نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 179
وقال:
يود الفتى ما لا يكون طماعة ... ولم يدر أن الدهر بالناس قلب
ولو علم الإنسان ما فيه نفعه ... لأبصر ما يأتي وما يتجنب
ولكنها الأقدار تجري بحكمها ... علينا، وأمر الغيب سر محجب
نظن بأنا قادرون وإننا ... نقاد كما قيد الجنيب ونصحب
وإذا كان في صباه قد عزف عن النساء جدًّا منه وتزمتًا، وأبى اللهو والمجانة حتى لا ينصرف عن طلب العلا، فإن الشباب والجاه والمال قد غير نظرته إلى الحياة، وبات ذلك الفارس الذي يدل بشبابه وجاهه على الحسان، ويجري وراء اللهو، ويعب الخمر عبًّا، ويتصيد مجالس الأنس والسمر، ويقول:
ودعني من ذكر الوقار فإنني ... على سرف من بغضة الحلماء
فما العيش إلّا ساعة سوف تنقضي ... وذا الدهر فينا مولع برماء
ويقول:
لو حذر المرء كل لائمة ... لضاع منه الصواب والرشد
ولو أصخنا لكل منتقد ... فكل شيء في الدهر منتقد
واله بما شئت قبل مندمة ... يكثر فيها العناء والكمد
فليس بعد الشباب مقترح ... ولا وراء المشيب مفتقد
ومن أي شيء يخشى؟ وعلام ينتقده الناس؟ ينتقدونه على أنه ممتلئ بالحياة، مستهين بالتقاليد والعادات.
فرحنا نجر الذيل تيهًا لمنزل ... به لأخي اللذات واللهو ملعب
مسارح سكري، ومربض فاتك ... ومخدع أكواب به الخمر تسكب
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 179