نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 21
العرب القدامى مدخل
...
العرب القدامى
العرب أحد الشعوب السامية، نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام. وقد تحدث علماء اللغة والأدب والتاريخ عن وجه تسميه العرب بهذا الاسم[1]: يقول الألوسي: إنهم سموا بالعرب لاشتهارهم بالفصاحة والبيان من قولهم: أعرب الرجل عما في ضميره إذا أبان عنه[2]. ويقول الأستاذ مصطفى صادق الرافعي: "إن اللفظة قديمة يراد بها في اللغات السامية معنى البدو والبادية وكانت هذه خاصية العرب في التاريخ القديم، ولكن لما تحضر بعضهم وسكنوا المدن وأقاموا فيها خصوا لفظة "العرب" بهؤلاء الذين يعيشون في المدن، وأطلق على سكان البادية "الأعراب" ولما جاء الإسلام أصبح لفظ الأعرابي يدل على الجفاء وغلظ الطبع، وبذلك خرجت الكلمة عن معنى البادية، ولكن الأعراب كانوا دائمًا معروفين بأنهم أهل الفصاحة، فكان الرواة يلتمسونهم ويحملون عنهم، ويرون فيهم أنهم أهل اللغة العربية الفصحى3". وعلى كل فنحن نقصد هنا في دراستنا هذه بلفظة "العرب" جميع السكان الذين كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية، سواء أكانوا حضريين أم بدويين، وإن كان من الجائز أن لكل من النوعين سمات خاصة تميزه عن النوع الآخر.
وقد اعتاد المؤرخون بوجه عام أن يقسموا العرب القدامى ثلاثة أقسام[4]. ولكنهم يختلفون في تسمية كل قسم، فمنهم من يقول: بائدة أو عاربة ومستعربة وتابعة للعرب، ومنهم من يسميها بائدة وعاربة ومستعربة، ومنهم من يطلق عليها: عاربة وقحطانية وعدنانية، ومنهم من يجعلها: عاربة ومتعربة ومستعربة، والحقيقة أن الخلاف لفظي إذ إن المقصود بكل واحد من الأقسام الثلاثة واحد بين الجميع، فلا خلاف بينهم إلا في التسمية اللفظية فقط. [1] راجع القاموس، وشرح القاموس، ولسان العرب. [2] بلوغ الأرب جـ1 ص 7.
3 تاريخ آداب العرب جـ1 ص 43. [4] جعلهم ابن خلدون أربعة أقسام: عاربة، ومستعربة، وتابعة للعرب، وعرب مستعجمة, ويقصد بالقسم الرابع من له ملك بدوي بالمشرق والمغرب، وسموا بذلك لاستعجام لغتهم على اللسان المضري الذي نزل به القرآن الكريم.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 21