نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 211
لكل ارض معناه لأفتتاح كل أرض فحذف المضاف وتستجفل تستدعي سرعته في الهرب من قولهم جفل الظليم وأجفل إذا أسرع وكنى بالساعة عن قصر المدة التي يستولي عليها وسرعة تمكنه منها يقول ادخرت لفتح كل أرض ساعة شديدة تحمل الأسد على الفرار عن أشباله لشدتها وهولها
تلقى الوجوه بها الوجوه وبينها ... ضرب يجول الموت في أجواله
أجواله نواحيه واحدها جول وجال يقول يتلاقى بتلك الساعة الفريقان وبنهما ضرب يدورالموت في نواحي ذلك الضرب
ولقد خبأت من الكلام سلافه ... وسقيت من نادمت من جرياله
السلاف أجود الخمر وهو الذي انعصر من العنب من غير وطأ والجريال ما كان منه أحمر وهو دون السلاف والمعروف في الجريال أنه لون الخمر يقول الذي رأى الناس وسمعوه من كلامي يمنزله الجريال من السلافة أي لم أخرج لهم مختار شعري وجيد كلامي
وإذا تعثرت الجياد بسهلهِ ... برزت غير معثرٍ بجبالهِ
يقول الفصحاء والشعراء إذا تعثروا بالكلام السهل سبقتهم غير متعثر بحزه يعني إذا لم يقدروا على السهل المستعمل كنت قادرا على الغريب المهمل فجعل الجياد مثلا للبلغاء والسهل والجبال مثلا لسهل الكلام وصعبه الممتنعِ.
وحكمت في البلد العراء بناعجٍ ... معتاده مجتابه مغتالهِ
الناعج الأبيض الكريم من الإبل والعراء والأرض الواسعة الخالية يقول حكمت فيها بجملٍ قد اعتاد السفر وقطع الفلوات ومعنى حكت فيه قطعت به على ما قدرت كما أردت لاعتمادي على قوة مطيتي والمغتال المهلك يريد الذي يفنيه بالسير.
يمشي كما عدت المطي وراءه ... ويزيد وقت جمامها وكلالهِ
أي يمشي هذا الناعج مثل مشي يسبق عدو الإبل فهو يمشي والمطي وراءه تعدو ويزيد عليها مشيا إذا كان كالا والمطي جامةٌ.
وتراع غير معقلاتٍ حولهُ ... فيفوتها متجفلا بعقالهِ
أي تراع المطايا وهي غير معقولة ويشتد عدوها وهذا الناعج يسبقها وهو معقول
فغدا النجاع وراح في أخفافهِ ... وغدا المراح وراح في إرقالهِ
يقول بسيره أدرك ما طلب من النجاح فالنجاح في قوائمه وهو نشيط في العدو والنشاط في ارقاله.
وشركت دولة هاشم في سيفها ... وشققت خيس الملك عن ريباله
أي صرت مشاركا لدولة الخليفة في سيف دولته أي هو سيفي كما أنه سيف دولة هاشم وتوصلت إلى أسد الملك بشق الخيس إليه.
عن ذا الذي حرم الليوث كمالهُ ... ينسى الفريسة خوفه بجمالهِ
يقول شققت خيس الملك عن الليث الذي لم يعط الليوث ما أعطى من الكمال ن ذلك أنه ينسى فريسته الخوف بجماله وهو أنه يبهره بحسنه فيشغله عن الخوف والخوف مضاف إلى المفعول لأنه المخوف ومن روى خوفها فالمصدر مضاف إلى الفاعل لأن الفريسة هي الخائفة.
وتواضع الأمراء حول سريره ... ويرى المحبة وهي من آكالهِ
الأمراء يتواضعون له يقبلون الأرض حول سريره ويظهرون له المحبة وهي من أرزاقه واقواته يعني أنه محبوب لكل أحد.
ويميت قبل قتاله ويبش قب ... ل نوالهِ وينيل قبل سؤالهِ
أي يهلك العدو بخوفه وهيبته قبل ان يقاتله ويبش للسائل قبل أن يعطيه ويعطيه قبل أن يسأله.
أن الرياح إاذ عمدن لناخرٍ ... أغناه مقبلها عن استعجالهِ
هذا مثل لعجلته في العطاء وسبقه السائل يقول الرياح إذا عمدت لمنتظرها أغنت عن أن استعجال والرواية الصحيحة مقبلها بفتح الباء أي أقبالها.
أعطى ومن على الملوك بعفوه ... حتى تساوى الناس في إفضالهِ
أي لم يخل أحد من أفضاله عليه فهم بالسوية ومن دون الملوك يعطيهم والملوك تحت منته وعفوه عنهم.
وإذا غنوا بعطائه عن هزهِ ... وإلى فأغنى أن يقولوا والهِ
أي إذا استغنى الناس بما يعطيهم عن أي يحركوه تابع بين العطاء فأغناهم عن أن يسئلوه
وكأنما جدواه من إكثاره ... حسد لسائلهِ على إقلالِه
يقول لاكثاره العطاء كأنه يحسد سائله على الفقر والقلة فيعطى عطاء كثيرا ليصير مثله فقيرا.
غرب النجوم فغرن دون همومهِ ... وطلعن حين طلعن دون منالهِ
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 211