خلف عليها الزبرقان بن بدر. وانطلق بعد أن صالحه أهل كلواذى يريد عين التمر؛ حيث اجتمع على حربه فيها جمع كبير من الفرس والعرب من النمر وتغلب وإياد، جعلهم الفرس في مواجهة المسلمين، حتى يقاتلوا وهم أقوياء، إذا لم يثبت العرب أمام المسلمين، ولم يثبت العرب أمام المسلمين، فقتل عقة بن أبي عقة زعيم العرب، وفر مهران قائد الفرس، وتمكن خالد من اقتحام الحصن الذي فر إليه الفرس وقتلهم فيه جميعًا[1].
بعث خالد بالأخماس إلى أبي بكر مع الوليد بن عقبة، واستطاع أبو بكر أن يقف منه على سأم خالد من بقائه بالحيرة، وضيقه بانتظار عياض، وكان أبو بكر يرى موقف عياض مضعفًا لروح المسلمين، فأمر الوليد أن يتجه لعياض بدومة الجندل، وألفى الوليد عياضًا يحاصر القوم ويحاصرونه، وقد أخذوا عليه الطريق، فأشار الوليد بالاستنجاد بخالد، وما كان لعياض أن يتردد وقد بقي سنة لا يقوى على خصومه، فبعث رسولًا إلى خالد أدركه يوم فراغه من عين التمر.
وما كاد خالد يفض كتاب عياض حتى تهلل، ورد الرسول لساعته يحمل كتابًا إلى عياض فيه:
إياك أريد:
البث قليلًا تأتك الحلائب ... يحملن آسادا عليها القاشب
كتائب تتبعها كتائب
وخلف خالد على عين التمر عويم بن الكاهل الأسلمي، وخرج يحث السير في جنده إلى دومة الجندل، وبينه وبينها ثلاثمائة ميل، وقطعها في أقل من عشرة أيام بعزم لا يعرف الخطر. وما إن تسامعت القبائل بمقدمه حتى بهتت واختلفت. وكانت القبائل المعسكرة بدومة الجندل قد تضاعف عددها عما كان عليه منذ عام؛ ذلك أن بني كلب وبهراء وغسان نفروا من العراق منحدرين إلى دومة الجندل ليثأروا من عياض لهزائمهم أمام خالد. وكان على هذه القبائل أكيدر بن عبد الملك، والجودي بن ربيعة، وكان من رأي أكيدر الصلح، فلما لم يتسن له حمل قومه عليه تركهم نجاة بنفسه، فأرسل خالد إليه من [1] الطبري 1/ 4/ 2062-2064.