نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 317
حتى أصاب من الدنيا نهايتها ... وهمه في ابتدآت وتشبيب
يقول أصاب نهاية الدنيا وهي الملك لأن لا شيء في الدنيا فوق الملك ولم يبلغ بعد نهاية همته فهمته مع إصابته الملك في ابتدائها وأول أمرها ومعنى التشبيب ذكر أيام الشباب واللهو والغزل وذلك يكون في ابتداء قصائد الشعر يبدأ به أولا هذا هو الأصل ثم يسمي ابتداء كل أمر تشبيبا وإن لم يكن في ذكر الشباب
يدبر الملك من مصر إلى عدن ... إلى العراق فأرض الروم فالنوب
يريد فسحة رقعة ملكه وسعة ولايته وأن تدبير المملكة في هذه البلاد على تباعد اطرافها إليه
إذا أتتها الرياح النكب من بلد ... فما تهب بها إلا بترتيب
النكب جمع نكباء وهي العادلة عن المهب إلى غير استواء يقول إذا أتت بلاده رياح غير مستوية الهبوب لم تهب بها إلا بترتيب من جهة الرياح نفسها إعظاما له أو بترتيب من جهة الممدوح إياها لأنها مطيعة له والأول قول أبن جنى والثاني قول أبن فورجة
ولا تجاوزها شمس إذا شرقت ... إلا ومنه إذن بتغريب
يصرف الأمر فيها طين خاتمه ... ولو تطلس منه كل مكتوب
يقول أمره مطاع ومثاله في هذه البلاد يؤتمر أمره بمكتوب يكتبه ويختمه بطين وإن انمحى المكتوب يراعى حكمه إعظاما له
يحط كل طويل الرمح حامله ... من سرج كل طويل الباع يعبوب
يحط ينزل ويضع واليعبوب الفرس الكثير الجري يقول حامل خاتمه ينزل الفارس الطويل الرمح من سرج الفرس وذلك أن الفارس إذا رأى خاتمه سجد له فينزل من فرسه ولم يعرف أبن جنى معنى هذا فقال مرة يقول يقتل حامل خاتمه كل فارس فيذريه عن سرج فرسه وقال مرة يحط حامل خاتمه أعداءه عن سروجهم وليس البيت من القتل ولا من إنزال الأعداء في شيء
كأن كل سؤال في مسامعه ... قميص يوسف في أجفان يعقوب
يعني أنه يفرح إذا سمع سؤال السائل فرح يعقوب لما رأى قميص يوسف
إذا غزته أعاديه بمسألة ... فقد غزته بجيش غير مغلوب
إذا قصدته الأعداء بالسؤال فقد قصدته بجيش لا يغلب لأنه لا يرد السائل
أو حاربته فما تنجو بتقدمة ... مما أراد ولا تنجو بتجبيب
وإن أتوه محاربين لم ينجوا من إرادته فيهم بالإقدام ولا بالهرب ولا بالشجاعة ولا بالجبن والتقدمة مثل التقديم يريد أن قدموا خيلهم واستعملوا الشجاعة والتجبيب أن تولى الرجل هاربا من الشيء
أضرت شجاعته أقصى كتائبه ... على الحمام فما موت بمرهوب
يقول عود أصحابه المحاربة ومرنهم على الموت وليس الموت عندهم بمرهوب لأنهم تعودوا الحرب والقتال ويريد بأقصى كتائبه الجبناء الذين لا يشهدون القتال ويقال ضرى بالشيء إذا اعتاده ومنه قيل كلب ضار وأضريته على كذا
قالوا هجرت إليه الغيث قلت لهم ... إلى غيوث يديه والشآبيب
الشؤبوب الدفعة من المطر الشديدة وجمعه شآبيب قال أبن جنى يقول تركت القليل من ندى غيره إلى الكثير من نداه قال أبن فورجة هذا محتمل لكنه أراد أن مصر لا تمطر فيقول لا منى الناس في هجري بلاد الغيث فقلت تعوضت عنها غيوث يديه
إلى الذي تهب الدولات راحته ... ولا تمن على آثار موهوب
في هذا تعريض بسيف الدولة
ولا يروع بمغدور به أحدا ... ولا يفزع موفورا بمنكوب
يقول لا يغدر بأحد من أصحابه ليروع به غيره ولا ينكب أحدا بظلم وأخذ مال ليفزع به موفورا وهو الذي لم يؤخذ ماله أي أنه حسن السيرة في رعيته لا يفزع بالإساءة إلى أحد منهم آخر غيره
بلى يروع بذي جيش يجدله ... ذا مثله في أحم النقع غربيب
الأحم والغربيب الأسود يقول بلى يخوف بصاحب جيش يصرعه على الجدالة بأن يقتله في غبار أسود آخر مثله ذا قوة وكثرة ليعتبر به فيخافه ويطيعه والمعنى أنه إذا رآه ملك وقد صنع بملك آخر ما صنع هابه وحذر خلافه
وجدت أنفع مال كنت أذخره ... ما في السوابق من جري وتقريب
جعل جري الخيل أنفع مال كان يدخره لأنها حملته إلى الممدوح وأخرجته من بين الغادرين به وقد ذكر ذلك فيما بعد فقال
لما رأين صروف الدهر تغدرني ... وفين لي ووفت صم الأنابيب
يقول لما غدر بي الزمان يعني أهل الزمان وفت لي الخيل والرماح أي أوصلتني إلى ما أريد وأراد بصم الأنابيب الرماح
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 317