نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 290
يقول الأعداء طلبوا أن ينالوا منك كما طلب الزمان فلم يقدروا أن يصيبوا ظل شخصك فمتى يقدرون أن يصيبوا شخصك والمعنى لم يقاربوك بسوء وذلك أن ظله يقرب منه
ولقد رمت بالسعادة بعضا ... من نفوس العدى فأدركت كلا
أنت طلبت البعض منهم فأدركت الكل بما أعطيت من السعادة في الظفر بالأعداء
قارعت رمحك الرماح ولكن ... ترك الرامحين رمحك عزلا
أي غلبتهم حتى سلبت رماحهم وتركتهم عزلا لا سلاح معهم
لو يكون الذي وردت من الف ... جعة طعنا أوردته الخيل قبلا
يقول لو كان الذي أصابك من الرزية طعانا لأوردته خيلك قبلا وهي التي تقبل بإحدى عينيها على الأخرى عزة وتشاوسا
ولكشفت ذا الحنين بضرب ... طالما كشف الكروب وجلى
أي ولكشفت عن نفسك هذا الحنين الذي تجده إلى المفقود بضرب كشف الكرب من أولياءك وجلاها عنهم كثيرا قديما
خطبة للحمام ليس لها ر ... د وإن كانت المسماة ثكلا
يريد أن الموت يجري مجرى الخطبة من الحمام للميت وإن كانت تلك الخطبة تسمى ثكلا هذا إذا ننصبت المسماة على خبر كان وانتصبت ثكلا بالمسماة على معنى أن الخطبة سميت ثكلا وإن رفعت المسماة فالمعنى وإن كانت هذه التي سميتها يعني ذكرتها ثكلا وانتصب ثكلا بخبر كان
وإذا لم تجد من الناس كفوا ... ذات خدرٍ أرادت الموت بعلا
يقول المرأة الشريفة إذا لم تجد لها كفوا من الناس أرادت ان يكون الموت لها كالبعل لأنها إذا عاشت وحدها لم تنتفع بالدنيا وبشبابها فاختارت الموت على الحياة
ولذيذ الحيوة أنفس في النف ... س وأشهى من أن يمل وأحلى
يريد أن الحياة لا تمل وأنها أعز وأحلى من أن يملها صاحبها
وإ االشيخ قال أف فما م ... ل حيوةً وإنما الضعف ملا
أف كلمة يقولها المتضجر الكاره للشيء يقول إذا ضجر الشيخ فقال أف فإن ذلك الضجر والملال من ضعف الكبر لا من الحياة
آلةُ العيش صحة وشباب ... فإذا وليا عن المرء ولى
أي العيش إنما يحلو ويطيب بالشباب وصحة البدن فإذا لم يكن في العيش صحة وشباب فسد العيش وولى بذهابهما
أبداً تسترد ما تهب الدن ... يا فيا ليت جودها كان بخلا
يقول الدنيا تعود على ما تهب فتأخذه فليتها بخلت وما جادت كما قال الحلاج، والمنع خير من عطاء مكدر، وهذا من قول الأول، الدهر آخذ ما أعطى مكدر ما، أصفى ومفسد ما أهوى له بيد، فلا يغرنك من دهر عطيته، فليس يترك ما أعطى على أحد،
فكفت كون فرحةٍ تورث الغ ... م وخل يغادر الوجد خلا
هذا جواب التمني في قوله فيا ليت أي لو بخلت ولم تجد لكفتنا فرحة بوجود شيء يعقب غما بفقه وكفت كون خليل يترك الوجد خليلا إذا مات
وهي معشوقة على الغدر لا تح ... فظ عهدا ولا تتمم وصلا
والدنيا على غدرها بالناس وما ذكر من استرجاعها ما تعطى معشوقة محبوبة ثم ذكر أنه لا تحفظ لأحد عهدا لأنها تقطع الوصل ولا تدوم على العهد
كل دمع يسيل منها عليها ... وبفك اليدين عنها تخلى
أي كل من أبكته الدنيا فإنما يبكي لفوت شيء منه ولا يخلى الإنسان يديه عنها إلا قسرا بفك يديه
شيم الغانيات فيها فلا أد ... رى لذا أنث اسمها الناس أم لا
يقول عادة الدنيا كعادة النساء لا يدمن على الوصل ولا يحفظن العهد ولا أدري هل أنثت الدنيا لهذه المشابهة بالنساء أم لا قال ابن جنى هو يعلم أنها لم تؤنث لأنها تشبه الغواني ولكنه أظهر تجاهلا لعذوبة الفظ وصنعة الشعر
يا مليك الورى المفرق محياً ... ومماتا فيهم وعزا وذلا
قلد الله دولةً سيفها أن ... ت حساما بالمكرمات محلى
فبه أغنت الموالي بذلا ... وبه أفنت الأعادي قتلا
وإذا اهتز للندى كان بحرا ... وإذا اهتز للوغا كان نصلا
وإذا الأرض أظلمت كان شمسا ... وإذا الإرض أمحلت كان وبلا
وهو الضارب الكتيبة والطع ... نة تغلو والضرب أغلى وأغلى
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 290