responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 408
فاستخرجوا منها دليلًا على رجحان بعض الأمم الأوربية على بعض، واستئثار جماعة من تلك الأمم بشرف السيادة والابتكار, وشعائر الحضارة والثقافة دون الجماعة الأخرى, فتصدى لها يومئذ من الأوربيين من ينكرها ويزيفها ويبالغ في السخر بها, بعد أن كانوا يتفقون على تروجيها، والإغضاء عنها حين كانت معرفتها لاصقة بالشرق وحده موقوفة عليه دون غيره".
وبحسبي الآن ماسقته من أدلة[1] على أن أسطورة العقلية السامية والآرية لا تثبت أمام الأدلة العلمية، وأن القصة، على الرغم من وجودها في الأدب العربيّ كما هي موجودة عند كل الأمم، وإن لم تأخذ القالب الفني الذي لم يظهر بالقصص الأوربي إلّا في أواسط القرن الثامن عشر, لا تحتل هذه المكانة الممتازة في عالم الأدب، ولا يوصف من لم ينبغ في تأليفها بعقم الخيال وجمود العاطفة وضحالة الفكر.
وكم كان بودي أن أفيض في أدب القصة, وأبين أصولها وكيفية إنشائها, ولكن هذا يحتاج إلى كتاب قائم بنفسه, وإنما دعاني إلى الخوض في القصة على هذه الطريقة إقبال المترجمين في العهد الذي نتحدث عنه عليها إقبالًا زائدًا، وتأثر الأدب العربي الحديث بها بعد ذلك تاثرًا بالغًا، حتى دعا ذلك إلى القول بأنها لم يكن موجودة عند العرب, وأن العقلية السامية لا تستطيع إنتاج القصة لما بها من فقر في الخيال, وقد مر بك قبل عند كلامنا على الترجمة الجهود التي بذلت في سبيل ترويج القصة الغربية، وأن هذا الطور هو طور النقل والتمثيل, ولم يكن قد بدأ بعد طور التقليد والمحاكاة, ولا سيما في الرواية, وإن ابتدأ في المسرحية مبكرًا نوعًا ما, وسنعود إلى الكلام في توسع عن القصة في الأدب المصري الحديث في الأجزاء التالية -إن شاء الله, أما المسرحية فقد أفردنا لها كتابًا خاصًّا هو الآن بين أيدي القراء.

[1] إذا أردت المزيد فاقرأ مقالة مجلة الأنصار بالعدد 46 السنة الرابعة، شوال 1363، وكتابنا "النابغة الذبياني" فقد تكلمت فيه عن موضوع القصة من زوايا جديدة, وأضفت إلى ما نفقده هنا براهين أخرى, ثم كتابنا "الفتوة عند العرب" وفيه فصل ضافٍ عن ميزة العقل العربيّ وتفوقه, مدعوم بالحجج العلمية القوية.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست