نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 218
أول حرف من اسم سيف الدولة العين لأنه عليّ وآثار سنابك الخيل تحكي شكل العين من الحروف.
مهما يعزي الفتى الأمير به ... فلا بإقدامه ولا الجود
يقول مهما عزاه معز بهذا الميت فلا عزاه بجوده وشجاعته أي لا فقدهما ويروي مهما يعزي الفتى الأمير به والفتى على هذا الأمير وهو المعزي.
ومن منانا بقاؤه أبداً ... حتى يعزي بكل مولودِ
يقول منيتنا أن يبقى حتى يتقدمه كل من ولد فيعزى بهم.
وقال وقد ركب سيف الدولة لتشييع عبده يماك لما نفذ إلى الرقة في مقدمته وهبت ريح شديدة
لا عدم المشيع المشيَّع ... ليت الرياح صنع ما تصنع
المشيع سيف الدولة والمشيَّع عبده لا عدمه عبده ثم قال ليت الرياح تصنع ما تصنعه أنت
بكرن ضرأ وبكرت تنفع ... وسجسج أنت وهن زعزع
أراد بكرن يضررن ضرا يعني الرياح وأراد بكرن ذوات ضر فحذف المضاف يقول الرياح تضر وأنت تنفع ثم ذكر نفعه وضر الرياح وقال أنت سجسج وهو السهل اللين الذي لا حر فيه ولا برد ومنه الديث هواء الجنة سجسج والزعزع من الرياح التي تزعزع كل شيء مرت به
وواحد أنت وهن أربع ... وأنت نبع والملوك خروع
عنى بالأربع الجنوب والشمال والصبا والدبور والنبع أصلب العود وأجود الشجر والخروع ضعيف متثن وكل شيء لين فهو خروع وخريع وقال وهو سائر إلى الرقة واشتد المطر يعرف بالثديين
لعيني كل يوم منك حظ ... تحير منه في أمر عجاب
يقول كل يوم ترى عيني منك شيأ عجيبا تتحير منه ثم ذكر ذلك فقال
حمالة ذا الحسام على حسام ... وموقع ذا السحاب على سحاب
الحمالة التي يحمل بها السيف وهي المحمل أيضا يقول سيف حمل سيفا وسحاب يمطر على سحاب هذا هو العجاب وزاد المطر فقال
تجف الأرض من هذا الرباب ... ويخلق ما كساها من ثياب
فضله على السحاب فقال الأرض تجف من ماء السحاب ويصير نباتها الذي أنبته الغيث خلقا بأن يهيج
وما ينفك منك الدهر رطبا ... وما ينفك غيثك في انسكاب
يريد برطوبة الدهر لينه وسهولته بخلاف القساوة والصلابة والمعنى يطيب عيش أهل الدهر بك فكان الدهر رطب ينقاد ويلين لهم كما قال البحتري، أشرقن حتى كاد يقتبس الدجى، ورطبن حتى كاد يجري الجندل، فجعل الصخر يكاد يجري للينه برطوبة الزمان وفي ضده يقول الآخر، كأن قلب زماني، صخر علي وصفر، أي لقساوته ليس يلين لي
تسايرك السواري والغوادي ... مسايرة الأحباء الطراب
يقول السحاب السارية والغادية تسير معك كما يسير الحبيب الطرب مع حبيبه وهو الذي حركه الشوق ثم ذكر سبب مسايرتها إياه وقال
تفيد الجود منك فتحتذيه ... وتعجز عن خلائقك العذاب
أي تفيد منك الجود فتتبعه وتتعلمه منك ويجوز أن يكون تفيد بمعنى تستفيد منك الجود فتأتي بمثله وتعجز عن التخلق باخلاقك العذبة الكريمة وقال وقد أجمل سيف الدولة ذكره وهو يسايره
أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبه ... تأتي الندى فيشاع عنك فتكره
يقول تكره أن يذكر ما فعلته من الجود ويشاع ذلك في الناس فإذا ذكرتك بالجود كنت شبيها بالوشاة وهم الذين يشيعون على الناس ما يكرهونه
فإذا رأيتك دون عرض عارضا ... أيقنت أن الله يبغي نصره
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 218