قال الفضيل بن عياض رحمه الله: الدنيا دار المرضى، والناس فيها مرضى، وللمجانين في دار المرضى شيئان: غل وقيد. ولنا غل الهوى، وقيد المعصية.
رجل
قال الأصمعي: ركب جعفر بن سليمان أمير البصرة في زي عجيب من اللباس والغلمان والدواب والصقور والفهود، وكان عندنا رجل بالبصرة يتفقه، وكان في حداثة سنه يجالس العباد، فغلب على عقله، فخرج في طريق جعفر فلما أبصره وقف وقال يا جعفر بن سليمان! أنظر أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك وحدك، وحملت على الصراط وحدك، وقدم إليك كتابك وحدك، ولم يغن عنك من الله شيئاً. يا جعفر إنك تموت وحدك. وتقف بين يدي الله وحدك، وتدخل قبرك وحدك، ويحاسبك الله وحدك، فانظر لنفسك، قد نصحت لك. فرجع جعفر من نزهة تلك، وسأل عن الرجل فقيل له مغلوب على أمره.
معتوه
قال ضمرة بن ربيعة: وقف علي معتوه فحنقني وقال تعلم. قلت خلص عن حلقي. فخلى ثم قال: الشر نذالة، والعفو كرم، والاستقصاء غم، وشفاء الغيظ بلية.
مجنون
قال محمد بن بيان: مررت وإذا جماعة على مجنون وقوف، فوقفت فهش إلي وقال:
إسقني قبل تباريح العطش ... ان يومي يوم طس بعد رش
حبّ من أشواهم أدهشني ... لا خلوت الدهر من ذاك الدهش