نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 227
جناب، ومالك وسعد ابني زيد مناة بن تميم، وأعصر بن سعد بن قيس عيلان. ويقول[83]: "فليس لهذا كله إلا أصل واحد، وهو تفسير طائفة من الأمثال، ذكرت فيها أسماء هؤلاء الناس كلهم أو بعضهم، كقولهم: "لا يطاع لقصير أمر" وقولهم: "لأمر ما جدع قصير أنفه"، وقولهم: "شب عمرو عن الطوق"، أو ذكر فيها ما يتصل بهؤلاء الناس في هذه القصص التي كانت شائعة عند هؤلاء الأخلاط من سكان العراق والجزيرة والشام، وما يتصل بها من بوادي العرب، كفرس جذيمة التي كانت تسمى "العصا"، والبرج الذي بناه قصير على العصا بعد أن نفقت، وكان يسمى "برج العصا"، ودم جذيمة الذي جمعته الزباء في طست من الذهب، وجمال عمرو بن عدي التي احتال قصير في إدخالها تدمر، وعليها الرجال في الغرائر".
ويدخل الدكتور طه حسين في هذا النوع أخبار المعمرين، كالمستوغر بن ربيعة بن سعد، ودريد بن زيد بن نهد.
ثم يتحدث عن أيام العرب، فيقول [84]: "والرواة أشد انخداعًا حين يتصل الأمر بالبادية اتصالًا شديدًا، وذلك في هذه الأخبار التي يسمونها "أيام العرب"، أو "أيام الناس" فهم قد سمعوا بعض هذه الأخبار من الأعراب، ثم رأوها تقص مفصلة مطولة، فقبلوا ما كان يروى منها على أنه جد من الأمر، ورووه، وفسروه وفسروا به الشعر، واستخلصوا منه تاريخ العرب، مع أن الأمر فيه لا يتجاوز ما قدمناه. فليست هذه الأخبار إلا المظهر القصصي لهذه الحياة العربية القديمة، ذكره العرب بعد أن استقروا في الأمصار، فزادوا فيه، ونموه، وزينوه بالشعر؛ كما ذكر اليونان قديمهم فأنشئوا فيه "الإلياذة" و"الأوديسا" وغيرهما من قصائد الشعر القصصي التي لم يكن يبلغها الإحصاء. فحرب البسوس، وحرب داحس والغبراء، وحرب الفجار، وهذه "الأيام" الكثيرة التي وضعت فيها الكتب ونظم فيها الشعر، ليست في حقيقة الأمر -إن استقامت نظريتنا- إلا توسيعًا وتنمية لأساطير وذكريات كان العرب يتحدثون بها بعد الإسلام". ثم ينتهي إلى أن يقول 85: [83] المصدر السابق، ص157. [84] المرجع السابق، ص158.
85 في الأدب الجاهلي، ص159.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 227