نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 352
أناله الشرف الأعلى تقدمهُ ... فما الذي بتوقي ما أتى نالوا
تقدمه في الحرب اعطاه أعلى الشرف فما الذي نال اعداؤه باحجامهم وتوقيهم ما يأتيه من المخاوف والأهوال
إذا الملوك تحلت كان حليته ... مهندٌ وأصم الكعب عسالُ
يقول إذا تزينت الملوك بالتاج والسوارين تزين هو بالسيف والرمح الشديد المهتز
أبو شجاع أبو الشجعان قاطبةً ... هولٌ نمتهُ من الهيجاء أهوالُ
يقول هو أبو شجاع كنيةً وهو أبو الشجعان كلهم حقيقةً لنهم كلهم دونه وهو سيدهم وهو هول عند الحرب في أعين الأعداء ونمته غذته وربته أهوال الحرب لأنه نشأ فيها فصارت له كالغذاء
تملك الحمد حتى ما لمفتخرٍ ... في الحمد حاء ولا ميم ولا دالُ
أي الحمد كله له بأسره وليس لغيره منه جزء يعني أنه المحمود في أفعاله وأقواله وليس يحمد دونه أحد
عليه منه سرابيل مضاعفةٌ ... وقد كفاه من الماذي سربالُ
الماذي الدرع اللينة يقول يكفيه في الحرب سربال واحد من الدرع وعليه من الحمد سرابيل كثيرة أي أنه يتوقى الذم بأكثر مما يتوقى الحربَ
وكيف أستر ما أوليت من حسنٍ ... وقد غمرت نوالا أيها النالُ
النال الرجل الكثير النوال وهذا كما يقال كبش صاف أي كثير الصوف ويوم طان أي كثير الطين يقول لا أقدر أن استر إنعامك وإحسانك وقد غرقتني فيهما أي هو أشهر من أن يستتر
لطفت رأيك في بري وتكرمتي ... أن الكريم على العلياء يحتال
يقول توصلت إلى إكرامي بالبر والصلة بلطف وتدبير ورأى وكذلك الكريم يحتال ليحصل لنفسه العلو وذلك أن فاتكا كان يراسل أبا الطيب ولا يجاهر ببره وإكرامه خوفا من الأسود فاتفق التقاؤهما في سفر وبره وأحسن إليه
حتى غدوت وللأخبار تجوال ... وللكواكب في كفيك آمالُ
يقول غدوت والأخبار تجول في الآفاق بحسن ذكرك والثناء عليها ولكل احد أمل في كفيك حتى للكواكب
وقد أطال ثنائي طول لابسهِ ... إن الثناء على التنبال تنبالُ
التنبال القصير وجمعه تنابل وتنابلة يقول مدح الشريف يشرف الشعر ومدح اللئيم يؤدي إلى لؤم الشعر والمعنى أن شعري قد شرف بشرف هذا الممدوح
إن كنت تكبر أن تختال في بشرٍ ... فإن قدرك في الأقدار يختالُ
يقول إن كنت تتعظم عن الاختيال فيما بين الناس فإن قدرك يختال في أقدار الناس لأنك أعظم قدرا من كل أحد
كأن نفسك لا ترضاك صاحبها ... إلا وأنت على المفضال مفضالُ
المفضال الكثير الفضل ويريد بالنفس الهمة والمناقب الشريفة التي فيه يقول لا ترضي نفسك بك صاحبا لها إلا إذا زدت فضلا على من هو كثير الفضل
ولا تعدك صوانا لمهجتها ... إلا وأنت لها في الروع بذالُ
لولا المشقة ساد الناس كلهمُ ... ألجود يفقر والإقدام قتالُ
أي لولا أن في السيادة مشقة لصار الناس كلهم سادةً ثم ذكر مشقتها فقال من جاد افتقر ومن أقدم في الحرب قتل ولا سيادة دون الجود والشجاعة وهذا من قول منصور النمري، الجود أخشن مسًّا يا بني مطرٍ، من أن تبزكموه كفُّ مستلبٍ، ما أعلم الناس أن الجود مكسبةٌ، للمجد لكنه يأتي على النشبِ،
وإنما يبلغ الإنسان طاقتهُ ... ما كل ماشيةٍ بالرحلِ شملالُ
يقول كلٌّ يجري في السيادة على قدر طاقته وليس كل من مشى كان شملالا وهي الناقة الخفيفة المشي
إنا لفي زمنٍ ترك القبيح به ... من أكثر الناس إحسانٌ وأجمالُ
يقول من لم يعاملك بالقبيح في هذا الزمن فقد أحسن إليك لكثرة من يعاملك بالقبيح وهذا المعنى أراد أبو نواس في قوله، وصرنا نرى أن المتارك محسن، وإن خليلا لا يضر وصول،
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجتهُ ... ما قاته وفضول العيش أشغالُ
أي إذا ذكر الإنسان بعد موته كان ذلك حيوةً ثانية له وما يحتاج إليه في دنياه قدر القوت وما فضل من القوت فهو شغل كما قال سالم بن وابصة، غنى النفس ما يكفيك من سد حاجةٍ، وإن زاد شيئا عاد ذاك الغني فقرا وتوفي أبو شجاع فاتك بمصر ليلة الأحد لأحدى عشرة ليلة خلت من شوال سنة 350 فقال يرثيه
الحزن يقلق والتجمل يردعُ ... والدمع بينهما عصي طيعُ
يقول الحزن لأجل المصيبة يقلقني وتكلف الصبر يمنعني عن التهالك والجزع والدمع بين الحالين عاصٍ للتجمل مطيع للقلق
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 352