نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 307
زلت عنه فارقته عطاءه إياه وأنه لا يتوجه وجها إلا لقي جوده وقوله كل وجه أي كل طريق أتوجه إليه له أي لنداه كفيل بوجهي وهذا محمولٌ على القلب أراد لي كفيل بوجه نداه يرينيه ويأتيني به والقلب شائع في الكلام وهو كثير في الشعر يقول كل وجه توجهته لي كفيل بوجه نداه ويصح المعنى من غير حمل اللفظ على القلب وذلك أن من واجهك فقد واجهته ومن استقبلك فق استقبلته والأفعال المشتركة: يستوي المعنى في اسنادها إلى الفعال وإلى المفعول كما تقول لقيني زيد ولقيت زيدا وأصابني مال واصبت مالا وإذا كان للندى كفيل بوجهه كان لوجهه كفيل بالندى
فإذا العذل في الندى زار سمعا ... ففداه العذول والمعذولُ
يقول إذا عذل جواد على الجود فسمع ذلك ووعاه ففداء هذا الممدوح السمحاء والعذلون هذا اشارة إلى أنه لا يسمع العذل وغيره يسمع قال ابن فورجة أراد فداءك كل من عذل في جودٍ سمعه أو رده لنك فوقه جودا
وموالٍ تحييهم من يديه ... نعم غيرهم بها مقتولُ
يقول وفدته موالٍ حيوتهم من أنعامه عليهم وغيرهم مقتول بذلك الإنعام حسدا لهم أو أنه يسلبها من الأعداء فيقتلهم ويعطي أولياءه ثم ذكر تلك النعم
فرس سابق ورمح طويل ... ودلاص زغف وسيف صغيلٌ
الدلاص الدرع البراقة زغف لينة وفرس بدل من نعم وتفسير لها
كلما صبحت ديار عدو ... قال تلك الغيوث هذي السيولُ
كلما أتت مواليه صباحا للغارة دار عدو قال العدو تلك التي رأيناها قبل كانت بالإضافة إلى هؤلاء غيوثا عند الإضافة إلى السيول يريد كثرة مواليه وقال ابن جنى هذا مثل وعني بالغيوث سيف الدولة وبالسيوف موالية وذلك أن السيل يكون من الغيث وكذلك مواليه به قدروا وعزوا
دهمته تطاير الزرد المح ... كم عنه كما يطير النسيل
دهمته فاجأته يريد فاجأت الموالي العدو وهي تهتك دروع العدو حتى تطيرها عنهم كما يطير الريش إذا سقط من الطير
تنقص الخيل خيله قنص الوح ... ش ويستأسر الخميس الرعيلُ
يقول خيله تصيد الخيول كما تصيد الوحش والقليل من جيشه يأسر الجيش الكثير والرعيل القطعة من الخيل والخميس الجيش الكثير الذين هم خمس كتائب القلب والجناحان والمقدمة والساقة
وإذا الحرب أعرضت زعم الهو ... ل لعينيه أنه تهويلُ
يقول إذا قامت الحرب وظهرت لم تهله يزعم الهول لعيني الممدوح أنه تهويل لا حقيقة له والمعنى أنه لا يهوله شيء يراه وكأن الهول يقول له لا يهولنك ما ترى وذلك إن التهويل يكون بالكلام
وإذا صح فالزمان صحيحٌ ... وإذا اعتل فالزمان عليلُ
يقول هو الزمان فصحته صحة الزمان وكذلك علته وهذا كما يروي عن معاوية أ، هـ قال نحن الزمان فمن رفعناه ارتفع ومن وضعناه أتضع وروى أنه سمع رجلا يذم الزمان فقال لو يعلم ما يقول لضربت عنقه أن الزمان هو السلطان
وإذا غاب وجهه عن مكانٍ ... فبه من نثاه وجه جميلُ
الثنا الخبر وهو ما ينثي أي نشر من حديث يقول بكل مكان يسمع له خبر جميل
ليس إلاك يا عليُّ همامٌ ... سيفهُ دون عرضه مسلولُ
يقول ليس أحد من الملوك يقي عرضه بسيفه غيرك أي أنت الشجاع دونهم
كيف لا يأمن العراق ومصرٌ ... وسراياك دونها والخيولُ
يقول أنت وخيلك في وجه الروم تدفعونهم عن ديار المسلمين
لو تحرفت عن طريق الأعادي ... ربط السدر خيلهم والنخيلُ
يقول لو ملت عن طريق الروم لساروا فأوغلوا في ديار العرب حتى يربطوا خيولهم بالسدر والنخيل التي بالعراق والمعنى لولا ذبك عن هذه الممالك لملكتها الأعداء يريد بهذا الغض ممن بالعراق ومصر ن الملوك والرفع من شأن سيف الدولة وجعل الفعل للسدر والنخيل توسعا لأنها هي الممسكة إذا ربطت إليها فكأنها ربطتها
ودرى من أعزه الدفع عنه ... فيهما أنه الحقير الذليلُ
يعني وعلم من أعزه دفعك عنهما في مصر والعراق يعني كافورا وآل بويه أنه حقير ذليل بغلبة العدو إياه
أنت طول الحياة للروم غازٍ ... فمتى الوعد أن يكون القفولُ
وسوى الروم خلف ظهرك روم ... فعلى أي جانبيك تميلُ
يقول سوى الروم لك وراء ظهرك أعداء كالروم في المعاداة يعني آل بوبه
قعد الناس كلهم عن مساعي ... ك وقامت بها القنا والنصولُ
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 307