نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 188
ولا أدلَّ على هذا التنقيح من اختلاف القصائد كما نشرت في الديوان عن نصها المنشور أول الأمر في الوسيلة الأدبية للمرصفي، خذ قوله في الوسيلة الأدبية:
أقاموا زمانًا ثم بدد شملهم ... أخو فتكات بالكرام اسمه الدهر
فقد صار في الديوان:
أقاموا زمانًا ثم بدد شملهم ... ملول من الأيام شيمته الغدر
ومطلع قصيدته التي يعارض فيها رائية أبي نواس، فقد كانت في الوسيلة على الصورة الآتية:
تلاهيت إلّا ما يجن ضمير ... وداريت إلّا ما ينم زفير
وهل يستطيع المرء كتمان أمره ... وفي الصدر منه بارح وسعير
ثم صار في الديوان:
أبى الشوق إلّا ما يحن ضمير ... وكل مشوق بالحنين جدير
وهل يستطيع المرء كتمان لوعة ... ينم عليها مدمع وزفير
كما كان يهتف بشعره قبل أن يخرجه للناس، ويصغي إليه ليتبين ما فيه من عيوب في الموسيقى وعدم انسجام الألفاظ بعضها مع بعض، والخلل المعنوي، والقافية القلقة المضطربة، والحشو، وغير ذلك من عيوب الشعر ويقول:
واهتف به من قبل تسريحه ... فالسهم منسوب إلى الرامي1
1 يقول الشيخ حسين المرصفي في هذا: ونبه بقوله: واهتف به من قبل تسريحه، على أنه لا ينبغي أن يكتفي بالنظرة الأولى, فللنفس خداع وربما تنبهت بعد أن أغفلت، واستقبحت ما استحسنت, ولذلك يقول الأول:
لا تعرضن على الرواة قصيدة ... ما لم تبالغ قبل في تهذيبها
فإذا عرضت الشعر غير مهذب ... عدوه منك وساوسًا تهذي بها
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 188