نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 26
النجاد حمالة السيف وطولها دليل على طول قامته والعماد عماد الخيمة الذي تقوم به وذلك مما يمدح به لأنه يدل على كثرة حاشيته وزواره وطول القناة يدل على قوة حاملها لأنه لا يقدر على استعمال القناة الطويلة إلا القوي
حديد الحفاظ حديد اللحاظ ... حديد الحسام حديد الجنان
الحفاظ المحافظة على ما يجب حفظه ومعنى حديد اللحاظ أنه يرى مقاتل عدوه في الحرب يقول هذه الأشياء منى حديدة وأنا حديد هذه الأشياء
يسابق سيقي منايا العباد ... إليهم كأنهما في رهان
يقول سيفي يبادر آجال الناس ليسبقها فيقتلهم قبل انقضاء آجالهم وهذا من قول عنترة، وأنا المنية في المواقف كلها، والطعن منى سابق الآجال. ومثله قول الطاعي، يكاد حين يلاقي القرن من حنق، قبل الحمام على حوبائه يرد،
يرى حده غامضات القلوب ... إذا كنت في هبوة لا أراني
غامضات القلوب يريد القلوب الغامضة في الأبدان وإنما خصها دون سائر الأعضاء الغامضة لأنها مقاتل بلا شك يقول يرى حد سيفي قلوب الأعداء فيردها إذا كنت في غبار لا أرى نفسي ولا يجوز أراني بمعنى ارى نفسي وإنما يجوز ذلك في أفعال معدودة نحو ظننتني وخلتني وبابهما ومعنى البيت من قول زيد الخيل، وأسمر مرفوعٍ يرى ما رأيته، بصير إذا صوبتهُ بالمقاتلِ، أي هيأته نحو العدو وقد قال أبو تمام، من كل أرزق نظارٍ بلا نظرٍ، إلى المقاتل ما في متنه أودُ،
سأجعله حكماً في النفوس ... ولو ناب عنه لساني كفاني
الحكم بمعنى الحاكم يقول سأقتل من اعداءي ما شئت ولساني كسيفي في الحدة فلو ناب عنه كفاني السيف لأن أبلغ من التأثير في أعداءي بلساني ما يبلغه السيف ويجوز أن يكون المعنى ولو ناب اللسان عن السيف بأن يطيعوا أمري لم استعمل فيهم السيف وقال أيضا في صباه
قفا تريا ودقي فهاتا المخائل ... ولا تخشيا خلفاً لما أنا قائل
الودق المطر وهاتا بمعنى هذه والمخائل جمع المخيلة وهو السحابة الخليقة بالمطر والخلف اسم من الاخلاف يقول لصاحبيه اصبرا تريا من أمري شأنا عظيما فقد ظهرت مخائله وما يشهد لي بتحقيق ما كنت أعدكما من نفسي من قتل الأعداء وبلوغ الآمال وذكر أنه لا يخلف وعده.
رماني خساسُ الناسِ من صائبِ أستهِ ... وآخر قطنٌ من يديهِ الجنادلُ
الصائب بمعنى المصيب يقال صابه يصوبه واصابه يصيبه وصاب السهم الهدف واصابه يقول عابني الأراذل والاخساء ثم بين تفصيلهم فقال من صائب استه أي ممن يصيب استه ما يرميني به أي يلحقه ما يعيبني به وينقلب عليه وآخر يؤثر في ما يرميني به ولا يرميني به ولا يعلق بي ما يقوله في كأنه يرميني بقطعة قطن لعدم التأثير وقوله من صائب استه كقولهم جاءني القوم من فارسٍ وراحلٍ يعني أنهم من هذين الجنسين
ومن جاهلٍ بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهلُ
يقول ومن رجل آخر لا يعرفني ولا يعرف أنه جاهل بي فهاتان جهالتان ويجهل أني أعلم أنه جاهل بي
ويجهل أني مالكً الأرض معسرٌ ... وأني على ظهر السماكين راجلٌ
يقول ولا يعلم هذا الجاهل أني في الحال التي املك فيها الأرض كلها معسرٌ عند نفسي ومقتضى همتي وأني إذا علوت السماء وركبت السماكين كنت راجلا لاقتضاء همتي ما فوق ذلك ألا تراه يقول
تحقر عندي همتي كل مطلبٍ ... ويقصر في عيني المدى المتطاولُ
يقول همتي تريني كل شيءٍ اطلبه حقيرا والغاية البعيدة قصيرةً في عيني
وما زلت طوداً لا تزول مناكبي ... إلى أن بدت للضيم في زلازلُ
مناكب الجبل أعاليه يقول لم أزل في الثبات والوقار طوداً لا يحركه شيء إلى أن ظُلمت فلم اصبر على الظلم بل تجردت لدفع الظلم عن نفسي وهو قوله
فقلقلتُ بالهم الذي قلقلَ الحشا ... قلاقلَ عيسٍ كلهنَّ قلاقلُ
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 26