responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 407
هوميروس في الإلياذة اقتبس كثيرًا من القصص المصرية بأشخاصها وخيالاتها وأجوائها، بل أخذ قصصًا مصرية معينة وأدخلها في ملحمته، وليس هؤلاء العلماء الذين قاموا بهذه الأبحاث من المتجنين على اليونان أو المبغضين لهم، بل على العكس هم من المعجبين بهم والمعنيين ببحث آثارهم وترجمتها إلى لغاتهم وشرحها والتعليق عليها، ولكن اطلعوا على أشعار مصرية, وآثار قديمة, وقرءوا المصرية التي عثروا عليها فوجدوا التشابه بل التطابق.
ومن هؤلاء العلماء فيكتور بيرار Victor Berard الفرنسي مترجم الإلياذة وشارحها، ثم جولنيشيف M.W.Golenicheff الروسي أحد علماء المصرولوجيا، وقد أثبت عبد القادر حمزة باشا[1] النصوص المصرية القديمة التي عثر عليها هذان العالمان، والتي لها مشابه في الإلياذة، كما أورد الأدلة القاطعة التي لا يأتيها الشك على تلمذة اليونان للمصريين، ومن علمائهم ومشريعهم وأدبائهم ومؤرخيهم أتى مصر وتأثر بما فيها من علوم ومعارف, ودرس على أساتذتها وكهنتها, وهو فصل ممتع حقًّا ولولا خشية الإطالة للخصناه تتمة للبحث، ولكن هذا الجزء أوشك على الانتهاء وهناك بعض نقط تحتاج إلى نظرة قبل أن نفرغ منه، وحسبنا أن نقول كما قال الأستاذ العقاد[2] في بدعة السامية والآرية واختلاف العقليتين، وكيف ظهرت هذه البدعة: "ونشأت في إبَّان ذلك بدعة الآرية والسامية، وهي تلك البدعة التي تقضي للآريين بالسبق والرجحان في كل فضيلة من فضائل الأمم أو فضائل الأفراد، وقد ظهر بطلانها الآن، أو ظهر على الأقل أن الحاجز الذي أقامه مبتدعوها بين أجناس الشعوب مصطنع ملفق لا يسلم من ثغرة شك هنا أو ثلمة ضعف هناك، بل هو ينعكس في أحوال شتّى, فتصبح المزية للساميين من حيث أرادها القوم للآريين، ولكن البدعة قد خدعت أناسًا كثيرين في إبان نشأتها, فتحدثوا عنها كتحدث الناس بالغرائب والملح المستطرفة، ومازالت تجني على الأفكار، حتى أوغل فهيا بعض الغلاة من دعاتها

[1] في كتابه على هامش التاريخ المصري القديم, ج1 ص 125-171.
[2] في كتاب سعد زغلول سيرة وتحية, لعباس العقاد, ص13-14 في فصل عن العقلية المصرية وطبيعتها.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست