نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 269
تكسب الشمس منك النور طالعةً ... كما تكسب منها نورها القمر
أي تستفيد الشمس منك النور كما استفاد القمر النور من الشمس وقال أيضا يمدحه بعد دخول رسول الروم عليه
دروع لملكِ الروم هذي الرسائل ... يرد بها عن نفسه ويشاغلُ
هذه الرسائل التي أرسلها صاحب الروم هي له بمنزلة الدروع لأنه يردك بها عن نفسه ويشغلك ثم فسر هذا الكلام وبينه فيما بعده فقال
هي الزرد الضافي عليه ولفظها ... عليك ثناء سابغ وفضائلُ
أي الرسائل علي درع سابغة والمعنى تقوم في الرد عنه مقام الدرع ولفظها ثناء عليك وفضائل لك أي أنها بما تضمنت من خطبة الصلح معدودة في فضائلك
وأنى اهتدى هذا الرسول بأرضهِ ... وما سكنت مذ سرت فيها القساطلُ
كيف أهتدي في أرض الروم إلى الطريق وما أثارته خيلك من الغبار مذ سرت فيها بحالةٍ لم تسكن
ومن أي ماء كان يسقي جياده ... ولم تصف من مزج الدماء المناهلُ
أي لكثرة قتلك بأرض الروم لم يبق منهل ألا صار ممزوجا بالدماء
أتاك يكاد الرأس يجحد عنقه ... وتنقد تحت الذعر منه المفاصلُ
أتاك هذا الرسول وبعضه تبرأ من بعض لأقدامه على المصير إليك هيبةً لك وهو قوله يكاد الرأس يجحد عنقه والمعنى يجحد عنقه وتنقطع مفاصله بالإرتعاد منك
يقوم تقويم السماطين مشيهُ ... إليك إذا ما عوجته الأفاكلُ
الأفكل الرعدة يعني إذا عوجت الرعدة مشى الرسول إليك هيبةً لك قومه تقويم السماطين بين يديك.
فقاسمك العينين منه ولحظه ... سميك والخل الذي لا يزايلُ
يعني بسميه السيف وهو الخل الذي لا يزايله يقول سيفك قاسمك عيني الرسول ولحظه فكان ينظر بإحدى عينيه إليك وبالأخرى إلى السيف ثم ذكر علة هذه المقاسمة
وأبصر منك الرزق والرزق مطمعٌ ... وابصر منه الموت والموت هائلُ
وقبل ما قبل الترب قبلهُ ... وكل كميٍّ واقفٌ متضائلُ
أي متصاغر منضم هيبةً لك
وأسعد مشتاقٍ وأظفر طالبٍ ... همام إلى تقبيل كمك واصلُ
مكان تمناه الشفاه ودونهُ ... صدور المذاكي والرماح الذوابلُ
أي كمك مكانٌ تتمنى الشفاه أن تقبله ولكن يتعذر الوصول إليه لكثرة ما دونه من الخيل والرماح
فما بلغته ما أراد كرامة ... عليك ولكن لم يخب لك سائل
أي لم يصل إلى تقبيل كمك لكرامة به عليك ولكنه سأل ذلك وأنت لا تخيب السائل
وأكبر منه همةً بعثت به ... إليك العدى واستنظرته الجحافلُ
يقال أكبرته أي استكبرته قال الله تعالى فلما رأينه أكبرنه يقول اعداؤك الروم استعظمت همة هذا الرسول الذي بعثته إليك يعني أنه كان عظيم الهمة حتى حملته همته على أن يأتيك وعساكرهم طلبوا منه أن ينظرهم ويمهلها ويؤخرها عن الحرب بقصد سيف الدولة وشغله عنهم والفصيح أن يقال بعثته وحكى أبو عليّ الفسويّ أن بعثت به لغةٌ
فاقبل من أصحابه وهو مرسلٌ ... وعاد إلى أصحابه وهو عاذلُ
يقول أقبل عندهم وكان مرسلا بإرسالهم فلما عاد إليهم عذلهم على محاربتهم إياك وطمعهم في معارضتك حين رأى جنودك وكثرة عددك
تحير في سيفٍ ربيعة أصلهُ ... وطابعه الرحمن والمجد صاقلُ
رأى منك سيفا ربعيَّ الأصل مطبوع الرحمن مصقول فتحير إذا لم ير سيفا قبلك بهذه الصفة
وما لونه مما تحصل مقلةٌ ... ولا حدة مما تجس الأناملُ
يقول المقل لا تحصل لونه لأن الأعين لا تستوفيه بالنظر هيبةً له كقوله، كأن شعاع عين الشمس فيه، ففي أبصارنا عنه إنكسار، ولا تجس الأنامل حده كما يدجس حد السيف لأه ليس سيفا في الحقيقة
إذا عاينتك الرسل هانت نفوسها ... عليها وما جاءت به والمراسلُ
أي إذا رأتك رسل الروم عيانا استحقروا انفسهم وما أتوا به من الهدايا ومن أرسلهم إليك كقول البحتري، لحظوك أول لحظةٍ فاستصغروا، من كان يعظم منهم ويبخلُ،
رجا الروم من ترجى النوافلُ كلها ... لديه ولا ترجى لديه الطوائلُ
الطوائل الأحقاد واحدتها طائلة يقول رجوا عفو من يرجى كل الفواضل من عنده ولا يرجى أن يدرك لديه ثار
فإن كان خوف القتل والأسر ساقهم ... فقد فعلوا ما القتل والأسر فاعلُ
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 269