نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 432
قيامها فيه شماتة وعار عند العرب، فقالت لها يا هذه اخرجي عن مأتمنا فأنت أخت واترنا، وشقيقة قاتلنا، فخرجت وهي تجر أعطافها، فلقيها أبوها مرة فقال لها: ما وراءك يا جليلة؟ فقالت: ثكل العدد وحزن الأبد، وفقد خليل، وقتل أخ عن قليل، وبين ذين غرس الأحقاد وتفتت الأكباد، فقال لها أبوها: أويكف ذلك كرم الصفح وإغلاء الديات؟ فقالت:
أمنية مخدوع ورب الكعبة، أبا لبدن تدع لك تغلب دم ربها؟ قالوا: ولما رحلت جليلة. قالت أخت كليب: رحلة المعتدي وفراق الشامت، ويل غدا لآل مرة من الكرة بعد الكرة، فبلغ قولها جليلة فقالت: وكيف تشمت الحرة بهتك سترها، وترقب وترها. أفلا قالت: نفرة الحياء. وخوف الاعتداء.
ثم أنشأت تقول "وهو من أبرع ما قيل في معناه":
يا ابنة الأقوام إن شئت فلا ... تعجلي باللوم حتى تسألي
فإذا أنت تبينت الذي ... يوجب اللوم فلومي واعذلي
إن تكن أخت امرئ ليمت على ... شفق منها عليه فافعلي
جل عندي فعل جساس فيا ... حسرتي عما انجلت أو تنجلي
فعل جساس على وجدي به ... قاصم ظهري ومدن أجلي
يا قتيلًا قوض الدهر به ... سقف بيتي جميعًا من عل
هدم البيت الذي استحدثه ... وانثنى في هدم بيتي الأول.
يا نسائي دونكن اليوم قد ... خصني الدهر برزء معضل
خصني قتل كليب بلظى ... من ورائي ولظى من أسفل
ليس من يبكي ليوميه كمن ... إنما يبكي ليوم مقبل
يشتفي المدرك بالثأر وفي ... درك ثأري ثكل لمثكل.
إنني قاتلة مقتولة ... ولعل الله أن يرتاح لي
وفي قتال الأقارب بعد الحلم والصبر عليهم يقول الفند الزماني537:
537 الفند من فرسان ربيعة المشهورين شهد حرب بكر تغلب وقد قارب المائة سنة وهذه الأبيات من قصيدة قالها في حرب البسوس التي كانت بينهما وذلك أن بكر بن وائل بعثوا إلى بني حنيفة في حرب البسوس يستنصرونهم فأمدوهم به وبقومه بني زمان وعدادهم في بني حنيفة.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 432