responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 231
وإبائها للضيم، ومن هنا هذه المواقف التي تضاف إلى ملوك الحيرة، والتي تظهر الملوك أحيانًا عصاة مناهضين للملك الأعظم، ثم من هنا هذه الأيام والوقائع التي كانت للعرب على الفرس كيوم ذي قار".
ويستمر في الحديث عن الشعوبية، فيقول: "إنها في العصر العباسي تطورت إلى شعوبية عملية، كل من الفريقين يحاول أن يثبت لنفسه تقدمًا، وقدمًا راسخة في العلم والأدب، ويحط من شأن الآخر في هذا الميدان، وألفوا في ذلك كتبًا؛ ومن كتب الشعوبية ضد العرب كتاب "مثالب العرب" لأبي عبيدة معمر بن المثنى، وهو كتاب لا نعرف الآن إلا اسمه، ويقول[89]: "وأما غير أبي عبيدة من علماء الموالي ومتكلميهم وفلاسفتهم فقد كانوا يمضون في ازدراء العرب إلى غير حد، ينالونهم في حروبهم، وينالونهم في شعرهم، وينالونهم في خطاباتهم، وينالونهم في دينهم أيضًا، فليست الزندقة إلا مظهرًا من مظاهر الشعوبية، وليس تفضيل النار على الطين، وإبليس على آدم، إلا مظهرًا من مظاهر الشعوبية الفارسية التي كانت تفضل المجوسية على النار".
ويقول[90]: "وأنت تجد في "البيان والتبيين" كلامًا كثيرًا تستبين منه إلى أي حد كان الفرس يعجبون بآثار الأمم الأعجمية، ويقدمونها على آثار العرب، فهم يعجبون بخطب الفرس وسياستهم، وعلم الهند وحكمتها، ومنطق اليونان وفلسفتهم، وهم ينكرون على العرب أن يكون لهم شيء يقارب هذا، والجاحظ ينفق ما يملك من قوة ليثبت أن العرب يستطيعون أن ينهضوا لكل هذه المفاخر الأعجمية وأن يأتوا بخير منها". ويقول: "ولعل أصدق مثال لهذه الخصومة العنيفة بين علماء العرب والموالي هذا الكتاب الذي كتبه الجاحظ في البيان والتبيين، وهو "كتاب العصا".. يثبت فيه أن العرب أخطب من العجم، وأن اتخاذ الخطيب العصا لا يغض من فنه الخطابي. أليست العصا محمودة في القرآن والسنة وفي التوراة وفي أحاديث القدماء؟ ".
ثم يقول[91]: "والذي يعنينا من هذا كله هو أن نلاحظ أن الجاحظ وأمثاله من الذين كانوا يعنون بالرد على الشعوبية، مهما يكن علمهم ومهما تكن روايتهم، لم يستطيعوا أن

[89] المرجع السابق، ص164.
[90] في الأدب الجاهلي، ص166.
[91] في الأدب الجاهلي، ص167.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست