responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 200
عم الحيا واستنت الجداول ... وفاضت الغدران والمناهل
وازَّيَّنَت بنورها الخمائل ... وغردت في أيكها البلابل
وشمل البقاع خير شامل ... فصفحة الأرض نبات خائل1
وجبهة الجو غمام حافل ... وبين هذين نسيم حائل
تندى به الأسحار والأصائل ... كأنما النبات بحر هائل
وليس إلّا الأكمات ساحل ... وشامخ الدوح سفين جافل2
معتدل طورًا مائل ... تهفو به الجنوب والشمائل
والباسقات الشمخ الحوامل ... مشمورة عن ساقها الذلاذل3
ملوية في جيدها العثاكل ... ممعقودة في رأسها الفلائل4
للبسر فيها قانئ وناصل ... مخب كأنه الأنامل
كأنه من ذهب قنادل ... من المرادين لها سلاسل
للمجنون بينها الأزامل ... تخالها محزونة تسائل5
لها دموع ذرف هوامل ... كأنها أم بنين ثاكل
في جيدها من ضفرها حبائل ... من القواديس لها جلاجل
تدور كالشهب لها منازل ... فصاعد ودافق ونازل
ففي هذه القصيدة يصور مناظر الريف تصويرًا سريعًا دون تعمق أو طويل وقوف على المشاهدات، ومعانيه قريبة، وتشبيهاته واضحة غير متكلفة، وخياله دان لا إغراب فيه ولا شرود.
ومما يدل على دقة حسه، وتدفق شعوره، وأنه مصور بارع، أن الأمور التي لا تسترعي نظرة جمهرة الناس يجد فيها ما يثير عاطفته، ويحرك شاعريته, قوله يصف طائرًا: تحرك فأيقظه من سنته، ويتبع حركاته بدقة، فأعطى صورة واضحة عنه.

1 خائل: ذو خيلاء معجب بنفسه.
2 جافل: مضطرب.
3 الباسقات: يريد النخل والذلائل، الأطراف، ويريد أن ساق النخلة عارٍ من الجريد والعسف.
4 العثاكل: ج عثكول، وهو في النخل بمنزلة العنقود في الكرم، والفلائل ج فليلة: وهي الشعر المجتمع.
5 المنجنون: دولاب الساقية التي يُسْقَى بها الزرع, وأزامل: ج أزمل "كجعفر" وهو الصوت المختلط.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست