نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 395
يقول النفوس معدة للآجال حتى تأخذها وتذهب بها ثم دعا لدشت الأرزن بالسقيا والطوال مبالغةٌ من الطويل
بين المروج الفيح والأغيالِ ... مجاور الخنزيرِ للريبالِ
الفيح جمع فيحاء وهو الواسعة من الأرض والأغيال جمع غيل وهو الأجمة يقول هذا الدشت بين المروج والآجام وفيه كل نوع من الصيد والحيوان فخنزيره مجاور للاسود ومجاور بالرفع خبر ابتداء محذوف كأنه قال هو مجاور وبالكسر نعت وبالنصب حالٌ
داني الخنانيص من الأشبالِ ... مشترف الدبٍّ على الغزالِ
يقول أولاد الخنازير فيه قريبة من أولاد الأسد والدب فيه مشرف على الغزال لأن الدب جبلي والغزال سهلي والمشترف بمعنى المشرف يقال أشرف واشترف ومنه قول جرير، من كل مشترفٍ وإن بعد المدى، يريد من كل فرس مشرف مرتفع
مجتمع الأضداد والأشكال
يقول الأضداد والأشكال موجودة في هذا المكان كالثعالب والأرانب والظباء هذه اشكال بعضها لبعض وهي أضداد للسباع المفترسة والسباع أشكال
كأن فناخسر ذا الإفضال ... خاف عليها عوز الكمالِ فجاءها بالفيل والفيالِ
يقول كان الممدوح خاف على هذه البقعة أن لا تكون كاملةً فجاءها بما لم يكن فيها وهو الفيل ليكمل أمرها باجتماع الحيوانات فيها
فقيدت الأيل في الحبالِ ... طوع وهوق الخيل والرجالِ
الأيل جمعه أيايل وهي الشاةُ الجبلية والأيل بضم الهمزة جمع لبنٍ آيلٍ أي خاثر يقول صيدت الأيائل بالحبال والأوهاق حتى صارت طوعا لها تقاربها
تسير سير النعم الأرسال ... معتمةً بيبس الأجذالِ
يقول تسير الأيائل في الحبال كما تسير الإبل لينة السير بعد أن صيدت وكانت شديدة العدو قبل ذلك وجعلها وهي ذات قرون كبارٍ ملتفةٍ كأنها قد اعتمت بأعواد يابسة والإرسال جمع الرسل وهو القطيع من الإبل والأجذال جمع جذل وهو الشجرة
ولدن تحت أثقل الأحمالِ ... قد منعتهن من التفالي
قال ابن جنى يعني بأثقل الأحمال الجبال قال ابن فورجة إلا يكفي من الحمل الثقيل القرون ذوات الشعب التي تقطع فيحمل الواحد منها حمارٌ أو رجل فأثقل الأحمالِ على قول ابن فورجة القرون وقول ابن جنى اظهر لأنها ولدت ولا قرون لها ومن البعيد أن يراد قرون أبويها ثم ذكر أن القرون قد منعتها من أن تفلي الرأس لأنها معوجة
لا تشرك الأجسام في الهزالِ ... إذا تلفتن إلى الأظلالِ
أرينهن أشنع الأمثالِ ... كأنما خلقن للإذلالِ
يقول القرون لا تشارك الجسم في الهزال وإذا التفتن إلى أظلال قرونهن أرينهن اقبح الصور وكأنما خلقت القرون للإذلال لأنها تذل من نسب إليها وهو أن الجاهل يقال له قرنان وهو قوله
زيادةً في سبة الجهالِ ... والعضو ليس نافعاً في حالِ لسائر الجسم من الخبالِ
يريد بالعضو القرن ولا يسمى القرن عضوا وليس القرن من جملة الأعضاء ولعله أطلق عليه هذا الأسم لمجاورته العضو يقول إذا كان في الجسم فساد فإن عظم القرن لا ينفع والخبال الفساد يقول هذا عضو لا ينفع باقي الجسم من الفساد
وأوفت الفدرُ من الأوعال ... مرتدياتٍ بقسيٍّ الضالِ
أوفت اشرفت من فوق الجبال والفدر المسنة من الأوعال واحده فادر وفدور ومنه قول الراعي، وكأنما انتطحت على اثباجها، فدر تشابه قد تممن وعولا، وجعلها وهن ذوات قرون كأنها قد أرتدت بالقسي والضال السدر البري وربما تعمل منه القسي شبه انعطاف قرونها بقسي الضال
نواخس الأطراف للأكفال ... يكدن ينفذن من الآطالِ
يقول أطراف هذه القرون تنخس اعجازها أي تصيبها وتضربها وتكاد لطولها تنفذ من خواصرها
لها لحى سودٌ بلا سبالِ ... يصلحن للإضحاك لا الإجلالِ
يقول لها شعور قد تدلت من اعناقها كأنها لحى لا تتصل بالسبال لأن الأعناق اختصت بها وتلك اللحى إنما تصلح لان تضحك لا لأن تبجل وتعظم
كل أثيثٍ نبتها متفالِ ... لم تغذ بالمسك ولا الغوالي
ترضى من الأدهان بالأبوال ... ومن ذكي الطيب بالدمالِ
أثبت كثير النبات والمتفال المنتنة الريح من التفل وهو النتن والدمال السرجين
لو سرحت في عارضي محتالِ ... لعدها من شبكات المالِ
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 395