نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 25
وليس كبحرِ الماءِ يشتقُّ قعرهُ ... إلى حيث يفنى الماءُ حوتٌ وضفدعُ
يقول ليس بحر جوده كبحر الماءِ الذي فيه يغوص الحوت والضفدع حتى ينتهيا إلى قعره
أبحرٌ يضر المعتفين وطعمهُ ... زعاقٌ كبحرٍ لا يضرُّ وينفعُ
المعتفون السائلون يقال فلان عفاه واعتفاه إذا أتاه سائلا والزعاق المر يريد أن يفضل الممدوح على البحر والاستفهام في أول البيت معناه الإنكار يقول ليس بحر يضر من ورده بالغرق وهو مر الطعم لا يمكن شربه كبحر ينفع الواردين بالعطاء ولا يضرهم ولو قال ينفع ولا يضرّ كان احسن حتى لا يتوهم نفى النفع والضرر جميعا لكنه قدم لا يضر لاثبات القافية قال ابن جنيّ وهذا فيه قبح لن المشهور عندهم أن ينسب الممدوح إلى المنفعة لاوليائه والمضرة لأعدائه كما قال، ولكن فتى الفتيانِ من راحَ وأغتدى، لضرِ عدوٍّ أو لنفع صديقِ، وقال الآخر، إذا أنت لم تنفع فضر فإنّما، يرجى الفتى كيما يضر وينفعا، قال ابن فورجة أبو الطيب قال أبحر يضر المعتفين فخصص في المصراع الأول فعلم من لفظه أنه أراد كبحر لا يضر المعتفين لأنه خصص في ابتداء الكلام ولا يكون آخر الكلام خارجا عن أوله وهذا على ما قال
يتيهُ الدقيقُ الفكرِ في بعد غوره ... ويغرق في تياره وهو مصقع
التيار الموج والمصقع الفصيح البليغ لأنه يأخذ في كل صقع من القول والدقيق الفكر الفهم الفطن الذي يدق فكره وخاطره إذا تفكر وهذا هو الرواية الصحيحة بالألف واللام في الدقيق مع الاضافة إلى الفكر وهو جائز في اسماء الفاعلين كالطويل الذيل والحسن الوجه ومن روى دقيق الفكر جعل الدقة نعتا للفكر اراد يتيه الدقيق من الافكار والأول اجود ليكون نعتا للرجل كأنه قال يتيه الرجل الدقيق الفكر ألا تراه يقول وهو مصقع وهذا نعتٌ للرجل لا للفكر
ألا أيها القيلُ المقيمُ بمنبجٍ ... وهمتُهُ فوق السماكين توضع
يريد السماك الرامح والسماك الأعزل والايضاع السير السريع اوضعت الناقة إذا اسرعت
أليس عجيباً أن وصفك معجز ... وأن طنوني في معاليك تظلع
يقال طلعت النقاة تظلع إذا مشت مشية العرجاء من يدها أو رجلها يقول أليس من العجب أني مع جودة خاطري وبلاغة كلامي اعجز عن وصفك ولا يبلغ ظني معاليك فلا ادركها لكثرتها
وأنك في ثوبٍ وصدرك فيكما ... على أنه من ساحةِ الأرضِ أوسعُ
صدرك بالرفع استئناف يقول أو ليس من العجب انك في ثوب قد اشتمل عليك وصدرك فيك وفي الثوب مع أنه أوسع من وجه الأرض
وقلبك في الدنيا ولو دخلت بنا ... وبالجنِ فيه ما درت كيف ترجع
يقول أو ليس من العجب أن قلبك قد احاطت به الدنيا وهو من السعة بحيث لو دخلت الدنيا بمن فيها من الجن والإنس في قلبك لضلت وما اهتدت للرجوع
ألا كل سمحٍ غيرك اليوم باطلٌ ... وكل مديح في سواك مضيع
نصب غيرك كنصب، وما لي إلا أحمد شيعة، وما لي إلا مذهب الحق مذهب، وما في الدار غير زيد أحد لأنه قد تقدم على المستثنى منه والسمح الذي يسمح بماله يقول كل جواد سواك باطل أي بالإضافة إليك وكل مدح مدح به غيرك فهو مضيع لأنه ليس في أهله وفيمن يستحقه.
وقال في صباه على لسان بعض التنوخيين وقد سأله ذلك
قضاعة تعلم أني الفتى ال ... ذي ادخرت لصروف الزمان
يقول قبيلتي تعلم أني فتاها الذي يحتاجون إليه فيدخرونه لدفع ما ينزل بهم من الحوادث
ومجدي يدل بني خندف ... على أن كل كريم يماني
يقول شرفي دليل على أن كل كريم يمني أي من قبائل اليمن لأني منهم
أنا أبن اللقاء أنا ابن السخاء ... أنا ابن الضراب أنا ابن الطعان
العرب تقول لكل من لزم شيأ انه ابنه حتى قالوا لطير الماء ابن الماء واللقاء ملاقاة الأقران في الحرب يقول أنا صاحب هذه الأشياء لا أفارقها
أنا ابن الفيافي أنا ابن القوافي ... أنا ابن السروج أنا ابن الرعان
وكان ينشده أيضا بطرح الياء من الفيافي والقوافي اكتفاء بالكسرة كقوله تعالى جابوا الصخر بالواد والرعان جمع الرعن وهو الشاخص من الجبل يقول أنا صاحب الجبال لكثرة سلوكي طرقها
طويل النجاد طويل العماد ... طويل القناة طويل السنان
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 25