responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 452
انتصاراتهم في الحروب، وأيامهم في الماضي والحاضر. ويفيض في الحديث عن مكانتهم، وقدرتهم، واستعدادتهم، وعاداتهم وكرمهم، وإسرافهم، وتفوقهم في ميادين الفصاحة والبيان والحكمة، والقول الفصل، والرأي السديد. ولا عجب في ذلك: فالنظام القبلي هو الذي كان سائدًا في ذلك العصر.
ولئن كانت الروح الجماعية هي السائدة في الشعر الجاهلي، فلقد كان للنواحي الشخصية نصيب فيه، فكان هناك فخر شخصي، وحديث عن المشاعر والإحساسات والعواطف الخاصة بنفسية الشاعر وشخصيته المستقلة، ولكن هذه الناحية على العموم، كانت أقل بكثير من الروح القبلية، ونظرة إلى الإحصاءات لكل منهما في دراستنا لشعر الحرب، تبين ذلك بوضوح.
ووجود هاتين الناحيتين في الشعر الجاهلي، مع تفوق الناحية القبلية، يدل دلالة واضحة على الحرية التي كان يتمتع بها الشاعر الجاهلي في فنه، كما تدل على أنه كان مدفوعًا إلى الحديث عن قومه بدافع غرزي وطبع أصيل فيه، كأنه كان مضطرًا أو مجبرًا. وهذا معناه شدة الاتحاد وقوة التماسك بين أفراد العشيرة الواحدة.
أما من الناحية الشكلية ففي الشعر الجاهلي ظواهر أهمها:

المحافظة على التقاليد الشعرية: في القصائد الطوال نجد الشعراء الجاهليين قد التزموا، على وجه العموم، تقاليد معينة نراها في جميع القصائد، فكانوا يبدءون قصائدهم الطوال عادة بافتتاحية خاصة، وكان الشاعر بذكائه يحاول أن يجعل افتتاحيته مناسبة لما سيتحدث عنه، ولذا تعددت هذه الافتتاحيات، ولكن كان أهمها الوقوف على الأطلال، والبكاء والاستبكاء عند الرسوم والآثار، وقد سبق أن وضحنا ما يمكن أن يكون تعليلًا لهذه الظاهرة، وقد يبدأ الشاعر حديثه بخطاب بعض أصدقائه أو رفاقه، والغالب في ذلك أن يكونا اثنين، كأنهم ما كانوا يسيرون إلا في جماعة، ثلاثة فأكثر، وكانت مهمة الزملاء تهدئة خاطر الحبيب، والترويح عن نفسه وتسرية الهم والحزن عنه، حينما تستبد به الذكريات، وتنهمر الدموع من عينيه، وبعد ذلك يستعيد الشاعر ساعة الفراق، فيصف موكب الحبيبة، حينما بدأ قومها الارتحال، ويتابع الشاعر تحركاتهم وسيرهم، وسط الأودية وفي منعرجات الطرق،

نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست