responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 83
من حادثٍ لم يك قبل كائنا
أو خبرٍ يكرَهُ أو كتابِ
يقطع طيبَ اللهوِ والشراب
واسمع إلى مثالب الصبوحِ
في الصيف قبل الطائر الصدوح
حين حلا النوم وطاب المضجعُ
وانكسر الحرُّ ولذَّ المهجَعُ
وانهزم البق وكن رتَّعا
على الدماء وارداتٍ شُرَّعا
من بعد ما قد أكل الأجسادا
وطيرت عن الورى الرقادا
فقرب الزاد إلى نيامِ
ألسنهم ثقيلة الكلام
من بعد أن دبَّ عليه النملُ
وحيةٌ، تقذف سُمًّا، صلُّ
وعقرب ممدودة قتالة
وجُعلٌ، وفارة، بوَّالة
وللمغني عارضٌ في حَلقِهِ
ونفسه قد قدحت في حذقِهِ
وإن أردت الشُّرب بعد الفجر
والصبح قد سَلَّ سيوفَ الحرِّ
فساعةٌ ثم تجيءُ الدامغة
بنارها فلا تسوغ سائغة
ويسخن الشراب والمزاجُ
ويكثر الخلاف والضجاجُ
من معشرٍ قد جرعوا الحَمِيما
وطعموا من زادهم سمُوما
وغيمت أنفاسُهم أقدحهم
وعذبت أبدانهم أرواحهم
وأولعوا بالحكِّ والتفركِ
وعصب الآباط مثل المرتكِ
وصار ريحانهُمُ كالقَتِّ
فكلُّهم لكلِّهمْ ذو مَقْتِ
وبعضهم يمشي بلا رجلينِ
ويأخذ الكأس بلا يدين
وبعضهم عند ارتفاع الشمسِ
يحسُّ جوعاً مؤلماً للنفسِ
فإن أسرّ ما به تهوسا
ولم يُطق من ضعفه تنفُّسا
وطاف في أصداغه الصُّداعُ
ولم يكن بمثلِهِ انتفاع
وكثرت حدَّتُهُ وضجره
وصار كالحمى يطير شررُه
وهم بالعربدة الوحيَّة
وصرف الطاسات والتحيَّة
وظهرت شِرَّتُهُ في خُلقِهْ
ومات كل صاحب من فَرَقِهْ
فإن دعا الشقيُّ للطعام
خيَّط جفنيه على المنام
وكلما جاءت صلاة واجبة
فسا عليها فتوَّلت هاربة
فكدَّر العيش بيوم أبلقِ
أقطارُهُ بلهوهِ لا تلتقي
ومن أدام للشقاءِ هذا
من عله والتذَّه التذاذا
لم يلفَ إلا دَنِسَ الأثوابِ
مُهَوَّساً، مُهَوَّس الأصحاب
يزداد سُهداً وضنى وسُقما
ولا تراه، الدهر، إلا فَدْما
ذا شاربٍ وظُفرٍ طويلِ
ينغصُ الزادعلى الأكيلِ
وعينه محمرة الآماقِ
وأُذنه كجفنة الدَّقاقِ
وجسد عليه جلدٌ من وسخ
كأنما أشربَ نفطاً أو لَطَخ
تخال تحت إبطه إذا عَرِقْ
لحية قاضٍ قد نجا من الغَرَقْ
وريقه كمثلِ طوقٍ من أَدَمْ
وليس من ترك السؤال يحتشِمْ
في صدره من واكفٍ وقاطِرِ
كأثرِ الذَّرْقِ على الكنادِرِ
هذا لنا وما تركت أكثرُ
فجربوا ما قلتُهُ وفَكِّروا
ذكر ما جاء في التداعي
يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من دخل على غير دعوةً دخل سارقاً، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله. وعنه " ص " أنه قال: إذا دُعيَ أحدكم فجاء مع رسولٍ فإن ذلك له إذنٌ. ودعا رجل عليَّ بن أبي طالب " رض " إلى طعامٍ فقال: نأتيك على ألاَّ تتكلف لنا ما ليس عندك، ولا تدَّخِر عنا ما عندك. وكان يقول: شرٌ الإخوان من تُكُلِّفَ له. وقال ابن عباس (رض) : من نقل قدمه إلي فله الفضل عليَّ، وكان بعضهم يقول: بليَّةٌ تضني البدنن؛ رسولٌ بطيء، وسراج لا يضيء، وانتظار من لا يجيء. وقال ابن عباس (رض) : دعاني رجل إلى وليمة يوم جمعة، فبكَّرت إلى المسجد، فلم أنصرف إلى العشيِّ، فلقيني الرجل فقال: عصَيْتَ الله في هذا اليوم ثلاث مرات؛ قال الله عز وجل: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله، فسعيت قبل النداء، وقال: إذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض، فتركت الانتشار إلى العشي، ووعدتني فأخلفت، فلم يكن لي جواب إلاَّ أن قلتُ: لا أعود.
وكتب العدوي إلى صديق له:
كنتَ المُعَزِّي بفقدي ... وعِشْتَ ما عِشت بعدي
أَهدي إليَّ أخٌ لي ... سُلَيْلَ مِسْكٍ وورد
أرقَّ من دمع صَبٍّ ... يشكو صبابة وجدِ
فاخلع عليَّ سروراً ... بكونك اليوم عندي
وكتب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى صديق له:

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست