responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 412
فإن أستطع لا تلتبس بي مقاعس ... ولا يرني مبداهم والمحاضر423
ولا تك لي حدادة مضرية ... إذا ما غدت قوت العيال تبادر424
يقول لي النهدي: إنك مردفي ... وكيف رداف الفل. أمك عابر425
يذكرني بالرحم بيني وبينه ... وقد كان في نهد وجرم تدابر426
ولما رأيت الخيل تتري أثائجًا ... علمت بأن اليوم أحمس فاجر427
فهو يصف سرعته الفائقة في الهرب فرارًا من خطر محدق مؤكد خشية أن يقع أسيرًا في أيدي قوم فيهم خسة. ولا يملكون قوت يومهم.
إن أبيات الاعتذار في الشعر الجاهلي قليلة بالنسبة إلى غيره من الأغراض الأخرى. فما السبب؟ أكان ذلك لقلة دواعي الاعتذار، بمعنى: إنه لم يكن يحدث ما يستوجب الاعتذار إلا قليلًا؟ ربما كان ذلك غير صحيح إذ لا شك أن كل إنسان عرضة للخطأ والوقوع في أمور تستحق الاعتذار أم كان ذلك لأن جميع من ارتكبوا خطأ أو قصروا لم يكونوا شعراء؟ إن ذلك صحيح. ولكن لم يرد لجميع الشعراء اعتذار.
أم يكون ذلك لأن الجاهلي -شاعرًا كان أم غير شاعر- كان يعتز بنفسه، ويعجب بها، ويجب أن يشاع عنه القوة والكمال والصواب والبعد عن الخطأ على الدوام، فلم يرض أن يسجل على نفسه اعترافًا بالتقصير في حادثة ما؟ قد يكون ذلك قريبًا من المعقول، خصوصًا إذا علمنا أن الشعر كان كثير التداول، سريع الانتقال. كما كان يعتبر سجلًّا خالدًا لحوادثهم.

423 التبس: اختلط، والمراد لا يدركوني. مبداهم: من يقيم في البادية. محاضرهم: من نزل الحاضرة. وأصلهما مكان البدو والحضر. المعنى: لا آلوا عدوًا وهربًا مخافة أن أوسر.
424 الحداد: البواب والسجان. تبادر: أي إذا غدت فإنما همها قوت عيالها، فكيف يكون حالي إذا كان من أستى هذه حاله من الضيق.
425 النهدي: رجل من بني فهد، يقال له سليط بن قتيب، بفتحتين، من بني رفاعة. الرداف: أن يركب شخص آخر خلفه. الفل: المهزوم، كأنه سماه بالمصدر. العابر: العبرى، أي الباكية الحزينة.
426 الرحم، بكسر فسكون: هو الرحم بفتح فكسر. تدابر: تقاطع.
427 تترى: متواترين، التاء مبدلة من الواو، أصلها "وترى" بفتح الواو، كالتقوى، من الوقاية. وهي من المواترة، وهي المتابعة، نصبت على الحال، وحقيقتها أنها مصدر في موضع الحال، ومن العرب من ينونها، وبه قرأ أبو عمرو وابن كثير في سورة المؤمنون 44 " ثم أرسلنا رسلنا تترىً" ويخطئ كثير من الكتاب في عصرنا فيظنونها فعلًا مضارعًا ويضعونها موضعه. أثائج: جاءت جماعات. أحمس: شديد القتال. فاجر يركب فيه الفجور.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست