نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 181
أما جوده: فطالما تغنَّى به في شعره؛ وحث الناس على الجود، ووضع من شأن المال والتباهي به فيقول:
فلا تحسبنَّ المال ينفع ربه ... إذا هو لم تحمد قراه العشائر
فقد يستجم المال والمجد غائب ... وقد لا يكون المال والمجد حاضر
ولو أن أسباب السيادة بالغنى ... لكاثر رب الفضل بمال تاجر
ويقول:
وجد بما ملكت كفاك من نشب ... فالجود كالبأس يحمي العرض والنسبا
ولا يقعد البطل الصنديد عن كرم ... من جاد بالنفس لم يبخل بما كسبا
وكان يتمدح بصراحته وشجاعته، فهو لا يسكت عن القبيح وإلّا عُدَّ منافقًا، وإذا كان الإنسان على ثقةٍ من أمره، ونفسه حرة, وهو شجاعٌ, فعلام يغضي على القذى, أو لا يصارح الناس بعيوبهم علهم يصلحونها؟
أنا لا أقرُّ على القبيح مهابةً ... إن القرار على القبيح نفاق
قلبي على ثقةٍ ونفسي حرة ... تأبى الدني، وصارمي ذلاق
فعلام يخشى المرء فرقة روحه ... أو ليس عاقبة الحياة فراق؟
لا خير في عيش الجبان يحوطه ... من جانبيه الذل والإملاق
عابوا عليّ حميتي ونكايتي ... والنار ليس يعيبها الإحراق
ولكننا نرى البارودي كثيرًا ما ينصح بمداراة الناس، ودفع القسر باللين, والغضب بالحلم, وقد صوَّر جملةً من صفاته ومداراته الناس، ومودته لأصداقائه ووفائه لهم في قوله:
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 181