responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 119
قامت تريني وجنح الليل منسدلٌ ... صبحاً تولِّدَ بين الماء والعنب
كأن صغرى وكبرى من فوقعها ... حصباءُ على أرض من الذهب
وقال:
قُطْرُبُّل مربعي، ولي بقرى الكرخ مصيفٌ، وأمي العنب
ترضعني درَّها وتلحفني ... بظلها والهجير يلتهب
إذا ثنته الغصون جللني ... فينان ما في أديمه جوَبُ
ترنُّ في مأتم حمائمهُ ... كما تُرِنُّ الفواقدُ السلب
يهب شوقي وشوقهن معاً ... كأنما يستخفنا الطَّربُ
فقمت أحبو إلى الرضاع كما ... تحامل الطفل مسَّه السَّغبُ
حتى تحيرت بنتَ دسكرةٍ ... قد عجمتها السنون والحِقبُ
هتكت عنها والليلُ معتكر ... مهلهل النسج ما له هُدُبُ
من نسج خرقاء ما تُشَدُّ لها ... آخيةٌ في الثرى ولا طُنُبُ
ثم توجأتُ خصرها بشبا الأشفى فجاءت كأنها لهب
أقول لما تحاكيا شبهاً ... أيهما للتشابه الذهب
هما سواءٌ وفرقُ بينهما ... أنهما جامدٌ ومنسكبُ
ملسٌ وأمثالها محفَّرةٌ ... صُوِّرَ فيها القسوس والصلب
يتلون إنجيلهم وفوقهم ... سماءُ خمرٍ نجومها الحببُ
كأنه لؤلؤ تبعثره ... أيدي عذارى أفضى بها اللعبُ
وقال أيضاً:
أيا باكي الأطلال غيَّرها البلى ... بكيت بعين لا يجف لها غرْبُ
أتنعت داراً قد عفت وتغيرت ... فإني لما سالمت من نعتها حربُ
وندمان صدقٍ باكر الراح سُحْرَةً ... فأضحى وما منه اللسان ولا القلب
فأنتبهته كيما يفيق فلم يُفق ... إلى أن رأيت الشمس قد حازها الغرب
فقام يخال الشمس لما ترحلت ... فنادى: صبوحاً، وهي قد قربت تخبو
فناولته كأساً جلت عن فؤاده ... وناولته أُخرى فثاب له لب
إذا ارتعشت يمناه بالكأس رقَّصت ... بها ساعة حتى يسكنها الشُّربُ
وقال ابن وكيع:
ماذا انتظارك باللذات والطرب ... قل للسقاةِ صلوا الأقداح بالنُجب
وأفرغوا الماءَ في راحٍ معتقةٍ ... ما أحسن الفضة البيضاء في الذهبِ
آخر:
أديرا علي كؤوس المُدام ... يدر فلكُ اللهو [ثم] الطرب
أما تريان نجوم السماء ... تلوح لنا في سواد الغَهَبْ
كأن الدجى فرسٌ أدهمٌ ... وأنجمه لببٌ من ذهب
وقال آخر:
لا تدع عُمرك يمضي باطلاً ... لست تعتاض بعُمرٍ إن ذهب
ليس من عمرك يومٌ [لم] تُقِمْ ... فيه سوقاً للملاهي والطرب
وقال آخر:
لا ووعد اللحظ بالوصل على رغم الرقيبِ
واختلاس القُبل الحلوة من خدِّ الحبيبِ
وسماع مستطابٍ جاء في لفظ مصيبِ
ما سوى الراح لداءِ الهم عندي من طبيب
وقال ابن الرومي:
طربت إلى ريحانة الأنف والقلبِ ... وأعمالها بين العوازف والشرب
فلا عيش إلا بين أكواب قهوةٍ ... توارثها عقبٌ من الفرس عن عقبِ
تأنت أكف القاطفين قِطافها فسالت بلا عصر ودرت بلا عصب
أطافت بها الأيام حتى كأنها حُشاشة نفسٍ شارفت منقضى نحب
لها منظر في العين يشهد حُسنُهُ ... على مخبرٍ يُهدي السرور إلى القلب
تردُّ صفاء العيش مثل صفائها ... وتكشِف عن ذي الكرب غاشية الكرب
فلو رفعت في رأسٍ علياء لاهتدى ... بكوكبها السارون في الشرقِ والغربِ
غنيٌّ عن الريحان مجلسُ شُربها ... بنشرٍ كنشرِ المِسْكِ في مُحتوى نهب
ولم تر مرَموقاً إلى النفس مثلها ... يُشمُّ فيُلقي بالعبوس وبالقطبِ
لها مكرعٌ سهلٌ يُخبِّر أنَّها ... ذلولٌ وفيها سورةُ الجامح الصعِب

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست