responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 194
6- أما معانيه فكثير منها قديم, والقليل فيه جدة, وهو مقلِّدٌ في المعاني كما هو مقلد في الشكل، ولا أستطيع أن أحصي المعاني القديمة لكثرتها, ولكن أدل على نوعها ببعض الأمثلة كقوله في الغزل:
طربت وعادتني المخيلة والسكر ... وأصبحت لا يلوى بشيمتي الزجر1
كأني مخمور سرت بلسانه ... معتقة مما يضن بها التجر
صريع هوى يلوى بي الشوق كلما ... تلألأ برق أو سرت ديم غر
إذا مال ميزان النهار رأيتني ... على حسرات لا يقاومها صبر
يقول أناس إنه السحر ضلة ... وما هي إلّا نظرة دونها السحر
ويقول مفتخرًا في هذه القصيدة بقومه:
لهم عمد مرفوعة ومعاقل ... وألوية حمر وأفنية خضر
ونار لها في كل شرق ومغرب ... لمدرع الظلماء ألسنة حمر
ويقول في القصيدة من الحكمة:
ل
عمرك ما حيٌّ وإن طال سيره ... يعد طليقًا والمنون له أسر
وما هذه الأيام إلّا منازل ... يحل بها سفر ويتركها سفر
فهذه أغراض ثلاثة في قصيدة واحدة لم يأت فيها بجديدٍ من المعنى، ففي الغزل يقول: إنه استخفه الطرب والشوق على حدة قول أبي نواس.
حامل الهوى تعب ... يستخفه الطرب
إن بكى يحق له ... ليس ما به لعب
وحاكى الأقدمين في ذكره البرق والسحب، فهذه الأشياء كانت مقبولة في الشعر القديم لأنها تصف البيئة العربية، والغيث والبرق كان فيهما حياة العرب القاطنين بالجزيرة، فإذا لمع البرق أو هطلت السحب هلل الناس وفرحوا، وإذا ذكر

1 المخيلة: الظن, والمراد ذكريات الماضي، وبلوى به: يذهب به.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست