نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 243
الشوارد سوائر الأشعار من قولهم شرد البعير إذا نفر يقول أنا أنام عنها وجفوني ممتلئة بها وكأني أنظر إليها والناس يسهرون لأجلها ويتعبون ويختصمون ومعنى الأختصام اجتذاب الشيء من النواحي والزوايا مأخوذ من الخصم وهو طرف الوعاء يقول أنهم يجتذبون الأشعار احتيالا ويجتلبونها استكراها.
وجاهلٍ مدهُ في جهلهِ ضحكي ... حتى أتته يدٌ فراسةٌ وفمُ
يقول رب جاهل خدعته مجاملتي وتركه في جهله ضحكي منه حتى افترسته بعد زمانٍ يريد أنه يغضى على الجاهل إلى أن يجازيه ويهلكه.
إذا رأيت نيوب الليث بارزةً ... فلا تظنن أن الليث يبتسمُ
يقول إذا كشر الأسد عن نابه فليس ذاك تبسما وإنما هو قصد منه الإفتراس وهذا مثل ضربه يعني أنه وإن أبدى بشره وتبسمه للجاهل فليس ذاك رضى عنه ومعنى البيت من قول الطائي، قد قلصت شفتاه من حفيظته، فخيل من شدة التعبيس مبتسما،
ومهجةٍ مهجتي من هم صاحبها ... أدركتها بجوادٍ ظهرهُ حرمُ
يقول رب مهجة همة صاحبها أي قتلي وأهلاكي أدركت مهجته بفرس من ركبه أمن من أن يلحق فكان ظهره حرمُ لأمن فارسه
رجلاه في الركض رجلٌ واليدان يدٌ ... وفعله ما تريد الكف والقدمث
يقول لحسن مشيه واستواه وقع قوائمه في الركض كأن رجليه رجل واحدةٌ لأنه يرفعهما معا ويضعهما معا وكذلك اليدان ويقال لذلك الجرى النقال والمناقلة وقوله وفعله ما تريد الكف والقدم أي جريه يغنيك عن تحريك اليد بالسوط والرجل بالاستحثاث
ومرهفٍ صرت بين الجحفلين به ... حتى ضربت وموج الموت يلتطمُ
أي رب سيف رقيق الشفرتين سرت به بين الجيشن العظيمين حتى قاتلت بذلك السيف والموت غالب تلتطم امواجه وتضطرب.
فالخيل والليل والبيداء تعرفني ... والحرب والضرب والقرطاس والقلمُ
وصف نفسه بالشجاعة والفصاحة بأن هذه الأشياء ليست تنكره لطول صحبته إياه ومن فضل هذا البيت قال أبو الفضل الهمداني، إن شئت تعرف من الآداب منزلتي، وأنني قد غذاني الفضل والنعم، فالطرف والقوس والأوهاق تشهد لي، والسيف والنرد والشطرنج والقلمُ،
صحبت في الفلوات والوحش منفرداً ... حتى تعجب من القور والأكمُ
القور جمع قارة وهي أكمة صغيرة في الحرة من الأرض يقول سافرت وحدي حتى لو كانت الجبال تتعجب من أحد لتعجبت مني لكثرة ما تلقاني وحدي.
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
يا من يشتد علينا فراقهم كل شيء وجدناه بعدكم فوجوده عدم يعني لايخلفكم أحد ولا يكون لنا منكم بدل
ما كان اخلقنا منكم بتكرمةٍ ... لو أن أمركم من أمرنا أممُ
يقول كنت حريا بإكرامكم لو أحببتموني كما كنت أحبكم والمعنى لو تقارب ما بيننا بالحب لأكرمتموني
إن كان سركم ما قال حاسدنا ... فما لجر إذا أرضاكم ألمُ
يقول إن سررتم بقول حاسدنا وطعنه فينا فقد رضنا بذلك إن كان لكم به صرور فإن جرحا يرضيكم لم نجد لذلك الجرح إلما وهذا من قول منور الفقيه، صررت بهجرك لما علمت، أن لقلبك فيه صرورا، ولولا سرورك ما سرني، ولا كنت يوما عليه صبورا، لأني أرى كل ما سآني، إذا كان يرضيك سهلا يسيراً،
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفةٌ ... إن المعارفَ في أهل النهى ذممُ
يقول بيننا معرفة لو رعيتموها وتقدير الكلام وبيننا معرفة لو رعيتم تلك المعرفة وإنما قال ذاك لأن المعرفة مصدر فيجوز تذكيره على نية المصدر يقول أن لم يجمعنا الحب فقد جمعتنا المعرفة وأهل العقل يراعون حق المعرفة والمعارف عندهم عهود وذمم لا يضيعونها
كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ... ويكره الله ما تأتون والكرمُ
يقول تطلبون أن تلحقوا بنا عيباً تعيبوننا به فيعجزكم وجوده وهذا الذي تفعلونه مكروه عند الله وعند الكرام.
ما أبعد العيب والنقصان من شرفي ... أنا الثريا وذان الشيب والهرمُ
يقول بعد ما بيني وبين النقصان والعيب كبعد الثريا من العيب والهرم فكما لا يلحقانها كذلك لا يلحقني العيب والنقصان
ليت الغمام الذي عندي صواعقه ... يزيلهن إلى من عنده الديم
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 243