responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 385
ومات له في دار البركة التي انتقل إليها خمسون غلاما في أيام يسيرة، ففزع، وخرج إلى دار أخرى هارباً منها في الليل، حتى قال الناس إنه جاءه في الليل أسود فقال له: إن خرجت منها.. وإلا قتلتك! فخرج على وجهه، ونزل دار بعض غلمانه إلى أن أصلحت له دار كانت لحرم ابن طولون، فلما نزلها دخل عليه أبو الطيب فقال في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
أحقّ دارٍ بأن تدعى مباركةً ... دارٌ مباركة الملك الّذي فيها
يقول: أحق الدور بأن تسمى مباركة، هي الدار التي الملك فيها، لما يشملها من نعمه وبره.
وأجدر الدّور أن تسقى بساكنها ... دارٌ عدا النّاس يستسقون أهليها
يقول: إذا كان البعيد يستسقى من جود يديك، فدارك التي تسكنها أولى بأن تسقيها بجودك وبركتك.
هذي منازلك الأخرى نهنّئها ... فمن يمرّ على الأولى يسلّيها
ويقول: نحن نهنئ دارك التي انتقلت إليها بنفسك، فمن يمر على الأولى التي انتقلت عنها يسليها: أي يصبرها. من بمعنى الذي.
إذا حللت مكاناً بعد صاحبه ... جعلت فيه على ما قبله تيها
يقول: إذا نزلت مكاناً بعد ما رحلت عن مكان غيره، تاه المكان الذي نزلته على الذي ارتحلت عنه، تشرفاً بك.
لا تنكر العقل من دارٍ تكون بها ... فإنّ ريحك روحٌ في مغانيها
يقول: لا تنكر أن تكون الدار التي تحلها لها عقل! تعرف به شرفها بقربك، لأن ريحك في منازلها، لها روح تحيا به.
أتمّ سعدك من لقّاك أوّله ... ولا استردّ حياةً منك معطيها
يقول: أتم الله سعادتك، كما ابتدأك بها، ولا استرد منك ما أعطاك من الحياة.
ودخل يوما أبو الطيب على كافور الأسود، فلما نظر إليه وإلى قلته في نفسه ونقص عقله ولؤم كفه وقبح فعله، ثار الدم في وجهه حتى ظهر ذلك فيه، فخرج فركب فأتبعه الأسود بعض القواد، وهو يرى أن أبا الطيب لا يفطن فسايره وسأله عن حاله وقال له: أراك متغير اللون؟ فقال أبو الطيب: أصاب فرسي اليوم جرح خفته عليه، وقلبي مشغول به، وليس له خلف إن تلف، فبلغ معه إليه ثم عاد إلى الأسود فأخبره، فأنفذ إليه مهراً أدهم، فقال أبو الطيب يمدحه ويذكر أسف الحمدانيين عليه وأنشدها يوم الأحد لأربع عشرة ليلة من شهر ربيع الآخر من هذه السنة:
فراقٌ ومن فارقت غير مذمّم ... وأمٌّ ومن يمّمت خير ميمّم
يقول: هذا فراق ومن فارقته غير مذموم، وهو سيف الدولة، وهذا أم: أي قصد، ومن أممته خير مقصود، وهو كافور.
وما منزل اللّذّات عندي بمنزلٍ ... إذا لم أبجّل عنده وأكرّم
يقول: ليست اللذة بلذة الأماكن إلا إذا أكرمني أصحابها وعظموا قدري، فمتى كنت مهاناً فيها فلا أعدها لذة عندي.
سجيّة نفسٍ ما تزال مليحةً ... من الضّيم مرميّاً بها كلّ مخرم
مليحةً: أي مشفقة خائفةً. والمخرم: المفازة.
يقول: عادة نفسي أنها تأنف الذل، وتشفق من الضيم، فلهذا أتحمل المشقة وأقطع المفاوز.
رحلت فكم باكٍ بأجفان شادنٍ ... عليّ، وكم باكٍ بأجفان ضيغم
الشادن: ولدى الظبي إذا قوى. والضيغم: الأسد.
يقول: لما رحلت بكى لفراقي النساء اللواتي عيونهن كأعين الغزلان، والأبطال الذين هم كالأسود، وعنى به سيف الدولة وأصحابه.
يعني: بكى لفراقي حبيبي بأجفان الشادن، وبكى سيف الدولة بأجفان الضيغم.
وما ربّة القرط المليح مكانه ... بأجزع من ربّ الحسام المصمّم
هذا تفسير البيت الذي قبله. والهاء في مكانه للقرط، وهو الذي يعلق في شحمة الأذن.
يقول: لم تكن حبيبتي صاحبه القرط، بأشد جزعاً لفراقي، من حبيبي الذي هو صاحب السيف. وأراد به سيف الدولة.
فلو كان ما بي من حبيب مقنّع ... عذرت ولكن من حبيب معمّم
يقول: لو كان ما بي من الشوق إنما هو لحبيبي المقنع، لعذرت نفسي في فراقه، لأني فارقته لطلب المجد والعلا، ولكن أي عذر في مفارقة حبيبي المعمم؟؟! وما رجوته من قصد غيره، كان موجوداً عنده! يظهر الندم على فراق سيف الدولة.
وقيل: معناه لو كان سبب فراقي من قبل المحبوبة لعذرتها، لأن التغير والفراق من عاد النساء، ولكن ما بي من حبيب معمم، فالتغير لا يعذر فيه.
رمى واتّقى رميي ومن دون ما اتّقى ... هوىً كاسرٌ كفّى وقوسي وأسهمي

نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست