responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 206
هب أن جسمك من جواك نحوله ... أو أن لونك للنحافة أصفر
مركوبك البحر الجواد وما له ... من كبوة تلفى لماذا تعثر
وأنشدني من لفظه لنفسه سيدي وأخي تقي الدين بن حجة الحموي:
له يراع سعيد في تقلبه ... إن خط خطاً أطاعته المقادير
محبر وبتحرير العلوم إذا ... جرى يرى منه تحرير وتحبير
غصن عليه طيور العلم عاكفة ... وحانس النور من أوراقه النور
وأشقر يده البيضاء غرته ... له إلى الرزق فوق الطرس تيسير
بل اسمر عينه السوداء تلحظنا ... وهدب أجفانها تلك التشاعير
أو سهم علم بأطراف السطور غدا ... مريشا وله في الفضل تأثير
كذا محابره سود العيون فإن ... دانت أياديه قلنا الأعين الحور
ومن وقف على رسالة السيف والقلم للشيخ جمال الدين بن نباتة رأى من هذه المعاني العجائب ولولا اطالتها لأثبتها في هذا الباب ولقد ظرف إلى الغاية شمس الدين الواسطي حيث قال:
مازال بقلبه لهيب النار ... إذا صير جسمه خيالاً سارى
الله يقلبه فما يعلم ما ... قاساه الواسطي إلا الباري
وأنشدني أخي تقي الدين بن حجة الحموي يصف سكيناً أهداها له بعض الأصحاب وهو سكين قطع الملوك بها أوصال الجفا وأضافها إلى الأدوية فحصل بها البرء والشفاء وتالله ما غابت إلا وبلغت الأقلام من تغييرها إلى الجفا أنها لسان كل عنوان ما شاهدها موسى إلا وسجد في محراب النصاب وذل بعدما خضعت له الرؤوس والرقاب إن هجعت بجفنها كانت أمضى من الطيف وكم لها من خاصية جازت بها على حد السيف تنسى بحلاوة العسال ولا يظهر لطول طائله وتغني عن آلة الحرب بإيقاع ضربها الداخل كم مرت بشكلها المحلى فتركت المعادن عاطلة ولم يكن للحديد في هذه الواقعة مجادلة فلو لمحها الفاضل لتحقق أن خاطر سكينه كل أو شاهدها ابن نباتة لما أقر برسالة السيف وقل إلى أن دخلت إلى القراب كانت قد سبكت على الدخول أو أبرزت من غيمه كان على طلعتها الهلالية قبول كم أيقظت طرف القلم بعدما خط وعلى الحقيقة ما رأى مثلها قط ما أسفر صبح نصلها في ليل نصابها الذي دجا إلا تغزلت وقلت ما أحسن طرة الصبح من تحت أذيال الدجى تطرف بأشعتها الباهرة عين الشمس وباقامتها الحد حافظت الأقلام على مواظبة الخمس وكم لها من عجائب تركت جدول السيف في بحر غمده غريق لو سمع بها من قبل ضربه لما حمد التطريق لازالت صدقات مهديها تحف بما يذبح نحر فقرى وتأتي في كل حين بما يشفى من داء الفقر ويبرى بمنه وكرمه.
كتب مولانا محمد بدر الدين الدماميني إلى المرحوم أمين الدين صاحب ديوان الإنشاء بالشام ملغزاً في دواة:
كتبت وأعذاري إليك تقرر ... ونطقي بها يا كاتب السر يجهر
أتتك أبيات المعاني فرضتها ... وحكت حبير اللفظ فهو محرر
وحليت أهل الفضل إذ كنت خاتما ... له فعليك الآن يعقد خنصر
وما أنت إلا البحر جاش عبابه ... ولكن رأينا منك حلما يجسر
فما كلمة أفديك دام اعتلالها ... وفيها دواء إن اعتراها ثغير
ويحفظها ذو السر وهي التي وشت ... وذلك من عاداتها ليس ينكر
وما مسها إلا وجاب بنفسها ... وصحف تر المقصود بالنفس يظهر
وتحمل سمر الخط رايات ملكها ... على الرأس عباسية حين تخطر
كحيلة طرف تعشق العين شكلها ... وحسن مرآها إذا ما تحبر
مؤنثة كم ذكرتنا بلوتها ... عهود الصبا والشيء بالشيء يذكر
إذا هجرت يبدو المشيب برأسها ... وفي الوصل تذى أدمعاً تتحدّر
وكم قد أرانا ريقها من مسلسل ... يلذ به في الذوق ورد ومصدر
وكم لاقت الأحبار منها محاسنا ... فغادت لها الجهال بالعي تحصر
مسودّة أن ترض فالعيش أخضر ... وإن سخطت فالموت لا شك أحمر
ويعذب للسمر الرقاق رضابها ... فتنهل منه مورداً لا يكدر
لقد أحكمت والنسخ مازال دأبها ... بذلك قد جاء الكتاب المسطر
وما هي إلا ذات متربة غدت ... وكم ذا غنى عن قصدها ليس يفتر
إذا امتدت الراحات وهي مثيرة ... إلى نحوها أمست على المد تقصر
ولسنا نراها غير سائلة ولم ... تفه بسؤال فاعترانا التحير

نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست