نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 187
فدعه لقى فإنك من كرام ... جواشنها الأسنة والسيوف
يقول ألقه ولا تلبسه فإنك تدفع عن نفسك بالرماح والسيوف ولا تحتاج إلى الجواشن.
وضرب لأبي العشائر مضرب بميافارقين على الطريق وكثر سائله وغاشيه فقال ارتجالا فيه
لام أناس أبا العشائر في ... جود يديه بالعين والورق
وإنما قيل لم خلقت كذا ... وخالق الخلق خالق الخلق
يقول الذي يلومه في جوده كأنه يقول له لمَ خلقت جوادا أي أنه طبع على الجود ولا ينفع اللوم فيما طبع عليه الإنسان لأن المطبوع على الشيء لا يقدر أن يتركه ويتغير عنه إلى غيره كما لا يقدر أن يغير خلقه.
قالوا ألم تكفه سماحته ... حتى بنى بيته على الطرقِ
كان أبو العشائر بميافارقين فضرب بيتا على الطريق لينتابه الناس فلا يرون دونه حجاجا فكذر أبو الطيب ذلك وقد قال الناس أما كفته سماحته في البلد حتى أبرز بيته إلى الطريق.
فقلت إن الفتى شجاعته ... تريه في الشح صورة الفرق
يريد أن الشجاع لا يكون بخيلا بل يتجنب البخل كما يتجنب الخوف وذلك أن الشخ خوف الفقر والشجاع لا يفرق كما قال البخل والجبن غريزتان يجمعهما سوء الظن بالله
الشمس قد حلت السماء وما ... يحجبها بعدها عن الحدقِ
بضرب هام الكماة تم له ... كسب الذي يكسبون بالملقِ
يريد أن كل أحد يحبه لشجاعته كما يحب من يتملق إلى الناس ويلين لهم ويتودد إليهم فتم له بضرب الهام ما يكسبه المتملق كما قال، ومن شرف الإقدام أنك فيهم، على القتل موموق كأنك شاكد، وجعل الذي جمعا أما على حذف النون وإما على لغة من جعل الذي جمع لذ.
كن لجة أيها السماح فقد ... آمنه سيفه من الغرق
يقول هو لا يغرق في بحر السماح وإن كان بحرا لأن سيفه آمنه من كل محذور حتى من الغرق يعني أنهن وإن كان سمحا فهو شجاع لا يخاق مهلكا حتى لو صار السماح مهلكا ما خافه لشجاعته.
قال وقد انتسب إلى أبي العشائر بعض من هم بقتله ليلا على باب سيف الدولة وذكر أنه عن أمره رماه
ومنتسب عندي إلى من أحبه ... وللنبل حولي من يديه حفيف
فهيج من شوقي وما من مذله ... حننت ولكن الكريم ألوف
أي حرك شوقي لما ذكره ولم أحن في تلك الحال مهانةً ولكن لكرم الطبع
فكل وداجٍ لا يدوم على الأذى ... دوام ودادي للحسين ضعيف
أنتصب دوام على المصدر أي الود الذي لا يدوم على مقاساة الأذى كما دام ودادي للحسين فهو ود ضعيف
فإن يكن الفعل الذي ساء واحداً ... فأفعاله اللائي سررن ألوف
يريد أن إحسانه أكثر من اساءته والقليل لا يعفى الكثير ولا يغلبه والمعنى أن ساءني بفعل واحد فقد سرني بأفعال كثيرة
ونفسي له نفسي الفداء لنفسه ... ولكن بعض المالكين عنيف
أي أنا مملوك له فله نفسي ثم قال أفديه بنفسي لكنه مالك عنيف لا يرفق بي بعد أن ملكني كما قال، أريد حياته ويريد قتلي.
وقال يمدح سيف الدولة أبا الحسن عليّ بن عبد الله بن حمدان عند نزوله انطاكية ومنصرفه من الظفر بحصن برزويه في جمادي الآخرة سنة سبع وثلاثين وثلثمائة.
وفاءكما كالربع أشجاه طاسمه ... بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 187