responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 56
رحماك بالوارف المعهود منك فكم ... لنا بظلك من أهواء أهوائي
وكم نزلنا مقيلاً منك ما حمي الهجير ... إذ حيث لا مرائي لحربائي
يظل من قبل الفضفاض في ظل ... من الغمام يقينا كل ضرائي
يا طيبة بدواء القيض عالمة ... أنت الشفاء لدى الرمضا من الداء
لاصوح الدهر منك الزهر وانبجست ... عليك كل هتون الودق سوداء
عصابة الشرب اموار روض زاهرة ... تعزي لأكرام أخوال وآبائي
خمائل لالروض منشاها ومرضعها ... ضرع النميرين من نيل وأنوائي
فاستمهدت دوحها المخحضل وافترست ... لجم الربا ورقت عرشاً على الماء
قريرة العين بالأنواء باردة ال? ... ?قلب الذي لم تنله غير سراء
مقيل ندمان بل مغني حمائل بل ... كناس أرام بل أفناء درماء
لها مطارف سجسج فمصيفها ... ظل يعادل فيه طيب مشتاء
قديمة العهد هزتها الصبا فصبت ... فهي العجوز تهادي هدى مرهاء
لايدرك الطرف أقصاها على كلك ... حتى تعود له لحظات حولاء
وصوت بلبلها الراقي ذرى غصن ... بحلة من دمقس الريش دكناء
كقرع ناقوس ديري على شرف ... مسبح في سواد الليل دعاء
خلية حين أجنيت الضلوع على ... نار بشجوى بها لاحب لمياء
تهكمت بي فلم تجني أضالعها ... على الهواء وأجنتها على الماء
بديعة الحسن قد فاز الجناس لها ... من المعاني بأفنان وأفياء
وقام عنها لسان الزهر ينشدنا ... للهو كم ارج ما بين أرجاء
كم صفق الموج من أزهارها طرباً ... فنقطته بيضاء وصفراء
وكم طربت لما أبدته من ملح ... يصبو له كل ذي عقل وآراء
وجدت بالتبر من مالي ومن أدبي ... فكنت في كل حال منهما الطاء
كأنها من جنان الخلد قد كملت ... حسناً وحسبك من خضراء العاء
كأن أغصانها اللدان الرشاق إذا ... هصرت أفنانها أعطاف وطفاء
كأن صمغتها الحمرا بقشرتها ال ... ?دكناء قرص على أعكان سمراء
كأنها فوق دعص الموج غذ سفحت ... هضابه سفح وأدرب أفياء
مالت على النهر إذ جاش الخوير به ... كأنها أذن مالت لإصغاء
كأنما النهر مرآة وقد عكفت ... عليه تدهش في حسن ولألاء
ذو شاطئ راق غب القطر فهو على ... نهر الأبله يزري أي أزراء
كأنه عند تفريك النسيم له ... فرند سيف نضته كف جلاء
كأنه شبك من لؤلؤ نظمت ... أو جوهر السن أو تحليل رقشايء
كأنه حين يهدي زرقة وصفا ... رقراق عين بوجه الأرض شهلاء
وكم شدتنا حمامات الأراك على ... أغصانها فأرتنا رقص هيفاء
من كل ورقاء من الأفنان صادحة ... بين الحدائق في فيحاء زهراء
ورق تغنت بحيات رقين على ... عيدانها قاله في مغناه وغناء
باكرتها في سراة من اصاحبنا ... لاينطوون على حقد وشحناء
تداعبوا بمعاني شعرهم فأروا ... ود الأحبة في ألفاظ أعداء
من شيخ مجنون في شباب فتى ... يقري المجون بقلب غير نساء
يسعى إليها على جرداء جارية ... من أيكها كهلال الأفق حدباء
نوحية الصنع والأحكام منشأة ... تسير ما سيرت من غير أعياء
سوداء تحكي على الماء المصندل شا ... مة على شفة كالشهد لعساء
ساجية ألبستها الصانعون لها ... من التدابيج ما يزهو بصنعاء
غريبة ذات الوان وأجنحة ... لم أدر تعزي لروض أو لعنقاء
لم يستطع شاوها إذ سيرها عنق ... عز الجياد على كد وانضاء
كم قد نعمنا بها عيشاً بصافية ... شمطاء تجلي على الخلاء عذراء
مما تخيرها كسرى وأودعها ... رب الخورنق في قوراء جوفاء
راحا إذا ركع يمزجها ... سمعت من صوته تسبيح فأفاء
أم السرور التي أبقى الزمان بها ... جزؤ الحياة وقد ألوى بأجزاء
فعاطيتها على طل الندى سحراً ... فإن ترشافها موتى وأحياء
واستجلها بنت مصر تستطيل على ... بغداد والموصل الحدبا وسوراء
كم بين من قام معتل النسيم بها ... على اعتدال وحدباء وزوراء
من كف ظبي وشاد أو وشادية ... تشدو لنا بين صوت العود والناء

نام کتاب : مطالع البدور ومنازل السرور نویسنده : الغزولي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست