نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 392
أؤول الحكم على وجهه ... ليس قضائي بالهوى الجائر
قد قلت قولا فقضى بينكم ... واعترف المنفور للنافر
كم قد مضى شعري في مثله ... فسار لي من منطق سائر306
إن ترجع الحكم إلى أهله ... فلست بالمستى ولا النائر
ولست في السلم بذي نائل ... ولست في الهيجاء بالجاسر
إنيَ آليت على حلفة ... ولم أقله عثرة العاثر
ليأتينه منطق سائر ... مستوثق للمسمع الآثر307
وكان الأعشى لا يتورع عن مدح عامة الناس إذا أصاب منهم خيرًا، من ذلك أنه مدح المحلق بن جشم بن شداد، لمجرد أنه أنزله ضيفًا، وبالغ في إكرامه، رجاء أن يصيبه خير من مدحه، فكان مما قال فيه308:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرق
تشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق
رضيعي لبان ثدي أم تحالفا ... بأسحم داجٍ عوض لا نتفرق309
يداك يدا صدق فكف مفيدة ... وأخرى إذا ما ضن بالزاد تنفق
ترى الجود يجرى ظاهرًا فوق وجهه ... كما زان متن الهندواني رونق
وأما إذا ما أوب المحل سرحهم ... ولاح لهم من العشيات سملق
306 أول الحكم إلى أهله رده إليهم أي جعله يئول ويرجع إليهم. الجائر المنحرف عن الصواب والحق. المنفور: المغلوب في المنافرة. والنافر: الغالب فيها. منطق سائر مشهور ذهب بين الناس وسار.
307 أستى الثوب وأسداه أقام سداه، السدى من الثوب ما مد من خيوطه، وهو خلاف لحمته. والنير هدب الثوب ولحمته، يريد أن يقول له لست شيئًا. النائل العطاء. الهيجاء الحرب. الجاسر الجريء الشجاع. أقال عثرته صفح عنه. منطق سائر شعر ينال شهرة بين الناس. استوثق له الأمر أمكنه، الآثر الذى يأثر الخبر أو الشعر ويرويه فهو أثر، والكلام مأثور.
308 ديوان الأعشى، ق33 ب51 - 62 ص222.
309 تشب توقد أي النار. المقرور من أصابه البرد. اصطلى النار استدفأ بها. الندى الكرم. بأسحم داجٍ يحتمل أن يكون المقصود هو الليل، أو يكون المقصود هو حلمة الثدى ويقصد الثدى الذي رضعا منه. عوض أي أبد الدهر، مبني على الضم مثل قط وقبل وبعد.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 392