نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 179
يقول دهرك مجدود مرزوق بك فليت لي مثل ما له من الجد والرزق ثم بين ذلك فقال
أنت فيه وكان كل زمان ... يشتهي بعض ذا على الخلاق
مثله قول مسلم، فالدهر يغبط أولاه أواخره، إذ لم يكن هو في أعصاره الأول.
ودخل عليه يوما وهو على الشراب وبيده بطيخة من ندّ معنبر في غشاء من خيزران على رأسها عنبر قد أدير حولها قلادة من در فحياه بها وقال بماذا تشبه هذه فقال
وبنيةٍ من خيزرانٍ ضمنت ... بطيخة نبتت بنارٍ في يد
البنية المبنية يعني ما اتخذ من الخيرزان وعاء لهذه البطيخة ولما قال بطيخة قال نبتت لأنها من النوابت إلا أنه جعل نباتها بنارٍ في يد صانعها وذلك أنها أديرت باليد على النار حتى تمت واستوت
نظم الأمير لها قلادة لؤلؤ ... كفعاله وكلامه في المشهد
شبه القلادة المنظومة في حسنها بفعله وكلامه الذي يتكلم به في مشهد من الناس
كالكاس باشرها بالمزاج فأبرزت ... زبداً يدور على شرابٍ أسود
جعل الشراب أسود لسواد الكاس ثم جعله ممزوجا ليعلوه الزبد فيشبه القلادة التي عليها.
وقال فيها أيضا
وسوداء منظوم عليها لآلىء ... لها صورة البطيخ وهي من الند
كأن بقايا عنبرٍ فوق رأسها ... طلوع رواعى الشيب في الشعر الجعد
قد ذكرنا تفسير رواعي الشيب عند قوله راعتك راعية البياض ويمكن أن تكون الرواعي جمع راعية التي قلبت من رائعة على ما ذكرنا وروة الخوارزمي دواعي الشيب بالدال يعني أوائله التي تدعو سائر الشعر إلى البياض وقال ابن جنى قال الجعد لأن السواد أبدا مع الجعودة قال ابن فورجة ليس كذلك لأن الزنج يشيبون ولا تزول جعودة شعرهم وإنما أتى بالجعد للقافية فقط.
وقال أ] ضا فيها
ما أنا والخمر وبطيخة ... سوداء في قشرٍ من الخيزران
من رفع الخمر عطفها على أنا ومن نصب جعل الواو بمعنى مع وجعل غلافها قشرا لها
يشغلني عنها وعن غيرها ... توطئتي النفس ليوم الطعان
وكل نجلاء لها صائك ... يخضب ما بين يدي والسنانِ
يعني طعنة واسعة لها دم لاصق يلصق بالمطعون ويخضب الرمح.
وقال أيضا يمدح أبا العشائر الحسين بن عليّ بن حمدان
مبيتي من دمشقَ على فراش ... حشاه لي بحرِّ حشاي حاشى
يقول أبيت على فراش حار حشى بحرارة قلبي من الهوى يعني حرارة الهوى وإن فراشه صار حارا
لقي ليلٍ كعين الظبي لونا ... وهمٍّ كالحميا في المشاش
اللقى الشيء الملقى يعني أن الليل القاه على فراشه والحميا الخمر والمشاش رؤس العظام الرخوة والمصراع الأول من قول الطاءي، إليك تجرعنا دجى كحداقنا، والثاني من قول الأبيرد، عساكر تغشى النفس حتى كأنني، أخو سكرةٍ دارت بها مني الخمر، والمعنى إن الحزن ملأ حشاه وتمشي فيه تمشي الخمر في العظام.
وشوقٍ كالتوقد في فؤادٍ ... كجمرٍ في جوانح كالمحاش
المحاش والمحاش لغتان فيما احرقته النار يقال محشته النار أي احرقته وسودته شبه ثلاثة أشياء بثلاثة أشياء في بيت واحد شبه شوقه بتوقد النار وقلبه بجمر نار وجوانحه وهي اضلاعه بشوى احرقته النار.
سقى الدم كل نصلٍ غير نابٍ ... وروى كل رمحٍ غير راشِ
دعا بالسقيا لكل نصل لا ينبو عن الضريبة وكل رمح غير ضعيف يقال رمح راش أي خوار ضعيف وجمل راش الظهر ضعيفه ورجل راش وهو مثل قولهم كبش صاف ورجل مال أي ذو مالٍ
فإن الفارس المنعوت خفت ... لمنصله الفوارس كالرياش
المنعوت الموصوف الذي سارت صفته بالشجاعة فيما بين الناس فعرفوه بنعته كذا رواه الخوارزمي وروى ابن جنى المبغوت وهو الذي بغته الشيء أي فاجأه يعني ما كان عرض لأبي العشائر من الجيش الذي كبسه بانطاطية وكان أبلى ذلك اليوم بلاء حسنا ومعنى خفت لمنصله تطايرت عن سيفه تطاير الريش
فقد أضحى أبا الغمرات يكنى ... كأن أبا العشائر غير فاش
يقول صار يكنى أبا الغمرات وهي الشدائد لالتباسه بها ودخوله فيها فكأن كنيته المعروفة غير فاشية وذكر الكنية لأنه ذهب إلى الأسم والكنية أسم على الحقيقة أو ذهب إلى الأب وكان المراد به الكنية
وقد نسي الحسين بما يسمى ... ردي الأبطال أو غيث العطاش
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 179