responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 448
وقد سلفت هذه القصة أثناء حديثنا عن "الحكم في يثرب". وفي هذه الحادثة يقول بعض الشعراء الحجازيين:
هل كان للفطيون عقر نسائكم ... حكم النصيب فبئس حكم الحاكم
حتى حباه مالك بمرشة ... حمراء تضحك عن نجيع قاتم1
وهذا الشداخ بن عوف الكناني يشرع سيفه في وجه الملوك، ويصور إباء قومه وأنفتهم، فهم لا يسمحون لأي إنسان أن يستبد بمظلمة لهم سواء كان ملكا كبيرا أو صعلوكا صغيرا. وإذا ما ساورت أي مستبد نفسه أن يظلمهم فلن يرى إلا الرماح المشرعة، والسيوف الصارمة التي يأخذ العين لمحها كما يأخذها برق الصواعق. ولنستمع إليه وهو يقول:
أبينا فلا نعطي مليكا ظلامة ... ولا سوقة إلا الوشيج المقوما
وإلا حساما يبرق العين لمحه ... كصاعقة في غيث مزن تركما
وكان الشاعر الحجازي الحارث بن ظالم الذبياني أحد سراة بني مرة وأشرافهم, جريئا, فاتكا، فتك بخالد بن جعفر الكلابي وهو نازل على النعمان، بل فتك بابن النعمان نفسه، وكان في حجر أخته سلمى بنت ظالم المري.
وما أروع موقفه في قصيد ثائر، وهو يخاطب النعمان ويتهدده ويتوعده بالقتل، كما قتل خالد بن جعفر من قبل ... وإن الشاعر هنا ليثور لجيران له أصابهم شر المليك، في إبلهم وأموالهم وأنفسهم ... ويقسم أنه لولا ما يتحجب به الملك من الحجاب والحراس، لمزقه بسيفه الصارم. ولنستمع إليه وهو يقول:
قفا فاسمعا أخبركما إذ سألتما ... محارب مولاه وثكلان نادم2

1 طعنة مرشة: واسعة, ذات رشاش من الدم. وراجع في هذه الحادثة ص152 من هذا الكتاب. واسم الفطيون مختلف فيه؛ أهو الفطيون أم الفيطون أم القيطون أم القيطور.
2 محارب مولاه، يقصد نفسه لأنه فيك بابن الملك. وثكلان نادم، يعني الملك لأنه فقد ولده.
نام کتاب : قصة الأدب في الحجاز نویسنده : عبد الله عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست