نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 263
بسيف الدولة الوضاء تمسي ... جفوني تحت شمس ما تغيبُ
الوضا الوضيء البالغ في الوضاءة كما يقال حسانُ وكرام يريد أنه ينظر منه إلى شمسٍ لا تغيب
فأغزو من غزا وبه اقتداري ... وأرمي من رمى وبه أصيبُ
وللحساد عذر أن يشحوا ... على نظري إليه وأن يذوبوا
فإني قد وصلت إلى مكانٍ ... عليه تحسد الحدق القلوبُ
يريد أن القلوب تحسد العيون على النظر إلى الممدوح فإن حسده غيره كان له العذر في ذلك وقال سيف الدولة يسر رسول الروم بعلتي فقال أبو الطيب
فديت بماذا يسر الرسولُ ... وأنت الصحيح بذا لا العليل
يريد أن الدمل ليس بعلةٍ وأنه صحيح النفس ليس بعليل وإن كان به دمل
عواقب هذا تسوء العدو ... وتثبت فيهم وهذا يزولُ
عاقبة هذا العارض الذي أصابك تسوء العدو لأنك تغزورهم وتثبت فيهم لأنك لا تنفك من غزوهم ويزول هذا العارض وقال فيه وقد تشكي من دملٍ اصابه
إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض ... ومن فوقها والناس والكرمُ المحضُ
هذا من قول الطاءي، لا تعتلل إنما بالمكرمات إذا، أنت اعتللت ترى الأوجاع والعلل، ومن قوله أيضا، إنا جهلنا فخلناك اعتللت ولا، والله ما اعتل إلا الملك والأدب، ومن قوله أيضا، وإن يجد علةً نغم بها، حتى ترانا نعاد من مرضعْ، ومثله قول عليّ بن الجهم، وإذا رابكم من الدهر ريبٌ، عم ما خصكم جميع الأنام، ومثله لأبي هفان، قالوا اعتللت فقلتُ كلا إما اعتل العبادُ، والدين والدنيا لعلته وأظلمت البلاد، ومثله قول مسلم بن الوليد، نالتك يا خير الخلائق علةٌ، يفديك من مكروهها الثقلان، فبكل قلب من شكاتك علةٌ، موصوفة الكشوى بكل لسانِ،
وكيف انتفاعي بالرقاد وإنما ... بعلتهِ يعتل في الأعين الغمضُ
اعتلال الغمض مجازُ ومعناه امتناعه من العين فجعل ذلك اعتلالا له
شفاك الذي يشفي بجودك خلقه ... فإنك بحرٌ كل بحرٍ له بعضُ
وقال وقد عوفي سيف الدولة
المجد عوفي إذ عوفيت والكرمُ ... وزال عنك إلى أعدائك الألمُ
هذا من قول أبي تمام، سلمت وإن كانت لك الدعوة اسمها، وكان الذي يخطي بانجاحها المجد،
صحت بصحتك الغارات وابتهجت ... بها المكارم وانهلت بها الديمُ
كانت قد انقطعت الغارات على بلاد الكفر فلما شفى وصح اتصلت الغارات عليها فكأنها كانت عليلةً بعلته ثم صحت بصحته وسرت المكارم بصحته لأنه صاحبها وكانت الأمطار منقطعةً فلما شفى اتصلت
وراجع الشمس نور كان فارقها ... كأنما فقده في جسمها سقمُ
يقول الشمس كانت قد فقدت نورها أيام مرضه وكأن فقد ذلك النور كان سقما لها وقد عاودها ذلك النور حين صح سيف الدولة والمعنى أن الشمس كانت قد مرضت بمرضه حزنا عليه يعظم الأمر في علته كعادة الشعراء
ولاح برقك لي من عارضي ملكٍ ... ما يسقط الغيث إلا حيث يبتسمُ
العارض الناب ويريد بالبرق ظهور ثغره عند التبسم يعني تبسمت ولاح لي برق من عارضيك ولا يسقط الغيث إلا حيث تبسمت يعني أنه إذا تبسم أعطى ماله فيصير ذلك المكان كان الغيث قد نزل به لأنه أخصب بجوده
يسمى الحسام وليست من مشابهةٍ ... وكيف يشتبه المخدوم والخدمُ
يقال أسميته وسميته أي وليست التسمية بالحسام لمشابهة بينهما لأن سيف الدولة يخدمه فهو مخدوم والسيف خادم
تفرد العرب في الدنيا بمحتده ... وشارك الغرب في إحسانه العجمُ
يقول هو عربي الأصل فالعرب مختصة بالفخر به لأنه منهم وحصلت الشركة للعجم مع العرب في إحسانه وعطائه وهذا من قول البحتري، غدا قسمه عدلا ففيكم نوالهُ، وفي سر نبهان بن عمرو مآثره،
وأخلص الله للإسلام نصرتهُ ... وإن تقلب في آلائه الأممُ
أي أن كانت الأمم مشتركةً في أنعامه فإن نصرته خالصة لدين الإسلام لا ينصر غيره من الأديان.
وما أخصك في برء بتهنئةٍ ... إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
وقال يمدحه عند انسلاخ شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة
الصوم والفطرُ والأعياد والعصرُ ... منيرةٌ بك حتى الشمس والقمرُ
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 263