نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 69
الغواني النساء الشواب يقال أنهن اللاتي غنين بجمالهن عن الحلى ويقال غنين بأزواجهن عن الرجال ويقال الغانية التي غنيت بيت أبويها ولم يقع عليها سباء يقول فعل بهن ما فعلن بين لأنهن عشقنه فلم يواصلهن وعف عنهن فكان ذلك جزاء لهن عن مصارمتهن أياي
فدى من على الغبراء أولهم أنا ... لهذا الأبي الماجد الجائد القرم
الفداء يمد ويقصر فإذا فتحت الفاء قصر لا غير والأبي بمعنى الآبي وهو الذي يأبى الدينايا والجائد الفاعل من جاد يجود والقرم السيد واصله الفحل من الإبل يترك للفحلة ولا يحمل عليه
لقد حال بين الجن والأمن سيفه ... فما الظن بعد الجن بالعرب والعجم
يقول أخاف سيفه الجن حتى حال بينهم وبين أن يأمنوه فما ظنك بالأنس بعد خوف الجن
وأرهب حتى لو تأمل درعه ... جرت جزء من غير نار ولا فحم
أي أخاف كل احد حتى لو نظر بهيبته إلى درعه لذابت جزعا من خوفه وجرت جرى الماء
وجاد فلولا جوده غير شارب ... لقيل كريم هيجته ابنة الكرم
أي لولا أنه يجود بالمال ولم يشرب الخمر لقال الناس أنه كريم حركته الخمر وبعثته على الجود وعني بابنة الكرم الخمر وهذا من قول البحتري، ضحى واهتز للمعروف حتى قيل نشوان،
أطعناك طوع الدهر يابن ابن يوسفٍ ... بشهوتنا والحاسدوا لك بالرغم
قوله طوع الدهر يجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل فيكون المعنى اطعناك كما اطاعكم الدهر ويجوز أن يكون مضافا إلى المفعول وهو الظاهر فيكون المعنى اطعناك نهاية الطاعة شهوة منا لطاعتك كما نطيع الدهر ولا ينفك أحد من طاعة الدهر واطاعك حاسدوك على رغمهم حوفا منك وأراد والحاسدون فحذف النون لأنه شبهة بالفعل كأنه قال والذين حسدوك ومثله كثير قال عبيد، ولقد يغنى به جيرانك الممسكوا منك بأسياب الوصال، أراد الممسكون وأنشد جميع النحويين، الحافظوا عورة العشيرة لا، يأتيهم من ورائهم وكف، واراد الحافظون ولذلك نصب العورة وقرأ بعض القراء والمقيمي الصلاة بالنصب ومن روى الحاسدوك فهو كرواية من روى فيما انشده النحويون الحافظو عورة العشيرة وكقراءة العامة والمقيمي الصلاة لأن النون إذا حذفت للأضافة فالوجه أن يخفض المضاف إليه ويجوز إدخال الألف واللام في إسم الفاعل مع الاضافة خاصة كقول عنترة، الشاتمي عرضي ولم أشتمهما، وكقول عمرو يا أيها المغتابنا جهلا بنا، وخلقت عبدا لأن المعنى يا أيها الذي يغتابنا وارتفع الحاسدوا بالعطف على الضمير في اطعناك وحسن العطف على الضمير المرفوع وإن لم يؤكد لطول الكلام
وثقنا بأن تعطى فلو لم تجد لنا ... لخلناك قد أعطيت من قوة الوهم
يقول وثقنا بأنك تعطينا لما تحققناه من جودك فلو لم تعطنا لظنناك قد أعطيتنا
دعيت بتقريظيك في كل مجلس ... وطن الذي يدعو ثناءي عليك اسمى
يقول لكثرة مدحي أياك دعيت مادحك وشاعرك والذي يدعوني يظن أن أسمي ثناءي عليك فيقول يا مثني فلان وأراد الذي يدعوني فحذف المفعول وللظن في البيت مفعولان أولهما اسمي والثاني ثناءي وهذا المعنى من قول الناس من أكثر من شيء عرف به وقد قال جعفر بن كثير لجميل قد ملأت البلاد بذكر بثينة وصار أسمها لك نسبا وأبو الطيب نقل هذا من قول البحتري، وما أنا إلا عبد نعمتك التي، نسبت إليها دون رهطي ونصبي،
وأطمعتني في نيل ما لا أناله ... بما نلت حتى صرت أطمع في النجم
يقول قد نلت بجودك كل ما أردت ولما أدركت ذلك طمعت فيما لا ينال لأن من نال ما أراد طمع فيما وراءه مما لا يناله ولم يزل في هذا الطمع حتى صرت أطمع في إدراك النجوم حتى أنالها كما قال البحتري، لم لا أمد يدي حتى أنال بها، زهر النجوم إذا ما كنت لي عضدا،
إذا ما ضربت القرن ثم أجزتني ... فكل ذهبا لي مرة منه بالكلم
اجزتني اعطيتني جائزةً وهي العطاء والكلم الجرح ويريد به أنه واسع الضربة رحيب الجرح فلو كال به الذهب في جائزته كان كثيرا
أبت لك ذمي نخوة يمينة ... ونفس بها في مازق أبدا ترمي
ويروى عربية والنخوة الكبر يريد تكبره عن الدنايا وعما يورثه عيبا يقول تكبرك عن النقاءض ونفسك التي ترمي بها أبدا في مضيق من الحرب تأبيان ذمي لك أي لا موضع للذم فيك لأنك مترفع عن كل ما يزري بك لأنك شجاع
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 69