نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 58
الثقافة العامة لتربية أذواق الناس وعقولهم. أما أسلوبها فهو الأسلوب الأدبي الحديث الذي عرف به محرر هذه الصحف، وقد كان منهم نفر من أقطاب المدرسة الأدبية الحديثة.
إلا أن الصحف اليومية بطبيعتها، توجه عنايتها في المقام الأول إلى شئون السياسة، ولذا نجد أن المقالة التي ظهرت فيها، اقتصرت على لون خاص؛ ولكن المجلات تعهدت بسد هذه الثلمة.
وشأن المقالة الصحفية في لبنان يختلف عنه في مصر، فقد كان لبنان سباقا إلى التجديد، في مختلف فنون الأدب، بحكم ظروفه الاجتماعية وصلاته الثقافية المبكرة مع الغرب. ولقد اختصرت صحفة تلك المراحل العديدة التي تلكأت فيها الصحافة المصرية، وكان لظهور الصحف الشعبية فيه، في وقت مبكر، أثر كبير في ذلك. وكذلك كان لاضطلاع بعض الأجانب القائمين على شئون الصحف الدينية، بعملية التحرير والتنسيق أثر في تهذيب الذوق الصحفي في لبنان، بعاملي التقليد والتحديد. وكذلك كان للصحف العربية التي صدرت خارج لبنان كـ"عطارد" و"برجيس باريس" و"المشترى" في فرنسا أثر كبير في ذلك.
وأول جريدة سياسية شعبية ظهرت في لبنان هي "حديقة الأخبار" "1858" لخليل الخوري. وقد أعانه على تحريرها بعض أدباء العصر ومنهم أخوه سليم الخوري وسليم شحادة وسليم الشلفون وميخائيل المدور. وبعد هذه الصحيفة، ظهرت صحف يوسف الشلفون وهي "الشركة الشهرية" و"الزهرة" و"النجاح" و"التقدم". ولم يخرج في أسلوبه الصحفي عن النهج الذي سار عليه محررو "حديقة الأخبار".
هذه الصحف التي ذكرنا، هي التي وضعت الأسس التي سارت عليها المدرسة الصحفية الأولى، مدرسة القرن التاسع عشر والعقد الأول
نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 58