responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 411
قاسية، فإنه -اعتذارًا عما وقع- كان يسرع إلى بيان الأسباب التي دعته إلى ذلك، بما يحفظ عليه كرامته وهيبته[415].
ومن أطرف ما ورد في الاعتذار عن القرار -وهو أقرب ما يكون إلى الفكاهة والنوادر- أبيات تنسب إلى وعلة الجرمي، يقول فيها416:
فدى لكما رجلي أمي وخالتي ... غداة الكلاب إذ تحز الدوابر417
نجوت نجاء لم ير الناس مثله ... كأني عقاب عند تيمن كاسر418
خدارية سفعاء لبد ريشها ... من الطل يوم ذو أهاضيب ماطر419
كأنا وقد حالت حذنة دوننا ... نعام تلاه فارس متواتر420
فمن يك يرجو في تميم هوادة ... فليس لجرم في تميم أواصر421
ولما سمعت الخيل تدعو مقاعسًا ... تطالعني من ثغرة النحر جائر422

[415] راجع فصل الاعتذار في شعر الحرب للمؤلف.
416 قالها وعلة في يوم الكلاب الثاني، وكان بين أهل اليمن من مذحج وهمدان وكندة، وبين بني تميم، سعد والرباب، ورئيس الرباب النعمان بن جساس، ورئيس سعد قيس بن عاصم المنقري. فلما غدوا على القتال نادى قيس بن عاصم: يا آل مقاعس، والمقاعس هو الحرث بن عمرو بن كعب بن سعر، فسمع الصوت وعلة الجرمي، وكان صاحب لواء اليمن يومئذ، فطرحه، وكان أول منهزم من قومه! وجعلت عليهم سعد الرباب فهزمهم, ولما أكثرت تميم القتل في أهل اليمن أمرهم قيس بن عاصم بالكف عن القتل وأن يحزوا عراقيبهم، وهو ما أشار إليه وعلة إلى فراره في الأبيات 1-3 وأشار إلى نداء قيس آل مقاعس في البيتين 6، 7 ثم إن وعلة لحق به رجل من بني نهد اسمه سليط من قتيب، فقال له النهدي: أردفني خلفك فإني أتخوف القتل، فأبى أن يردفه، وهو ما يشير إليه البيتان 9، 10. "مفضلة رقم 32".
417 الكلاب: بضم الكاف: هو يوم الكلاب الثاني بين تميم واليمن. تحز: تقطع. الدوابر: الأصول، أي يقتل القوم فتذهب أصولهم ولا يبقى لهم أثر.
418 تيمن: موضع باليمن. الكاسر: الذي يضم جناحيه يريد الانحطاط إلى الصيد، يكون للمذكر والمؤنث.
419 الخدارية: الذي يضرب لونها إلى السواد. وهي صفة للعقاب. السفعاء: مأخوذ من السفعة، بضم فسكون، وهي سواد يضرب إلى حمرة، الأهاضيب: جمع أهضوبة، وهي المطرة العظيمة.
420 حذنة: بضم الحاء المهملة والذال المعجمة وتشديد النون: أرض لبني عامر بن صعصعة. متواتر: متواتر العدو متتابعه، وهو صفة للنعام. شبهوا أنفسهم حين هربوا بنعام متتابع يخاف فارسًا.
421 الهوادة: اللين والرقة. الأواصر: الروابط القرابة.
422 مقاعس: أراد بني مقاعس. وهم بنو الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. تطالعني: طلع مني وارتفع، يعنى فزعًا. ثغرة النحر: النقرة في أعلى الصدر. الجائر: حر في الجوف عند الجوع.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست