نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 321
فيا أيها المنصور بالجد سعيه ... ويا ايها المنصور بالسعي جده
يريد أن النصرة والسعادة قد اجتمعتا له وإذا سعى في أمر نصر سعيه بالجد فيصير مجدودا في ذلك السعي وجده أيضا منصور بسعيه لأنه لا يعتمد على الجد في الأمور بل يسعى فيها وأن كان مجدودا والجد والسعي إذا اجتمعا لإنسان بلغ أقصى المبالغ
تولى الصبي عني فأخلفت طيبه ... وما ضرني لما رأيتك فقده
أي اعطيتني الخلف من طيب الصبي والمعنى أني سررت بك سروري بالشباب حتى لم يضرني فقد الشباب مع رؤيتك
لقد شب في هذا الزمان كهوله ... لديك وشابت عند غيرك مرده
هذا تأكيد لما ذكره يريد أن الكهول في حسن سيرتك وعدلك صاروا شبابا والأحداث عند غيرك صاروا شيبا بظلمه وسوء سيرته
ألا ليت يوم السير يخبر حره ... فتسأله والليل يخبر برده
يذكر أنه قاسى في الطريق إليه حر النهار وبرد الليل يقول ليتهما يخبران فتسألهما عما قاسيت
وليتك ترعاني وحيران معرض ... فتعلم أني من حسامك حده
ترعاني ليس من رعاية الحفظ إنما هو بمعنى تراني وترقبني وحيران اسم ماء ومعرض ظاهر يقال اعرض الشيء إذا بدا للناظر ومنه، وأعرضت اليمامة واشمخرت، كأسياف بأيدي مصلتينا، يقول ليتك كنت تراني وأنا بهذا الماء فترى جلدي وانكماشي فتعلم أني ماض في الأمور مضاء حد حسامك
وأني إذا حاولت أمرا أريده ... تدانت أقاصيه وهان أشده
ومازال أهل الدهر يشتبهون لي ... إليك فلما لحت لي لاح فرده
أي مازال أهل الدهر متساوين متشاكلين في مسيري إليك فلما ظهرت لي ظهر الفرد الذي لا مشاكل له وهذا كقوله، الناس ما لم يروك أشباه، ومعنى قوله إليك أي قاصدا إليك وسائرا إليك فهو من صلة الحال المحذوفة
يقال إذا أبصرت جيشا وربه ... أمامك ملك رب ذا الجيش عبده
هذا تفسير للذي قبله أي إذا رأيت جيشا وملكه فاستعظمته قيل لي أمامك ملك هذا الذي تراه عبده فالذين رآهم هم الذين اشتبهوا له والذي قيل له رب ذا الجيش عبده هو الفرد الذي لاح
وألقى الفم الضحاك أعلم أنه ... قريب بذي الكف المفداة عهده
أي إذا لقيت إنسانا ضاحكا علمت قرب عهده بكفك وأخذه عطاءك
فزارك مني من إليك اشتياقه ... وفي الناس إلا فيك وحدك زهده
يخلف من لم يأت دراك غاية ... ويأتي ويدري أن ذلك جهده
أي غاية كل طالب مرتبة دارك ونهاية ما يأتيه متكسب المجد أن يقصدك فمن لم يأت دارك فقد خلف غاية فإذا أتاها علم أن ذلك جهده في ابتناء المجد واكتساب المعالي كما قال هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى
فإن نلت ما أملت منك فربما ... شربت بماء يعجز الطير ورده
يقول أن بلغت أملي فيك فلا عجب فكم قد بلغت الممتنع من الأمور الذي لا يدرك وجعل الماء الذي لا يرده الطير مثلا للممتنع من الأمر وإنما ضرب هذا المثل لأمله فيه لبعد الطريق إليه وأبن جنى يقول يمكن أن يقلب هذا هجاء ومعناه إن أخذت منك شيئا على بخلك وامتناعك من العطاء فكم قد وصلت إلى المستصعبات واستخرجت الأشياء المعتاصة
ووعدك فعل قبل وعد لأنه ... نظير فعال الصادق القول وعده
يقول وعدك فعل بلا وعد وهو عين النقد لأن الفعل قبل الوعد نقد ومن كان وافيا بمواعيده فوعده نظير فعله لأنه إذا وعد شيئا فعله فلركون النفس إلى وعده كأنه نقده
فكن في اصطناعي محسنا كمجرب ... يبن لك تقريب الجواد وشده
يقول جربني في اصطناعك إياي ليتبين لك أني موضع للصنيعة فإن بالتجربة يعرف الفرس وأنواع جريه من التقريب والشد
إذا كنت في شك من السيف فابله ... فإما تنفيه وإما تعده
يقال نفاه ونفاه مخففا ومشددا يقول إذا جربت السيف بان لك صلاحه وفساده فإما أن تلقيه لأنه كهام وإما أن تعده للحرب لأنه حسام وهذا مثل ضربه لنفسه يقول جربني فإما أن تصطنعني وإما أن ترفضني ثم أكد هذا بقوله
وما الصارم الهندي إلا كغيره ... إذا لم يفارقه النجاد وغمده
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 321