responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 199
أرعى الكواكب في السماء كأن لي ... عند النجوم رهينة لم تدفع
زهر تألق بالفضاء كأنها ... حبب تردد في غدير مترع
وكأنها حول المجر حمائم ... بيض عكفن على جوانب مشرع
وترى الثريا في السماء كأنها ... حلقات قرط بالجمان مرصع
بيضاء ناصعة كبيض نعامة ... في جوف أدحى بأرض بلقع
وكأنها أكر توقد نورها ... بالكهرباءة في سماوة مصنع1
والليل مرهوب الحمية قائم ... في مسحة كالراهب المتلفع2
متوشحٌ بالنيرات كباسلٍ ... من نسل حامٍ، باللجين مدرع
حسب النجوم تخلفت عن أمره ... فوحى لهن من الهلال بإصبع3
3- ويصف مناظر الريف ويصورها تصويرًا بديعًا، فيصف القطن, والسفن في النيل, والساقية, والمزروعات, والطيور وهي تحوم على صفحة النهر, وحركات الطيور، والنحلة وهي تنتقل من زهرةٍ لزهرةٍ، كل هذا في حساسية غريبة، وشغف بالطبيعة وحب لها, كأنه يعيش معها.
فمن قوله يصف القطن:
والقطن بين ملوز ومنور ... كالغادة ازدانت بأنواع الحلى
فكأن عاقده كرات زمرد ... وكأن زاهره كواكب في الروا4
دبت به روح الحياة فلو وعت ... عنه القيود من الجداول قد مشى
فأصوله الدكناء تسبح في الثرى ... وفروعه الخضراء تلعب في الهوا
لم يسر فيه العقل مذهب فكرة ... محدودة إلّا تراجع بالمنى
واسمعه يصف الريف المصريّ إبَّان الربيع في أرجوزة:

1 المصنع: القصر العظيم.
2 مسحه: مسوحه, أي: لباسه الأسود, كمسوح الراهب.
3 وحي: أشار.
4 عاقده: ما انعقد من اللوز قبل أن يفتح، الرِّوا: مقصور الرواء، وهو الحسن والبهاء.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست