نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 272
إن السعادة والأمان في مقاومة الطغيان, فالحرية والأمان لولاهما لكان الإنسان أشبه بالحيوان المفترس, وليست الحرية في تأريخ الإنسان حادثاً جديداً, أو طارئاً غريباً وإنما هي فطرة الله التي فطر الناس عليها, فالإنسان الذي يمد يديه لطلب الحرية ليس بمتسول ولا مستجد؛ وإنما هو يطلب حقاً من حقوقه التي سلبته إياها المطامع البشرية, فإن ظفر بها فلا منة لمخلوق عليه, ولا يد لأحد عنده, فلطالما تغول الإنسان القوي على الضعيف فروّعه, فجعل من نفسه حارساً يتابع أعمال غيره فيراقب حركات يديه, وخطوات رجليه, وحركات لسانه, وخطرات وهمه وخياله, لا لمنفعة أو مصلحة يقرها الشرع ويرضى بها الحق, ولكن ليسلب من الإنسان حريته, ويجعل من الآخرين أسرى لاستبداده, والجناية التي تنتج عن فقدان تلك الحرية كبرى, والحر من الناس من يدافع عن حريته, ويرحم الله شوقي حيث يقول:
وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ ... وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ
وله أيضاً:
وَلَقَد صَدَقتُم هَذِهِ الأَرضَ الهَوى ... وَالحُرُّ يَصدُقُ في هَوى أَوطانِهِ
وفي الأمثال السائرة: "الحر عبد إذا طمع والعبد حر إذا قنع" [1] , وقيل: "الحر حرٌ وإن مسه الضر" [2] , أي لا يطأطأ رأسه فهو يأبى الضيم. [1] - ورد هذا المثل في: مجمع الأمثال, والتمثيل والمحاضرة. [2] - ورد هذا المثل في: مجمع الأمثال, والعقد الفريد, وجمهرة الأمثال, والمستطرف.
نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 272