نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 180
أما الدين فله في النفس حرمته ولكن:
إذا ما قضينا واجب الدين حقه ... فليس علينا في الخلاعة من عذر
أجل لقد صار فارسًا مرحًا ينهل من اللذات ويعل.
فطورًا لفرسان الصباح مطارد ... وطورًا لإخوان الصفاء سمير
ويا رب حيٍّ قد صبحت بغارة ... تكاد لها شم الجبال تمور
وليل جمعت اللهو فيه بغادة ... لها نظرة تسدي الهوى وتنير
عقلنا به ماند عن كل صبوة ... وطرنا مع اللذات حيث تطير
أما أخلاقه الطبيعية: فكان كثير الافتخار بها يرددها مرارًا في شعره, فهو مخلص في صداقته:
واختبرني تجد صديقًا حميمًا ... لم تغير ودادوه الأهواء
صادقًا في الذي يقول وإن ضاقت ... عليه برحبها الدهناء
أما الواداد فهو يرعاه، ويعد ذلك من كرم الأصل:
ليس يرعى حق الوداد ولا ... يذكر عهدًا إلّا كريم النصاب
ولابد أن يتجلى أثر الوداد القلبيّ في أعمال الإنسان، وإلّا كان ودادًا كاذبًا:
وإنَّ وداد القلب ما لم يكن له ... دليلٌ على إخلاصه لمريب
وكان عالي الهمة, يمثل لك في شعره الفروسية والنجدة، والإباء والأنفة، فيقول:
إذا لم يكن إلّا المعيشة مطلب ... فكل زهيدٍ يمسك النفس جابر
من العار أن يرضى الدنية ماجد ... ويقبل مكذوب المنى وهو صاغر
إذا كنت تخشى كل شيء من الردى ... فكل الذي في الكون للنفس ضائر
ويقول:
ومن تكن العلياء همة نفسه ... فكل الذي يلقاه فيها محبب
إذا أنا لم أعط المكارم حقها ... فلا عزني خال، ولا ضمني أب
خلقت عيوفًا لا أرى لابن حرة ... عليَّ يدًا أغضي لها حين يغضب
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 180