responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 55
ونقلت من خط سيدنا ومولانا بدر الدين محمد بن الدماميني هذا اللغز وكتب به إلى بعض الفضلاء الثغر المحروس ما قول مولانا أبقاه الله تعالى وضاعف إقباله ووالي في ذات ينعم بها الجاني وتطرب في مرابعها الألحان المغنية عن المثالث والمثاني خرساء لاتعرف حديث الأدب المأثور وطالما تأملها الكاتب فوجد بها السجع والمنثور عيونها تذبل إذا شربت وأعطافها ترقص إذا طربت طالما تحركت السواكن وهاجت البلابل ونهر من سأل عنها فاستعذب نهرها السائل وروى منها عن الزهري حديث حسن ولم يعز إليها مع ذلك براعة ولا لسن ورمقت الأعين خدودها وودت الأنفس على الحالين ورودها استحسنت الخواطر حديث راويها إذا اعتل واستروجت لنفسه الطيب إذا اختل إن عرف لفظها كان عاماً لمحل لا يطرقه محل ولا ينكر تأنيثه فحل يحدث المصري بحلاوته ويخبر بلفظه وطلاوته قد سهر من قديم تألقه البسطة وجهل السكر على أنه مازال يقول بالنقطة يعرف المعشوق وآثاره وينال من المشتهي أمانيه وأوطاره وتوطأ فيحمد حمله الأنعال وتقف عنده الجواري على الأرجل فلا تود الانتقال وينشد من شغف بمعانيه وبعث طرفه لتأمل مغانيه وكتب إذا أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر وإلا فعلم على جملة يعرفها الطالب ويحسن ارتكاب المهالك لنيل ما فيها من المطالب قد فتحت لأرباب المقاصد أبوابها ومنحت الإفهام الضالة هديها وصوابها وصحت بما اشتملت عليه من العلل ونسخت مع أنها أحكمت بالسلامة على الحلل:
وقد بسقت منها الفروع وأثمرت ... إلى أن جنا منها الورى ثمر العليا
وفي وصفها يبدو الطباق فضدها ... يموت بها غماً وصاحبها يحيي
الوزير بن عمار:
وليل لنا بالسد بين معاطف ... من النهر ينساب انسياب الأراقم
بحيث اتخذنا الروض جاراً تزورنا ... هداياه في أيدي الرياح البواسم
تبلغاً أنفاسه فتردها ... بأعطرها أنفاس وأزكى المباسم
تسير إلينا ثم عنا كأنها ... حواسد تمشي بيننا بالنمائم
وقال القاضي بدر الدين بن الدماميني لنفسه رحمه الله:
يقول مصاحبي والروض زاه ... وقد بسط الربيع بساط زهري
تعال نباكر الروض المفدا ... وقم نسعى إلى ورد ونسري
وقال أبو جعفر ابن الشعري (توفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة) :
يا هل ترى أظرف من يومنا ... قلد جيد الأفق طوق العقيق
وأنطق الورق بعيدانها ... مرقصة كل قضيب وريق
والشمس لا تشرب خمر الندى ... في الروض إلا بكئوس الشقيق
وقال بعضهم:
في روضة علم أغصانها ... أهل الهوى العذري كيف العناق
هبت بها ريح الصبا سحرة ... فالتفت الأشجار ساق بساق
وقال الشيخ عز الدين الموصلي ونقلتها من خطه رحمه الله تعالى:
منابر الدوح فيها الورق قد سجعت ... فمالت القضيب للألحان واستمعت
وهاجها سحراً مر النسيم فمذ ... هب القبول إلى طيب الصبوح دعت
أبدت فرادى ومثنى من عجائبها ... تلك الرياض التي للحسن قد جمعت
بينا ثغور بها للزهر قد بسمت ... أضحت عيوناً بماء الطل قد دمعت
ومذ تلون وجه الروض قابله ... نهر به أعين في صدره دفعت
وقال الشيخ الفاضل الكامل يحيي بن هذيل التجيبي أبو زكريا كذا ذكره العلامة ذو الوزارتين لسان الدين محمد بن الخطيب في تاريخه الإحاطة بتاريخ غرناطة (وذكر وفاته سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة) :
نام طفل النبت في حجر النعامى ... لاهتزاز الظل في مهد الخزاما
وسقى الوسمي أغصان النقا ... فهوت تلثم أفواه الندامى
كحل الفجر لهم جفن الدجى ... وغدا في وجنة الصبح لثاماً
يحسب البدر محيا ثمل ... قد سقته راحته الصبح مداماً
حوله الزهر كئوس قد غدت ... مكسة الليل عليهن ختاماً
وقال الوزير العلامة فخر الدين عبد الرحمن بن مكانس تغمده الله بالرحمة يصف شجرة بشاطئ النيل المبارك بالروضة:
يا سرحة الشاطئ المنساب كوثره ... على اليواقيت في أشكال حصباء
حلت عليك عز إليها السحاب إذا ... نوء الثريا استهلت ذات أنوائي
فغن تبسم فيك النور من جذل ... سقاك من كل غيم كل بكائي

نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست