responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 212
ثم يصف فزعهم وفرارهم من المعركة بقوله:
مضوا غير معذورين لا النقع ساطع ... ولا البيض في أيدي الكماة دوالق1
ولكن دعتهم نبأة، فتفرقوا ... كما انقض في سرب من الطير باشق2
فكم آبقٍ تلقاه من غير طارد ... وكم واقف تلقاه والعقل آبق
إذا أبصروا شخصًا يقولون: جحفل ... وجبن الفتى سيف لعينيه بارق
أسود لدى الأبيات بين نسائهم ... ولكنهم عند الهياج نقانق3
إذا المرء لهم ينهض بقائم سيفه ... فيا ليت شعري، كيف تحمي الحقائق؟
وقد اتهم البارودي بأنه يطمع في الملك، وأنه يحاول ثل العرش، وخلع توفيق، فقال منكرًا هذه التهمة، معللًا ثورته بعد أن نُفِيَ إلى "سرنديب".
يقول أناس إنني ثرت خالعًا ... وتلك هنات لم تكن من خلائقي
ولكنني ناديت بالعدل طالبًا ... رضا الله، واستنهضت أهل الحقائق
أمرت بمعروف وأنكرت منكرًا ... وذلك حكم في رقاب الخلائق
فإن كان عصيانًا قيامي فإنني ... أردت بعصياني إطاعة خالقي
وهل دعوة الشورى على غضاضة ... وفيها لمن يبغي الهدى كل فارق؟
بلى! إنها فرض من الله واجب ... على كل حي من مسوق وسائق
وكيف يكون المرء حرًّا مهذبًا ... ويرضى بما يأتي به كل فاسق؟
فإن نافق الأقوام في الدين غدرة ... فإني بحمد الله غير منافق
على أنني لم آل نصحًا لمعشر ... أبى غدرهم أن يقبلوا قول صادق
رأوا أن يسوسوا الناس قهرًا فأسرعوا ... إلى نقض ما شادته أيدي الوثائق
فلما استمر الظلم، قامت عصابة ... من الجند تسعى تحت ظل الخوافق
وشايعهم أهل البلاد فأقبلوا ... إليهم سراعًا بين آتٍ ولاحق
يرومون من مولى البلادج نفاذ ما ... تألاه من وعد إلى الناس صادق

1 دلق السيف: أخرجه من غمده.
2 النبأة: الصوت, ويريد الخبر الكاذب، والباشق: من الطيور الجارحة.
3 ج نقنق "بكسر فسكون" وهو الظليم، ذكر النعام, ويضرب به المثل في الجبن.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست