responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 225
الملائكة والأبالسة ما لم يخطر على قلب البشر، فهل صدقنا أن الملائكة والشياطين والجن قالت هذا الشعر حقًّا؟ وهل يؤمن المؤلف بشاعرية الجن.. بل نعد الشعر الذي نسب إلى الجن في مقتل سعد بن عبادة ورثاء عمر بن الخطاب من النوع التمثيلي الفطري الذي لم تتضح مواهب العرب في بابه؛ لأنهم وإن نظموا شعرًا تمثيليًّا، فإن خيالهم اتجه نحو هذا النوع من الأدب، وقد ألف اليونان قطعًا تمثيلية قوامها شخصيات خيالية أمثال ديونيس وجوبتر وباكوس وبروموتيه"، ويقول: "إن الشعر الذي تزعم الأعراب أنه للجن، والأخبار التي عقدوها لها، وتناقلها عنهم الرواة، إنما هو من قبيل الخيال الشعري". ويعلل بعض الباحثين الشعر الذي ينسبه الأعراب إلى الجن، بأن ذلك من أثر الفلاة والخلاء والوحشة والبعد عن الإنس، فأخبار الجن لا تعرف إلا عن رجل من الرواة الذين يقصون للعامة وأشياء العامة. ثم إن "شياطين الشعراء" فكرة، بل عقيدة راسخة عند العرب منذ القدم.
وأما ما ينسب إلى عبد المطلب وهاشم وعبد مناف وقصي من أخبار، فيجوز أن يكون ذلك مما نسب إلى قريش أنها افتعلته فيما بعد، وأما المثال الشعري الذي أورده الدكتور طه حسين[79] ليدلل على نحل الشعر الجاهلي في قريش، فهو شعر إسلامي إذ ينسب إلى قائل قاله بعد ظهور الإسلام، ثم إن النقاد عرفوه ونبهوا عنه.
وأما ما يذكره عن الشعر المنسوب إلى الأمم البائدة، فقد نبه عليه القدماء، وبينوا وجه انتحاله، واعترف الدكتور طه بأن ابن سلام كفاه ذلك "حين جد في طبقات الشعراء في إثبات أن هذا الشعر وما يشبهه مما يضاف إلى تبع وحمير.. وعاد، وثمود، منحول وضعه ابن إسحاق ومن إليه من أصحاب القصص".
وأما عن الشعر الذي يساق الاستشهاد به في التفسير، وبين علماء التأويل، فقد سبق أن وضحنا القول في هذا الشأن.
وأما ما ينسب إلى الموحدين من نصوص شعرية، فيجوز أن يكون ذلك من خلجات ذوي النفوس الشفافة الذين أشرنا إليهم سابقًا، ممن يرون بصيص النور في دياجير الظلام، فاهتدوا إلى شيء من الصواب، وجاء ما اهتدوا إليه موافقًا للحق والرشاد.
وما قيل عن أدباء اليهود والنصارى وما نسب إليهم من أدب منحول، فشأنهم في ذلك

[79] في الأدب الجاهلي، ص137.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست