responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 136
تخطيط المدن وسكانها، ولم يرتضِ عمر أن يسكن عمرو وجنده الإسكندرية، حتى لا تتغير طباعهم العسكرية، وحتى لا يكون بينه وبينهم ماء، إذا أراد أن يركب راحلته حتى يقدم عليهم فعل، فتحول عمرو إلى الفسطاط[1].
وقد ساعد اشتراك كثرة الجند في أصول يمنية واحدة على عدم تشقيق الخصومات، فشحب لون القبلية، وبرزت نوازع جديدة، هي نوازع المدينة التي أفاءتها الحياة الجديدة في المدينة؛ إذ لم تستطع تحذيرات عمر ومحاربته لاتجاه الترف في البناء أن تحول دون تطورها، إلى أن تكون مدينة تامة لها ما للمدن من مرافق الحياة والعمران الذي عرف عن العرب من أهل الجنوب[2].
وقد ظل عرب اليمن غالبين على من سواهم في مصر زمنًا طويلًا، حتى إن عبد العزيز بن مروان قال لأبيه حين ولاه مصر: "كيف المقام ببلد ليس فيه أحد من بني أمي؟ "[3].
وكان نتيجة هذا أننا لا نكاد نجد صدى لأحداث الفتح الإسلامي لمصر في الشعر، بل لا نكاد نجد شعرًا في الحقيقة، وكل ما هنالك أبيات قليلة لبعض الهذليين، لا تكاد تصور جانبًا من جوانب الفتوح، ولا تكاد تكشف عن شيء من مشاعر الفاتحين، فبينما لم يفلح الشعر في الشام في إعطائنا صورة كاملة للفتوح كاد لا يوجد في مصر شعر يعطينا شيئًا ولو يسيرًا عن ظروف الفتح.

[1] ابن عبد الحكم ص91.
[2] ابن عبد الحكم ص92.
[3] الكندي، الولاة ص47.
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست