خلف في الناس كلهم
357
من لا تشابهه الأحياء في شيم ... أمسى تشابهه الأموات في الرمم
357
عدمته وكأني سرت أطلبه ... فما تريدني الدنيا على العدم
357
مازلت أضحك إبلي كلما نظرت ... إلى من اختضبت أخفافها بدم
357
أسيرها بين أصنام أشاهدها ... ولا أشاهد فيها عفة الصنم
357
حتى رجعت وأقلامي قوائل لي ... المجد للسيف ليس المجد للقلم
357
أكتب بنا أبدا بعد الكتاب به ... فإنما نحن للأسياف كالخدم
357
أسمعتني ودوائي ما أشرت به ... فإن غفلت فدائي قلة الفهم
357
من اقتضى بسوى الهندي حاجته ... أجاب كل سؤال عن هل بلم
357
توهم القوم أن العجز قربنا ... وفي التقرب ما يدعو إلى التهم
357
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
357
فلا زيارة إلا أن تزورهم ... أيد نشأن مع المصقولة الخذم
358
من كل قاضية بالموت شفرته ... ما بين منتقم منه ومنتقم
358
صنا قوائمها عنهم وما وقعت ... مواقع اللؤم في الأيدي ولا الكزم
358
هون على بصر ما شق منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم
358
ولا تشك إلى خلق فتشتمه ... شكوى الجريح إلى الغربان والرخم
358
وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرك منهم ثغر مبتسم
358
غاض الوفاء فما تلقاه عدة ... وأعوز الصدق في الأخبار والقسم
358
سبحان خالق نفسي كيف لذتها ... فيما النفوس تراه غاية الألم
358
الدهر يعجب من حلمي نوائبه ... وصبر جسمي على أحداثه الحطم
358
وقت يضيع وعمر ليت مدته ... في غير أمته من سالف الأمم
358
أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم
358
ما أنصف القوم ... ضبه وأمه الطرطبة
358
رموا برأس أبيه ... وناكوا الأم غلبه
358
فلا بمن مات فخر ... ولا بمن نيك رغبه
359
وإنما قلت ما قل ... ت رحمة لا ومحبة
359
وحيلة لك حتى ... عذرت لو كنت تيبه
359
وما عليك من القت ... ل إنما هي ضربه
359
وما عليك من الغ ... در إنما هي سبه
359
وما عليك من العا ... ر أن أمك قحبه
359
وما يشق على الك ... لب أن يكون ابن كلبه
359
ما ضرها من أتاها ... وإنما ضر صلبه
359
ولم ينكها ولكن ... عجانها ناك زبه
359
يلوم ضبة قوم ... ولا يلومون قلبه
359
وقلبه يتشهى ... ويلزم الجسم ذنبه
359
لو أبصر الجذع فعلا ... أحب في الجذع صلبه
359
يا أطيب الناس نفسا ... وألين الناس ركبه
359
وأخبث الناس أصلا ... في أخبث الأرض تربه
359
وأرخص الناس أما ... تبيع الفا بحبه
359
كل الفعول سهام ... لمريم وهي جعبه
359
وما على من به الدا ... ء من لقاء الأطبه
359
وليس بين هلوك ... وحرة غير خطبه
359
يا قاتلا كل ضيف ... غناه ضيح وعلبه
359
وخوف كل رفيق ... أباتك الليل جنبه
359
كذا خلقت ومن ذا ال ... ذي يغالب ربه
359
ومن يبالي بذم ... إذا تعود كسبه
359
أما ترى الخيل في النخ ... ل سربة بعد سربه
359
على نسائك تجلو ... أيورها منذ سنبه
359
وهن حولك ينظر ... ن والأحيراح رطبه
359
وكل غرمول بغل ... يرين يحسدن قنبه
359
فسل فؤادك يا ض ... ب أين خلف عجبه
359
وإن يخنك فعمري ... لطالما خان صحبه
360
وكيف ترغب فيه ... وقد تبينت رعبه
360
ما كنت إلا ذبابا ... نفتك عنه مذبه
360
وكنت تنخر تيها ... فصرت تضرط رهبه
360
وإن بعدنا قليلا ... حملت رمحا وحربه
360
وقلت ليت بكفي ... عنان جرداء شطبه
360
إن أوحشتك المعالي ... فإنها دار غربه
360
أو آنستك المخازي ... فإنها لك نسبه
360
وإن عرفت مرادي ... تكشفت عنك كربه
360
وإن جهلت مرادي ... فإنه بك أشبه
360
كدعواك كل يدعى صحة العقل ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
360
لهنك أولى لائم بملامة ... وأحوج ممن تعذلين إلى العذل
360
تقولين ما في الناس مثلك عاشق ... جدي مثل من أحببته تجدي مثلي
360
محب كنى بالبيض عن مرهفاته ... وبالحسن في أجسامهن عن الصقل
360
وبالسمر عن سمر القنا غير أنني ... جناها أحبائي وأطرافها رسلي
360
عدمت فؤادا لم تبت فيه فضلة ... لغير الثنايا الغر والحدق النجل
360
فما حرمت حسناء بالهجر غبطة ... ولا بلغتها من شكا الهجر بالوصل
360
ذريني أنل ما لا ينال من العلي ... فصعب العلي في الصعب والسهل في السهل
360
تريدين لقيان المعالي رخيصة ... ولا بد دون الشهد من إبر النحل
360
حذرت علينا الموت والخيل تدعى ... ولم تعلمي على أي عاقبة تجلى
361
ولست غبينا لو شريت منيتي ... بإكرام دلار بن كشكروز لي
361
تمر الأنابيب الخواطر بيننا ... ونذكر إقبال الأمير فتحلولي
361
ولو كنت أدري أنها سبب له ... لزاد سروري بالزيادة في القتل
361
فلا عدمت أرض العراقين فتنة ... دعتك إليها كاشف الخوف والمحل
361
ظللنا إذا انبى الحديد نصولنا ... نجرد ذكرا منك أمضى من النصل
361
ونرمي نواصيها من أسمك في الوغى ... بأنفذ من نشابنا ومن النبل
361
فإن تك من بعد القتال أتيتنا ... فقد هزم الأعداء ذكرك من قبل
361
وما زلت أطوي الأرض قبل اجتماعنا ... على حاجة بين السنابك والسبل
361
ولو لم تسر سرنا إليك بأنفس ... غرائب يؤثرن الجياد على الأهل
361
وخيل إذا مرت بوحش وروضة ... أبت رعيها إلا ومرجلنا يغلي
361
ولكن رأيت القصد في الفضل شركة ... فكان لك الفضلان بالقصد والفضل
361
وليس الذي يتبع الوبل رائدا ... كمن جاءه في داره رائد الوبل
361
وما أن ممن يدعي الشوق قلبه ... ويحتج في ترك الزيارة بالشغل
362
أرادت كلاب أن تفوز بدولة ... لمن تركت رعى الشويهات والإبل
362
أبى ربها أن يترك الوحش وحدها ... وأن يؤمن الضب الخبيث من الأكل
362
وقاد لها دلار كل طمرة ... تنيف بخديها سحوق من النخل
362
وكل جواد تلطم الأرض كفه ... بأغنى عن النعل الحديد من النعل
362
فولت تريغ الغيث والغيث خلفت ... وتطلب ما قد كان في اليد بالرجل
362
تحاذر هزل المال وهي ذليلة ... وأشهد أن الذل شر من الهزل
362
وأهدت إلينا غير قاصدة به ... كريم السجايا يسبق القول بالفعل
362
تتبع آثار الرزايا بجوده ... تتبع آثار الآسنة بالفتل
362
شفى كل شاك سيفه ونواله ... من الداء حتى الثاكلات من الثكل
362
عفيف تروق الشمس صورة وجهه ... ولو نزلت شوقا لحاد إلى الظل
362
شجاع كأن الحرب عاشقة له ... إذا زارها فدته بالخيل والرجل
362
وريان لا تصدي إلى الخمر نفسه ... وعطشان لا تروي يداه من البذل
362
وتمليك دلار وتعظيم قدره ... دليل بوحدانية الله والعدل
363
وما دام دلار يهز حسامه ... فلا ناب في الدنيا لليث ولا شبل
363
وما دام دلار يقلب كفه ... فلا خلق من دعوى المكارم في حل
363
فتى لا يرجى أن تتم طهارة ... لمن لم يطهر راحتيه من البخل
363
فلا قطع الرحمن أصلا أتى به ... فإني رأيت الطيب الطيب الأصل
363
باد هواك صبرت أم لم تصبرا ... وبكاك عن لم يجر دمعك أو جرى
363
كم غر صبرك وابتسامك صاحبا ... لما رآك وفي الحشا ما لا يرى
363
أمر الفؤاد لسانه وجفونه ... فكتمنه وكفى بجسمك مخبرا
363
تعس المهارى غير مهري غدا ... بمصور لبس الحرير مصورا
363
نافست فيه صورة في ستره ... لو كنتها لخفيت حتى يظهرا
363
لا تترب الأيدي المقيمة فوقه ... كسرى مقام الحاجبين وقيصرا
363
يقيان في أحد الهوادج مقلة ... رحلت وكان له فؤادي محجرا
363
قد كنت أحذر بينهم من قبله ... لو كان ينفع حائنا أن يحذرا
364
ولو استطعت إذا اغتدت روادهم ... لمنعت كل سحابة أن تقطرا
364
فإذا السحاب أخو غراب فراقهم ... جعل الصياح ببينهم أن يمطروا
364
وإذا الجمائل ما يخدن بنفنف ... إلا شققن عليه ثوبا أخضرا
364
يحملن مثل الروض إلا أنها ... أسبى مهاة للقلوب وجوذرا
364
فبلحظها نكرت قناتي راحتي ... ضعفا وأنكر خاتماي الخنصرا
364
أعطى الزمان فما قبلت عطاءه ... وأراد لي فأردت أن أتخيرا
364
أرجان أيتها الجياد فإنه ... عزمي الذي يذر الوشيج مكسرا
364
لو كنت أفعل ما اشتهيت فعاله ... ما شق كوكبك العجاج الأكدرا
364
أمي أبا الفضل المبر أليتي ... لأيممن أجل بحر جوهرا
364
أفتى برؤيته الأنام وحاش لي ... من أن أكون مقصرا أو مقصرا
364
صغت السوار لأي كف بشرت ... بابن العميد واي عبد كبرا
364
إن لم تغثني خيله ورماحه ... فمتى أقود إلى الأعادي عسكرا
364
بأبي وأمي ناطق في لفظه ... ثمن تباع به القلوب وتشترى
364
من لا تريه الحرب خلقا مقبلا ... فيها ولا خلق يراه مدبرا
365
خنثى الفحول من الكماة بصبغه ... ما يلبسون من الحديد معصفرا
365
يتكسب القصب الضعيف بكفه ... شرفا على صم الرماح ومفخرا
365
ويبين فيما مس منه بنانه ... تيه المدل فلو مشى لتبخترا
365
أمن إذا ورد البلاد كتابه ... قبل الجيوش ثنى الجيوش تحيرا
365
أنت الوحيد إذا ارتكبت طريقة ... ومن الرديف وقد ركبت غضنفرا
365
قطف الرجال القول قبل نباته ... وقطفت أنت القول لما نورا
365
فهو المشيع بالمسامع إن مضى ... وهو المضاعف حسنه إن كررا
365
وإذا سكت فإن أبلغ خاطب ... قلم لك اتخذ الأصابع منبرا
365
ورسائل قطع العداة سحاءها ... فرأوا قنا وأسنة وسنورا
365
فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا ... ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا
365
خلفت صفاتك في العيون كلامه ... كالخط يملأ مسمعي من أبصرا
365
أرأيت همة ناقتي في ناقة ... نقلت يدا سرحا وخفا مجمرا
365
تركت دخان الرمث في أوطانها ... طلبا لقوم يوقدون العنبرا
366
وتكرمت ركباتها عن مبرك ... تقعان فيه وليس مسكا أذفرا
366
فأتتك دامية الأظل كأنما ... حذيت قوائمها العقيق الحمرا
366
بدرت إليك يد الزمان كأنها ... وجدته مشغول اليدين مفكرا
366
من مبلغ الأعراب أني بعدها ... شاهدت رسطليس والإسكندرا
366
ومللت نحر عشارها فأضافني ... من ينحر البدر النضار لمن قرى
366
وسمعت بطليموس دارس كتبه ... متملكا متبديا متحضرا
366
ولقيت كل الفاضلين كأنما ... رد الإله نفوسهم والأعصرا
366
نسقوا لنا نسق الحساب مقدما ... وأتى فذلك إذ أتيت مؤخرا
366
يا ليت باكية شجاني دمعها ... نظرت إليك كما نظرت فتعذرا
367
فترى الفضيلة لا ترد فضيلة ... الشمس تشرق والسحاب كنهورا
367
أنا من جميع الناس أطيب منزلا ... وأسر راحلة وأربح متجرا
367
زحل على أن الكواكب قومه ... لو كان منك لكان أكرم معشرا
367
أحب امرىء حبت الأنفس ... وأطيب ما شمه معطس
367
ونشر الندى لكنما ... مجامره الآس والنرجس
367
ولسنا نرى لهبا هاجه ... فهل هاجه عزك الأقعس
367
فإن القيام التي حولها ... لتحسد أقدامها الأروس
367
جاء نوروزنا وأنت مراده ... وورت بالذي أراد زناده
368
هذه النظرة التي نالها من ... ك إلى مثلها من الحول زاده
368
ينثني عنك آخر اليوم منه ... ناظر أنت طرفه ورقاده
368
نحن في أرض فارس في سرور ... ذا الصباح الذي نرى ميلاده
368
عظمته ممالك الفرس حتى ... كل أيام عامه حساده
368
ما لبسنا في الأكاليل حتى ... لبستها تلاعه ووهاده
368
عند من لا يقاس كسرى أبو سا ... سان ملكا به ولا أولاده
368
عربي لسانه فلسفي ... رأيه فارسية أعياده
368
كلما قال نائل أنا منه ... سرف قال آخر ذا اقتصاده
369
كيف يرتد منكبي عن سماء ... والنجاد الذي عليه نجاده
369
قلدتني يمينه بحسام ... أعقبت منه واحدا أجداده
369
كلما استل ضاحكته إياه ... تزعم الشمس أنها أراده
369
مثلوه في جفنه خشية الفق ... د ففي مثل أثره إغماده
369
منعل لا من الحفا ذهبا يح ... مل بحرا فرنده إزباده
369
يقسم الفارس المدجج لا يس ... لم من شفرتيه إلا بداده
369
جمع الدهر حده ويديه ... وثنائي فاستجمعت آحاده
369
وتقلدت شامة في نداه ... جلدها منفساته وعتاده
369
فرستنا سوابق كن فيه ... فارقت لبده وفيها طراده
370
ورجت راحة بنا لا تراها ... وبلاد تسير فيها بلاده
370
هل لعذري إلى الهمام أبي الفض ... ل قبول سواد عيني مداده
370
أن من شدة الحياء عليل ... مكرمات المعله عواده
370
ما كفاني تقصير ما قلت فيه ... عن علاه حتى ثناه انتقاده
370
إنني أصيد البزاة ولك ... ن أجل النجوم لا أصطاده
371
رب ما لا يعبر اللفظ عنه ... والذي يضمر الفؤاد اعتقاده
371
ما تعودت أن أرى كأبي الفض ... ل وهذا الذي أتاه اعتياده
371
إن في الموج للغريق لعذرا ... واضحا أن يفوته تعداده
371
للندى الغلب أنه فاض والش ... عر عمادي وابن العميد عماده
371
نال ظني الأمور إلا كريما ... ليس لي نطقه ولا في آده
371
ظالم الجود كلما حل ركب ... سيم أن يحمل البحار مزاده
371
غمرتني فوائد شاء فيها ... أن يكون الكلام مما أفاده
371
ما سمعنا بمن أحب العطايا ... فاشتهى أن يكون فيها فؤاده
371
خلق الله أفصح الناس طرا ... في مكان أعرابه أكراده
371
وأحق الغيوث نفسا بحمد ... في زمان كل النفوس جراده
371
مثل ما أحدث النبوة في الع ... الم والبعث حين شاع فساده
372
زانت الليل غرة القمر الطا ... لع فيه لم يشنها سواده
372
كثر الفكر كيف نهدي كما أه ... دت إلى ربها الرئيس عباده
372
والذي عندنا من المال والخي ... ل فمنه هباته وقياده
372
فبعثنا بأربعين مهارا ... كل مهر ميدانه إنشاده
372
عدد عشته يرى الجسم فيه ... أربا لا يراه فيما يزاده
372
فارتبطها فإن قلبا نماها ... مربط تسبق الجياد جياده
372
بكتب الأنام كتاب ورد ... فدت يد كاتبه كل يد
372
يعبر عما له عندنا ... ويذكر من شوقه ما نجد
372
فأخرق رائيه ما رأى ... وأبرق ناقده ما انتقد
372
إذا سمع الناس ألفاظه ... خلقن له في القلوب الحسد
372
فقلت وقد فرس الناطقين ... كذا يفعل الأسد ابن الأسد
372
نسيت وما أنسى عتابا على الصد ... ولا خفرا زادت به حمرة الخد
373
ولا ليلة قصرتها بقصورة ... أطالت يدي في جيدها صحبة العقد
373
ومن لي بيوم مثل يوم كرهته ... قربت به عند الوداع من البعد
373
وأن لا يخص الفقد شيئا فإنني ... فقدت ولم أفقد دموعي ولا وجدي
373
تمن يلد المستهام بمثله ... وإن كان لا يغنى فتيلا ولا يجدي
373
وغيظ على الأيام كالنار في الحشا ... ولكنه غيظ الأسير على القد
373
فإما تريني لا أقيم ببلدة ... فآفة غمدي في دلوقي وفي حدي
373
يحل القنا يوم الطعان بعقوتي ... فأحرمه عرضي وأطعمه جلدي
373
تبدل أيامي وعيشي ومنزلي ... نجائب لا يفكرن في النحس والسعد
373
وأوجه فتيان حياء تلثموا ... عليهن لا خوفا من الحر والبرد
374
وليس حياء الوجه في الذئب شيمة ... ولكنه من شيمة الأسد الورد
374
إذا لم تجزهم دار قوم مودة ... أجاز القنا والخوف خير من الود
374
يحيدون عن هزل الملوك إلى الذي ... توفر من بين الملوك على الجد
374
ومن يصحب اسم ابن العميد محمد ... يسر بين أنياب الأساود والأساد
374
يمر من السم الوحي بعاجز ... ويعبر من أفواههن على درد
374
كفانا الربيع العيس من بركاته ... فجاءته لم تسمع حداء سوى الرعد
374
إذا ما استجبن الماء يعرض نفسه ... كرعن بسبت في إناء من الورد
374
كأنا أرادت شكرنا الأرض عنده ... فلم يخلنا جو هبطناه من رفد
375
لنا مذهب العباد في ترك غيره ... وإتيانه نبغي الرغائب بالزهد
375
رجونا الذي يرجون في كل جنة ... بأرجان حتى ما يئسنا من الخلد
375
تعرض للزوار أعناق خيله ... تعرض وحش خائفات من الطرد
375
وتلقى نواصيها المنايا مشيحة ... ورود قطا صم تشايحن في ورد
375
وتنسب أفعال السيوف نفوسها ... إليه وينسبن السيوف إلى الهند
375
إذا الشرفاء البيض متوا بقتوه ... أتى نسب أعلى من الأب والجد
376
فتى فاتت العدوى من الناس عينه ... فما أرمدت أجفانه كثرة الرمد
376
وخالقهم خلقا وموضعا ... فقد جل أن يعدي بشيء وأن يعدي
376
يغير ألوان الليالي على العدى ... بمنشورة الرايات منصورة الجند
376
إذا أرتقبوا صبحا رأوا قبل ضوئه ... كتائب لا يردي الصباح كما تردى
376
ومبثوثة لاتتقي بطليعة ... ولايحتمي منها بغور ولا نجد
376
يغصن إذا ما عدن في متفاقد ... من الكثر غان بالعبيد عن الحشد
376
حثت كل أرض تربة في غباره ... فهن عليه كالطرائق في البرد
376
فإن يكن المهدي من بان هديه ... فهذا وإلا فالهدي ذا فما المهدي
376
يعللنا هذا الزمان بذا الوعد ... ويخدع عما في يديه من النقد
377
هل الخير شيء ليس بالخير غائب ... أم الرشد شيء غائب ليس بالرشد
377
أأحزم ذي لب وأكرم ذي يد ... وأشجع ذي قلب وأرحم ذي كبد
377
وأحسن معتم جلوسا وركبة ... على المنبر العالي أو الفرس النهد
377
تفضلت الأيام بالجمع بيننا ... فلما حمدنا لم تدمنا على الحمد
377
جعلن وداعي واحدا لثلاثة ... جمالك والعلم المبرح والمجد
377
وقد كنت أدركت المنى غير أنني ... يعيرني أهلي بإدراكها وحدي
377
وكل شريك في السرور بمصبحي ... أرى بعده من لا يرى مثله بعدي
377
فجد لي بقلب أن رحلت فإنني ... أخلف قلبي عند من فضله عندي
377
ولو فارقت جسمي إليك حيوته ... لقلت أصابت غير مذمومة العهد
377
أوه بديل من قولتي واها ... لمن نأت والبديل ذكراها
377
أوه من لا أرى محاسنها ... وأصل واها وأوه مرآها
377
شامية طالما خلوت بها ... تبصر في ناظري محياها
377
فقبلت ناظري تغالطني ... وإنما قبلت به فاها
378
فليتها لا تزال آوية ... وليته لا يزال مأواها
378
كل جريح ترجى سلامته ... إلا فؤادا دهته عيناها
378
تبل خدي كلما ابتسمت ... من مطر برقه ثناياها
378
ما نفضت في يدي غدائرها ... جعلته في المدام أفواها
378
في بلد تضرب الحجال به ... على حسان لسن أشباها
378
لقيننا والحمول سائرة ... وهن در فذبن أمواها
378
كل مهاة كأن مقلتها ... تقول إياكم وإياها
378
فيهن من تقطر السيوف دما ... إذا لسان المحب سماها
378
أحب حمصا إلى خناصرة ... وكل نفس تحب محياها
378
حيث التقى خدها وتفاح لب ... نان وثغري على حمياها
378
وصفت فيها مصيف بادية ... شتوت بالصحصحان مشتاها
378
إن أعشبت روضة رعيناها ... أو ذكرت حلة غزوناها
378
أو عرضت عانة مقزعة ... صدنا بأخرى الجياد أولاها
378
أو عبرت هجمة بنا تركت ... تكوس بين الشروب عقراها
378
والخيل مطرودة وطاردة ... تجر طولي القنا وقصراها
378
يعجبها قتلها الكماة ولا ... ينظرها الدهر بعد قتلاها
379
وقد رأيت الملوك قاطبة ... وسرت حتى رأيت مولاها
379
ومن مناياهم براحته ... يأمرها فيهم وينهاها
379
أبا شجاع بفارس عضد ال ... دولة فناخسرو شهنشاها
379
أساميا لم تزده معرفة ... وإنما لذة ذكرناها
379
تقود مستحسن الكلام لنا ... كما تقود السحاب عظماها
379
هو النفيس الذي مواهبه ... أنفس أمواله وأسناها
379
لو فطنت خيله لنائله ... لم يرضها أن تراه يرضاها
379
لا تجد الخمر في مكارمه ... إذا انتشى خلة تلافاها
379
تصاحب الراح أريحيته ... فتسقط الراح دون أدناها
379
تسر طرباته كرائنه ... ثم تزيل السرور عقباها
379
بكل موهوبة مولوية ... قاطعة زيرها ومثناها
379
تعوم عوم القذاة في زبد ... من جود كف الأمير يغشاها
380
دان له شرقها ومعربها ... ونفسه تستقل دنياها
380
تشرق تيجانه بغرته ... إشراق ألفاظه بمعناها
380
تجمعت في فؤاده همم ... ملء فؤاد الزمان إحداها
380
فإن أتى حظها بأزمنة ... أوسع من ذا الزمان أبداها
380
وصارت الفيلقان واحدة ... تعثر أحياؤها بموتاها
380
ودارت النيرات في فلك ... تسجد أقماره لأبهاها
380
الفارس المتقي السلاح به ال ... مثني عليه الوغا وخيلاها
380
لو أنكرت من حيائها يده ... في الحرب آثارها عرفناها
380
وكيف تخفى التي زيادتها ... وناقع الموت بعض سيماها
380
الواسع العذر أن يتيه على ال ... دنيا وأبنائها وماتاها
380
لو كفر العاملون نعمته ... لما عدت نفسه سجاياها
380
كالشمس لا تبتغي بما صنعت ... منعفة عندهم ولا جاها
380
ول السلاطين من تولاها ... والجأ إليه تكن حدياها
380
ولا تغرنك الإمارة في ... غير أمير وإن بها باها
381
فإنما الملك رب مملكة ... قد فغم الخافقين رياها
381
مبتسم والوجوه عابسة ... سلم العدى عنده كهيجاها
381
الناس كالعابدين آلهة ... وعبده كالموحد اللاها
381
مغاني الشعب طيبا في المغاني ... بمنزلة الربيع من الزمان
381
ولكن الفتى العربي فيها ... غريب الوجه واليد واللسان
381
ملاعب جنة لو سار فيها ... سليمان لسار بترجمان
381
طبت فرساننا والخيل حتى ... خشيت وإن كرمن من الحران
381
غدونا تنفض الأغصان فيها ... على أعرافها مثل الجمان
381
فسرت وقد حجبن الشمس عني ... وجبن من الضياء بما كفاني
381
وألقى الشرق منها في ثيابي ... دنانيرا تفر من البنان
381
لها ثمر تشير إليك منها ... بأشربة وقفن بلا أواني
381
وأمواه تصل بها حصاها ... صليل الحلي في أيدي الغواني
381
ولو كانت دمشق ثنى عناني ... لبيق الثرد صيني الجفان
382
يلنجوجي ما رفعت لضيف ... به النيران ندى الدخان
382
تحل به على قلب شجاع ... وترحل منه عن قلب جبان
382
منازل لم يزل منها خيال ... يشيعني إلى النوبندجان
382
إذا غنى الحمام الورق فيها ... أجابته أغاني القيان
382
ومن بالشعب أحوج من حمام ... إذا غنى وناح إلى البيان
382
وقد يتقارب الوصفان جدا ... وموصوفاهما متابعدان
382
يقول بشعب بوان حصاني ... أعن هذا يسار إلى الطعان
382
أبوكم آدم سن المعاصي ... وعلمكم مفارقة الجنان
382
فقلت إذا رأيت أبا شجاع ... سلوت عن العباد وذا المكان
382
فإن الناس والدنيا طريق ... إلى من ما له في الخلق ثاني
383
لقد علمت نفسي القول فيهم ... كتعليم الطراد بلا سنان
383
بعضد الدولة امتنعت وعزت ... وليس لغير ذي عضد يدان
383
ولا قبض على البيض المواضي ... ولاحظ من السمر اللدان
383
دعته بمفزع الأعضاء منها ... ليوم الحرب بكر أو عوان
383
فما يسمى كفناخسر مسم ... ولا يكنى كفناخسر كاني
383
ولا تحصى فضائله بظن ... ولا الإخبار عنه ولا العيان
383
أروض الناس من ترب وخوف ... وأرض أبي شجاع من أمان
383
يذم على اللصوص لكل تجر ... ويضمن للصوارم كل جاني
383
إذا طلبت ودائعهم ثقات ... دفعن إلى المحاني والرعان
383
فباتت فوقهن بلا صحاب ... تصيح بمن يمر أما تراتي
383
رقاه كل أبيض مشرفي ... لكل أصم صل أفعوان
383
وما يرقي لهاه من نداه ... ولا المال الكريم من الهوان
383
حمى أطراف فارس شمري ... يحض على التباقي بالتفاني
383
بضرب هاج أطراب المنايا ... سوى ضرب المثالث والمثاني
384
كأن دم الجماجم في العناصي ... كسا البلدان ريش الحيقطان
384
فلو طرحت قلوب العشق فيها ... لما خافت من الحدق الحسان
384
ولم أر قبله شبلي هزبر ... كشبليه ولا مهري رهان
384
أشد تنازعا لكريم أصل ... وأشبه منظرا بأب هجان
384
وأكثر في مجالسه استماعا ... فلان دق رمحا في فلان
384
وأول رأية رأيا المعالي ... فقد علقا بها قبل الأوان
384
وأول لفظة سمعا وقالا ... إغاثة صارخ أو فك عاني
384
وكنت الشمس تبهر كل عين ... فكيف وقد بدت معها اثنتان
384
فعاشا عيشة القمرين يحيى ... بضوئهما ولا يتحاسدان
384
ولا ملكا سوى ملك الأعادي ... ولا ورثا سوى من يقتلان
384
وكان ابنا عدو كاثراه ... له يا أي حروف أنيسيان
384
دعاء كالثناء بلا رياء ... يؤديه الجنان إلى الجنان
384
فقد أصبحت منه في فرند ... وأصبح منك في عضب يماني
384
ولولا كونكم في الناس كانوا ... هراء كالكلام بلا معاني
384
قد صدق الورد في الذي زعما ... أنك صيرت نثره ديما
385
كأنما مازج الهواء به ... بحر حوى مثل مائه عنما
385
ناثره ناثر السيوف دما ... وكل قول يقوله حكما
385
والخيل قد فصل الضياع بها ... والنعم السابغات النقما
385
فليرنا الورد إن شكا يده ... أحسن منه من جودها سلما
385
وقل له لست خير ما نثرت ... وإنما عوذت بك الكرما
385
خوفا من العين أن تصاب بها ... أصاب عينا بها تصاب عمى
385
أثلث فإنا أيها الطلل ... نبكي وترزم تحتنا الإبل
385
أولا فلا عتب على طلل ... إن الطلول لمثلها فعل
385
لو كنت تنطق قلت معتذرا ... بي غير ما بك أيها الرجل
385
أبكاك أنك بعض من شغفوا ... لم أبك أني بعض من قتلوا
385
إن الذين أقمت وارتحلوا ... أيامهم لديارهم دول
385
الحسن يرحل كلما رحلوا ... معهم وينزل حيثما نزلوا
385
في مقلتي رشأ تديرهما ... بدوية فتنت بها الحلل
385
تشكو المطاعم طول هجرتها ... وصدودها ومن الذي تصل
385
ما أسأرت في القعب من لبن ... تركته وهو المسك والعسل
386
قالت ألا تصحو فقلت لها ... أعلمتني أن الهوى ثمل
386
لو أن فناخسر صبحكم ... وبرزت وحدك عاقه الغزل
386
وتفرقت عنكم كتائبه ... إن الملاح خوادع قتل
386
ما كنت فاعلة وضيفكم ... ملك الملوك وشأنك البخل
386
أتمنعين قرى فتفتضحي ... أم تبذلين له الذي يسل
386
بل لا يحل بحيث حل به ... بخل ولا خوف ولا وجل
386
ملك إذا ما الرمح أدركه ... طنب ذكرناه فيعتدل
386
إن لم يكن من قبله عجزوا ... عما يسوس به فقد غفلوا
386
حتى أتى الدنيا ابن بجدتها ... فشكا إليه السهل والجبل
386
شكوى العليل إلى الكفيل له ... ألا تمر بجسمه العلل
386
قالت فلا كذبت شجاعته ... أقدم فنفسك ما لها أجل
386
فهو النهاية إن جرى مثل ... أو قيل يوم وغى من البطل
386
عدد الوفود العامدين له ... دون السلاح الشكل والعقل
386
فلشكلهم في خيله عمل ... ولعقلهم في بخته شغل
386
تمسي على أيدي مواهبه ... هي أو بقيتها أو البدل
386
يشتاق من يده إلى سبل ... شوقا إليه ينبت الأسل
387
سبل تطول المكرمات به ... والمجد لا الحوذان والنفل
387
وإلى حصى أرض أقام بها ... بالناس من تقبيله يلل
387
إن لم تخالطه ضواحكهم ... فلمن تصان وتذخر القبل
387
في وجهه من نور خالقه ... قدر هي الآيات والرسل
387
وإذا الخميس أبى السجود له ... سجدت له فيه القنا الذبل
387
وإذا القلوب أبت حكومته ... رضيت بحكم سيوفه القلل
387
أرضيت وهسوذان ما حكمت ... أم تستزيد لأمك الهبل
387
وردت بلادك غير مغمدة ... وكأنها بين القنا شعل
387
والقوم في أعيانهم خزر ... والخيل في أعيانها قبل
387
فأتوك ليس بمن أتوا قبل ... بهم وليس بمن نأوا خلل
387
لم يدر من بالري أنهم ... فصلوا ولا يدري إذا قفلوا
387
فأتيت معتزما ولا أسد ... ومضيت منهزما ولا وعل
387
تعطى سلاحهم وراحهم ... ما لم يكن لتناله المقل
387
أسخى الملوك بنقل مملكة ... من كاد عنه الرأس ينتقل
387
لولا الجهالة ما دفلت إلى ... قوم غرقت وإنما تفلوا
387
لا أقبلوا سرا ولاظفروا ... غدرا ولا نصرتهم الغيل
388
لا تلق أفرس منك تعرفه ... إلا إذا ما ضاقت الحيل
388
لا يستحي أحد يقال له ... نضلوك آل بويه أو فضلوا
388
قدروا عفوا وعدوا وفوا سئلوا ... أغنوا علوا أعلوا ولوا عدلوا
388
فوق السماء وفوق ما طلبوا ... فمتى أرادوا غاية نزلوا
388
قطعت مكارمهم صوارمهم ... فإذا تعذر كاذب قبلوا
388
لايشهرون على مخالفهم ... سيفا يقوم مقامه العذل
388
فأبو علي من به قهروا ... وأبو شجاع من به كملوا
388
حلفت لذا بركات غرة ذا ... في المهد أن لا فاتهم أمل
388
آخر ما الملك معزى به ... هذا الذي أثر في قلبه
388
لا جزعا بل أنفا شابه ... أن يقدر الدهر على غصبه
388
لو درت الدنيا بما عنده ... لاستحيت الأيام من عتبه
388
لعلها تحسب أن الذي ... ليس لديه ليس من حزنه
388
وأن من بغداد دار له ... ليس مقيما في ذرى عضبه
388
وأن جد المرء أوطانه ... من ليس منها ليس من صلبه
388
أخاف أن تفطن أعداؤه ... فيجفلوا خوفا إلى قربه
389
لا بد للإنسان من ضجعة ... لا تقلب المضجع عن جنبه
389
ينسى بها ما كان من عجبه ... وما أذاق الموت من كربه
389
نحن بنو الموتى فما بالنا ... نعاف ما لا بد من شربه
389
تبخل أيدينا بأرواحنا ... على زمان هن من كسبه
389
فهذه الأرواح من جوه ... وهذه الأجساد من تربه
389
لو فكر العاشق في منتهى ... حسن الذي يسبيه لم يسبه
389
لم ير قرن الشمس في شرقه ... فكشت الأنفس في غربه
389
يموت راعي الضأن في جهله ... موتة جالينوس في طبه
389
وربما زاد على عمره ... وزاد في الأمن على سربه
389
وغاية المفرط في سلمه ... كغاية المفرط في حربه
389
فلا قضى حاجته طالب ... فؤاده يخفق من رعبه
389
أستغفر الله لشخص مضى ... كان نداه منتهى ذنبه
389
وكان من جدد إحسانه ... كأنه أسرف في سبه
389
يريد من حب العلى عيشه ... ولا يريد العيش من حبه
389
يحسبه دافنه وحده ... ومجده في القبر من صحبه
389
ويظهر التذكير في ذكره ... ويستر التأنيث في حجبه
390
أخت أبي خير أمير دعا ... فقال جيش للقنا لبه
390
يا عضد الدولة من ركنها ... أبوه والقلب أبو لبه
390
ومن بنوه زين آبائه ... كأنها النور على قضبه
390
فخرا لدهر أنت من أهله ... ومنجب أصبحت من عقبه
390
إن الأسى القرن فلا تحيه ... وسيفك الصبر فلا تنبه
390
ما كان عندي أن بدر الدجى ... يوحشه المفقود من شهبه
390
حاشاك أن تضعف عن حمل ما ... تحمل السائر في كتبه
390
وقد حملت الثقل من قبله ... فأغنت الشدة عن سحبه
390
يدخل صبر المرء في مدحه ... ويدخل الإشفاق في ثلبه
390
مثلك يثني الحزن عن صوبه ... ويسترد الدمع عن غربه
390
أيما لإبقاء على فضله ... أيما لتسليم إلى ربه
390
ولم أقل مثلك أعنى به ... سواك يا فردا بلاد مشبه
390
أزائر يا خيال أم عائد ... أم عند مولاك أنني راقد
390
ليس كما ظن غشية لحقت ... فجئتني في خلالها قاصد
390
عد وأعدها فحبذا تلف ... ألصق ثديي بثديها الناهد
391
وجدت فيه بما يشح به ... من الشتيت المؤشر البارد
391
إذا خيالاته أطفن بنا ... أضحكه أنني لها حامد
391
وقال إن كان قد قضى أربا ... منا فما بال شوقه زائد
391
لا أجحد الفضل ربما فعلت ... ما لم يكن فاعلا ولا واعد
391
ما تعرف العين فرق بينهما ... كل خيال وصاله نافد
391
يا طفلة الكف عبلة الساعد ... على البعير المقلد الواخد
391
زيدي أذى مهجتي أزدك هوى ... فأجهل الناس عاشق حاقد
391
حكيت يا ليل فرعها الوارد ... فاحك نواها لجفني الساهد
391
طال بكائي على تذكرها ... وطلت حتى كلاكما واحد
391
ما بال هذي النجوم حائرة ... كأنها العمي ما لها قائد
391
أو عصبة من ملوك ناحية ... أبو شجاع عليهم واجد
391
إن هربوا أدركوا وإن وقفوا ... خشوا ذهاب الطريف والتالد
391
فهم يرجون عفو مقتدر ... مبارك الوجه جائد ماجد
391
أبلج لو عاذت الحمام به ... ما خشيت راميا ولا صائد
391
أو رعت الوحش وهي تذكره ... ما راعها حابل ولا طارد
391
تهدي له كل ساعة خبرا ... عن جحفل تحت سيفه بائد
392
وموضعا في فتان ناجية ... يحمل في التاج هامة العاقد
392
يا عضدا ربه به العاضد ... وساريا يبعث القطا الهاجد
392
وممطر الموت والحيوة معا ... وأنت لا بارق ولا راعد
392
نلت وما نلت من مضرة وه ... سوذان ما نال رأيه الفاسد
392
يبدأ من كيده بغايته ... وإنما الحرب غاية الكائد
392
ماذا على من أتى محاربكم ... فذم ما اختار لو أتى وافد
392
بلا سلاح سوى رجائكم ... ففاز بالنصر وانثنى راشد
392
يقارع الدهر من يقارعكم ... على مكان المسود والسائد
392
وليت يومي فناء عسكره ... ولم تكن دانيا ولا شاهد
392
ولم يغب غائب خليفته ... جيش أبيه وجده الصاعد
392
وكل خطية مثقفة ... يهزها مارد على مارد
392
سوافك ما يدعن فاصلة ... بين طري الدماء والجاسد
392
إذا المنايا بدت فدعوتها ... أبدل نونا بداله الحائد
392
إذا درى الحصن من رماه بها ... خر لها في أساسه ساجد
392
ما كانت الطرم في عجاجتها ... إلا بعيرا أضله ناشد
392
تسأل أهل القلاع عن ملك ... قد مستخه نعامة شارد
392
تستوجش الأرض أن تقر به ... فكلها منكر له جاحد
393
فلا مشاد ولا مشيد حمى ... ولا مشيد أغنى ولا شائد
393
فاغتظ بقوم وهسوذ ما خلقوا ... إلا لغيظ العدو والحاسد
393
رأوك لما بلوك نابتة ... يأكلها قبل أهله الرائد
393
وخل زيا لمن يحققه ... ما كل دام جبينه عابد
393
إن كان لم يعمد الأمير لما ... لقيت منه فيمنه عامد
393
يقلقه الصبح لا يرى معه ... بشرى بفتح كأنه فاقد
393
والأمر لله رب مجتهد ... ما خاب إلا لأنه جاهد
393
ومتق والسهام مرسلة ... يحيد عن حابض إلى صارد
393
فلا يبل قاتل أعاديه ... أقائما نال ذاك أم قاعد
393
ليت ثنائي الذي أصوغ فدى ... من صيغ فيه فإنه خالد
393
لويته دملجا على عضد ... لدولة ركنها له والد
393
ما أجدر الأيام والليال ... بأن تقول ما له وما لي
393
لا أن يكون هكذا مقالي ... فتى بنيران الحروب صالي
394
منها شرابي وبها اغتسالي ... لا تخطر الفحشاء لي يببالي
394
لو جذب الزراد من أذيالي ... مخيرا لي صنعتي سربال
394
ما سمته زردا سوى سروال ... وكيف لا وإنما إدلالي
394
بفارس المجروح والشمال ... أبي شجاع قاتل الأبطال
394
ساقي كؤوس الموت والجريال ... لما أصاب القفص أمس الخالي
394
وقتل الكرد عن القتال ... حتى اتقت بالفر والإجفال
394
فهالك وطائع وجال ... فاقتنص الفرسان بالعوالي
394
والعتق المحدثة الصقال ... سار لصيد الوحش في الجبال
394
وفي رقاق الأرض والرمال ... على دماء الإنس والأوصال
394
منفرد المهر عن الرعال ... من عظم الهمة لا الملال
394
وشدة الضن لا الاستبدال ... لم يتحركن سوى انسلال
394
فهن يضربن على التصهال ... كل عليل فوقها مختال
394
يمسك فاه خشية السعال ... من مطلع الشمس إلى الزوال
394
فلم يئل ما طار غير آل ... وما عدا فانغل في الأدغال
394
وما احتمى بالماء والدحال ... من الحرام اللحم والحلال
394
إن النفوس عدد الآجال ... سقيا لدشت الأرزن الطوال
394
بين المروج الفيح والأغيال ... مجاور الخنزير للريبال
395
داني الخنانيص من الأشبال ... مشترف الدب على الغزال
395
كأن فناخسر ذا الإفضال ... خاف عليها عوز الكمال فجاءها بالفيل والفيال
395
فقيدت الأيل في الحبال ... طوع وهوق الخيل والرجال
395
تسير سير النعم الأرسال ... معتمة بيبس الأجذال
395
ولدن تحت أثقل الأحمال ... قد منعتهن من التفالي
395
لا تشرك الأجسام في الهزال ... إذا تلفتن إلى الأظلال
395
أرينهن أشنع الأمثال ... كأنما خلقن للإذلال
395
زيادة في سبة الجهال ... والعضو ليس نافعا في حال لسائر الجسم من الخبال
395
وأوفت الفدر من الأوعال ... مرتديات بقسي الضال
395
نواخس الأطراف للأكفال ... يكدن ينفذن من الآطال
395
لها لحى سود بلا سبال ... يصلحن للإضحاك لا الإجلال
395
كل أثيث نبتها متفال ... لم تغذ بالمسك ولا الغوالي
395
ترضى من الأدهان بالأبوال ... ومن ذكي الطيب بالدمال
395
لو سرحت في عارضي محتال ... لعدها من شبكات المال
395
بين قضاة السوء والأطفال ... شبيهة الإدبار بالإقبال لا تؤثر الوجه على القذال
396
فاختلفت في وابلي نبال ... من أسفل الطود ومن معال
396
قد أودعتها عتل الرجال ... في كل كبد كبدي نصال
396
فهن يهوين من القلال ... مقلوبة الأظلاف الإرقال
396
يرقلن في الجو على المحال ... في طرق سريعة الإيصال
396
ينمن فيها نيمة المكسال ... على القفي أعجل العجال
396
لا يتشكين من الكلال ... ولا يحاذرن من الضلال
396
فكان عنها سبب الترحال ... تشويق إكثار إلى إقلال
396
فوحش نجد منه في بلبال ... يخفن في سلمى وفي قبال
396
نوافر الضباب والأروال ... والخاضبات الربد والريال
396
والظبي والخنساء الذيال ... يسمعن من أخباره الأزوال
396
فحولها والعوذ والمتالي ... تود لو يتحفها بوال
396
يركبها بالخطم والرحال ... يؤمنها من هذه الأهوال
396
ويخمس العشب ولا تبالي ... وماء كل مسبل هطال
396
يا أقدر السفار والقفال ... لو شئت صدت الأسد بالثعالي
396
أو شئت غرقت العدى بالآل ... ولو جعلت موضع الإلال
397
لم يبق إلا طرد السعالي ... في الظلم الغائبة الهلال
397
على ظهور الإبل الأبال ... فقد بلغت غاية الآمال
397
فلم تدع منها سوى المحال ... في لا مكان عند لا منال
397
يا عضد الدولة والمعالي ... النسب الحلي وأنت الحالي
397
بالأب لا الشنف ولا الخلخال ... حليا تجلى منك بالجمال
397
ورب قبح وحلى ثقال ... أحسن منها الحسن في المعطال
397
فخر الفتى بالنفس والأفعال ... من قبله بالعم والأخوال
397
فدى لك من يقصر عن مداكا ... فلا ملك إذا إلا فداكا
397
فلو قلنا فدى لك ن يساوي ... دعونا بالبقاء لمن قلاد
397
وآمنا فداءك كل نفس ... وإن كانت لمملكة ملاد
397
ومن يظن نثر الحب جودا ... وينصب تحت ما نثر الشباد
397
ومن بلغ التراب به كراه ... وقد بلغت به الحال السكاكا
397
فلو كانت قلوبهم صديقا ... لقد كانت خلائقهم عداكا
398
لأنك مبغض حسبا نحيفا ... إذا أبصرت دنياه ضناكا
398
أروح وقد ختمت على فؤادي ... بحبك أن يحل به سواكا
398
وقد حملتني شكرا طويلا ... ثقيلا لا أطيق به حراكا
398
أحاذر أن يشق على المطايا ... فلا تمشي بنا إلا سواكا
398
لعل الله يجعله رحيلا ... يعين على الإقامة في ذراكا
398
فلو أني استطعت خفضت طرفي ... فلم أبصر به حتى أراكا
398
وكيف الصبر عنك وقد كفاني ... نداك المستفيض وما كفاكا
398
أتتركني وعين الشمس نعلي ... فتقطع مشيتي فيها الشراكا
398
أرى أسفي وما سرنا شديدا ... فكيف إذا غدى السير ابتراكا
398
وهذا الشوق قبل البين سيف ... وها أنا ما ضربت وقد أحاكا
398
إذا التوديع أعرض قال قلبي ... عليك الصمت لا صاحبت فاكا
398
ولولا أن أكثر ما تمنى ... معاودة لقلت ولا مناكا
398
وقد استشفيت من داء بداء ... وأقتل ما أعلك ما شفاكا
398
فأستر منك نجوانا وأخفي ... هموما قد أطلت لها العراكا
398
إذا عاصيتها كانت شدادا ... وإن طاوعتها كانت ركاكا
399
وكم دون الثوية من حزين ... يقول له قدومي ذا بذاكا
399
ومن عذب الرضاب إذا أنخنا ... يقبل رحل تروك والوراكا
399
يحرم أن يمس الطيب بعدي ... وقد عبق العبير به وصاكا
399
ويمنع ثغره من كان صب ... ويمنحه البشامة والأراكا
399
يحدث مقلتيه النوم عني ... فليت النوم حدث عن نداكا
399
وأن البدن لا يعرقن إلا ... وقد أنضى العذافرة اللكاكا
399
وما أرضى لمقلته بحلم ... إذا انتبهت توهمه ابتشاكا
399
ولا إلا بأن يصغى وأحكى ... فليتك لا يتيمه هواكا
399
وكم طرب المسامع ليس يدري ... أيعجب من ثنائي أم علاكا
399
وذاك النشر عرضك كان مسكا ... وهذا الشعر فهري والمداكا
399
فلا تحمدهما وأحمد هماما ... إذا لم يسم حامده عناكا
399
أغر له شمائل من أبيه ... غدا يلقى بنوك بها أباكا
399
وفي الأحباب مختص بوجد ... وآخر يدعى معه اشتراكا
400
إذا اشتبهت دموع في خدود ... تبين من بكى ممن تباكا
400
أذمت مكرمات ابي شجاع ... لعيني من نواي على أولاكا
400
فزل يا بعد عن أيدي ركاب ... لها وقع الأسنة في حشاكا
400
وأيا شئت يا طرقي فكوني ... أذاة أو نجاة أو هلاكا
400
فلو سرنا وفي تشرين خمس ... رأوني قبل أن يروا السماكا
400
يشرد يمن فناخسر عني ... قنا الأعداء والطعن الدراكا
400
وألبس من رضاه في طريقي ... سلاحا يذعر الأبطال شاكا
400
ومن أعتاض منك إذا افترقنا ... وكل الناس زور ما خلاكا
400
وما أنا غير سهم في هواء ... يعود ولم يجد فيه امتساكا
400
حين من إلهى أن يراني ... وقد فارقت دارك واصطفاها
400
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب
401
نام کتاب :
شرح ديوان المتنبي
نویسنده :
الواحدي
جلد :
1
صفحه :
402
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
««اول
«قبلی
جلد :
1
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
کتابخانه
مدرسه فقاهت
کتابخانهای رایگان برای مستند کردن مقالهها است
www.eShia.ir