نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 632
فالقضاة هم ضمير امتهم ورمز ارادتها ومعقد رجائها في اعلا كلمة الحق والعدل, التي اودعها خالقهم امانه مقدسة بين ايديهم لينطقوا في امرها بعد بذل الجهد ولهذا كان القاضي هو الركيزة الاساسية التي تقوم عليها خدمة العدالة في أي نظام قضائي فتحقيق العدالة يتوقف اساسا على حسن وسلامة ودقة من يتولى القضاء فإذا اسئ اختيار القاضي ضاع العدل, فقاض عادل وامام فاضل خير من مطر وابل, وفي الأمثال السائرة: عناية القاضي خير من شاهدي عدل, ومن لم يرض بحكم موسى رضي بحكم فرعون, وقال الشاعر:
ظهور العدل يمحوا كل شر ... إذا جاء الصباح مضى الظلام
وفي أمثال العرب: إذا كذب القاضي فلا تصدقه, ومن خصمه القاضي الى من يشتكي [1] , فاذا تركت عملية اختيار القاضبي للأهواء فقد عمت البلوى وكيف يحقق العدل غير الأكفاء الذين لايقدرون خطورة الرسالة ولا يبالون بثقل الأمانة, وليس شئ اضر بالعدالة من ان يقوم عليها من لايدرك كنهها او لايشعر بقدسيتها. قال الشاعر:
وكنا نرجي ان نرى العدل ظاهرا ... فأعقبنا بعد الرجاء قنوط
متى تصلح الدنيا ويصلح اهلها ... وقاضي قضاة المسلين يلوط (2)
قصة روتها خولة بنت قيس
روي عن خولة بنت قيس إمراة خمزة بن عبد المطلب انها قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسق من تمر لرجل من بني ساعدة, فأتاه يقتضيه, فقضاه تمرا دون تمره فأبى ان يقبله, فقال: اترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم, ومن احق بالعدل من رسول [1] - معجم كنوز الأمثال ص 128
(2) - نسب البيتان في وفيات الأعيان وفي شرح مقامات الحريري الى ابي حكيمة راشد بن اسحاق الكاتب, وفي شذرات الذهب الى المأمون في القاضي يحيى بن اكثم, وهما بدون نسبة في ثمار القلوب, وانظر معجم كنوز الأمثال والحكم ص 129
(3) - ورد هذا البيت في التمثيل والمحاضرة لأبي منصور الثعالبي.
(4) - تمام الفتون في شرح رسالة بن زيدون للصفدي تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم, الناشر المكتبة العصرية صيدى بيروت. [5] - أخرجه أبو داود في سننه باب كيف القضاء حديث (3111) .
نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 632